الرؤية - أحمد السلماني 
استعاد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم عافيته بفوز صعب على شقيقة الفلسطيني بهدف في المباراة التي جمعت المنتخبين ضمن منافسات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.

 ونجح المهاجم محسن الغساني في إحراز هدف الفوز في الدقيقة 84 بعد استغلاله كرة مرتدة من الحارس الفلسطيني رامي حماده إثر تسديدة قوية لعصام الصبحي.


 

بدأت المباراة بحذر من الجانبين، حيث كانت الفرص محدودة في الشوط الأول بفضل التنظيم الدفاعي المتين للفريقين، حاول منتخبنا بتوجيه مدربه رشيد جابر تحريك خطوطه والهجوم من الأطراف والعمق، في حين اعتمد المنتخب الفلسطيني على التمركز الدفاعي وإغلاق المساحات أمام الهجمات العمانية، فيما اعتمد الفلسطيني على المرتدات المتقنة التي شكّلت خطورة حقيقية.

في الشوط الثاني، اندفع الفدائي نحو المقدمة ليستغل منتخبنا المساحات وينقل الكرة بسرعة بين اللاعبين ومع ذلك ضاعت فرص شبه محققة لولا براعة الحارس إبراهيم المخيني، واشتعلت الإثارة مع زيادة الضغط من منتخبنا الذي بدا عازماً على اقتناص النقاط الثلاث. 

شهدت الدقيقة 84 اللحظة الحاسمة عندما أطلق عصام الصبحي تسديدة قوية أبعدها الحارس الفلسطيني بصعوبة، ليتابعها محسن الغساني بتسديدة محكمة في الشباك، وسط فرحة عارمة من الجماهير واللاعبين.

بهذا الفوز، رفع المنتخب العماني رصيده إلى 6 نقاط، مما عزز من حظوظه في مشوار التأهل، بينما تجمد رصيد المنتخب الفلسطيني عند نقطتين، ليتعقد موقفه في المنافسة.

هذا الانتصار أظهر العمل الجماعي والتنظيم العالي الذي يتمتع به منتخبنا، إضافة إلى قوة خط وسطه وتمريراته المتقنة وسرعة الاندفاع العماني، كما وللتبديل الذي اجراه المدرب رشيد جابر بخروج عبدالرحمن المشيفري الذي عانى من اصابة بسيطة ودخول عصام الصبحي الذي شكل بسرعته ضغطا واستغلال حقيقي لتقدم الدفاع الفلسطيني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"برازيل الخليج" حقق المهم.. وتبقّى الأهم!

 

 

أحمد السلماني

 

بروح قتالية لا تلين وعقلية تكتيكية متزنة، عاد منتخب السلاطين من العاصمة الكورية الجنوبية سول بنقطة ثمينة، وضعته في موقف جيد في سباق التأهل، وأكد أن هذا الجيل قادر على تحقيق الحلم الكبير، لم يكن التعادل مع الشمشون الكوري مجرد نقطة؛ بل كان درسًا في العزيمة والانضباط، ورسالة واضحة بأن برازيل الخليج لم يعد مجرد منافس عابر، بل فريق يُحسب له ألف حساب في القارة الصفراء.

المدرب الوطني رشيد جابر خطّط ورسم لوحة تكتيكية عبقرية، حيث لعب المنتخب بأسلوب متوازن رغم تلقيه هدفًا في نهاية الشوط الأول، لكنه لم ينجرف وراء التسرع، بل حافظ على انضباطه الانفعالي والتكتيكي، حتى نجح في خطف هدف التعادل في الدقائق العشر الأخيرة، بل وكان بالإمكان تحقيق الفوز لو استغل الأحمر الفرص المتاحة في اللحظات الأخيرة، بعد أن أُجبر المنتخب الكوري على فقدان أعصابه وفقدان الحلول الهجومية، مكتفيًا بالاستحواذ السلبي دون تهديد حقيقي لمرمى صاحب القلب الشجاع إبراهيم المخيني، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته بتصديات حاسمة أعطت زملاءه الثقة للاستمرار في القتال حتى النهاية.

الخطة التي اعتمدها الأحمر الكبير لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت بعد دراسة دقيقة لنقاط قوة وضعف المنتخب الكوري، الوطني رشيد جابر، ومعه جهازه المعاون، أثبتوا أنهم يعرفون تمامًا كيف يوظفون اللاعبين بشكل مثالي، من خلال الجمع بين صلابة الدفاع والسرعة في التحولات الهجومية، مما أربك دفاعات كوريا التي لم تستطع مجاراة الإيقاع العماني المهاري والسريع، الأهم من ذلك، أن الجهاز الفني بات لديه تصور واضح حول العناصر القادرة على تنفيذ هذا النهج بفاعلية، سواء في التشكيل الأساسي أو من خلال البدلاء الذين صنعوا الفارق في الشوط الثاني.

التعادل مع كوريا في عقر دارها نتيجة إيجابية تُحسب لهذا الجيل، لكنها ليست سوى خطوة على الطريق، فالمهمة القادمة ستكون أكثر صعوبة، بعد أن ارتفع سقف الطموحات وأصبحت كل الفرق تتعامل مع منتخب السلاطين بحذر مضاعف، المواجهة القادمة أمام الكويت لن تكون سهلة، فالمنتخب الكويتي ظهر بمستوى مميز وأجبر العراق على التعادل في مباراة مثيرة، وهو منتخب يملك عناصر شابة وطموحة تسعى لإثبات نفسها. هنا تكمن التحديات الحقيقية، فبعد أن تجاوزنا واحدًا من أقوى منتخبات القارة، علينا أن نثبت أن هذا الأداء لم يكن استثناءً؛ بل هو امتداد للعروض اللافتة في كأس الخليج والقاعدة التي سنبني عليها المرحلة المقبلة.

نتحسر بلا شك على خسارتنا أمام العراق في مواجهتين كنا الطرف الأفضل فيهما، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج، والأخطاء الإدارية التي وقع فيها اتحاد الكرة والتدخلات غير المسؤولة من سماسرة المصالح الضيقة كانت كفيلة بأن تجعل منتخبنا يدفع الثمن. ومع ذلك، لا يزال برازيل الخليج هو المنتخب الخليجي الأكثر إمتاعًا والأفضل فنيًا، لكنه بحاجة إلى أن يكون أكثر جرأة، وأقل احترامًا للخصوم عندما تلوح أمامه فرصة حسم المباريات لصالحه.

 

لرشيد جابر نقول: المهمة القادمة ليست سهلة، لكنك أثبت أن بعقل مدبر وبخليط من الشباب المتعطش والمتسلح بحب الوطن، يمكننا تجاوز أي تحدٍ. الطريق إلى التأهل يمر عبر الكويت ثم الأردن وفلسطين، وما دمنا نملك روح التحدي، فإن المستحيل ليس في قاموسنا. علينا أن نخدم أنفسنا بأنفسنا، ولا نعتمد على حسابات الآخرين، بل نجتهد ونؤمن بأن التوفيق حليف من يعطي كل ما لديه فوق المستطيل الأخضر.

أما إلى الإعلام الرياضي، فنقول: قل خيرًا أو اصمت. لا داعي لتضخيم قوة الخصوم إلى حد بث الرعب في نفوس اللاعبين، ولا معنى لتثبيط عزائم المنتخب وزرع التشاؤم قبل كل مباراة. النقد البناء مُرحَّب به، لكن دسّ السم في العسل والتقليل من الإنجازات هو سلوك من لا يريد الخير للكرة العمانية. ما قدمه الأحمر أمام كوريا هو نموذج للفخر والاعتزاز، ويجب أن يكون دافعًا لمزيد من العمل لتحقيق الهدف الأكبر.

المرحلة المقبلة تحتاج إلى الإيمان بقدراتنا والثقة والالتزام، فلا يزال الحريق أمام الأحمر الكبير طريق طويلًا، لكن هذا الجيل أثبت أنه قادر على كتابة التاريخ، فقط إن صدّق الجميع بأن منتخب السلاطين يملك كل المقومات ليكون رقماً صعباً في القارة الآسيوية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قبل مواجهة الكاميرون.. غيابات بالجملة تضرب صفوف منتخبنا الوطني
  • "أحمر الشواطئ" يتأهب لمواجهة ماليزيا
  • "الأحمر" يجري أول التدريبات بالكويت استعدادًا لـ"الأزرق" ضمن التصفيات المؤهلة لـ"مونديال 2026"
  • "برازيل الخليج" حقق المهم.. وتبقّى الأهم!
  • "الأحمر" يجري أول التدريبات بالكويت استعدادا لمواجهة "الأزرق" ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2026
  • منتخب الشاطئية يطمح لمواصلة الفوز أمام ماليزيا في كأس آسيا.. غداً
  • الأحمر يبدأ الإعداد بحصتين .. والكويت تفتح استاد جابر بالمجان
  • الأولمبي يلاقي البحرين في نصف نهائي بطولة غرب آسيا.. غداً
  • رؤية الناشئين ..نجم الأهلي السابق يعلق على خسارة الأحمر من إنبي في كأس الرابطة
  • ياسر ريان: الأهلي يخوض كأس عاصمة مصر بهدف التجربة