الشهداء.. أوسمةُ الخلود ومشاعلُ النصر على درب القدس
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
عدنان ناصر الشامي
في مقامٍ لا يماثله مقام، وفي منزلةٍ ليست كالمنزلة، يقف الشهداء العظماء على عتبات المجد، أُولئك الذين ناداهم الله إلى جواره وقلّدهم أوسمة الخلود، وألبسهم من كرامته تاجًا ومن شرفه حلّةً أبدية.
ليسوا أمواتًا في علم الله، بل هم نورٌ لا ينطفئ، وأملٌ لا يخبو، ورجالٌ لا يشوبهم شك ولا تخالط صدقهم خيانة.
ليسوا مُجَـرّد أسماء في صفحات التاريخ، بل هم رجالٌ صدقوا الوعد، وعاشوا الرجولة في صميمها، وجمعوا الفضائل من أطرافها. هم من صانوا المروءة والشهامة، وزينوا أنفسهم بالكرامة ولم يخشوا في الله لومة لائم، بل وقفوا كالجبل في وجه الظلم، فأذلّوا أعداء الله وأعلوا كلمة العدل. هؤلاء هم رجالات الله، رجال الحق الذين لا يتراجعون، ولا يتنازلون عن شرفهم ولا عزتهم.
بفضل دماء الشهداء الطاهرة، نهض شعبنا اليمني العظيم، ليصبح قوةً لا تُقهر، وجيشًا يزلزل الأرض تحت أقدام أعدائه، وأمةً تنحني لها الهامات. بفضل الله، وبفضل المشروع الذي أرساه الشهيد القائد، أصبحنا منارةً للأُمَّـة، نصون الكرامة، ونقود الأُمَّــة نحو مستقبل ناصع.
شهداء المسيرة القرآنية هم ورثة المشروع المقدَّس الذي أسَّسه الشهيد القائد، بدمائه الطاهرة وتضحياته العظيمة. لقد صنع بدمائه الطاهرة طوفانًا يجتاح كُـلّ طاغية ومستبد، ليعلن أن الكرامة لا تُشترى، وأن الأمانة لا يحملها إلا من صدقوا العهد. لقد حملوا في قلوبهم القضية الفلسطينية، وأثبتوا أن لا عزة ولا شرف إلا بتحرير الأرض وتطهير المقدسات. حدّد الشهيد القائد للأُمَّـة عدوها الحقيقي، فربط الأُمَّــة بقضية فلسطين؛ باعتبَارها شرف الأُمَّــة ومحور عزتها.
فتحوا لنا أبوابَ النصر بدمائهم، وأعلوا راية العدالة، ودافعوا عن قيم الله في وجه الباطل. بذلوا أرواحهم؛ مِن أجلِ أن تبقى الأُمَّــة شامخة، ومن أجل إعلاء كلمة الله، ومن أجل تسييد الحق ودفع الباطل عن ديار المسلمين، وصون المبادئ التي أسسوا عليها حياتهم وجهادهم.
أحيوا الأُمَّــة، حرّروها من قيود الوصاية، ووهبوها حياة العزة والحرية. ولا تزال قوافل الشهداء تسير، ومنارات التضحية تضيء دروب النصر، وأبطال المقاومة يرصدون العدوّ في كُـلّ زاوية. تضحياتهم تغمر الأُمَّــة عزةً وبركة، وتجعل من أعدائنا عبرةً لأولي الألباب.
في أسبوع الشهيد، نرفع هاماتنا فخرًا واعتزازًا بمن قدّموا أرواحهم في سبيل الحق والكرامة.
الشهداء هم نور الأُمَّــة ومشعل النصر، هم من فتحوا لنا دروبَ العزة بدمائهم الطاهرة، وجعلوا من تضحياتهم بذورًا تنبت أملَ الحرية.
نستمد من عزائمهم وقود الصمود، ونستلهم من إرادتهم معاني التضحية، مؤكّـدين أن خطاهم الخالدة هي سبيلنا نحو التحرير والتمكين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: المساجد بيوت الخير وأفضل البقاع عند الله في الأرض
ألقى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة اليوم من مسجد السيدة عواطف بحدائق أكتوبر، تحت عنوان: "تحويل القبلة: دروس وعبر"، مؤكدًا أن المساجد هي خير بقاع الأرض عند الله، وأن الإسلام حث على الاهتمام بها وعمارتها، مستشهدًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من بنى مسجدًا للهِ كمَفحَصِ قَطاةٍ أو أصغرَ، بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ".
كما بيَّن أن المساجد بيوت الخير، ففيها العبادة، وفيها التعلم، وفيها التشاور وفعل الخيرات، مشيرًا إلى أن افتتاح المساجد يذكرنا بتحويل القبلة، التي تحل ذكراها في هذا اليوم الكريم.
وأشار إلى أن ليلة النصف من شعبان نفحة من نفحات الدهر، فهي ليلة المغفرة والرحمة، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ليطَّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن"، مؤكدًا أن هذه الليلة يستحب فيها الاجتهاد بالطاعة والعبادة.
وفي ختام خطبته، سأل الله -عز وجل- داعيًا أن يتقبل هذا العمل الطيب، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء، وسائر بلاد العالمين.
وافتتح الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة ١٤ من فبراير ٢٠٢٥م، مسجد السيدة عواطف مصباح في صن كابيتال بمدينة حدائق أكتوبر، بحضور المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي؛ والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية؛ والمهندس محمد الشيمي، وزير قطاع الأعمال؛ واللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني؛ والمهندس طارق شكري، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب؛ والسيد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة؛ والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة؛ والدكتور السيد مسعد، مدير مديرية أوقاف الجيزة، إضافة إلى العديد من القيادات الشعبية والتنفيذية والدعوية بالمحافظة.