يمانيون:
2025-03-26@11:03:07 GMT

الشهادة.. رفيقةُ الأولياء والأنبياء

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

الشهادة.. رفيقةُ الأولياء والأنبياء

أكرم ناصر زيد

في زحمة الحياة، حَيثُ تتداخل الأماني وتختلط الطموحات، يبقى هناك باب مفتوح أمام الإنسان، بابٌ يُعلي من شأنه ويمنحه الخلود.

إن الله سبحانه وتعالى غنيٌّ عن عباده، لا تضره معصية ولا تنفعه طاعة،

ولكنه برحمته الواسعة أتاح للإنسان فرصة استثنائية للاستثمار في الآخرة، حتى في لحظة الوداع.

فأنت من تختار كيف تنهي رحلتك في هذه الحياة؛ هل ستكون في سبيل الله، حيث الشهادة تُعتبر أسمى مراتب الكرامة؟

ومن تأمل في آيات القرآن الكريم حول الشهداء، لن يجد سوى التكريم العظيم والمقام الرفيع الذي أعده الله لهم.

حيث يُكرم الشهداء بما لا عين رأت ولا أذن سمعت. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا، بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون”. هذه الآية تُعيد إلى الأذهان مكانة الشهداء الرفيعة، وتُذكرنا بأنهم ليسوا مُجَـرّد ضحايا،

بل هم أحياءٌ في عالم أفضل من عالمنا، وفي تكريم عند من هو كريم أكرم منا، إن الشهداء هم نماذج مشرقة في تاريخنا، ومنهم الأنبياء والأخيار الذين عشقوا الشهادة وعزفوا على أوتار الإيمان.

رسول الله محمد، صلى الله عليه وآله، الذي كان يتوق للشهادة، كان يحث المسلمين على طلبها. كان يقول:

“ما أحد يدخل الجنة ويحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة”. هذا الحديث يوضح لنا أن الشهادة ليست فناءً، بل هي شرفٌ يتوق إليه كُـلّ مؤمن صادق.

وكيف أن الشهداء يرون فيها شرفًا يفوق كُـلّ كنوز الدنيا.

وفي طليعة هؤلاء النماذج، يأتي الإمام علي عليه السلام، الذي لا يُمكن أن ننسى حِرصه الشديد على نيل مقام الشهادة. كان يتمناها في كُـلّ معركة، ويطلب من رسول الله الدعاء له بها.

ويعتبرها وسام شرف يُزين جبينه.

في أحد المواقف، شكا إلى رسول الله قائلًا:

“يا رسول الله، طلبت منك أن تدعو الله لي بالشهادة وأنا أرى إخواني يستشهدون دوني”. فيرد عليه الرسول الأعظم: “إنها من أمامك يا علي، ولكن من يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين”.

هذه الكلمات تُظهِرُ لنا عمق إيمانه ورغبته في نيل تلك المكانة الرفيعة.

قال له الرسول أَمَا إنها ستخضَبُ هذه من هذه -وأشار إلى رأسه ولحيته- فكيف صبرُك عندها يا علي)، فيجيب الإمام علي بتلك الروحية العظيمة التي باتت تعشق الشهادة في سبيل الله وتعرف قدرها ومنزلتها، فتعتبرها وسام شرف ودرجة رفيعة، يحمد الله الإنسان أن منحه إياها، فيقول الإمام علي عليه السلام مجيبًا على حبيبه المصطفى:

(ليس ذلك من مواطن الصبر يا رسول الله بل هو من مواطن الشكر).

هكذا عاش الإمام علي عليه السلام طيلة حياته وهو يحلم بالشهادة في سبيل الله ويبذل حياته للجهاد في سبيل الله، “لا يبالي أوقع على الموت أَو وقع الموت عليه”، بل كان كما قال عليه السلام: “والله لابن أبي طالب آنَسُ بالموت من الرضيع بثدي أمه”، وهو القائل عند قتال الخوارج: “والله لأَنَا أشوقُ إلى لقائهم منهم إلى ديارهم”.

وقد كان من إتمام الفضل والشرف لأمير المؤمنين عليه السلام أن يرزقه الله الشهادة على يد شر الخلق؛ فتربص اللعين عبد الرحمن بن ملجم لأمير المؤمنين سلام الله عليه وهو خارج لأداء صلاة الفجر في المسجد فضربه بسيف كان قد صقله بألف دينار وسمّه بألف دينار فشق به هامته المنيفة حتى سال الدم على لحيته الشريفة كما أخبر حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

وهنا وفي هذه اللحظة نال أمير المؤمنين ما كان ينتظره بلهفة وشوق منذ أَيَّـام شبابه ولم ينله إلا وقد بلغ الثالثة والستين من عمره وعند ذلك يطلق أمير المؤمنين صرخته التي تدل على مدى ترسخ وتجذر حب الشهادة في قلبه وكيانه قائلا: (فزت ورب الكعبة). فاز؛ لأَنَّه نال شرف الشهادة في سبيل الله، فاز؛ لأَنَّه سار على النهج القويم الذي يؤهله لأن يكون من الشهداء.

أما الإمام الحسين عليه السلام، فقد كان رمزًا للتضحية والفداء. لم يقف مكتوفَ الأيدي أمام انحراف الأُمَّــة، بل انطلق نحو الشهادة كمن يتجه نحو النور. كان يؤمن بأن الحياة مع الظالمين ليست سوى برم، وأن الموت في سبيل الحق هو السعادة الحقيقية.

إن الشهادة، إذًا، ليست مُجَـرّد كلمات تُكتب أَو تُقال، بل هي روحانية تتجلى في الأفعال، تحمل في أفعال الإنسان أسمى معاني الفداء والتضحية.

إن في التاريخ نماذج عديدة من الشهداء الذين رسموا لنا طريق العزة والكرامة.

وعلينا أن نعلم أن الشهادة ليست نهاية، بل هي بداية لحياة أسمى.

علينا أن نتذكر عند كُـلّ تمكين وعند كُـلّ نصر

وعند كُـلّ نجاح وإنجاز أن لولا الشهداء لما وصلنا اليها، ويجب دائمًا أن نحافظ على المبادئ والقيم التي ضحى؛ مِن أجلِها الشهداء.

لأنهم هم الذين حافظوا على قيمنا ومبادئنا، وهم من يحملون همَّ الأُمَّــة حتّى بعد استشهادهم، كما قال الله تعالى:

(يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) هؤلاء هم أصحاب القلوب السليمة، الذين يحملون همّ الأُمَّــة ويعملون؛ مِن أجلِ إنقاذها حتى بعد استشهادهم.

فلنحمل جميعًا هذه الروحية العظيمة، ولنكن من الذين يسعون لنيل رضا الله، فالشهادة هي درب الشرف والكرامة، ويجب أن تكون غايتنا في هذه الحياة.

لنستعد جميعًا لنكون من الذين يكتبون أسماءهم في سجلات الخالدين، ولنكن كما قال الإمام الحسين:

“إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوفُ خُذِيني”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سبیل الله علیه السلام الشهادة فی الإمام علی رسول الله

إقرأ أيضاً:

أمسيتان في وشحة وأفلح اليمن بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام

يمانيون/ حجة نظمّت في مديرية وشحة بمحافظة حجة، أمسية رمضانية بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام.

وفي الأمسية أشار وكيل المحافظة محمد القاضي، إلى أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام، يأتي للتعرف على شخصيته وسيرته ودوره في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

وتطرق إلى العلاقة التي تربط إمام المتقين بأحفاد الأنصار منذ الوهلة الأولى لدخولهم الإسلام ودور أهل الحكمة والإيمان في نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام وأعلام الهدى.

وأكد الوكيل القاضي أهمية استمرار التعبئة والتحشيد للدورات المفتوحة واكتساب المهارات القتالية والتزود بهدى الله والقرآن الكريم، استعداداً لخوض المعركة المصيرية والفاصلة بين أهل الإيمان وحلف الطاغوت والدفع بالطلاب إلى الدورات الصيفية.

وحث على الحشد للمشاركة الفاعلة في يوم القدس العالمي الجمعة المقبلة لتأكيد استمرار دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية والانتصار للمظلومين والمستضعفين في غزة.

فيما تطرق نائب مسئول التعبئة في مربع مديريات عاهم أحمد الغماري ومسئول التعبئة في وشحة سجاد الرخمي، إلى عظمة الشهر الكريم والخواتم المباركة وأهمية اغتنام هذه الليالي في التزود بهدى الله والتواصي بالحق وعمل الصالحات.

وأكدا أهمية إخراج الزكاة واستمرار المسيرات والمظاهرات المناهضة للعدوان الأمريكي والإسرائيلي والالتفاف حول القيادة الثورية الحكيمة في التصدي لقوى الاستكبار العالمي.

وفي شرانة بأفلح اليمن، أشار مسؤول التعبئة بالمديرية الدكتور محمد العرجلي، إلى أهمية اغتنام العشر الأواخر من رمضان في التزود بهدى الله وإخراج الزكاة وتسليمها لهيئة الزكاة وتعزيز الصمود والثبات في وجه العدوان الإسرائيلي الأمريكي.

وأكد استمرار الوقفات والمسيرات المساندة لغزة وفلسطين والتحشيد للدورات المفتوحة والدفع بالطلاب للمدارس الصيفية وتفعيل دور المبادرات المجتمعية.

فيما استعرض الناشط الثقافي حسين العياني، مكانة الإمام علي عليه السلام ودوره الجهادي في نصرة الإسلام ومواجهة الطواغيت.

وتطرق إلى الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى التي سماها الله بيوم الفرقان وأهمية الحضور والتحشيد لمناسبة يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من رمضان.

مقالات مشابهة

  • أمسية ثقافية في خولان بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • أمسية ثقافية في مناخة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • أمسيتان في وشحة وأفلح اليمن بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • حجة.. أمسية في كحلان عفار بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • صنعاء.. أمسية بمديرية جحانة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • أمسية مركزية في جحانة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • علامات ليلة القدر.. كيف يعرف المسلم أنها نزلت عليه؟
  • مديريات المحويت تُحيي ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام