يمانيون:
2024-11-15@00:16:41 GMT

الشهادة.. رفيقةُ الأولياء والأنبياء

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

الشهادة.. رفيقةُ الأولياء والأنبياء

أكرم ناصر زيد

في زحمة الحياة، حَيثُ تتداخل الأماني وتختلط الطموحات، يبقى هناك باب مفتوح أمام الإنسان، بابٌ يُعلي من شأنه ويمنحه الخلود.

إن الله سبحانه وتعالى غنيٌّ عن عباده، لا تضره معصية ولا تنفعه طاعة،

ولكنه برحمته الواسعة أتاح للإنسان فرصة استثنائية للاستثمار في الآخرة، حتى في لحظة الوداع.

فأنت من تختار كيف تنهي رحلتك في هذه الحياة؛ هل ستكون في سبيل الله، حيث الشهادة تُعتبر أسمى مراتب الكرامة؟

ومن تأمل في آيات القرآن الكريم حول الشهداء، لن يجد سوى التكريم العظيم والمقام الرفيع الذي أعده الله لهم.

حيث يُكرم الشهداء بما لا عين رأت ولا أذن سمعت. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا، بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون”. هذه الآية تُعيد إلى الأذهان مكانة الشهداء الرفيعة، وتُذكرنا بأنهم ليسوا مُجَـرّد ضحايا،

بل هم أحياءٌ في عالم أفضل من عالمنا، وفي تكريم عند من هو كريم أكرم منا، إن الشهداء هم نماذج مشرقة في تاريخنا، ومنهم الأنبياء والأخيار الذين عشقوا الشهادة وعزفوا على أوتار الإيمان.

رسول الله محمد، صلى الله عليه وآله، الذي كان يتوق للشهادة، كان يحث المسلمين على طلبها. كان يقول:

“ما أحد يدخل الجنة ويحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة”. هذا الحديث يوضح لنا أن الشهادة ليست فناءً، بل هي شرفٌ يتوق إليه كُـلّ مؤمن صادق.

وكيف أن الشهداء يرون فيها شرفًا يفوق كُـلّ كنوز الدنيا.

وفي طليعة هؤلاء النماذج، يأتي الإمام علي عليه السلام، الذي لا يُمكن أن ننسى حِرصه الشديد على نيل مقام الشهادة. كان يتمناها في كُـلّ معركة، ويطلب من رسول الله الدعاء له بها.

ويعتبرها وسام شرف يُزين جبينه.

في أحد المواقف، شكا إلى رسول الله قائلًا:

“يا رسول الله، طلبت منك أن تدعو الله لي بالشهادة وأنا أرى إخواني يستشهدون دوني”. فيرد عليه الرسول الأعظم: “إنها من أمامك يا علي، ولكن من يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين”.

هذه الكلمات تُظهِرُ لنا عمق إيمانه ورغبته في نيل تلك المكانة الرفيعة.

قال له الرسول أَمَا إنها ستخضَبُ هذه من هذه -وأشار إلى رأسه ولحيته- فكيف صبرُك عندها يا علي)، فيجيب الإمام علي بتلك الروحية العظيمة التي باتت تعشق الشهادة في سبيل الله وتعرف قدرها ومنزلتها، فتعتبرها وسام شرف ودرجة رفيعة، يحمد الله الإنسان أن منحه إياها، فيقول الإمام علي عليه السلام مجيبًا على حبيبه المصطفى:

(ليس ذلك من مواطن الصبر يا رسول الله بل هو من مواطن الشكر).

هكذا عاش الإمام علي عليه السلام طيلة حياته وهو يحلم بالشهادة في سبيل الله ويبذل حياته للجهاد في سبيل الله، “لا يبالي أوقع على الموت أَو وقع الموت عليه”، بل كان كما قال عليه السلام: “والله لابن أبي طالب آنَسُ بالموت من الرضيع بثدي أمه”، وهو القائل عند قتال الخوارج: “والله لأَنَا أشوقُ إلى لقائهم منهم إلى ديارهم”.

وقد كان من إتمام الفضل والشرف لأمير المؤمنين عليه السلام أن يرزقه الله الشهادة على يد شر الخلق؛ فتربص اللعين عبد الرحمن بن ملجم لأمير المؤمنين سلام الله عليه وهو خارج لأداء صلاة الفجر في المسجد فضربه بسيف كان قد صقله بألف دينار وسمّه بألف دينار فشق به هامته المنيفة حتى سال الدم على لحيته الشريفة كما أخبر حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

وهنا وفي هذه اللحظة نال أمير المؤمنين ما كان ينتظره بلهفة وشوق منذ أَيَّـام شبابه ولم ينله إلا وقد بلغ الثالثة والستين من عمره وعند ذلك يطلق أمير المؤمنين صرخته التي تدل على مدى ترسخ وتجذر حب الشهادة في قلبه وكيانه قائلا: (فزت ورب الكعبة). فاز؛ لأَنَّه نال شرف الشهادة في سبيل الله، فاز؛ لأَنَّه سار على النهج القويم الذي يؤهله لأن يكون من الشهداء.

أما الإمام الحسين عليه السلام، فقد كان رمزًا للتضحية والفداء. لم يقف مكتوفَ الأيدي أمام انحراف الأُمَّــة، بل انطلق نحو الشهادة كمن يتجه نحو النور. كان يؤمن بأن الحياة مع الظالمين ليست سوى برم، وأن الموت في سبيل الحق هو السعادة الحقيقية.

إن الشهادة، إذًا، ليست مُجَـرّد كلمات تُكتب أَو تُقال، بل هي روحانية تتجلى في الأفعال، تحمل في أفعال الإنسان أسمى معاني الفداء والتضحية.

إن في التاريخ نماذج عديدة من الشهداء الذين رسموا لنا طريق العزة والكرامة.

وعلينا أن نعلم أن الشهادة ليست نهاية، بل هي بداية لحياة أسمى.

علينا أن نتذكر عند كُـلّ تمكين وعند كُـلّ نصر

وعند كُـلّ نجاح وإنجاز أن لولا الشهداء لما وصلنا اليها، ويجب دائمًا أن نحافظ على المبادئ والقيم التي ضحى؛ مِن أجلِها الشهداء.

لأنهم هم الذين حافظوا على قيمنا ومبادئنا، وهم من يحملون همَّ الأُمَّــة حتّى بعد استشهادهم، كما قال الله تعالى:

(يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) هؤلاء هم أصحاب القلوب السليمة، الذين يحملون همّ الأُمَّــة ويعملون؛ مِن أجلِ إنقاذها حتى بعد استشهادهم.

فلنحمل جميعًا هذه الروحية العظيمة، ولنكن من الذين يسعون لنيل رضا الله، فالشهادة هي درب الشرف والكرامة، ويجب أن تكون غايتنا في هذه الحياة.

لنستعد جميعًا لنكون من الذين يكتبون أسماءهم في سجلات الخالدين، ولنكن كما قال الإمام الحسين:

“إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوفُ خُذِيني”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سبیل الله علیه السلام الشهادة فی الإمام علی رسول الله

إقرأ أيضاً:

فعالية خطابية لوزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري بذكرى سنوية الشهيد

الثورة نت|

نظمت وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري ووحداتها “هيئة التأمينات والمعاشات ومؤسسة التأمينات الاجتماعية ومعهد العلوم الإدارية” اليوم فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد 1446هـ.

وفي الفعالية اعتبر وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي، ذكرى سنوية الشهيد محطة مهمة لاستذكار عظمة الشهداء وبطولاتهم ومآثرهم والمبادئ والقيم التي جاهدوا واستشهدوا من أجلها.

وأشار في الفعالية التي حضرها عميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية الدكتور محمد القطابري ووكلاء الوزارة لقطاعات الموارد البشرية علي الكبسي والرقابة عبدالله حيدر والسياسات والنظم شكري عبدالمولى وتكنولوجيا المعلومات إبراهيم الدار ونائب رئيس هيئة التأمينات والمعاشات عبدالسلام الكحلاني والوكيل الفني للهيئة عارف العواضي، إلى أن ما ينعم به اليمن من أمن واستقرار وحرية وكرامة يأتي بفضل تضحيات الشهداء التي تستمد الأمة منهم الوعي والبصيرة والصمود والثبات في وجه التحديات والمخاطر.

وأكد الوزير الحوالي، الحرص على إحياء الذكرى لترسيخ مفهوم الشهادة وثقافة الجهاد والاستشهاد، خاصة والأمة في خضم معركة مع قوى الهيمنة والاستكبار.

ولفت إلى ضرورة أن يدرك الجميع معنى الشهادة الحقيقي في سبيل الله ونصرة المستضعفين، مؤكدا ضرورة استشعار الجميع للمسؤولية تجاه أسر وذوي الشهداء من خلال تقديم كل أوجه الرعاية والاهتمام بهم تقديرًا لما قدموه من تضحيات دفاعًا عن سيادة الوطن واستقراره.

وتطرق وزير الخدمة المدنية إلى تزامن ذكرى سنوية الشهيد مع مرور أكثر من عام من معركة “طوفان الأقصى” التي يخوضها أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان ضد الصهاينة المحتلين ومن يقف معهم والذين يرتكبون أبشع المجازر بحق المدنيين أمام مرأى ومسمع من العالم.

من جانبه اعتبر رئيس المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية شرف الدين الكحلاني، إحياء ذكرى سنوية الشهيد مناسبة لاستلهام الدروس والعبر من سير الشهداء العظماء الذين بذلوا أغلى ما لديهم لينالوا وسام الشهادة.

وأكد أن الإحياء الحقيقي للذكرى يتمثل في تعزيز قيم الشهادة وفضلها في نفوس المجتمع وحمل الراية التي عمدّها الشهداء بدمائهم ومواصلة السير على خطاهم في طريق النصر والاستشهاد، لافتا إلى ضرورة أن يتحرك الجميع بشكل أكبر في ميادين الجهاد والمقاومة خاصة في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية.

وأشار الكحلاني إلى أنه وبفضل دماء الشهداء توحدت الأمة حول قضيتها الأولى والمركزية وامتزجت دماء الفلسطينيين بدماء المقاومين في اليمن ولبنان والعراق لتؤكد واحدية المعركة والمصير والعدو.

وفي كلمته أشار والد أحد الشهداء أحمد السيد إلى ان من المسؤوليات المهمة نحو الشهداء التعلم منهم وحمل القضايا التي عاشوا واستشهدوا من أجلها والتزود بقيم الصبر والعطاء والتضحية والفداء التي جسدوها وكانت سببًاف العزة والتمكين والنصر.

واعتبر الإحسان لأسر الشهداء وتوفير سبل الرعاية والاهتمام لهم، واجبًا دينيًا وإنسانيًا ووطنيًا ومظهرًا من مظاهر الوفاء والعرفان للشهداء العظماء.

تخللت الفعالية فقرات إنشادية لفرقة مدرسة دار الأيتام.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: شعبنا في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس يقدم الشهداء في سبيل الله ويتحرك في كل المسارات
  • مكتب هيئة الأوقاف بإب ينظم فعالية خطابية بذكرى الشهيد
  • ذمار.. فعالية لعدد من المكاتب الحكومية إحياء للذكرى السنوية للشهيد
  • فعالية لعدد من المكاتب بذمار إحياء للذكرى السنوية للشهيد
  • فعالية ثقافية في ذمار إحياءً للذكرى السنوية للشهيد
  • العزةُ السرمدية والحياةُ الأبدية
  • الذكرى السنوية للشهداء محطةُ استذكار ثقافة الشهادة
  • فعالية خطابية لوزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري بذكرى سنوية الشهيد
  • وزارة الصحة والبيئة تنظم فعالية خطابية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد