عصام زكريا: صوت فلسطين حاضر بقوة بمهرجان القاهرة السينمائي.. وحان الوقت لإعادة إحياء تراثنا العظيم
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
قال عصام زكريا، مدير الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إن هناك اهتماماً خاصاً بترميم كلاسيكيات السينما المصرية، للحفاظ على التراث السينمائي للأجيال الجديدة، موضحا أن الدورة الحالية تحتفى بالسينما والقضية الفلسطينية من خلال عدة برامج ومسابقات جديدة، فضلاً عن استحداث مسابقات بجوائز مالية فى السينما العربية لأول مرة.
كما كشف «زكريا» عن كواليس التوسع فى عروض أفلام المهرجان خارج نطاق مسارح دار الأوبرا، لتشمل عدة دور عرض سينمائية فى القاهرة الكبرى وأكتوبر، لافتاً إلى تخصيص مساحة لالتقاء المنتجين والموزعين والشركات وصُناع الأفلام تحت مسمى «سوق مهرجان القاهرة»، لتوفير فرصة جيدة للالتقاء والتفاعل والبحث فى مشروعات مشتركة مستقبلية.
اعتماد التصويت الجماعي لضمان اختيارات مدروسة وتوافقيةحدثنا عن رؤيتك الفنية لأول دورة لمهرجان القاهرة السينمائي تتولى إدارتها.
- الأمر يتعلق بجانبين فنى وإدارى، فيما يتعلق بالجانب الفنى أردت أن تجمع الأفلام المشاركة بالدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائى بين القصص الإنسانية المؤثرة وبين الجودة الفنية، من خلال عدة ثقافات مختلفة وقريبة من واقعنا؛ فلم نعتمد على الأفلام الأكثر شهرة التى تجوب جميع مهرجانات العالم والتى يعرضها الموزعون بأسعار مبالغ فيها، ولكن نسعى لاكتشاف أفلام عالية الجودة فنياً وتحمل قصصاً مشوقة أيضاً، وجمعنا بين نظام المبرمجين المتخصصين جغرافياً ولجان المشاهدة، بالإضافة إلى الاستعانة بفريق كبير يساند المبرمجين فى مشاهدة الأفلام وتكثيف المناقشات حولها، بحيث لا ينحصر اختيار الأفلام على المبرمج وحده، وأن يكون الاختيار من خلال التصويت الجماعى والمناقشات المكثفة لكى نضمن اختيارات مدروسة لأفضل الأفلام المتوافق عليها.
وفيما يتعلق بالجانب الإدارى، اعتمدنا على ترشيد النفقات باستراتيجية جديدة لإمكانية تحقيق أكبر قدر من الأهداف دون أن يؤثر أحدها على الآخر، ففى الجانب اللوجيستى للمهرجان، وهو أمر مهم لأنه يعكس صورته بالخارج مثل حفلى الافتتاح والختام والطيران والانتقالات للضيوف ووسائل الإعلام الأجنبية، والذى عادة ما يلتهم قدراً كبيراً من الميزانية، تم اقتراح فكرة جديدة وهى أن يتحمل ضيوف المهرجان من الصحفيين والإعلاميين تكلفة الطيران، فى مقابل أن يتحمل المهرجان تكلفة الإقامة طوال ١٠ أيام مدة انعقاده، بدلاً من النظام الذى كان متبعاً بقضاء نصف مدة المهرجان فقط فى الدورات السابقة.
لماذا يشارك فيلم مصرى واحد ضمن المسابقة الدولية للمهرجان؟
- بالطبع، مهرجان القاهرة السينمائى هو مهرجان دولى بالأساس، ونرغب فى أن ندعم الفيلم المصرى خلاله، ولكن ليس بالضرورة كون المهرجان يقام فى مصر أن يحظى باهتمام أكبر بالفيلم المصرى، وأرى أن الاهتمام الأكبر يكون من خلال المشاركة المصرية فى مهرجانات خارج مصر مثل «فينيسيا» أو «البحر الأحمر» وغيرهما من المهرجانات.
تم استحداث جوائز ومسابقات وبرامج عدة ضمن فعاليات هذه النسخة.. حدثنا عنها.
- بالفعل، جرى استحداث برنامج جديد وهو بعنوان «بانوراما الفيلم القصير»، والذى يضم عدداً كبيراً من الأفلام القصيرة لصُناع أفلام مصريين لكن خارج المسابقة الدولية، لأن المسابقة الدولية للأفلام القصيرة تقبل بطبيعة الحال عدداً محدوداً من الأفلام القصيرة المصرية بالمقارنة بالعدد الكبير من الأفلام المصرية القصيرة التى يتلقاها المهرجان، وبعضها أفلام ممتازة لكنها أكبر من قدرة المسابقة على الاستيعاب، كما تم إحداث تغييرات مهمة فيما يتعلق بالجوائز، من بينها لأول مرة «جوائز السينما العربية» وهى جوائز مالية تتنافس عليها كل الأفلام العربية الطويلة المشاركة فى المهرجان، سواء فى مسابقة آفاق السينما العربية، أو داخل عروض المسابقة الدولية، وكنا نشعر بالقلق من تردد صُناع الأفلام العرب للمشاركة فى البرنامج، لكننا اكتشفنا العكس تماماً، وأن عدد الأفلام العربية هذا العام قد يكون أكبر من أى دورة سابقة.
وما سر الحضور القوى لكلاسيكيات السينما والأفلام المرممة فى المهرجان؟
- نعم، لدينا رؤية قوية بهذه الدورة من المهرجان بخصوص الاهتمام من حيث الكم والكيف بكلاسيكيات السينما المصرية، وأهمية الحفاظ على تراث السينما المصرية الذى تعرّض فى فترات طويلة للإهمال وصارت هناك مخاوف ضخمة من أن يتلاشى وألا يبقى منه شىء للأجيال القادمة، وأعتقد أن هذا وقت مهم جداً لإعادة التواصل مع تراثنا السينمائى العظيم. وهناك جهود مهمة للغاية من قبَل الدولة، ممثلة فى مدينة الإنتاج الإعلامى، بالتعاون مع الشركة القابضة التى بحوزتها عدد كبير من الأفلام المصرية لترميم الأفلام، وحرصنا على أن تكون هذه الأفلام المرممة من كلاسيكيات السينما المصرية، إلى جانب الأفلام الكلاسيكية العالمية المرممة، متاحة للجمهور ضمن برنامج عروض الأفلام فى قاعات العرض خارج الأوبرا حتى يتمكن الجمهور من مشاهدة تراثنا السينمائى بجودة غير مسبوقة على شاشة سينمائية.
الابتعاد عن حصار أسوار الأوبرا للوصول إلى أكبر قدر من الجمهورلأول مرة تُعرض أفلام المهرجان خارج مسارح دار الأوبرا.. فما المغزى من ذلك؟
- الهدف من المهرجان هو السينما ومشاهدة الأفلام، وإتاحة فرص أكبر للجمهور لمشاهدة العروض المشاركة فى المهرجان والاستفادة منها ثقافياً وفنياً، ولأن القاهرة لا تنحصر فى دار الأوبرا أو منطقة وسط البلد، لذا قررنا بالتعاون مع «فوكس سينما» بالدورة الحالية أن يتم عرض بعض الأفلام فى سينمات مناطق التجمع الخامس وأكتوبر، والابتعاد عن حصار أسوار دار الأوبرا الذى امتد لسنوات، والتوسع للوصول إلى أكبر قدر من الجمهور، بالإضافة إلى قاعة سينما الزمالك وقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية، وتم مراعاة اختيار برنامج عروض الأفلام فى هذه القاعات حتى تناسب الجمهور العام، بالطبع مع استمرار عروض الأفلام داخل دار الأوبرا ومسارحها.
هل تتضمن خطة توسعة عروض المهرجان الابتعاد عن المركزية فى الدورات المقبلة؟
- بالفعل، لدينا خطط للتوسع فى القاهرة ومدن أخرى حولها، ولكن ما زال الأمر فى نطاق الدراسة بحسب آليات الدورات المقبلة.
يوجد احتفاء خاص من المهرجان بالسينما الفلسطينية.. حدثنا عن ذلك.
- قرار تأجيل الدورة الماضية من المهرجان كان دعماً للقضية الفلسطينية، وكذلك قرار استئناف المهرجان الذى قررنا أن نُبرز من خلاله صوت القضية بقوة، بالطبع هناك اهتمام خاص بالسينما والقضية فى الدورة الحالية، بداية من اختيار فيلم افتتاح للمخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى بعنوان «أحلام عابرة»، بالإضافة إلى وجود جوائز خاصة بالسينما الفلسطينية وبرامج خاصة عن أفلام غزة، وبرنامج «من المسافة صفر»، وغيرها من العروض والفعاليات.
وماذا عن قرار المقاطعة ومدى تأثيره على الميزاينة العامة للمهرجان؟
- لم يؤثر على الإطلاق، فنحن نعمل بنظام مزدوج يجمع بين القطاعين العام والخاص، إذ لدينا الرعاة والدعم الحكومى ممثلاً فى وزارة الثقافة، التى توفر كل التسهيلات والإمكانات اللازمة.
الإنتاج المشترك من القضايا التى يركز عليها المهرجان هذا العام فى فعاليات برنامج «أيام القاهرة للصناعة».. حدثنا عن ذلك.
- الإنتاج المشترك صار هو سمة العصر الحالى فى إنتاج الأفلام فى العالم للدرجة التى غيرت قواعد اختيار الأفلام فى مسابقة الأوسكار، ولدينا اهتمام كبير فيما يتعلق بالإنتاج والتوزيع المشترك، وهناك فعاليات كثيرة فى هذا المجال، خاصة برنامج الصناعة، وهناك تركيز كبير أيضاً على تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر من خلال التعاون مع لجنة الأفلام التى صارت تسهم فى إتاحة وتسهيل تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، وسيتم عرض مجموعة من الأفلام الأجنبية التى تم تصويرها هنا، بالإضافة إلى ندوة كبيرة أيضاً فى نفس الموضوع بحضور أطراف وجهات فاعلة من العالم والمنطقة العربية.
«سوق مهرجان القاهرة»خصصنا مساحة لالتقاء المنتجين والموزعين والشركات وصُناع الأفلام تحت مسمى «سوق مهرجان القاهرة»، والذى يوفر فرصة جيدة جداً للالتقاء والتفاعل والنقاش والاتفاق والبحث فى مشروعات مشتركة مستقبلية، فنحن لدينا رغبة كبيرة أيضاً هذا العام فى أن يعود مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد عام من التوقف ساحة للالتقاء والتواصل بين صُناع الأفلام والجمهور، وقمنا بتسهيلات كبيرة للجمهور والإعلام والصحافة العربية والدولية والمصرية حول فعاليات المهرجان المختلفة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان القاهرة السينمائي مهرجان القاهرة المسابقة الدولیة السینما المصریة مهرجان القاهرة بالإضافة إلى من المهرجان دار الأوبرا ناع الأفلام من الأفلام الأفلام فى حدثنا عن من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: المجتمعات الإسلامية في حاجة لإعادة إحياء قيم التعايش والتسامح
شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في أعمال المؤتمر الدولي «الحوار الإسلامي - الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك»، الذي يعقد بمملكة البحرين يومي 19 و20 فبراير الجاري، تحت رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ وأنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، إلى جانب مشاركة أكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات الإسلامية والمفكرين من مختلف أنحاء العالم.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد الدكتور أسامة الأزهري أن علوم الإسلام تقوم على ثلاث دوائر مترابطة: دائرة العلم القائمة على البرهان والدليل، ودائرة الفكر التي تنير الثقافة الشائعة، ودائرة الثقافة الشائعة التي تشمل عامة المسلمين.
الخطر يكمن في تصورات العامة عن العلاقة بين المذاهبوأوضح أن الخطر يكمن في تصورات العامة بشأن العلاقة بين المذاهب الإسلامية، إذ قد يسود الاعتقاد الخاطئ بأن علاقة المذاهب تقوم على الصراع أو الاستعلاء، وهو ما يستدعي دورًا محوريًّا للعلماء والمفكرين في تصحيح المفاهيم وترسيخ روح المودة والتسامح بين المسلمين.
إعادة إحياء قيم التعايش والتسامحوأشار وزير الأوقاف إلى أن المجتمعات الإسلامية في حاجة ماسة إلى إعادة إحياء قيم التعايش والتسامح، لافتًا إلى أن التاريخ الإسلامي شهد تعايشًا بين أتباع المذاهب المختلفة في القبائل والعائلات دون أن تكون المذهبية سببًا للفرقة أو التنازع.وشدد على أن التعصب هو الداء الأكبر، مستشهدًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دَعُوها فإنَّها مُنتنةٌ"، مؤكدًا أن الاستعلاء بالمذهب أو الشعائر أو المظهر هو أحد أسباب الانقسام بين المسلمين.
ودعا الدكتور أسامة الأزهري إلى تبني وثيقة الوحدة الإسلامية، التي اقترحها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لوضع دستور إسلامي إسلامي يجمع شمل المسلمين ويحقق مقاصد الشريعة في حفظ النفس، والدين، والعقل، والعرض، والمال.
وشدد الوزير على أهمية أن يتبنى المسلمون صناعة الحضارة، والابتكار في العلوم، والحفاظ على البيئة، وتعزيز قيم الاستدامة، وإكرام الطفولة والمرأة، وإصلاح ذات البين، مؤكدًا أن جميع الفضائل تتجسد في أمرين: تعظيم ذات الله -عز وجل-، وإصلاح ذات البين.
واختتم وزير الأوقاف كلمته بتأكيد أن الإسلام رسالة حضارية إنسانية، داعيًا المسلمين إلى التمسك بأخلاق النبوة، واحترام الأوطان، وتعزيز العمران، وتجسيد الأخلاق الرفيعة، حتى يكونوا قدوة لغير المسلمين في معاني التسامح، والعدل، وإطفاء نيران الحروب، وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم.