الذكاء الاصطناعي.. محرك رئيسي للتطورات المستقبلية والتحديات الكبرى في الصناعات والوظائف
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
الذكاء الاصطناعي.. يعد الذكاء الاصطناعي أحد أبرز العوامل التي تدفع نحو تطور التكنولوجيا الحديثة.
وقد أصبح محركًا رئيسيًا في العديد من المجالات الناشئة مثل الروبوتات والإنترنت ومن بين أهم التطورات التي أثرت بشكل خاص في انتشار الذكاء الاصطناعي هو الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، الذي شهد تزايدا هائلا في شعبيته واستخداماته عبر مختلف الصناعات، وتوقع الخبراء أن يواصل هذا النوع من الذكاء الاصطناعي اتجاهه في المستقبل دون التأخر أو الانسحاب.
ووفقا لاستطلاع أجرته شركة IBM العالمية في عام 2023 م، دمجت 42% من الشركات الذكاء الاصطناعي في عملياتها اليومية، بينما تفكر 40% منها في اعتماده في المستقبل كما أظهرت البيانات أن 38% من الشركات بدأت بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في أعمالها هذا النمو الكبير في استخدامه للذكاء الاصطناعي يعكس التأثير العميق لهذا المجال على تحسين العمليات وزيادة الكفاءة في مختلف الصناعات.
منذ تطور الذكاء الاصطناعي لأول مرة في عام 1951 على يد كريستوفر ستراشي، الذي أنشأ أول برنامج حاسوبي للعبة الداما، مر الذكاء الاصطناعي بمراحل تطور عدة، كانت أبرزها في تسعينيات القرن الماضي مع نجاح IBM في تطوير حاسوب ديب بلو الذي هزم بطل الشطرنج غاري كاسباروف
ثم جاء نظام واتسون في 2011 ليفوز في مسابقة Jeopardy ولكن التقدم الحقيقي جاء مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي تمثل في نماذج مثل GPT-4 و ChatGPT التي غيرت طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا.
يقدم اليوم الذكاء الاصطناعي التوليدي العديد من الفوائد للشركات، مثل القدرة على إتمام العمليات وتحليل البيانات بسرعة ودقة، مما يساعد في اتخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة ورغم ذلك، فهناك تحديات كبيرة تتعلق بتأثير هذا التحول على سوق العمل.
إذ يعتقد الموظفون أن حوالي ثلث وظائفهم من الممكن أن تكون معرضة للنهب ويعود ذلك بسبب الذكاء الاصطناعي، خاصة في المجالات التي تعتمد على المهام الروتينية مثل خدمة العملاء والسكرتارية وبرغم ذلك هناك زيادة في الطلب على المتخصصين في مجالات مثل تعلم الآلة وأمن المعلومات، ما يشير إلى تحولات في طبيعة الوظائف المطلوبة.
من ناحية أخرى، يتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات العاملين في المناصب التي تتطلب مهارات بشرية عالية مثل الإبداع والابتكار ومن أبرز التحديات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي هي القضايا المتعلقة بالخصوصية وحماية البيانات فقد يؤدي جمع البيانات الشخصية لاستخدامها في تدريب النماذج الذكية إلى مخاوف من انتهاك الخصوصية، الأمر الذي دفع الحكومات إلى وضع تشريعات لضمان حماية بيانات المستخدمين.
كما أثار تطور الذكاء الاصطناعي قضايا قانونية جديدة، خاصة فيما يتعلق بالملكية الفكرية، حيث رفعت بعض المؤسسات مثل الكتاب والموسيقيين قضايا ضد شركات مثل OpenAI بسبب حقوق النشر وتأتي هذه القضايا بانعكاس التأثير الكبير للذكاء الاصطناعي في تغيير التشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية.
من جانب آخر، يرى العديد من الخبراء أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير في القضايا البيئية والاستدامة، من خلال تحسين كفاءة سلاسل التوريد وتقديم حلول للتقليل من انبعاثات الكربون ورغم ذلك، فإن الطاقة والموارد المطلوبة لتدريب وصيانة نماذج الذكاء الاصطناعي من الممكن أن تساهم في زيادة الانبعاثات، ما يجعل تأثيره البيئي معقدا.
وفي قطاع التصنيع، يعد الذكاء الاصطناعي أساسيا في تحسين الإنتاجية وإتمامها بأفضل شكل، حيث تستخدم الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في خطوط الإنتاج المهام المعقدة والصعبة ويؤدي هذا إلى تقليل الحاجة إلى العمالة البشرية في بعض المهن، وفي المقابل يزيد من الحاجة إلى المهارات المتخصصة في التكنولوجيا.
الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحيةالذكاء الاصطناعي له أيضا دور محوري في قطاع الرعاية الصحية، حيث يساعد في تسريع التشخيص الطبي واكتشاف الأدوية الجديدة بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن تحسين مراقبة المرضى باستخدام مساعدي التمريض الافتراضيين وتقديم خدمات صحية أكثر دقة وكفاءة أعلى وأما في قطاع البنوك والشركات المالية فيعزز الذكاء الاصطناعي عمليات التدقيق وتقييم العملاء واكتشاف الاحتيال.
وعلى مستوى التعليم، أصبح الذكاء الاصطناعي قادرا على تخصيص طرق التعليم لاحتياجات الطلاب الفردية باستخدام تقنيات التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية كذلك تظهر روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي كحل مبتكر لخدمة العملاء في الشركات وتساهم هذه الروبوتات في تسهيل التفاعل مع العملاء من خلال إجراء محادثات ذكية وفعالة.
الذكاء الاصطناعي في قطاع النقلأما في قطاع النقل، فقد بدأ الذكاء الاصطناعي في إحداث تغيير حقيقي، حيث انتشرت السيارات الذاتية القيادة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليل الحوادث وتحسين تجربة القيادة كما أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يسهم في تطوير حلول جديدة لتقليل الحوادث المرورية.
ومع هذه التحديات والفرص، يواجه العالم تهديدات كبيرة تتعلق بالأمن السيبراني، حيث يمكن أن تتعرض البيانات الشخصية للمستهلكين للخطر نتيجة لثغرات في النظام وأوجد الاستطلاع الذي أجرته شركة Cisco أن هناك نحو 48% من الشركات قد أدخلت معلومات غير عامة في أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يثير القلق بشأن حماية الملكية الفكرية والحقوق القانونية.
ولكن يظل الذكاء الاصطناعي الفائق (Super AI) أحد أكبر التحديات المستقبلية، حيث يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على البشر في المستقبل لكن الخبراء يؤكدون أن هذا التطور قد يستغرق قرونا، ما يجعل التركيز الآن منصبا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وفعال، مع الحفاظ على سلامة المجتمعات والتوازن البيئي والمناخي.
اقرأ أيضاًندوة تعريفية عن مسابقات البرمجة لبرنامج الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة جنوب الوادي الأهلية
هاني موسى: تحديات الذكاء الاصطناعي كثيرة تتصدرها الإدارة ومسألة حماية البيانات
هواوي تطلق أحدث حلول تقنية 5G-A لعصر الذكاء الاصطناعي المحمول
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي اليوم الذكاء الاصطناعي في البيئة الذكاء الاصطناعي في التعليم الذكاء الاصطناعي و مجال التصنيع مخاطر الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی التولیدی الذکاء الاصطناعی فی مجال تطور الذکاء الاصطناعی من الممکن فی قطاع
إقرأ أيضاً:
هل يجعلك الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ اكتشف الحقيقة الصادمة!
شمسان بوست / متابعات:
حذر الخبراء من الاعتماد بشكل مفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام المعرفية حيث تهدد بالتبلد العقلي، مشيرين إلى أن إراحة أدمغتنا بالاعتماد على تقنيات متطورة بشكل متزايد يهدد قدرتنا على التفكير النقدي.
وأكد تقرير صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، أن أهم الخسائر والأضرار الجانبية لثورة الذكاء الاصطناعي هو العقل البشري، لأنه بكل بساطة، تقول لنا أداة الذكاء الاصطناعي”دعني أتولى مهمة التفكير نيابة عنك”، وهذا من شأنه أن يصيبنا بالكسل والميل إلى الراحة في التفكير والنقد، وصولا إلى العجز عن الاعتماد على عقولنا في كل أمر.
وكان سقراط يخشى أن يؤدي الاعتماد على الكتابة إلى تآكل ذاكرتنا ويؤدي إلى فهم سطحي للحجج المهمة، وأدى ظهور الآلة الحاسبة الجيبية في سبعينيات القرن العشرين إلى حالة من الذعر في الفصول الدراسية حيث شعر المعلمون والآباء بالقلق من أن الأطفال لن يتعلموا الحساب بعد الآن.
والآن بدأ سباق التسلح بروبوتات الدردشة في الفصول الدراسية، حيث يساعد الطلبة على حل الواجبات المدرسية.
فمنذ إطلاق برنامج ChatGPT قبل عامين بقليل، أصبح الطلاب من بين أكثر مستخدمي برنامج الدردشة الآلي، ويعتمدون على الأداة التكنولوجية في كتابة الأبحاث التي كانوا ليضطروا إلى بذل الكثير من الجهد في كتابتها.
* حيل المعلمين
وقالت الصحيفة البريطانية إن بعض المعلمين وأساتذة الجامعات يلجأون لبرامج الذكاء الاصطناعي لمعرفة إن كان الطلبة يغشون باستخدام روبوت الدردشة أم لا، عن طريق اكتشاف حقيقة وجود نص منسوخ حرفيا، أم لا، في كتابة الواجبات المدرسية أو الأبحاث.
وفي دراسة لمعهد بيو للأبحاث في الولايات المتحدة، اعترف ربع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا بأنهم يستخدمون ChatGPT لكتابة واجباتهم المدرسية، فيما يمثل ضعف نسبة الطلاب الذين أجروا نفس الشيء ذلك قبل عام.
وفي العام الماضي، وجد معهد سياسة التعليم العالي، أن واحدًا من كل ثمانية طلاب جامعيين، 13% كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي لكتابة الأبحاث، وأن 3% كانوا يسلمون مخرجات chatbot دون التحقق منها.
الغش مشكلة قديمة قدم الواجبات المدرسية، ولكن مع تزايد انتشار الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وقدرتها على القيام بمهامها، بدأ الباحثون الآن يتساءلون عما إذا كانت هذه التكنولوجيا تؤثر على كيفية تعلمنا وتفكيرنا، ليس فقط بالنسبة للطلاب الكسالى، بل وبالنسبة لبقية الناس.
* آثار سلبية في مختلف المجالات
وفي يناير، توصلت دراسة أجراها البروفيسور مايكل جيرليتش، عالم النفس السلوكي في سويسرا، إلى وجود ارتباط سلبي كبير بين الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وقدرات التفكير النقدي.
ووجدت الدراسة أن المستخدمين الأصغر سن الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاما، كانوا الأكثر اعتمادا على أدوات الذكاء الاصطناعي، وسجلوا درجات أقل في مؤشرات التفكير النقدي.
وفي المجال المهني الذي تأثر بشكل كبير ببرامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، قال بعض العاملين إنهم يشعرون الآن بالعجز دون أدوات الذكاء الاصطناعي.
وذكر أحد المبرمجين أنه تخلى مؤخرا عن مهمة برمجة على متن رحلة جوية حيث لم يكن لديه اتصال واي فاي يسمح له بالاستعلام عن مساعده الافتراضي، وقال أحد المبرمجين: “لم أعد قادرا على إجراء البرمجة بنفسي”.
* دعني أفكر لك
وأدى ظهور محركات البحث وسهولة الوصول إليها في أي وقت من خلال الهواتف الذكية إلى إثارة المخاوف بشأن “فقدان الذاكرة الرقمية”، وهي الفكرة التي تجعلنا ننسى الأشياء بمجرد إخبارنا بها، على ثقة من أن أجهزتنا ستكون قادرة على إنقاذنا لاحقًا.
ولكن الباحثين أشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي مختلف، ففي حين قد يسمح لنا جوجل والهواتف الذكية بتخزين المعلومات في مكان آخر وتحرير أدمغتنا للقيام بمهام أخرى، فإن الذكاء الاصطناعي يعد بالتفكير نيابة عنا.
وقال البروفيسور جيرليتش: “في الماضي، كنت أنقل المعلومات إلى مكان آخر، ولكن عندما تتمكن من نقل عملية التفكير بأكملها إلى التكنولوجيا، وتقول لك التكنولوجيا: “يمكنني التفكير نيابة عنك”، فهذا هو الفرق”.
وأضاف “إنه أمر مريح للغاية، حيث يمكنك طرح سؤال وتحصل على الإجابة مباشرة.
في الأسبوع الماضي، قدم باحثون في مايكروسوفت وجامعة كارنيجي ميلون أدلة على ما كان يشعر به الكثيرون بالفعل، فقالوا :”نحن نقوم بنقل أدمغتنا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي”.
وفي دراسة أجريت على 319 من “عمال المعرفة”، وهم أشخاص يعملون في مجالات مثل علوم الكمبيوتر والتعليم والأعمال والإدارة، وجد الباحثون أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كان مرتبطًا بمستويات أقل من التفكير النقدي- القدرة على فهم الأفكار والبيانات والتشكيك فيها.
وبعبارة أخرى، كان العمال أقل ميلًا إلى استخدام أدمغتهم، وركنوا إلى الراحة بسبب الذكاء الاصطناعي.
وأشار الباحثون إلى أن الاستخدام غير السليم للتكنولوجيا قد يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية التي ينبغي الحفاظ عليها، وحذروا من أن الاعتماد على الألة يهدد بترك عضلاتنا المعرفية “ضامرة وغير مستعدة” عندما تكون هناك حاجة إليها.