مهنة يلعب بها الاندثار والوراثة|أسرار وخبايا يتحدث عنها أقدم سمكري في سوهاج
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
في حي شعبي عتيق يسمى القيسارية بقلب محافظة سوهاج، الذي يعبق بذكريات منذ زمن الملك فاروق، يستمر الحاج جمال صبري الملهلب، صاحب الـ72 عامًا، في ممارسة مهنة السمكرة التي ورثها عن أجداده منذ ذلك الوقت.
تعلم "جمال" المهنة منذ صغره من والده الذي عمل بها في أيام الزمن الجميل، عندما كانت السمكرة جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس.
وقال الحاج جمال بابتسامة تعبق بالحنين، في بثًا مباشرًا عبر صدى البلد:" زمان كانت السمكرة مهنة لا غنى عنها. كان الناس يقبلون على تصليح كل شيء من أدوات المطبخ حتى أدوات الزراعة".
وأكد أن الآن انخفض الإقبال بسبب وفرة المنتجات الجاهزة وارتفاع أسعار الخامات، لكنني لا زلت أرى في هذه المهنة إرثًا يستحق أن يظل حيًا.
السمكرة اليوم لم تعد كما كانت، فهي تقترب من الاختفاء، إلا أن الحاج جمال لا يزال يجد عملاءً مخلصين، خاصة من بائعي الكنافة الذين يحتاجون إلى أوعية الكنافة الكبيرة (كوز الكنافة) والصيجان وأدوات أخرى.
واستكمل حديثه قائلًا:" هؤلاء هم زبائني الدائمون، فهم يعرفون أن جودة العمل اليدوي لا تقارن"، معبرًا عن فخره واعتزازه بالمهنة التي ورثها من اجداده عن والده، ويرى أنها تتطلب مهارات دقيقة وفهمًا عميقًا للخامات.
أدوات السمكرة تشمل المطرقة، الكماشة، المقص الحديدي، وأحيانًا الكاوي، وتستخدم في تقطيع وتشكيل المعادن، سواء كانت ألمنيوم أو نحاسًا أو حتى زنكًا.
وبفضل تطور المواد المستخدمة اليوم، أصبحت الخامات أكثر جودة، لكن الأسعار ارتفعت كثيرًا، مما أدى لتراجع الإقبال مقارنة بالماضي.
ورغم ذلك، لا يخطط الحاج جمال للتخلي عن ورشته التي تعبق برائحة المعدن والدخان، يقول بعزيمة قوية:" سأورث ابني هذه المهنة حتى يبقى مكان أجدادي مفتوحًا، إنها جزء من هويتنا وتراثنا".
تظل السمكرة، على يد الحاج جمال، شاهدة على عصر ذهبي في الحرف اليدوية، ومثالاً نادرًا على الحب والإخلاص لمهنة باتت على وشك الاندثار، يحافظ على أسرارها ويورثها لجيل جديد، يأمل أن يحافظ على ما تبقى من ذاكرة الحي وروح المهنة الأصيلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوهاج
إقرأ أيضاً:
مواجهة استعراضية تجمع أقدم لاعب شطرنج بأصغر لاعبة في بطولة الرواد بطنطا
شهدت بطولة الشطرنج الكلاسيكي، التي نظمتها أكاديمية الرواد للشطرنج تحت إشراف منطقة الغربية للشطرنج، مباراة استعراضية مميزة جمعت بين الدكتور مصطفى أبو الخير، أقدم لاعب شطرنج في البطولة، واللاعبة الناشئة نادين أحمد المصري، أصغر المشاركين، وذلك على هامش الفعاليات التي احتضنها نادي المعلمين بطنطا.
استمرت البطولة لمدة خمسة أيام متتالية بمشاركة عدد كبير من اللاعبين، وتوِّجت بتوزيع الجوائز بحضور المحاسب محمد خلاف، رئيس منطقة الغربية للشطرنج، والكابتن أحمد المصري، عضو مجلس الإدارة، ومنظم البطولة.
وشهدت المباراة الاستعراضية مواجهة بين الدكتور مصطفى أبو الخير، البالغ من العمر 81 عامًا، والذي يشغل حاليًا منصب رئيس منطقة الدقهلية للشطرنج، كما كان رئيسًا سابقًا للاتحاد المصري للعبة، وبين اللاعبة الناشئة نادين أحمد المصري، التي تبلغ من العمر 6 سنوات، وانتهت المباراة بالتعادل، في تجربة هدفت إلى صقل مهارات اللاعبين الشباب ومنحهم فرصة لاكتساب الخبرة من أحد أعمدة الشطرنج المصري، علاوة على ترسيخ مبدأ أن الشطرنج ليس له سن معين.
تأتي هذه الفعالية ضمن جهود الأكاديمية لنشر ثقافة الشطرنج وتشجيع المواهب الصاعدة، وسط أجواء تنافسية وحماسية تعكس تطور اللعبة في مصر.