الإفتاء تحسم الخلاف حول عدد مرات الأذان لصلاة الجمعة
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
كشفت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن عدد مرات الأذان لصلاة الجمعة، مؤكدة أن الأصل في الأذان يكون عند دخول وقت الصلاة وجلوس الإمام على المنبر، وهو ما كان معمولاً به في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يناسب حالهم آنذاك.
أما الأذان الثاني، فقد أُدخل كعادة سنَّها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما كثُرَ الناس، وكان الهدف منه تنبيههم لحضور الصلاة قبل أن يبدأ الإمام في الخطبة.
وأكدت دار الإفتاء أن المسلمين أجمعوا على هذا الأمر، وواصلوا العمل به حتى يومنا هذا دون أي اعتراض.
وأشارت إلى حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه، الذي ذكر فيه أن الأذان يوم الجمعة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما كان عند جلوس الإمام على المنبر، بينما في عهد عثمان رضي الله عنه، تمت إضافة الأذان الثالث بسبب كثرة الناس.
كما شددت دار الإفتاء على ضرورة تجنب الخلافات حول هذه المسائل، والتقيد بما تقرره الجهات المعنية بتنظيم شؤون المساجد.
كيف أتخلص من المال الحرام والتوبة.. وهل يجوز التصدق به علامات السحر والحسد وطرق العلاج الشرعي.. الإفتاء توضح سنن يوم الجمعةأما عن سنن يوم الجمعة، فقد استعرضت دار الإفتاء عدداً من الأعمال المستحبة التي يمكن للمسلمين أن يلتزموا بها في هذا اليوم المبارك، مثل:
1. الاغتسال: ويشمل قص الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة.
2. ارتداء أفضل الثياب: من ملابس نظيفة ومتعطرة للرجال.
3. استخدام السواك: وهو سنة مؤكدة في غير يوم الجمعة أيضاً.
4. التطيب: وخاصة بالمسك، ويفضل أن يكون في الرأس واللحية.
5. التبكير للصلاة: حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة يكتبون أول من يذهب إلى المسجد.
6. قراءة سورة الكهف: وهي سنة مستحبة، وقد اختلف العلماء حول وقت تلاوتها.
7. الإكثار من الصلاة على النبي: للحصول على شفاعته في يوم القيامة.
8. الإكثار من الدعاء: وخصوصاً في ساعة الإجابة.
دار الإفتاء أكدت أهمية الالتزام بهذه السنن لتحقيق أقصى استفادة من هذا اليوم الفضيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم الجمعة مرات الأذان لصلاة الجمعة دار الإفتاء صلاة الجمعة دار الإفتاء یوم الجمعة رضی الله
إقرأ أيضاً:
ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة.. أسرار الرحمة وكرامة النبي
ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي عظَّم النبي ﷺ شأنها، حيث قال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" (رواه ابن ماجه وابن حبان).
وقد وردت العديد من الأحاديث في فضل هذه الليلة، بعضها صحيح وبعضها ضعيف، إلا أن العلماء أقروا بجواز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، ولهذا يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
تحويل القبلة.. حدث تاريخي ودلالات إيمانيةيتميز شهر شعبان أيضًا بحدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، وهو تحويل القبلة. فقد كانت القبلة في بداية الإسلام موجهة إلى المسجد الأقصى، ثم جاء الأمر الإلهي بالتوجه إلى الكعبة المشرفة، لحكمة إلهية عظيمة، كما قال تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} (البقرة: 143).
كان لهذا التحول دلالة تربوية عميقة، حيث اختار الله المسجد الأقصى كقبلة أولى للمسلمين ليطهر قلوبهم من شوائب الجاهلية ويختبر مدى تسليمهم لأوامره، ثم بعد أن استقر الإسلام في المدينة، أمرهم الله بالتوجه إلى المسجد الحرام، مما يؤكد ارتباط هذا التحويل بتحقيق العبودية الخالصة لله وحده.
مكانة المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الإسلاملم يكن تحويل القبلة تقليلًا من شأن المسجد الأقصى، بل تأكيدًا على وحدة رسالة الأنبياء جميعًا، كما قال تعالى:{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ} (الحج: 78).
كما أن العلاقة بين المسجدين راسخة، فكما كانت رحلة الإسراء انتقالًا مكانيًا بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، كان تحويل القبلة انتقالًا تعبديًا يعكس جوهر الإسلام في التوجه إلى الله.
استجابة لدعاء النبي ﷺكان النبي ﷺ يتمنى العودة إلى قبلة أبيه إبراهيم، فاستجاب الله لدعائه، كما جاء في قوله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} (البقرة: 144).
وقد جاء هذا التحويل أيضًا تطييبًا لخاطر النبي ﷺ، حيث كان قلبه معلقًا بمكة، وطنه الحبيب الذي أُخرج منه رغمًا عنه، حيث قال ﷺ عند مغادرته مكة:
"والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" (رواه الترمذي).
تحمل ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة دروسًا إيمانية عظيمة؛ فهي تذكير بمغفرة الله ورحمته، وأهمية تصفية القلوب من الشحناء، كما تعكس معاني التسليم التام لأوامر الله، وربط الإيمان بحب الأوطان.