مادة مُشعة قتلت العالمة المصرية مكتشفة النيكل
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
نجل الدكتورة جرترود: والدتى قدمت الكثير لمصر وتستحق التكريم
كشف المهندس رائد عزمى بدار، نجل عالمة الجيولوجيا المصرية الراحلة الدكتورة جرترود لبيب نسيم، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن والدته تعرضت لإشعاع ذرى أدى إلى وفاتها سريعاً؛ أثناء عملها الميدانى فى اكتشاف المعادن وتحليل طبقات التربة.
وقال «بدار» إن العالمة المصرية خرجت فى رحلة استكشافية سنة 1963؛ لاكتشاف منجم للنحاس جنوب شرق محافظة أسوان، وأثناء تعميق بحثها أصيبت برعشة فى جسدها وإعياء فاكتشفت أنها تعرضت لمادة مُشعة، وتأكدت من ذلك بقياس نسبة الإشعاع فى طبقات التربة فى الموقع من خلال جهاز Geiger counter، وتبيّن تعرضها لمادة Thorium dioxide، وهى مادة أعلى فى نسبة الإشعاع من اليورانيوم.
وأضاف: أصيبت والدتى بمرض السرطان بعد شهرين من تعرضها للإشعاع، وسافرت إلى السويد؛ التى كانت متقدمة فى ذلك الوقت بعلاج الأورام السرطانية، وتحسنت صحتها نسبيًا وعادت إلى مصر، ولكن المرض نشط مرة أخرى فى جسدها لترحل بعد شهرين من عودتها من رحلة العلاج فى الخارج، وفى رثاء الراحلة كتبت الكثير من الدوائر فى مصر ومنها الكاتب الراحل محمد أمين فى مقاله «فكرة» بصحيفة الأخبار.
وُلدت العالمة المصرية جرترود لبيب نسيم بالقاهرة أواخر يوليو 1915، لأب مصرى هو الجيولوجى الدكتور لبيب نسيم، الذى تعود جذوره إلى محافظة سوهاج؛ وأم بريطانية، وتخرجت «جرترود» بدرجة الشرف الثانية فى كلية العلوم قسم الكيمياء والجيولوجيا؛ فى جامعة الملك فؤاد الأول «القاهرة حاليًا» سنة 1939، لتكون الفتاة المصرية الأولى فى مصر والعالم العربى التى تدرس ذلك التخصص العلمى.
وحصلت على الماجستير من جامعة الملك فؤاد، لتكون الفتاة الأولى أيضا التى تحصل على هذه الدرجة العلمية فى مصر، ثم سافرت لندن لتحوز درجة دكتوراه الفلسفة فى الجيولوجيا، وعادت إلى مصر لتنضم إلى والدها الدكتور لبيب نسيم وهو من رواد قطاع التعدين فى مصر، فى العمل الميدانى والرحلات الاستكشافية فى الصحارى والجبال المصرية لاكتشاف المعادن.
وأوضح نجل عالمة الجيولوجيا لـ«الوفد»، أن جده أطلق على والدته اسم «جرترود»؛ لإعجابه بالمستشرقة الإنجليزية Gertrude Bell، التى كانت ترتاد الصحارى والجبال فى العالم العربى فى أوائل القرن العشرين.
وأضاف: سار الأمر كما خطط جدى لابنته، إذ تركت والدتى الحياة المُرفهة فى القاهرة؛ إذ كانت أسرتها أرستقراطية، لترافق جدى فى رحلاته الاستكشافية فى الصحارى والجبال وتقيم فى الخيام وتتحمل الحياة القاسية حبًا فى العلم والاكتشاف، وحققا معًا العديد من الاكتشافات فى قطاع المناجم والمعادن، ومنها اكتشاف مناجم ومعادن فى سيناء وأسوان.
وبيّن «بدار» أنه فى النصف الثانى من أربعينيات القرن الماضى اكتشفت والدته فى إحدى رحلاتها فى أسوان، منجماً لخام النيكل وهو الوحيد الذى تم اكتشافه فى مصر إلى وقتنا هذا، وقال من المعروف أن هذا المعدن استراتيجى ويدخل فى صناعة الأسلحة الثقيلة، وحاز هذا الاكتشاف على اهتمام واسع فى مصر والخارج، إذ تناقلته الصحافة المصرية الناطقة بالعربية والإنجليزية والصحافة الأجنبية.
وتابع: وبسبب أهمية هذا الكشف كرم الملك فاروق الأول والدتى؛ إذ أقام حفل شاى بسراى رأس التين بالإسكندرية، بحضور جدى الدكتور لبيب نسيم، وأهدت والدتى للملك أول سبيكة من خام النيكل، وكان هذا التكريم هو الوحيد الذى حظيت به فى حياتها وبعد وفاتها حتى وقتنا هذا، رغم إساهماتها العلمية الكبيرة فى مجالها لصالح بلدها.
ولم تكتف جرترود لبيب باكتشاف النيكل، فبعد زواجها من الدكتور عزمى بدار، انفصلت عمليًا عن الدكتور لبيب نسيم ـــ والدها، لترافق زوجها فى رحلات إلى الجبال والصحارى المصرية، فاكتشفت فى أسوان نوعا من الجرانيت الرمادى الذى سمى باسمها إلى وقتنا هذا «جرانيت جرتى» نسبة إلى لقبها التى عرفت به، وأيضا مادة الفيرميكيولايت التى تستخدم فى عزل الحرارة المرتفعة، وغيرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر تستحق التكريم فى مصر
إقرأ أيضاً:
قرار تعيين شيخنا الفاضل الدكتور عمر بخيت وزيرا للأوقاف هو قرار موفق
قرار تعيين شيخنا الفاضل الدكتور عمر بخيت وزيرا للأوقاف هو قرار موفق وصادف الرجل المناسب للمكان المناسب حسب ما أرى.
شيخنا عمر هو صاحب فضل علي كبير،فقد تربينا على يديه وعلى دروسه وخطبه،وعرفته من وقت مبكر،فكان نعم الشيخ ونعم الرجل فقد حببنا في الدين و المسجد منذ صغرنا،وأذكر أن الوالد رحمه الله تعالى كان يحب صوته وتلاوته لجمالها ونداوتها،فالشيخ هو أول من جعلني أتقدم الناس و أتكلم وأخطب فيهم،و أول من وجهني وصوبني على ذلك،وقد انتفعت به انتفاعا عظيما،في القرآن الكريم،و في الخطابة و استفدت منه في سعة صدره ورحابة نفسه،وسداد رأيه ،و بُعد نظره، والشيخ يحب الخير لغيره و لا يحتكره على نفسه وهذه صفة نادرة وعظيمة،فقد كان السبب في ظهوري على التلفاز لأول مرة بعد ترشيحه لي ،وكان كثيرا ما يرشحني لبرامج دعوية جزاه الله خيرا.
والشيخ مع حفظه للقرآن ؛الحفظ المتقن؛فقد صلينا وراءه التراويح والتهجد دهرا من الزمان،ومع إلمامه بالتفسير وفنونه،والفقه ومسائله،ومع ذلك فهو صاحب نظرة مقصدية،وأفق بعيد،وقد رزقه الله عزوجل بصيرة وحكمة،فالعلم قد يحصله الإنسان لكن الحكمة لا يوفق إليها كل أحد،فالشيخ من الحكماء العقلاء،يعرف كيف يكسب قلبك،ويعرف كيف يلم الشمل بعد تفرقه،ويعرف كيف يدرأ الفتن في جحرها،وأذكر أنه كان محل استشارة الناس كلهم،فالتاجر يستشيره في تجارته،والزوج يستشيره في مشاكل بيته،والطالب يستشيره في دراسته،وهذا غير تفوقه الأكاديمي فهو صاحب الدكتوراه في التفسير و هو الأستاذ بالجامعات السودانية و شغل منصب رئيس قسم الثقافة بجامعة الخرطوم فترة من الزمان،مع ظهوره في برامج الإفتاء على شاشات التلفزيون المختلفة،وقد زار دولا عديدة وولايات كثيرة داعيا إلى الله ومعلما،والشيخ مع ذلك رزقه الله عزوجل تواضعا عجيبا،فهو مع الكبير كالابن و مع الصغير كالأب و مع من فوقه منزلةً كالطالب،ومع أقرانه نعم الأخ.
والشيخ في ظني لن تغيره الوزارة و لا المناصب،ولا هو بذلك الرجل الذي تغره زخرف الدنيا ، فالشيخ اللهم بارك مع مشيخته فقد كان تاجرا حصيفا ذكيا ماهرا،اشتغل بعرق جبينه و كون نفسه بنفسه حتى بلغ مبلغا في التجارة،ولا هو بالرجل الذي يعتمد على هبات الناس أو ما في أيديهم ،بل الشيخ يصدق فيه أنه كان صاحب اليد العليا منفقا متصدقا.
ولا أقول هذا الكلام بقصد التهنئة له على تعيينه وزيرا للأوقاف، فإن الوزارة ما سميت بذلك إلا من الوزر فهي أمانة وخزي وندامة يوم القيامة إلا من أداها بحقها،وليست التهنئة بالمناصب من شأن السلف،ولا أقول ذلك تملقا حاشا لله ،لكنني أقول هذه الكلمات من باب التعريف بقامة من قامات بلادي،و أقول هذا الكلام من باب من صنع إليكم معروفا فكافئوه،والشيخ قد صنع إلي معروفا كبيرا وعظيما.
والشيخ ماشاء الله تبارك الله مع أن تعينه لم يتم أسبوعين إلا وهو كل يوم من مدينة إلى مدينة ومن فعالية إلى فعالية
ونرجو من الله عزوجل أن يوفق شيخنا في هذه الوظيفة و أن يعينه على أدائها حق الأداء،و نسأل الله أن يوفقه ليكون له أثر كبير في هذه الوزارة العظيمة،و أن يضع بصمته فيها ويبقى أثره فيها مدة من الزمان
مصطفى ميرغني
إنضم لقناة النيلين على واتساب