ترامب وبايدن وجهان لعملة واحدة
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
منذ أيام عاد ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى بعدما فاز على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، حقق المرشح الجمهورى دونالد ترامب فوزا ساحقا لينجح فى استعادة السلطة التى كان قد فقدها قبل 4 سنوات، أرى نظرة تفاؤل من البعض لعودة ترامب للمشهد مرة أخرى وكأننا لا نعرف توجهات ترامب وميوله، ونُذكر الذين ينسون أو يتناسون ما صرح به ترامب قبل خوضه الانتخابات، الرجل كان فى غاية الوضوح وأعلن دعمه لإسرائيل وتوعد حماس ومن يساندها ووصفها بأنها جماعة إرهابية يجب التخلص منها ومن شرورها، ترامب للأسف كان أكثر صدقا وصراحة من حاملى شموع الأمل الحالمين بالعدالة ونصرة الضعفاء والذين ما زالوا يعتقدون أن أمريكا تدافع عن حقوق الدول وترد المظالم إلى أصحابها، قد لا يكون ترامب فى ولايته الثانية مثل ولايته الأولى.
ولكن الرئيس ترامب ليس جديداً علينا ولا على العالم، وموقفه من قضايانا معروف، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التى لا يرى فيها سوى إسرائيل ومصلحة إسرائيل، ولا يكاد يعترف بالشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة، ولنا تجربة مع ترامب خلال فترة رئاسته السابقة، فهو الذى بادر بتفعيل قرار نقل السفارة الأمريكية من مقرها بتل أبيب إلى القدس، وهو الذى أقر بضم الجولان إلى إسرائيل وهو الذى أعلن أن إسرائيل دولة صغيرة على الخريطة ولا بد أن تكبر أى تتوسع على حساب من حولها.
فى اعتقادى الشخصى أنه لا فرق بين بايدن وترامب فيما يتعلق بالتعامل مع ما يحدث فى القضية الفلسطينية لعده أسباب أولها أن أمريكا تتعامل مع الدولة الإسرائيليه باعتبارها ضمن ولاياتها، كما أنها تستغلها كمخلب قط للتعامل مع دول منطقة الشرق الأوسط، وفزاعة لتحقيق مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية بالمنطقة، مثلما تتعامل مع ايران باعتبارها أيضاً «البعبع» الذى يمكنها من التواجد بشكل دائم بالمنطقة، وتنشيط تجارة الصناعات العسكرية الأمريكية ومن ثم دعم الاقتصاد الأمريكى بشكل مستمر، وذلك فى حدود الدور المرسوم لها أما إذا تخطت هذا الدور فلا مانع من ردعها وفى نفس الوقت تكون إسرائيل هى اللاعب الرئيسى بالمنطقة، ولمَ لا فهى ولاية أمريكية لها حقوق وعليها واجبات مثلها مثل باقى الولايات الأمريكية الأخرى.
لذلك يجب علينا ألا نتفاءل كثيرا فى فترة حكم ترامب القادمة لأنها سوف تتميز بخطوات مهمة تحتاج منا إلى الصبر والتريث والتوسع فى بناء تحالفات من شأنها أن تحافظ على أمن واستقرار المنطقة، ومن ثمّ البلاد، وبصراحة شديدة هذا ما يميز القيادة السياسية عند التعامل مع الأزمات والتحديات.
أتمنى أن يفيق الحالمون من حلمهم الوردى لأن الواقع لا يتماشى مع أحلامهم، ترامب رجل لا يعرف سوى المال والربح من الأزمات وأراه سيعمل على إنعاش خزائن أمريكا من تلك الأزمات التى يعانى منها الجميع والمستفيد الوحيد منها هى أمريكا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ترامب للبيت الأبيض منافسته الديمقراطية استعادة السلطة دعمه لإسرائيل
إقرأ أيضاً:
القيم الإستراتيجية للعمليات اليمنية الأخيرة ضد أمريكا و”إسرائيل”
يمانيون../
في تطور جديد يعكس حجم التحديات التي تواجه القوات الأمريكية في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، واجهت القوات الأمريكية موقفاً محرجاً إثر إسقاط طائرة حربية في البحر. الرواية الأمريكية حول الحادثة أشارت إلى أن الطائرة أسقطت بسبب “نيران صديقة”، محاولة تقديم الحادثة معزولة عن سياقها، ولأنها رواية ركيكة ومضللة فقد قوبلت بتشكيك من مراقبين أمريكيين، ليظهر بيان القوات المسلحة اليمنية كاشفاً حقيقة جديدة ومؤكدة حول الواقعة.
التأكيد جاء على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، الذي كشف أن العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة، قد نجحت في إحباط عدوان أمريكي- بريطاني على اليمن، مبيّناً أن الهجوم اليمني تزامن مع عدوان جوي أمريكي- بريطاني على اليمن، ففيما كانت الطائرات تقصف صنعاء، كانت الصواريخ والمسيّرات اليمنية تقصف بالتزامن حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري أس ترومان” وعدداً من المدمرات الأمريكية، وذلك باستخدام ثمانية صواريخ مجنّحة و17 طائرة مسيرة.
وخلال العملية، نجحت القوات اليمنية في إسقاط طائرة أمريكية متطورة من طراز “أف 18” أمريكية، ونجحت كذلك في إجبار معظم الطائرات الحربية المعادية على الانسحاب من الأجواء اليمنية إلى المياه الدولية في البحر الأحمر، كما هي حال حاملة الطائرات الأمريكية “هاري أس ترومان” التي أجبرت هي الأخرى على الانسحاب إلى شمال البحر الأحمر بمحاذاة السعودية وربما أبعد. الرسالة كانت واضحة: اليمن لن يتهاون في الدفاع عن أراضيه ولن يسمح بالعدوان عليها، كما لن يتوقف عن عمليات إسناد غزة.
القيمة الإستراتيجية لعمليات الرد
قيمة ما حصل في العمليات الأخيرة مختلفة تماماً عن كل ما حصل في العمليات السابقة على أهميتها، ذلك أن الأعداء أرسلوا طائراتهم إلى أجواء اليمن وضربوا أهدافاً مدنية وبالتزامن، ولأول مرة ردّ اليمن النار بالنار بعمليات مشتركة فعلت فعلها وأثرت تأثيراً كبيراً. وهذا ينسحب على العدو الإسرائيلي، إذ تصاعدت العمليات اليمنية إلى عمقه، كمّاً ونوعاً ودقة وفعالية في التأثير، وآخرها الصاروخ الذي ضرب قلب الكيان ” تل أبيب” من دون أن تتمكّن طبقات الدفاع من اعتراضه.
ومن أبرز القيم الإستراتيجية التي يمكن استنتاجها من العمليات الأخيرة الآتي:
– أن القوة اليمنية لم تعد قوة رد، بل تحوّلت إلى قوة قادرة على ردع المعتدين.
– الهجوم المنظم الذي جمع بين الصواريخ والطائرات المسيرة جاء متزامناً وبوتيرة مؤثرة بشكل فاعل ضد القوات الأمريكية والبريطانية، وهو ما يعكس تطوراً لافتاً في الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية اليمنية.
– العمليات العسكرية ضد “هاري أس ترومان” تمثل تحوّلاً جذرياً في مفهوم الصراع البحري على المستوى الجيوسياسي.
– هذه العمليات تؤكد قدرة اليمن على مواجهة حاملات الطائرات الأمريكية، ما يضع هذه الأساطيل في مأزق استراتيجي، خصوصاً بعد انسحاب ثلاث حاملات طائرات أمريكية من منطقة العمليات وبعضها قبل أن تصل إليها.
هذا التراجع يحمل إشارات لا غبار عليها لنهاية زمن حاملات الطائرات، وربما عهد السيطرة الأمريكية على البحار، وتحديداً في تلك المنطقة المشتعلة منذ عام وأكثر.
العمليات العسكرية في اتجاه عمق كيان العدو: تطور استخباري وتقني لافت
لم تكن التطورات حصراً في ما حصل في البحر، بل سجلت القوات المسلحة نجاحاً لا يقل أهمية عنه، باستهداف قلب كيان العدو بصاروخين فرط صوتيين من دون اعتراض أو حتى استشعار، وخصوصاً مع الصاروخ الذي انطلق فجراً بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على منشآت مدنية في صنعاء والحُدَيْدة.
إن العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة أثبتت بشكل قاطع تطوّراً ملحوظاً على مستوى الاستخبارات والتكنولوجيا العسكرية. من خلال استهداف صواريخ باليستية فرط صوتية قلب “إسرائيل” في “تل أبيب”، وتجاوزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، يظهر أن اليمن قد أصبح قوة إقليمية رادعة تسعى لتحدي الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة.
وفي هذا الصدد، أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن قلقهم من تطور هذه القدرات، إذ أكدت التقارير الصحفية أن اليمن قد طوّر صواريخ فرط صوتية تجاوزت سرعتها 12 ماخ، وهي تقنية لم تتوصل إليها حتى الولايات المتحدة.
رسائل إستراتيجية واضحة
التصعيد الأخير في العمليات العسكرية اليمنية كان بمنزلة رسالة حاسمة للقوى الكبرى المعادية، مفادها أن اليمن قادر على الدفاع عن نفسه ضد أي عدوان وهو ما يترجم تأكيد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الجهوزية لمواجهة أي عدوان أمريكي أو إسرائيلي. الرسالة التي وجّهتها القوات المسلحة اليمنية جاءت ترجمة لذلك الإعلان، وعكست ثقة كبيرة في القدرة العسكرية، وأثبتت أن اليمن ليس هدفاً سهلاً قابلاً للاستباحة متى شاء الأعداء، بل قوة عربية إسلامية قادرة على تدفيع الأعداء أثماناً باهظة مقابل عدوانهم واستمرارهم في استباحة غزة وسوريا وقبلها لبنان.
اليمن: قوة عربية رادعة
بعد عشرة أعوام من العدوان والحصار بأيدٍ عربية، خرج اليمن كالمارد أقوى من أي وقت مضى، متمسكاً بعزته وسيادته. النموذج الذي يقدمه اليمن يجب أن يكون مصدر فخر للعالم العربي، إذ لا يزال في قلب المعركة من أجل الشرف العربي في فلسطين وسوريا، متحدياً القوى الكبرى التي حاولت إخضاعه.
وقد أثبت اليمن أنه القوة الرادعة التي لا يمكن إيقافها، في وقت تراجعت بعض الدول العربية عن دعم قضايا المنطقة. ولا نبالغ إن قلنا إن اليمن بات يتربع على عرش القوة العسكرية العربية التي تحمي ولا تهدد مصالح الشعوب العربية ولا تستسلم لتهديدات الخارج.
الخلاصة التي يجب أن نصل إليها أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” في مأزق استراتيجي كبير، فمع تطور قدرات اليمن العسكرية، بات من الواضح أن الخيارات أمامهما أصبحت محدودة. في هذا السياق، لا مفر من إعادة التفكير في السياسات العسكرية في المنطقة، سواء تجاه اليمن أو تجاه غزة، إذ لا يمكن الاستمرار في فرض الحصار والعدوان من دون دفع ثمن باهظ.
الميادين علي ظافر