بوابة الوفد:
2025-01-24@00:37:24 GMT

عودة سوبر دونالد

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

منذ قديم الأزل والبشر على اختلاف مشاربهم مهووسون بسماع قصص الأبطال الخارقين الذين لديهم قدرات تشبه تصريف الآلهة، فلو تفحصت الأدب الشعبى القديم، سواء ملحمة مهابهاراتا الهندوسية أو جلجامش السومرية وأساطير الملك القرد الصينية وقصيدة بيوولف الإنجليزية.. إلخ ستجد فى تلك الأساطير القديمة أبطالا جسورين يخوضون مغامرات شيقة تتخللها ملاحم سحرية إما بمساعدة الآلهة أو رغم إرادتها، وعندما ينجحوا نجاحا مذهلاً يكافأون إما بثروة طائلة أو مكانة مرموقة أو ربما بعض القدرات الإلهية لكن مع تحضر الإنسان وتطور المجتمعات جاءت التصورات الفلسفية المبكرة لأطروحة الإنسان الأعلى أو السوبرمان مختلفة لاسيما فى كتابات ديكارت وهيجل وشوبنهاور لكنها تبلورت بوضوح فى الفلسفة العدمية للألمانى فردريك نيتشه، فقد كان إطارها العام هو انتهاء عصر الفروسية وسقوط النظام الأخلاقى وكل ما يدعمه وظهور صياغة جديدة للإنسان الخارق أو «السوبرمان» والذى يمثل النقيض الكامل لتصور المفكر الإيطالى «بالداسارى كاستيليونى» عن الجنتلمان رجل البلاط الملكى اللبق القادر على التحاور وتقديم المشورة والرأى السديد للحاكم إلى مفهوم نيتشة الرافض لأخلاق القطيع المستضعفين القائمة على ثوابت الإيمان المسيحى ولكل الأخلاق السائدة وأشهر مثال سياسى تأثر تاثيراً كبيراً بهذه الفلسفة كان الزعيم النازى أدولف هتلر الذى كان يؤمن بأن الجنس الآرى هو أرقى الأجناس البشرية ونتيجة ذلك كارثة إنسانية فظيعة خلقت ملايين القتلة وتدمير شامل.

لكن أسطورة البطل الخارق الأمريكى تختلف فقط فى الأسلوب فهى مفتاح فهم المجتمع إن لم تكن العمود الفقرى لمنهجه السياسى وكذلك خيال الثقافة الشعبية التى اخترعت رموزها فكان أول نموذج للبطل الخارق هو شخصية سوبرمان التى ظهرت فى عام 1938، ثم سيطرت قصص الأبطال الخارقين بعد ذلك على عقلية الأمريكيين.

 من المستحيل فهم ما جرى فى الانتخابات الرئاسية دون الإشارة إلى تغلغل أسطورة السوبرمان فى وعى معظم الأمريكيين وتحكمها فى النتيجة النهائية التى جاءت على عكس كل التوقعات التى كانت تميل إلى كفة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كانت الحالة العامة قبل الانتخابات التاريخية تخلق تصورًا لدى قطاعات واسعة من الناخبين أن ثمة تحالفًا لقوى مؤسسية كبرى ومنظمة تتمترس لإزاحة ترامب عن المشهد السياسى بشكلٍ مهينٍ وعصبى، فى وقت تحول ترامب إلى رمز تاريخى للحزب الجمهورى وقواعده، فقد عاد السوبر دونالد رئيسًا منتخبًا بعد إدانته قضائيًا بعشرات التهم، وبعد أن ألغته شركات الميديا الكبيرة وسلبته حق الظهور والتواصل لسنوات، ثم تعرضه لمحاولتى اغتيال جادتين، إحداهما كانت خطيرة، والأخرى أحبطت فى مهدها. 

أعتقد أن سر الفوز الكاسح الذى حققه دونالد ترامب يكمن فى تبنى حملته خطاب الشعبوية الجاكسونية، Jacksonian Populism. كان أندرو جاكسون الرئيس السابع مؤسس هذا النمط من الشعبوية حيث عُرف عنه دعمه للمواطن البسيط وتحديه للسلطة المركزية للنخبة الأمريكية، واتهامها بأنها لا تراعى المواطنين الأمريكيين البيض فى المناطق الريفية والطبقات المتوسطة، فكان يعتمد على التوجه المباشر نحو أصوات الطبقات العاملة وضد ما كان يعتبره توحش النخب السياسية والاقتصادية التى تسيطر على الحكم واستندت شعبية جاكسون من خلال تقديم نفسه كمدافع عن الشعب ضد النخب السياسية والإعلامية، وقد استلهمت حملة ترامب هذا الخطاب القديم الجديد بكفاءة لافتة، فترامب يميل بشكل فطرى لاستخدام هذا الخطاب بشكل دائم، كما يميل إلى التصرف الحازم وأسلوبه القيادى المباشر، ومحاولة جذب الجماهير الشعبية من خلال خطابه الذى يتسم بالتسطيح والشعبوية.

لا شك أن الترامبية ليست إلا نموذجًا مثاليًا البراجماتية الأمريكية، فترامب هو رجل الصفقة. مدخله إلى السياسة أتى من كونه رجل شركات ومديرًا تنفيذيًا. فهو تجسيد أمين للطور الجديد للوساطة السياسية بين رأس المال والسلطة وهذا هو جوهر المنطق الرأسمالى الأمريكى الذى يمجد المال ولا يعرف للمبادئ أو القيم مكاناً، وهو ذاته منهج ترامب المفضل فهو بطل قومى لحفنة من البيض العنصريين الأغنياء، هذا الانتصار الكبير يعنى ببساطة القطيعة مع استمرارية النظام السياسى الكلاسيكى الذى يحكم الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وبداية مسار جديد ستظهر ملامحه مع نهاية حكم القيصر الجديد. الجدير بالذكر أن الأبطال الخارقين عموماً لا يموتون ولا حتى يختفون بل هم دائماً موجودون فى مكان ما ينتظرون اللحظة المناسبة وها هى قد أتت على طبق من ذهب لعودة سوبر دونالد الذى سينتقم من كل اعدائه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأبطال الخارقين سواء ملحمة

إقرأ أيضاً:

دنيا سمير غانم عايشة الدور

تستعد النجمة دنيا سمير غانم لخوض السباق الرمضانى لعام 2025 من خلال بطولة مسلسل «عايشة الدور»، الذى يحمل طابعًا كوميديًا مميزًا، وتعوض من خلاله منافسة قوية مع عدد كبير مع الأعمال المشاركة فى الموسم.

دنيا فنانة عودتنا دائمًا على تقديم أعمال تجذب المشاهدين حيث تجسد خلال أحداث المسلسل شخصية «عايشة» والتى تمر بتجربة الطلاق، لكن من خلال إطار كوميدى يعكس المواقف الطريفة التى قد ترافق تلك الفترة من حياتها.

يعتبر هذا الدور خطوة جديدة فى مسيرتها الفنية، حيث يتم تسليط الضوء على قدرتها الكبيرة فى تجسيد الشخصيات المتنوعة سواء الكوميدية أو التراجيدية، وقد أبدع فريق العمل فى كتابة وتطوير السيناريو بحيث يعكس التحديات التى قد يواجهها الأفراد بعد الطلاق، لكن مع الحفاظ على الطابع الفكاهى الذى يعزز من جذب المشاهدين.

مسلسل «عايشة الدور» لا يعتمد فقط على موهبة دنيا سمير غانم، بل يضم أيضًا نخبة من الفنانين المتميزين الذين يساهمون فى تعزيز قيمة العمل، من أبرز هؤلاء النجوم: محمد كيلانى، فدوى عابد، ماجد القلعى، محمد ثروت، وأميرة أديب، مع هذا التشكيل الفنى المتنوع، من المتوقع أن يكون للمسلسل تأثير قوى بين الجمهور وأن يحقق نجاحًا كبيرًا على مستوى الأعمال الدرامية فى رمضان 2025. 

وفى مجال السينما، تنتظر دنيا سمير غانم طرح أحدث أفلامها «روكى الغلابة»، الذى من المقرر أن يعرض فى موسم أفلام عيد الفطر لعام 2025، يعد هذا الفيلم ثانى بطولاتها المطلقة بعد فيلم «تسليم أهالى» الذى تم عرضه قبل عامين، يشارك فى بطولة «روكى الغلابة» إلى جانب دنيا كل من: محمد ممدوح، محمد ثروت، بيومى فؤاد، محمد رضوان، وأحمد سعد والى الذى يظهر كضيف شرف فى الأحداث. الفيلم من تأليف كريم يوسف، وإخراج أحمد الجندى.

تدور أحداث «روكى الغلابة» حول شخصية دنيا سمير غانم التى تجد نفسها فى مواقف صعبة وتحاول التغلب على التحديات بأسلوبها الخاص، يقدم العمل مزيجًا من الكوميديا والدراما، ما يتيح لدنيا الفرصة لإبراز مواهبها الفنية المتعددة، وقد سبق لدنيا أن قدمت فيلم «تسليم أهالى» الذى حقق نجاحًا كبيرًا، مما يجعل الجميع متحمسًا لرؤية أدائها فى هذا العمل الجديد.

على صعيد آخر، قدمت دنيا سمير غانم مسرحية «مكسرة الدنيا» ضمن فعاليات «موسم الرياض» فى المملكة العربية السعودية، فى الفترة من 3 إلى 7 يناير 2025، لاقت المسرحية حضورًا جماهيريًا كبيرًا، حيث تم بيع جميع تذاكر العروض تحت شعار «كامل العدد»، تجسد دنيا فى المسرحية شخصية «حلويات»، قائدة فريق السيرك فى مدينة بسيطة. يشتمل العرض على موسيقى استعراضية تهدف إلى تقديم مزيج من الترفيه والدراما، ما يضيف للمسرحية طابعًا خاصًا.

تدور أحداث «مكسرة الدنيا» حول شخصية «حلويات» التى تواجه تحديًا كبيرًا فى حياتها: إما أن تحقق نجاحًا غير مسبوق فى العرض الأخير لفريقها السيركى، أو يتم هدم السيرك من قبل مالكه لبناء مبنى تجارى، ومع التركيز على تقديم عروض استعراضية حية، تساهم شخصية دنيا سمير غانم فى تسليط الضوء على عوالم السيرك وتحديات الحياة من خلال هذا السياق الكوميدى المميز، يشارك فى البطولة كل من: محمد ثروت، كريم عفيفى، سامى مغاورى، مريم الجندى، ويخرجها أحمد الجندى.

أما على صعيد الدراما التلفزيونية، فقد قدمت دنيا سمير غانم مؤخرًا مسلسل «جت سليمة»، الذى تم عرضه فى رمضان الماضى كجزء من المسلسلات القصيرة التى تتراوح حلقاتها بين 10 إلى 15 حلقة، شارك فى بطولة العمل كل من: محمد سلام، خالد الصاوى، سلوى خطاب، هالة فاخر، مايان السيد، رحاب الجمل، إيمان السيد، سامى مغاورى، محمد ثروت، بيومى فؤاد، وغادة طلعت، المسلسل من تأليف كريم يوسف وسامح جمال، وإخراج إسلام خيرى، وعلى الرغم من قصر حلقاته، إلا أن العمل استطاع أن يحقق نجاحًا جيدًا بفضل الأداء المميز لدنيا سمير غانم، حيث أثبتت مرة أخرى أنها قادرة على تقديم شخصيات مختلفة والتأثير فى الجمهور.

دنيا سمير غانم تواصل إثبات نفسها كأيقونة فنية متعددة المواهب فى مجالات التمثيل، السينما، والمسرح، مع دخولها السباق الرمضانى 2025، وإطلاق أحدث أفلامها المسرحية والسينمائية، يبدو أن عام 2025 سيكون عامًا حافلًا بالإبداع والنجاح لهذه الفنانة التى تسعى دائمًا لتقديم الأفضل لجمهورها.

مقالات مشابهة

  • حرائق الغابات والكوارث الطبيعية تدفع الأمريكيين إلى مواجهة أعباء تأمينية متزايدة
  • معارك الاستقرار إقليميًا وداخليًا
  • هدنة محفوفة بالمخاطر!
  • «إيلون ماسك».. من أغنى رجل في العالم إلى «صداع مزمن»
  • رسالة لمناوى وجبريل ما تسقط الفاشر سقطت برلين
  • استطلاع: 40% من الأمريكيين قلقون بشأن ولاية دونالد ترامب الثانية
  • دنيا سمير غانم عايشة الدور
  • شعوب العصافير الملونة «الأخيرة»
  • ماكرون يدعو أوروبا لـ "الاستيقاظ" وتعزيز نفقاتها الدفاعية مع عودة ترامب للسلطة
  • أبرز الأوامر التنفيذية التى وقعها ترامب بعد تنصيبه رئيسا لأمريكا