فى السنوات الأخيرة، أضحى حضور «البلوجرز» و«الإنفلونسرز» ظاهرة تثير الكثير من التساؤلات.. هؤلاء الذين يتابعهم مئات الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعى يدخلون إلى الشاشات ليس لتقديم رؤية أو تحليل مبنى على المعرفة والدراسة، بل لأنهم يملكون القدرة على خلق «ترند» أو جلب مشاهدات.
أصبحت الساحة الإعلامية اليوم مسرحاً لهؤلاء الدخلاء ممن دخلوا المجال دون خلفيات علمية أو شهادات تؤهلهم لمخاطبة الجمهور، ولا يقدمون سوى محتوى فارغ وسطحى يهدف إلى جلب المشاهدات وكسب الأموال السريعة، ففى عصر أصبحت فيه المشاهدات والـ«لايكات» تقاس بموازين الشهرة، باتت منصات الإعلام تفتح أبوابها لمن يجيدون لعبة الترند، بغض النظر عن القيمة الحقيقية لما يقدمونه.
المشكلة الحقيقية تكمن فى أن هذا النوع من الدخلاء على الإعلام لا يسعون لبناء محتوى يعزز من وعى المشاهد أو يضيف إلى ثقافته، بل يعتمدون على وسائل الإثارة والمحتوى التافه الذى غالباً ما يكون بعيداً عن القيم المجتمعية أو الفائدة الحقيقية، ولعل أخطر ما فى الأمر أن بعض هذه الشخصيات بدأت تؤثر فى الجمهور، حيث أصبح الكثير من المتابعين يعتبرون هؤلاء «البلوجرز» و«الإنفلونسرز» مصادر للمعلومات أو قدوة.
ورغم أن الجمهور نفسه يتحمل جزءاً من المسئولية لاهتمامه بمحتوى رخيص وسعيه خلف الإثارة السريعة، إلا أن المسئولية الكبرى تقع على عاتق القنوات والمنصات الإعلامية، التى تسمح لهؤلاء الأفراد باستخدام شاشاتها كمنصات لتحقيق الأرباح على حساب قيم الإعلام وأخلاقياته، ومع أن الإعلام يجب أن يبقى مساحة مفتوحة للتنوع والتعبير، إلا أن تلك المنصات تحتاج إلى أن تضع ضوابط تحد من الفوضى وتفصل بين من يملك ما يقدمه ومن يسعى فقط للظهور وكسب الأموال.
إذا استمر الوضع كما هو، دون تدخل يُعيد الأمور إلى نصابها، فسيستمر الإعلام بالانحدار نحو محتوى سطحى لا يخدم المجتمع ولا يلبى احتياجاته المعرفية. ينبغى على الإعلام أن يعود ليكون أداة للتثقيف والتنوير، وليس مجرد مسرح للهواة والمتطفلين الباحثين عن شهرة زائفة ومكاسب سريعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السنوات الأخيرة البلوجرز الأنفلونسرز
إقرأ أيضاً:
«اليوتيوبر مستر بيست»: فيديو الأهرامات يظهر أماكن لم تشهدها الكاميرات من قبل
أكد اليوتيوبر العالمي، «mr.beast»، أنه مهووس بالبيانات، وقام بدراسة المحتوى المنتشر، قائلًا: «السر يكمن دائمًا وراء صناعة محتوى يرغب الناس في مشاهدته».
وتابع خلال لقائه مع الإعلامية لما جبريل على قناة «ON»: «الفيديو الذي نصوره هنا سينجح لأن معظم الناس لم يروا الأهرامات من الداخل، وسنظهر أماكن لم تظهر على الكاميرات من قبل»، مضيفًا: «عندما نضيف حس الفكاهة ونجعل الأمر ممتعا، سيرغب الناس في المشاهدة بكل تأكيد».
واستكمل: «أحب إمتاع الناس دائما من خلال المحتوى الذي أقدمه، لأنه من الرائع صنع محتوى جيد رؤية رد فعل الناس».
وأضاف: «يمكنني أن أحصل على التحفيز من عدة أشياء أخرى، وأهمها أن جميع أصدقائي يعملون معي، ويجب علي الاستمرار لتوفير وظائف لهم، وبالتأكيد أحصل على التحفيز من خلال فعل أشياء رائعة يحبها الناس وتسعدهم».
اقرأ أيضاًالجبالي يشكر مؤسسات الدولة على تعاونها في تصوير حلقة اليوتيوبر العالمي مستر بيست داخل الأهرامات
في أقل من 24 ساعة.. حلقة اليوتيوبر مستر بيست عن الأهرامات تتخطى 39 مليون مشاهدة
«زاهي حواس»: هذه حقيقة تأجيرالأهرامات لـ اليوتيوبرالأمريكي مستر بيست