فى السنوات الأخيرة، أضحى حضور «البلوجرز» و«الإنفلونسرز» ظاهرة تثير الكثير من التساؤلات.. هؤلاء الذين يتابعهم مئات الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعى يدخلون إلى الشاشات ليس لتقديم رؤية أو تحليل مبنى على المعرفة والدراسة، بل لأنهم يملكون القدرة على خلق «ترند» أو جلب مشاهدات.
أصبحت الساحة الإعلامية اليوم مسرحاً لهؤلاء الدخلاء ممن دخلوا المجال دون خلفيات علمية أو شهادات تؤهلهم لمخاطبة الجمهور، ولا يقدمون سوى محتوى فارغ وسطحى يهدف إلى جلب المشاهدات وكسب الأموال السريعة، ففى عصر أصبحت فيه المشاهدات والـ«لايكات» تقاس بموازين الشهرة، باتت منصات الإعلام تفتح أبوابها لمن يجيدون لعبة الترند، بغض النظر عن القيمة الحقيقية لما يقدمونه.
المشكلة الحقيقية تكمن فى أن هذا النوع من الدخلاء على الإعلام لا يسعون لبناء محتوى يعزز من وعى المشاهد أو يضيف إلى ثقافته، بل يعتمدون على وسائل الإثارة والمحتوى التافه الذى غالباً ما يكون بعيداً عن القيم المجتمعية أو الفائدة الحقيقية، ولعل أخطر ما فى الأمر أن بعض هذه الشخصيات بدأت تؤثر فى الجمهور، حيث أصبح الكثير من المتابعين يعتبرون هؤلاء «البلوجرز» و«الإنفلونسرز» مصادر للمعلومات أو قدوة.
ورغم أن الجمهور نفسه يتحمل جزءاً من المسئولية لاهتمامه بمحتوى رخيص وسعيه خلف الإثارة السريعة، إلا أن المسئولية الكبرى تقع على عاتق القنوات والمنصات الإعلامية، التى تسمح لهؤلاء الأفراد باستخدام شاشاتها كمنصات لتحقيق الأرباح على حساب قيم الإعلام وأخلاقياته، ومع أن الإعلام يجب أن يبقى مساحة مفتوحة للتنوع والتعبير، إلا أن تلك المنصات تحتاج إلى أن تضع ضوابط تحد من الفوضى وتفصل بين من يملك ما يقدمه ومن يسعى فقط للظهور وكسب الأموال.
إذا استمر الوضع كما هو، دون تدخل يُعيد الأمور إلى نصابها، فسيستمر الإعلام بالانحدار نحو محتوى سطحى لا يخدم المجتمع ولا يلبى احتياجاته المعرفية. ينبغى على الإعلام أن يعود ليكون أداة للتثقيف والتنوير، وليس مجرد مسرح للهواة والمتطفلين الباحثين عن شهرة زائفة ومكاسب سريعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السنوات الأخيرة البلوجرز الأنفلونسرز
إقرأ أيضاً:
بحر والإدريسي يتفقدان المراكز الصيفية بمديرية الزيدية في الحديدة
الثورة نت / يحيى كرد
أجرى مدير مكتب التربية والتعليم والبحث العلمي بمحافظة الحديدة ، عمر محمد بحر، ورئيس ملتقى الطالب الجامعي ، مسؤول التعبئة العامة، الدكتور ماجد الإدريسي، زيارة تفقدية إلى المركزين الصيفيين “الإمام الحسن بن علي” في قرية الكَدَراء التاريخية، و”العلامة بدر الدين الحوثي” في قرية برخل ، بمديرية الزيدية.
وخلال الزيارة، استمع بحر والإدريسي، بمعية. مدير مؤسسة المسالخ عبدالله الشريف، و مدير أمن المديرية زين العابدين العامري، إلى شرح من القائمين على المركزين حول سير الأنشطة والفعاليات التعليمية والتربوية، ومستوى الإقبال الطلابي على البرامج الصيفية.
وأكدا أن الفعاليات في المركزين تسير وفق الخطط المقررة، مشيدين بالدعم والرعاية المتواصلة للمراكز الصيفيه بمديرية الزيدية.
كما اطلعا مدير التربية ومسؤول التعبئة العامة خلال زيارتهما للصفوف الدراسية على محتوى اليوم التعليمي، وأعربا عن إعجابهما الكبير بما أظهره الطلاب من تميز لافت، يعكس جودة الأداء والإعداد.
وأشاد بحر والإدريسي بالمستوى العالي الذي وصل إليه المركزان، واللذان قدّما نموذجًا مبكرًا للتفوق في إطار المراكز الصيفية من خلال التلاحم الفاعل بين محتوى الدورات وخبرات الطواقم الإدارية والتعليمية، بالإضافة إلى نجاحهم في اكتشاف وتوجيه قدرات الطلاب في مختلف المراحل التعليمية.
ومؤكدان أن هذا التميز يعكس الثقة المتزايدة بالمراكز الصيفية، ودورها الفاعل في تنمية جيل مستنير بالثقافة القرآنية، وقادر على مواجهة التحديات والتهديدات التي تستهدف الهوية الإيمانية للأمة.