«حفظ القرآن على يد ترزي وتعرض لمحاولة اغتيال».. في ذكرى الشيخ الطبلاوي
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
أحد أهم قراء القرآن في تاريخ مصر والعالم العربي والإسلامي، ونبغ في سن مبكرة بعدما أصر والده على تعليمه كتاب الله حتى أصبح قارئا يشار إليه بالبنان حتى بعد وفاته، وفي ذكرى ميلاده التي تحل اليوم 14 نوفمبر.
النشأة وإتمام حفظ القرآن في سن مبكرةوُلد الشيخ محمد محمود الطبلاوي في قرية ميت عقبة بمركز إمبابة بالجيزة عام 1934 وسُمي «محمد»، بعدما رأت والدته جده لأبيه في المنام، يخبرها بأنه يجب أن يسمى محمد، وأن يصبح قارئ قرآن، ولما حكت لزوجها، ما رأت أصر على تنفيذ ما جاء في المنام، وكان والده حازما معه في مسألة حفظ القرآن الكريم ويصطحبه إلى الكُتَّاب، وعلَّمه القرآن الشيخ غنيمي الزاوي الذي كان أيضا حازمًا معه، فأصبح جادا في التعامل مع القرآن الكريم، وبالفعل التحق بالكُتَّاب في الرابعة من عمره، وأتم حفظ القرآن في التاسعة.
وكان الطالب يدفع في الكُتَّاب 5 مليمات في الأسبوع الواحد، بينما كان والده يدفع قرش صاغ، وبالفعل اعتنى به الشيخ الذي كان خبيرا في الأصوات.
محفِّظ القرآن كان ترزيا، دأب على حمل دبوس في عمته استخدمه لوخز أي طالب يخطئ في التسميع، ورغم أنه لم يكن دارسا للموسيقى، إلا أنه كان يعتمد على الفطرة، وكان يعتني بمن صوته جميلا، ويجعله يُسمِّع في النهاية.
بداية الشهرةوبدأت رحلة شهرة الطبلاوي مع قراءة القرآن الكريم، في عزاء والدة عمدة ميت عقبة التي كانت قرية مستقلة، فجرى استدعاء شيخه غنيمي الزاوي، واصطحب الطبلاوي، وأعجبت الناس به كثيرا، ثم انتقل إلى القاهرة عندما بدأ يشيع ذكره في هذا المجال.
كيف التحق بالإذاعة؟عندما قدم للالتحاق بالإذاعة أعجب به أعضاء اللجنة لكنهم طلبوا منه التدرب على المقامات لمدة سنة كأغلب المشايخ في هذا المجال، وهو ما فعله الطبلاوي، ورغم أنه قدم في عام 1960 إلا أن اللجنة أجَّلت التحاقه بالإذاعة حتى عام 1967 وبعدها تجاهل الاختبارات لمدة 3 سنوات، ثم عاد إليها مرة أخرى بناءً على طلب أحد أعضاء اللجنة، الذي طلب منه أن يختبر مرة أخرى، والتحق بها في عام 1970.
سفير القرآن وقارئه في جوف الكعبةولُقب الطبلاوي بسفير القرآن لأنه سافر لأكثر من 70 دولة وقرأ القرآن فيها، وقرأ القرآن في جوف الكعبة، احتل مكانة كبيرة في قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض، وهو ما وصفه الشيخ علي جمعة بأنها منحة ربانية وكرامة مدخرة لم ينلها أحد.
وحكى شعوره للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق، قائلا: «كنت في الجنة، الشعور ده حاجة تانية، والدعاء بيستجاب ويتنفذ فورا»، خلال تصريحات تلفزيونية لعلي جمعة، عبر القناة الأولى مع الإعلامي عمرو خليل.
آخر حبة في سبحة المقرئين العظاملقَّبه الكاتب الصحفي الراحل محمود السعدني بـ«آخر حبة في سبحة المقرئين العظام»، وكان يقرأ ساعة في إذاعة فلسطين وربع ساعة في إذاعة صوت العرب، بحسبما صرح الطبلاوي لقناة «dmc»، في حوار تليفزيوني.
لم يقلد القراء ولكن تأثر ببعضهم ولم يكن يحب تقليد غيره من القراء، إلا أنه أحب استخدام بعض التقنيات مثل «القفلات» لوزير الأوقاف الأسبق الدكتور طلعت عفيفي، كما تأثر بشخصية قارئ آخر في المعتمدية، وكان معجبا بالشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود في طفولته، كما أحب الشيخ محمد رفعت وعبد الفتاح الشعشاعي والشيخ منصور البدار.
وكان الشيخ عبد الباسط صديقه ولم يتفارقا إلا للنوم، وكانا يتحدثان عن أحوال الدنيا ويقول له إن ابنه ياسر يقلد الطبلاوي.
كان يختم القرآن كل أسبوع وكان يقرأ القرآن الكريم كاملا كل أسبوع، يبدأ من الجمعة وينتهي في الخميس، بواقع 5 أجزاء يوميا، وبعد الصلاة الفجر يقرأ جزئين، وبعد الظهر جزء، وبعد العصر جزء، وقبل النوم يقرأ جزءً.
تفضيلاته الفنيةولم تكن علاقته بالغناء منقطعة، فقد كان أحب أم كلثوم، وذكر خلال حواره عبر قناة «DMC»، أنه كان يفضل رباعيات الخيام، وكان يحب سعاد محمد، أما الجيل الجديد فلم يكن حريصا على متابعته.
محاولة اغتيالتعرض لمحاولة اغتيال أثناء قراءته في أحد المآتم، فقد كان أمامه فنجان قهوة مسموم، وكلما همّ بإمساكه ليشرب منه، ابتعد عنه، ولكن المذيع الداخلي سأله عن سر عن عدم تناول القهوة، قال له إنه لا يرغب في ذلك، لكن الرجل شربها ومات بعدما صرخ كثيرا.
وعن هذه المحاولة قال: «من وضع السم في القهوة كان له مصلحة في قتلي، الأمر مرتبط بالحقد والغيرة، بسبب الإقبال عليّ في المآتم، كان يريد أن يستريح مني، لكن الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطبلاوي القرآن الكريم الكعبة القرآن الکریم حفظ القرآن القرآن فی
إقرأ أيضاً:
وفاة الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد.. تفاصيل رحلته الصوفية
الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد.. توفي الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد، شيخ الطريقة البلقائدية الهبرية، الاثنين 25 فبراير 2025 عن عمر ناهز 88 عامًا.
ويُعتبر بلقايد من أبرز علماء المذهب المالكي في الجزائر والعالم الإسلامي، وترك وراءه إرثًا علميًا وروحيًا كبيرًا.
نشأته ومسيرته العلميةوُلد الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد في مدينة تلمسان بتاريخ 28 أكتوبر 1937، في أسرة علمية ودينية. تولى والده، الشيخ محمد بلقايد، تعليمه وتربيته منذ الصغر، فنهل من علوم الفقه والسيرة والعقيدة على يديه. كما تلقى العلم على يد عمه الشيخ عبد الكريم بن الحاج، الذي درسه القرآن الكريم، إضافة إلى تعلمه لعلوم اللغة والآداب على يد مشايخ بارزين مثل الإمام البشير بوهجرة.
مساهماته العلمية والدعويةتولى الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد مشيخة الطريقة البلقائدية الهبرية خلفًا لوالده، وساهم بشكل كبير في نشر التصوف السني المعتدل. أسس الزاوية البلقايدية في قرية سيدي معروف بوهران، والتي أصبحت مركزًا علميًا يستقطب العلماء والطلبة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. كان الشيخ من دعاة الاعتدال ونبذ التطرف، وأسهم في تعزيز قيم التسامح والحكمة في الخطاب الديني.
عُرف الشيخ بلقايد بجهوده الحثيثة في نشر الفكر الصوفي المعتدل، وكان له دور بارز في إحياء الزوايا العلمية والدعوية في الجزائر، مما جعلها محط اهتمام العلماء وطلبة العلم. كما كان له تأثير كبير في تعزيز الوسطية والاعتدال في مواجهة الغلو والتطرف في الدين.
تأبينهنعت الرئاسة الجزائرية الشيخ بلقايد عبر برقية تعزية بعث بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مؤكدًا على إسهاماته الكبيرة في خدمة الدين والوطن، مشيدًا بمواقفه في نشر العلم والحفاظ على الهوية الدينية الوطنية. كما أعرب الرئيس تبون عن تعازيه الحارة لعائلة الفقيد ومريديه، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته.
مراسم الدفنوتمت مراسم دفن الشيخ محمد عبد اللطيف بلقايد يوم الثلاثاء بعد صلاة العصر في مقبرة الزاوية بوهران، حيث شيعت جثمانه إلى مثواه الأخير.
اقرأ أيضاً«فيديو».. أستاذ بجامعة الأزهر يكشف سبب تعدد الطرق الصوفية
«الطرق الصوفية»: نؤكد ثقتنا في الرئيس السيسي بعدم قبول مقترحات تهجير الفلسطينيين
الأعلى للطرق الصوفية: نرفض تصفية القضية الفلسطينية بدعوات التهجير ونقف خلف القيادة السياسية الحكيمة