يمانيون/ تقارير بثباتٍ منقطِعِ النظير، يواصِلُ الشعبُ اليمني التجمهُرَ في الساحات أسبوعيًّا؛ لنصرة غزة ولبنان والانتصار لمظلوميتهم التي تخلى عنها العالَمُ أجمع.

وتشهد مئات الساحات زخمًا جماهيريًّا متصاعدًا من أسبوع إلى آخر، في تعبير شعبي يمني أصيل عن ثبات الموقف المساند لغزة، والذي لا يمكن المساومة عليه مهما بلغت التحديات والتضحيات.

ويخرج ملايين اليمنيين كُـلّ جمعة في الساحات للتنديد بجرائم الصهاينة، إضافةً إلى استنكار الصمت العربي المطبق إزاء الجرائم المروعة في غزة، مجدِّدين الدعوةَ إلى كُـلّ أحرار الأُمَّــة العربية والإسلامية على ضرورة استشعار المسؤولية والتحَرّك الجاد لنصرة فلسطين.

ويعتبر التجمهُرُ المليوني الواسع والكبير في الساحات أنموذجاً للاستفتاء الشعبي الكبير عن التفويض المطلق للقيادة السياسية والثورية في موقفها الإيماني والأخلاقي المناصر لغزة، كما أنها تفويض للقوات المسلحة اليمنية في المضي بثبات راسخ في العمليات العسكرية التصاعدية ضد الكيان الصهيوني وحلفائه من الأمريكان والبريطانيين.

وفي كلمته الأخيرة حول آخر المستجدات أكّـد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن الخروجَ في المسيرات هو جهادٌ في سبيل الله وغزوة من أهم الغزوات؛ الأمر الذي دفع ملايين اليمنيين للتوجّـه نحو الساحات للتظاهر بشكل كبير ومضاعف عما حدث في الأسابيع الماضية، حَيثُ شهدت الساحاتُ في جمعة “مع غزة ولبنان استنفار ضد قوى الاستكبار” زخمًا جماهيريًّا كَبيرًا وواسعًا مقارنة بالأسابيع الماضية.

وتثبت الجماهيرُ الحاشدة التي شهدتها الساحات اليمنية في جمعة “مع غزة ولبنان.. استنفار ضد قوى الاستكبار” عن مدى الاستجابة الشعبيّة للقيادة الثورية كما أنها توصلُ للعالم أجمع رسائل شعبيّة كبرى عن تمسك اليمنيين بموقفهم المساند لغزة واستعدادهم لخوض أي تصعيد أمريكي صهيوني يهدف لثني اليمنيين عن موقفهم المناصر لغزة.

وتأتي أهميّة المسيرات الشعبيّة في كونها تحمل دلالات كبرى عن تكامل الموقف العسكري والسياسي والثقافي والشعبي المساند لغزة ولبنان، والتي من خلالها يعلم العدوّ وعملاؤه أن خططهم العدوانية تجاه البلد ستبوء بالفشل الذريع والهزيمة المدوية.

ويعتبر نائبُ وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، فؤاد ناجي، الخروج الجماهيري الأسبوعي في الساحات جهادًا في سبيل الله، موضحًا أن “الجهاد مفهوم واسع جِـدًّا يدل على بذل الجهد في جميع المجالات، ومن المجالات التي تعتبر جهادًا في سبيل الله الحضور في المسيرات”.

ويوضح أن “السيدَ القائد وصف الخروج في الساحات بمسيرة (مع غزة ولبنانَ.. استنفار ضد قوى الاستكبار) بالغزوة من أهم الغزوات؛ كون الخروج الجماهيري الواسع والكبير واللامسبوق الذي شهدته الساحات تزامن مع فوز المجرم الأمريكي ترامب بالرئاسة والذي توهم ضعفاء النفوس والمطبِّعون والخونة والمتربصون أن موقف اليمنيين تجاه غزة ولبنان سيتغير”.

ويبيَّن أن “اليمنيين ثابتون على موقفهم المساند لغزة ولبنان والمنتصر لمظلوميتهم لن يتغير ولن يتبدل مهما حصل”، مؤكّـدًا أن “الرئيس الأمريكي ترامب يعرف جيِّدًا اليمنيين وبأسهم الشديد، وَأن ترامب حينما ترأس الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الحرب الظالمة على البلد وأثناء زيارته السعوديّة والإمارات لحلب مليارات الدولارات استقبله اليمنيون في مطار الرياض بصاروخ باليستي في تعبير أقوى وأوضح عن التحدي ومجسِّدٍ للعزة والكرامة التي عليها الشعب اليمني بخلاف ما عليه الآخرون”.

ويرى أن “اكتظاظَ الملايين في ساحات التظاهر يوصلُ رسائلَ ناريةً للأمريكيين والصهاينة والعالم الصامت أن موقفنا الإيماني والأخلاقي المساند لغزة سيظل ثابتًا ولن يتزحزح مهما بلغت التحديات والتضحيات”.

ويعتقد ناجي أن “الخروج المليوني الواسع في الساحات حُجّـةٌ دامغة على جميع الأُمَّــة الإسلامية للقيام بمسؤوليتها في مناصرة فلسطين ومساندتها”.

ويختتم حديثه بالقول: “من كان يظن أن الرئيس الأمريكي ترامب سينتصر في المواجهة فهو واهم؛ لأَنَّنا أناس متوكلون على الله واثقون بنصر الله، والميدان خيرُ حاكم بيننا وبين جبهة الباطل”.

 

نصرةُ المستضعفين إرثٌ يماني أصيل:

بدوره يقول الناشط الثقافي والكاتب السياسي الدكتور يوسف الحاضري: إن “فطرة الشعب اليمني أَسَاسًا هي حب الآخرين وحب المستضعفين وحب المظلومين وحب المضطهدين، وَهذا ما وصفهم الله سبحانه وتعالى (يحبون من هاجر إليهم)”.

ويضيف الحاضري “أي ما هو السبب في هجرة الناس إليهم؛ بسَببِ الظلم الذي يقعُ عليهم؛ لأَنَّ الله يقول هاجر، ولم يقل زار، الهجرة هي انتقال من مكان إلى مكان آخر للاستقرار نتيجة لعدم الاستقرار في ذلك المكان الذي نزحوا منه، لذلك الله سبحانه وتعالى خلق الشعب اليمني في هذه الأرض التي وصفها بأنها طيبة وفطرهم على مناصرة المظلومين في هذه الأرض”.

ويبيّن الحاضري أن “اليمنيين يولون اهتمامًا بالغًا بالقضية الفلسطينية؛ كونها قضيتهم الدينية والمركَزية والتي تتقدم أولويات القضايا”، مبينًا أن “يقين اليمنيين بقدسية القضية الفلسطينية جعلت الشعب اليمني وقيادته السياسية الثورية يلبون الأقصى منذ الوهلة الأولى لاندلاع الحرب وعلى مدى أربعة عشر شهرًا من الحرب الضروس مع الصهاينة”.

ويذكر الحاضري أن “اليمن في معركة (طُـوفَان الأقصى) تفردت الساحة العالمية في نصرة فلسطين، حَيثُ تكامل الموقف الرسمي والشعبي والعسكري والسياسي والثقافي في نصرة غزة والانتصار لمظلوميتها”، موضحًا أن استمرار الشعب اليمني في التجمهر في الساحات يبعث رسائل اطمئنان للشعبين الفلسطيني واللبناني أنه معهم ولن يتخلى عنهم، يقاتل معهم ولن يتوقف عن مناصرتهم مهما حصل.

ويلفت إلى أن تغير الإدارة الأمريكية والصهيونية لن يغير من الواقع شيئًا، ولن يثني اليمنيين عن مناصرة غزة وفلسطين ولو تكالب على اليمن جميع شذاذ الآفاق، مؤكّـدًا أن اليمنيين سيقابلون التصعيد الأمريكي بالتصعيد والمواجهة بالمواجهة حتى يتحقّق النصر الإلهي المحتوم بزوال “إسرائيل” من المنطقة.

 ويشدّد بأن امتلاء الساحات بالمتظاهرين يثبت مدى الانسجام الإيماني بين الشعب والقيادة الثورية ممثلًا بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

ويخرج الشعبُ اليمني في مسيرات جماهيرية واسعة أسبوعيًّا للتأكيد على ثبات الموقف اليمني المساند لغزة، بحسب ما يؤكّـده مدير إدارة التوعية بالهيئة العامة للزكاة صادق المعافى.

ويوضح أن “التجمهُرَ اليمني في الساحات بهذا الشكل الكبير والعظيم والمشرِّف دليلٌ على عظمه اليمنيين وصدق اليمنيين وإيمانهم وصدقهم في نصرتهم لإخوانهم في غزة وفلسطين وفي لبنان”.

 ويبيِّنُ أن خروج ملايين الشعب اليمني في الساحات تعبيرٌ عن الجهوزية العالية والاستعداد الكامل والمطلق لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي يخوضها اليمنيون بقيادة السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.

نقلا عن المسيرة نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المساند لغزة الشعب الیمنی فی الساحات غزة ولبنان الیمنی فی

إقرأ أيضاً:

«الشفوت».. طبق رمضاني لا يغيب عن مائدة اليمنيين

رحاب حلاوة

مع حلول شهر رمضان تتزين المائدة اليمنية بأطباق تقليدية لا تظهر إلا خلال هذا الشهر، وفي طليعتها طبق «الشفوت»، الذي يعد من أكثر الأطعمة الرمضانية شعبية وانتشاراً في مختلف المحافظات، فهو ليس مجرد وجبة تضاف إلى سفرة الإفطار، بل يمثل جزءاً من التراث والموروث الشعبي، الذي توارثته الأجيال عبر العقود، ليصبح طقساً غذائياً يرافق اليمنيين خلال الشهر الفضيل.

ويُحضر «الشفوت» بمكونات بسيطة، إلا أن نكهته الفريدة جعلته من الأطباق التي ينتظرها الصائمون كل عام، ويعتمد في أساسه على «اللحوح»، وهو خبز طري ورقيق، يتم إعداده من مزيج الدقيق والماء والخميرة، ثم يُطهى على صاج ساخن، ليأخذ شكلاً إسفنجياً، مما يسهل امتصاصه للنكهات، وبعد ذلك يُنقع «اللحوح» في مزيج من الزبادي «اللبن الرائب» والتوابل والأعشاب كالكمون، الثوم، الكزبرة، والنعناع، ما يمنحه مذاقاً منعشاً ولاذعاً في آنٍ، ويفضل الكثيرون تناوله بارداً، خاصة في الأيام الحارة، حيث يساعد على ترطيب الجسم، وتعويض السوائل التي يفقدها الصائم أثناء النهار.

ورغم بساطة مكوناته إلا أن «الشفوت» يظل طبقاً خاصاً بشهر رمضان فقط، ويرجع ذلك إلى ارتباطه الوثيق بالعادات الغذائية للصائمين، حيث يسهم في تهيئة المعدة لاستقبال الأطعمة الأخرى بعد ساعات طويلة من الصيام، كما أن إعداده يتطلب وقتاً وجهداً، لذا تخصص العائلات اليمنية رمضان لتحضيره، حين يكون هناك اهتمام أكبر بإعداد الوجبات التقليدية، التي تحمل نكهة الشهر الفضيل.

وبالإضافة إلى «الشفوت» تزخر المائدة اليمنية في رمضان بأطباق وحلويات لا تُحضر إلا في هذا الموسم، ما يجعلها جزءاً من الطقوس الغذائية الرمضانية، ومن أشهر هذه الحلويات «الرواني»، وهي كعكة إسفنجية مليئة بالقطر، وتمتاز بهشاشتها وطعمها الحلو، وتُعتبر من أكثر الحلويات شيوعاً على موائد الإفطار، كما تحضر «بنت الصحن»، وهي طبقات من العجين الرقيق المغطاة بالعسل والسمن البلدي، وغالباً ما يتم تناولها بعد صلاة التراويح مع كوب من الشاي العدني. ولا تخلو موائد اليمنيين من القطايف، التي تتشابه مع نظيرتها في بقية الدول العربية، لكنها تتميز بحشوات محلية مثل الجبن الطري أو المكسرات.

رمضان في اليمن ليس مجرد موسم للطعام، بل هو مناسبة دينية واجتماعية تتجلى فيها روح التآخي والتكافل، وفي هذا الشهر تزدحم المساجد بالمصلين، وتقام موائد الإفطار الجماعية في الأحياء والشوارع، حيث يحرص الأهالي على مشاركة وجباتهم مع الفقراء والمحتاجين، كما تُعد «المقايل الرمضانية» من التقاليد الراسخة، حيث يجتمع الأصدقاء وأفراد العائلة بعد الإفطار لاحتساء الشاي وتبادل الأحاديث وسط أجواء رمضانية دافئة.

المصدر: البيان الإماراتية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • 4,879,682 مليون وجبة إفطار في الحرمين
  • أبو شمالة يشيد بالموقف اليمني المشرف في نصرة الشعب الفلسطيني
  • «الشفوت».. طبق رمضاني لا يغيب عن مائدة اليمنيين
  • إعلام العدو:المسيرات الإسرائيلية تغتال 700 شخص من غزة ولبنان منذ بدء الحرب
  • التعاون الإسلامي تعتمد خطة إعمار غزة وتطالب الاحتلال بالانسحاب من سوريا ولبنان
  • مصر والأزمة السودانية- دلالات تحرير الأسرى
  • دلالات تصعيدية خطيرة: 26 غارة اسرائيلية في نصف ساعة
  • التسامح في رمضان.. تراث أصيل عند اليمنيين
  • وقفات في مأرب نصرة لغزة وتنديدا بجريمة المرتزقة بحق المواطن الجميلي
  • وقفات في مأرب نصرة لغزة وتنديدا بجريمة مرتزقة الإصلاح بحق المواطن “الجميلي”