حراك لتعديل قانون الانتخابات يبرز مجدداً.. ماذا بعد التعديل الثالث؟
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
علق النائب المستقل كاظم الفياض، اليوم الخميس (14 تشرين الثاني 2024)، حول مساعي بعض الأطراف السياسية لتعديل قانون انتخابات مجلس النواب خلال المرحلة المقبلة.
وقال الفياض، لـ"بغداد اليوم"، إن "تعديل قانون الانتخابات النيابية، لغاية الآن لم يطرح بشكل رسمي داخل أروقة البرلمان، لكن هناك اطراف سياسية تريد تعديل القانون، وهذا الأمر عليه خلاف سياسي كبير، فهناك أطراف تريد الإبقاء على الدوائر المفتوحة وأخرى تسعى للذهاب نحو الدائرة المغلقة لكل محافظة".
وأضاف، أن "تعديل هذا القانون لن يكون سهلاً، لوجود انقسام سياسي بين كبار الكتل على شكل القانون الجديد، ومن المؤكد أن كل طرف سياسي سيعمل على تمرير القانون وفق ما يخدم مصلحته الحزبية، ولهذا القانون مؤجل حالياً لحين حسم القوانين الخلافية المعلقة منذ أشهر دون التصويت عليها".
ومع اقتراب كل دورة انتخابية جديدة، تشهد العملية الديمقراطية التي يعيشها العراقيون منذ 2003 كثيراً من الجدل السياسي والشعبي، لتتفجر الأزمات والخلافات السياسية بين القوى المسيطرة على النظام السياسي.
ومع طرح إجراء انتخابات جديدة من المرجح أن تكون نهاية عام 2025 أو بداية العام الذي يليه، تكثر التحركات خلف الكواليس ويتوالى الحديث عن آلية وشكل قانون الانتخابات المقبل.
وتمكن مجلس النواب نهاية آذار الماضي من تمرير تعديلات مثيرة للجدل على قانون الانتخابات، بعد مناقشتها في أكثر من جلسة خلال الأسابيع الماضية.
وصوت خلال جلسته التي عقدت في الـ27 من آذار بحضور 218 نائبا على قانون "التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات والأقضية رقم (12) لعام 2018".
وشملت التعديلات الأخيرة إلغاء النظام المعمول به في انتخابات تشرين الأول 2021، واعتمد بموجب النظام الانتخابي الجديد نظام الدوائر المتعددة وقسم البلاد جغرافيا إلى 83 دائرة بدل النظام القديم الذي حدد أن كل محافظة تمثل دائرة انتخابية واحدة.
ووفقا لمتتبعين، فقد استفادت الأحزاب الناشئة والمرشحون المستقلون من قانون الدوائر المتعددة، الذي يمنح المرشح فوزه المباشر من خلال أعداد المصوتين له، لكن نظام الدائرة الواحدة يعطي للقائمة الانتخابية أصوات الناخبين للمرشحين ضمن هذه القائمة.
في المقابل يرى مراقبون للشأن السياسي، أن التعديلات الأخيرة تعزز هيمنة الأحزاب التقليدية على حساب القوى الناشئة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: قانون الانتخابات
إقرأ أيضاً:
من ثورة 1919 إلى دستور 1923.. فوز حزب الوفد بأول انتخابات برلمانية.. ماذا حدث؟
في لحظة تاريخية فارقة، شهدت مصر في عام 1924 أول انتخابات برلمانية بعد صدور دستور 1923، لتؤسس بذلك مرحلة جديدة من الحياة الديمقراطية في البلاد.
وجاء فوز حزب الوفد الساحق في هذه الانتخابات كترجمة لرغبة الشعب المصري في التغيير واستعادة السيادة الوطنية.
السياق السياسي: من الثورة إلى الدستوركانت انتخابات 1924 تتويجًا لجهود الحركة الوطنية التي قادها الشعب المصري بعد ثورة 1919، التي نادت بالاستقلال والحرية، تلك الثورة، التي تزعمها سعد زغلول ورفاقه من حزب الوفد، أجبرت بريطانيا على التفاوض مع المصريين، مما أدى إلى إصدار دستور 1923، الذي نص على إقامة نظام ملكي دستوري بوجود برلمان منتخب.
تصدر حزب الوفد المشهد السياسي في ذلك الوقت بفضل شعبيته الكبيرة التي اكتسبها من قيادته للحركة الوطنية ومطالبته بإنهاء الاحتلال البريطاني.
قاد سعد زغلول، زعيم الوفد، حملة انتخابية واسعة شملت مختلف مناطق مصر، حيث استطاع الحزب حشد الجماهير ببرنامجه الذي ركز على تحقيق الاستقلال الكامل، وحماية حقوق الشعب، وترسيخ مبادئ الدستور الجديد.
نتائج الانتخابات: انتصار كاسح للوفدأسفرت الانتخابات عن فوز حزب الوفد بأغلبية ساحقة، حيث حصل على 188 مقعدًا من أصل 214 في مجلس النواب، هذا الفوز أعطى الحزب تفويضًا شعبيًا قويًا لتشكيل أول حكومة دستورية في تاريخ مصر الحديث.
حكومة سعد زغلول: إنجازات وتحدياتعقب فوز الوفد، تولى سعد زغلول رئاسة الوزراء، ليصبح أول زعيم شعبي يقود حكومة مصرية منتخبة، خلال فترة حكمه، واجهت الحكومة تحديات كبيرة، أبرزها التعامل مع الاحتلال البريطاني وقضايا السيادة الوطنية. ومن بين الإنجازات التي حققتها حكومة الوفد:
1. تعزيز سيادة القانون وتفعيل مواد الدستور.
2. العمل على تطوير التعليم والإدارة.
3. دعم الفلاحين وتحسين أوضاع الطبقة العاملة.
لكن التوتر مع بريطانيا ظل قائمًا، مما أدى إلى أزمات سياسية متكررة أبرزها حادثة مقتل السير لي ستاك، سردار الجيش المصري وحاكم السودان، في نوفمبر 1924، الحادثة أدت إلى تصعيد سياسي انتهى باستقالة حكومة سعد زغلول في العام نفسه.
الوفد والشعب: علاقة لا تنفصمرغم التحديات التي واجهها حزب الوفد خلال قيادته للبلاد، ظل الحزب يتمتع بشعبية جارفة، فقد نجح في تمثيل صوت الشعب المصري الذي كان يطمح إلى التحرر الكامل من الاستعمار البريطاني وإرساء قواعد العدالة والديمقراطية.
تأثير الانتخابات على الحياة السياسية في مصرمثل فوز حزب الوفد في أول انتخابات برلمانية خطوة كبيرة نحو ترسيخ التجربة الديمقراطية في مصر.
ورغم أن هذه التجربة تعرضت لاحقًا لانتكاسات بسبب التدخلات الملكية والصراعات مع الاحتلال البريطاني، إلا أن انتخابات 1924 ظلت رمزًا لإرادة الشعب المصري وسعيه لتحقيق سيادته على أرضه.