أثار إرسال حكومة الشرعية اليمنية وفداً يتألف من 114 مسؤولًا إلى مؤتمر المناخ المنعقد في أذربيجان موجة انتقادات وسخط واسع، حيث يعتبر هذا الوفد الأكبر في تاريخ الفعاليات الدولية، ويكبد الحكومة تكاليف باهظة تشمل تذاكر الطيران والإقامة وبدل السفر، في وقت يعاني فيه اليمن من أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة، جعلت المواطنين غير قادرين على توفير احتياجاتهم الأساسية.

كشوف مسربة كشفت عن أسماء حاضري المؤتمر وفق الانتماءات الأسرية والمصالح الشخصية، مشيرة مصادر مطلعة إلى أن العدد يتوزع أسماء الجانب الحكومي 47 اسماً و67 اسماً تابعين لجهات بنكية وإعلامية يمنية، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذه المشاركة في ظل الوضع الراهن.

عند مقارنة وفد اليمن بعدد المشاركين من دول أخرى تعاني من صراعات مشابهة، نجد أن سوريا قد أرسلت وفدًا يتكون من 6 أشخاص فقط، بينما شاركت السعودية بـ57 من المسؤولين المختصين. هذه الأرقام تعكس الفجوة الكبيرة بين الأولويات الوطنية لكلا البلدين، مما يطرح تساؤلات حول كيفية إدارة الموارد في اليمن.

اتهم الدكتور عبدالقادر الخراز الناشط في مكافحة الفساد، وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي بتسهيل دخول أشخاص غير مؤهلين إلى مؤتمرات سابقة.

وتأتي هذه الاتهامات كجزء من سلسلة من الانتقادات حول كيفية إدارة الفعاليات الدولية وما يترتب عليها من تبعات سلبية على سمعة البلاد.

في الوقت الذي يسجل فيه وفد حكومي يمني هذا العدد الكبير، تبرز تساؤلات عدد من المراقبين حول قدرة البلاد على تحمل تكاليف هذه المشاركات في ظل استمرار التدهور والانهيار الاقتصادي واتساع دائرة الفقر في اليمن مما يعكس حقيقة الوضع في اليمن وسط دعوات لمحاسبة المسؤولين عن تكرار صرف نفقات غير ضرورية في رحلات ترفيهية غير ذات جدوى في ظل معاناة ملايين اليمنيين.

ودعا مراقبون الحكومة اليمنية إلى إعادة التفكير في أولوياتها وتكريس ميزانيات كبيرة لحضور فعاليات دولية في حين تعاني الأسر من نقص التمويل والاحتياجات الأساسية، يتوجب على المسؤولين التفكير في كيفية استخدام هذه الموارد بشكل يعكس احتياجات الشعب اليمني، بدلاً من صرفها على نفقات غير ضرورية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

يا ناس: تساؤلاتٌ عن عالم ضائع

إسماعيل سرحان

هل يمكن للعقل أن يستوعب أن القمة الإفريقية قد أطلقت صرخاتها المدوية بوجه “إسرائيل”، مدانةً العدوان على غزة، ومتهمةً إياها بجريمة الإبادة الجماعية وسط مذابح إنسانية تتوالى؟ يا لها من مفارقة! هل يمكن أن نقول إن الدول التي تعيش في نصف الكرة الغربي، من كولومبيا إلى فنزويلا، قد قرّرت وضع خط أحمر أمام التآمر الإسرائيلي، بل وطرد بعضهم من أراضيها؟ هل هذه حقائق أم مُجَـرّد أوهام في زمن تبدلت فيه معايير الوضوح؟

أليست إيرلندا، تلك الدولة التي لطالما عانت من ويلات الاستعمار، قد أغلقت سفارة العدوّ وأعلنت من على منابر العالم أن للإرهاب رأس يحمل اسم إسرائيل؟

ولكن السؤال: أين العرب وماذا صنعوا بقممهم وقمائمهم.

لماذا نرى هذه الشجاعة وهذه المواقف تُفتقد من قماش حكوماتنا العربية؟

هل تختلف الأحداث في زمن تتحَرّك فيه الدول اللاتينية بعزم بينما تبقى الدول العربية مُجَـرّد مشاهدين؟

ألا تعتقدون أن الأمر بدأ يقترب من مرحلة القفز عبر حلقات النار؟ ألا يؤلمكم أن بعض حكام العرب يتجرؤون على اتّهام المقاومة الفلسطينية بأنها سبب الكارثة، وكأن الاحتلال لم يكن، وكأن حقوق البشر لا تعنيهم؟ هل يعقل أن تُطلب من المقاومة أن تتخلى عن سلاحها، بينما تُترك الأراضي لمصير دامٍ؟

لماذا لا تُغلق دولة واحدة عربية سفارتها في تل أبيب، بشكل يساوي ما يحدث في عالمٍ يُحتم علينا أن نكون أبطاله؟ أين هي الدولة التي ستجرؤ على رفع صوتها في وجه أمريكا، مطالبةً بالتوقف عن دعم الظلم؟ أليس هذا هو دورنا كأمة تسعى للحرية والكرامة؟

ويلٌ لنا، نحن العرب، من شر اقترب، ولن ينقذنا حكامٌ يبدو أنهم لا يعرفون رأسًا من ذيل. هل نحن في حالة صمتٍ مميت، أم أن ضمائرنا قد انتقلت إلى عوالم أُخرى، بعيدًا عن الآلام التي تتسرب من كُـلّ منفذ؟

هل نكتفي بالمشاهدة، برفع حواجب الاستغراب، والحديث عن عواطفنا المنسية؟ هل هذا هو القدر الذي نختار أن نعيشه، أبطال بلا أبطال؟ أم أنه حان الوقت لنقف ونرفع أصواتنا في وجه السخافات، وندعو للتغيير في عالمٍ بحاجة لترسيخ قيم الحق والعدالة؟

إلى متى نبقى نكرّر التساؤلات دون إجَابَة، وإلى متى سنظل نشير بأصابع الاتّهام دون اتِّخاذ خطوات جادة نحو التغيير؟ تُطرح الأسئلة، بينما الإجابات تائهة في عالمٍ يُفترض به أن يتنفس حريته.

ألا يكفي؟ ألا يرى أحدكم أن تطبيعنا مع هذا العدوّ بات يسمم حياتنا؟ لماذا لا نسمع دولةً واحدةً تقول لأمريكا: كفى! كفى من الازدواجية وكفى من القتل؟ كيف نجرؤ على المضي قدمًا بينما حكامنا مُجَـرّد زمر بلا قاعدة تُسندهم؟

لكن، إلى أصحاب القمم القادمة.. إذَا كان مضمون محتوى مخرجات القمة هي تنفيذ الخطة البديلة الصهيوأمريكية فهذا مرفوض من الآن جُملةً وتفصيلًا، والجلوس في المنازل أشرف لكم من إهانة شعوبكم وأمتكم الإسلامية..

ترفعون أعينكم في وجوهنا بينما تتخذون قرارات تخدم الأعداء أكثر من مصالحنا؟

وأي مخرجٍ سننتظره إذَا كنتم ستخرجون بتنفيذ خطة تُسجل في التاريخ كخيانة جديدة؟ أليس من الأجدر أن تساندوا. وتدعموا وَتروا كيف يمكن للمقاومة في فلسطين واليمن ولبنان وإيران والعراق أن تُجبر الكيان على التفاوض؟

لماذا الانتظار ليتحدّد مصيركم بيد من لا يعرف لون الحق؟ أمريكا و”إسرائيل”.

ألم تنبهكم أشباح الأمنيات إلى أن أفضل النتائج تتجلى في قوة التصدي وإرادَة الصمود، بدلًا من الانصياع لسياسات تروّج للذل والهوان؟

اعلموا أنه كلما كانت المخرجات ترفع الرأس فَــإنَّها في مصلحتكم قبل غيركم؛ لأَنَّكم المستهدَفون بعد فلسطين بتصريحات اليهود أنفسهم..

مقالات مشابهة

  • مسلسل طريق إجباري يتصدرالنقاش والترند في اليمن وحجاب النجمة سالي حمادة يثير تساؤلات حول رمزية العمل
  • أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة صنعاء الدكتور مشعل الريفي : على أمريكا إدراك تمكّن اليمن من ردعها وتجاوز تصنيفها بطريقته الخَاصَّة
  • يا ناس: تساؤلاتٌ عن عالم ضائع
  • دوجاريك: بيدرسون يعود إلى دمشق لمواصلة اتصالاته مع المسؤولين السوريين
  • 25 حرفيا يشاركون في فعالية «يوم الشرقية» بضمن «أيادي مصر»
  • 9 لاعبين من وادى دجلة يشاركون في بطولة كوتيدي تكساس 2025 للإسكواش
  • انطلاق مؤتمر ومعرض إيجيبس 2025| جائزة للابتكار وحلول الطاقة.. وحلقات نقاشية حول تكنولوجيا المناخ والهيدروجين الأخضر
  • مؤتمر الاقتصاد والمالية يناقش الشراكات العالمية وريادة الأعمال مع التحول الرقمي
  • عمّان: منتدى اليمن الدولي يناقش اليوم الاقتصاد والعدالة الانتقالية والطاقة المستدامة
  • وزير الاقتصاد والتخطيط يلتقي عددًا من المسؤولين لمناقشة مجالات التعاون المشترك