باحثون: عدد وفيات الحرب في السودان يزيد بكثير عن المسجل
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
أظهر تقرير جديد أصدره باحثون في بريطانيا والسودان أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 61 ألفا قتلوا في ولاية الخرطوم خلال أول 14 شهرا من الحرب في السودان مع وجود أدلة تشير إلى أن العدد الكلي أعلى بكثير مما سُجل من قبل.
وشملت التقديرات سقوط نحو 26 ألفا قتلوا جراء جروح خطرة أصيبوا بها بسبب العنف، وهو رقم أعلى من الذي تذكره الأمم المتحدة حاليا للحصيلة في البلاد بأكملها.
وتشير مسودة الدراسة -التي صدرت عن مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للحفاظ على الصحة وطب المناطق الحارة أمس الأربعاء- إلى أن التضور جوعا والإصابة بالأمراض أصبحا من الأسباب الرئيسية للوفيات التي يتم الإبلاغ عنها في أنحاء السودان.
وقال الباحثون إن تقديرات أعداد الوفيات الناجمة عن كل الأسباب في ولاية الخرطوم أعلى بنسبة 50% عن المتوسط المسجل على مستوى البلاد قبل بدء الحرب التي نشبت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع دفع 11 مليونا للفرار من منازلهم، وتسبب في أكبر أزمة جوع في العالم. ويحتاج نحو 25 مليون نسمة -أي نصف سكان السودان تقريبا- إلى المساعدات في وقت تنتشر فيه المجاعة بمخيم واحد للنازحين على الأقل.
ويشكل إحصاء عدد القتلى تحديا في ظل الحرب. ويقول باحثون إنه حتى في أوقات السلم لا يتم تسجيل الكثير من الوفيات في السودان. ومع تصاعد حدة القتال، تقطعت بالسكان السبل للوصول للجهات التي تسجل الوفيات، مثل المستشفيات والمشارح والمقابر. كما تسبب الانقطاع المتكرر في خدمات الإنترنت والاتصالات في عزل الملايين عن العالم الخارجي.
رصد الوفياتتقول ميسون دهب -المختصة بعلوم الأوبئة والمديرة المشاركة بمجموعة أبحاث السودان، وهي أيضا من قادت الدراسة- إن الباحثين حاولوا "رصد (الوفيات) غير المرئية" من خلال أسلوب عينات يعرف باسم "الرصد وإعادة الرصد".
وباستخدام بيانات من مصدرين مستقلين على الأقل، بحث الباحثون عن أفراد يظهرون في عدة قوائم. وكلما قل التداخل بين القوائم، زادت فرص وجود وفيات غير مسجلة وهي معلومات يمكن البناء عليها لتقدير الأعداد الشاملة للوفيات.
وفي تلك الحالة، جمع الباحثون 3 قوائم للمتوفين:
فالقائمة الأولى بناء على مسح للجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ويونيو/حزيران 2024.
أما القائمة الثانية، فقد اعتمدت على نشطاء في المجتمع المدني و"سفراء للدراسة" لتوزيع المسح بشكل شخصي على معارفهم وشبكات تواصلهم.
والقائمة الثالثة جمعت من منشورات نعي على وسائل تواصل اجتماعي، وهو أمر شائع في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري التي تشكل معا منطقة العاصمة السودانية.
وكتب الباحثون "ما خلصنا إليه يشير إلى أن الوفيات ظلت دون رصد إلى حد كبير".
ولا تشكل الوفيات التي رصدتها القوائم الثلاث سوى 5% فحسب من تقديرات إجمالي الوفيات في ولاية الخرطوم، و7% من تلك الوفيات يعزى إلى "إصابات متعمدة". وتقول الدراسة إن النتائج تشير إلى أن مناطق أخرى منكوبة بالحرب من البلاد ربما شهدت خسائر بشرية مماثلة أو أسوأ.
وذكرت ميسون أن الباحثين لم يكن لديهم بيانات كافية لتقدير معدلات الوفيات في مناطق أخرى من البلاد أو تحديد عدد الوفيات إجمالا الذي يمكن ربطه بالحرب.
وأفاد مسؤول في تجمع الأطباء السودانيين بأميركا (سابا)، وهي منظمة تقدم الرعاية الصحية مجانا في أنحاء السودان، بأن النتائج تبدو مقنعة.
وقال مدير البرنامج عبد العظيم عوض الله لرويترز "العدد ربما يكون أكبر حتى من ذلك" مشيرا إلى أن ضعف المناعة بسبب سوء التغذية يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، مؤكدا أن "أمراضا بسيطة تقتل الناس".
وجاء تمويل الدراسة من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية، منها بالولايات المتحدة ووزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في بريطانيا.
وأكد سكان أن مئات القبور ظهرت بجوار المنازل في مختلف أنحاء الخرطوم الكبرى منذ العام الماضي. ومع عودة الجيش إلى بعض الأحياء، بدؤوا في نقل الجثث إلى "الجبانة" الرئيسية في أم درمان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی ولایة الخرطوم إلى أن
إقرأ أيضاً:
ولاية الخرطوم توجه محليتي شرق النيل وبحري بالانتقال الكامل لمقارها الرئيسية
طوارئ ولاية الخرطوم، أعلنت انتقال الشرطة إلى مقراتها في شرق النيل وفتح الأقسام ضمن خطة شاملة لتشجيع المواطنين على العودة.
الخرطوم: التغيير
وجهت لجنة الطوارئ بالعاصمة السودانية الخرطوم، محليتي بحري وشرق النيل، بالانتقال الكامل إلى مقارها الرئيسية وممارسة عملها هنالك، وذلك تنفيذاً لمقررات اجتماع لجنة الأمن الأخير.
ومنذ 26 سبتمبر الماضي دخلت الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع لنحو عامين مرحلة جديدة، حيث بدأ الجيش عملية عسكرية انتهت باستعادة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، قبل أن يعلن فك الحصار عن القيادة العامة للجيش وسلاح الإشارة واستعادة مصفاة الجيلي ومناطق واسعة في منطقتي بحري وشرق النيل.
وأفاد إعلام ولاية الخرطوم اليوم الأربعاء، بأن اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم، شرعت في اجتماعها برئاسة الوالي أحمد عثمان حمزة، في تنفيذ مقررات اجتماع لجنة الأمن بمشاركة مساعد القائد العام للقوات المسلحة، عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن ياسر العطا.
ووجهت اللجنة محليتي بحري وشرق النيل، للانتقال بالكامل إلى مقارها الرئيسية وممارسة عملها هناك.
وأوضحت أن الشرطة انتقلت اليوم إلى مقراتها في شرق النيل، وتم فتح الأقسام وذلك ضمن خطة شاملة لمكافحة الجريمة والظواهر التي برزت خلال فترة الحرب، وحسم المتفلتين وتشجيع المواطنين للعودة إلى منازلهم وتأمين ممتلكاتهم.
وانعقد الثلاثاء اجتماع لجنة أمن ولاية الخرطوم، وقالت الولاية إنه خرج بجملة من القرارات المهمة التي ستنعكس على أمن مواطني الولاية وستظهر نتائجها خلال أيام ومن أبرزها انتقال كل الأجهزة النظامية لمواقعها لمباشرة مهامها الطبيعية بجميع المحليات التي استعادها الجيش.
وقال إعلام الخرطوم، إن اجتماع اليوم أجرى مراجعة شاملة للخدمات المساندة في المياه والكهرباء، وأشاد بجهود هيئة مياه الولاية في إعادة تشغيل محطة مياه التمانيات التي توفر مياه الشرب للمناطق الممتدة من الكدرو جنوباً وحتى قري شمالاً.
ومن جهة أخرى، وجّه الاجتماع باستكمال نقل مراكز الإيواء من المدارس إلى مواقع بديلة لتمكين الطلاب من الانتظام في الدراسة.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان الشرطة الكهرباء المياه بحري شرق النيل لجنة الأمن مجلس السيادة ولاية الخرطوم