ففي الوقت الذي تتوالى فيه التحذيرات الدولية من شبح المجاعة في غزة، تواصل الإدارة الأميركية "تذكير إسرائيل بالتزاماتها التي يفرضها عليها القانون الدولي" فيما يتعلق بالسماح بوصول الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى جميع أجزاء القطاع.

وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن رسالة إلى نظيريهما في إسرائيل حددت قائمة بإجراءات معينة يتعين على إسرائيل اتخاذها خلال 30 يوما لتحسين الوضع المتدهور في غزة.

وهددت الرسالة بأن عدم تحسين هذا الوضع قد يكون له تبعات محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.

وقبل انتهاء المهلة بيوم واحد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن فتح معبر كيسوفيم -الواقع بين محافظتي دير البلح وسط القطاع وخان يونس جنوبه- لنقل شاحنات المساعدات الإنسانية بعد أن يتم تفتيشها في معبر كرم أبو سالم.

وشملت المساعدات التي سمح بإدخالها -حسب البيان الإسرائيلي- الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ومعدات المأوى، وتم توجيهها إلى وسط وجنوب القطاع. في حين طالب بلينكن بإرسال مزيد من المساعدات.

لكن إسرائيل لم تسمح بوصول المساعدات لمناطق الشمال المحاصرة منذ نحو 50 يوما، وهو ما أكده ستيفان دوجاريك -المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة- بقوله إن الوضع في الشمال كارثي، وإن المساعدات في أدنى مستوياتها منذ شهور.

واشنطن تدعم رواية إسرائيل

ورغم حديث المسؤول الأممي، فقد قالت الخارجية الأميركية إن إدارة الرئيس جو بايدن "خلصت إلى أن إسرائيل لا تعرقل حاليا المساعدات المقدمة لغزة، وبالتالي لا تنتهك القانون الأميركي، لكنها أقرت بأن الوضع الإنساني لا يزال مترديا في القطاع".

واستدعى الرد الأميركي كثيرا من التعليقات الناقدة على مواقع التواصل، حيث قال راوي "هل ينتظرون الأطفال الجياع 30 يوما، هل يصبرون على الجوع والعطش طوال شهر كامل؟".

كما قال حمزة النجار "انتو (أنتم) معطينه سنة كاملة يبيد فينا.. ما بدنا مساعداتهم بس يحلو عنا الله ينتقم منهم". في حين قالت ابتسام وسام "كل يوم نسمع معبر شكل وقصة شكل وياريت بنشوف شي سواء مساعدات أو حتى بضائع".

أما نور التقوى، فقالت "ما بدنا (لا نريد) مساعدات بدنا توقفوا الحرب بدي أشوف بيتي إلي قصفتوه، شقى عمري وقروض وحرمت نفسي من الأكل والشرب عشان يكون عندي بيت وبالآخر نزلتوه زي البسكوت".

من جهتها، انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات الإدارة الأميركية، وقالت إن "الوقائع على الأرض تكذب هذه الادعاءات"، مضيفة أن "تقارير مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، التي تؤكّد وصول مناطق في قطاع غزة، خصوصا شمالي القطاع، إلى حافّة المجاعة".

وكانت 8 منظمات إغاثة دولية، من بينها "أوكسفام" و"إنقاذ الطفل"، أقرت في تقرير لها أن إسرائيل لم تلب المطالب بحلول الموعد النهائي المحدد.

14/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مدير مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان بفلسطين: إسرائيل تمنعنا من دخول غزة

أعرب مدير مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان في فلسطين، أجيث سانجاي، عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدًا أن المفوضية تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المنطقة لمتابعة الأوضاع على الأرض. 

وقال: "نطالب بدخول غزة لتقديم المساعدات الإنسانية والمساعدة في تقييم الوضع، لكن الجيش الإسرائيلي لا يسمح لنا بذلك".

وأشار إلى أن الوضع في غزة يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من المجتمع الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين.

 وأضاف: "نحتاج إلى وقف لإطلاق النار بشكل سريع في قطاع غزة لتخفيف المعاناة الإنسانية والحد من الخسائر في الأرواح".

وأوضح مدير المكتب أنه على إسرائيل أن تتحمل مسؤولياتها الإنسانية وتوفر كل المستلزمات الضرورية للسكان المدنيين في غزة، بما في ذلك الغذاء والماء والدواء والمساعدات الطبية.

وتابع "إن تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في غزة يتطلب استجابة عاجلة من كافة الأطراف المعنية"، حسب قوله.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل رفض وصول المساعدات إلى غزة
  • لقاء يناقش الوضع الزراعي والسمكي في سقطرى
  • واشنطن: تطبيع السعودية مع إسرائيل سيحفزها للاعتراف بدولة فلسطينية
  • وزير الخارجية: إنفاذ المساعدات إلى غزة بمجرد انسحاب إسرائيل من معبر رفح
  • ميقاتي استقبل السفيرة الأميركيّة التي أشادت بجهود رئيس الحكومة
  • الأمم المتحدة تحذر من استمرار إسرائيل في إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • العدو الصهيوني يواصل اغلاق معابر غزة لليوم الـ252 على التوالي
  • 3 قوافل إماراتية تصل إلى غزة لدعم وإغاثة الفلسطينيين
  • مدير مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان بفلسطين: إسرائيل تمنعنا من دخول غزة
  • وصول المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الجزائر إلى بوركينافاسو