أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الأربعاء، ترشيح ماركو روبيو وزيرا للخارجية، مؤكدا معلومات تداولتها وسائل إعلام أميركية عن السناتور المعروف بمواقفه المناوئة للصين وإيران.

وجاء في بيان صادر عن ترامب أن روبيو سيكون "مدافعا شرسا عن أمّتنا وصديقا حقيقيا لحلفائنا ومحاربا باسلا لا يتراجع أبدا في وجه أعدائنا".

وروبيو هو ابن لمهاجرين متواضعي الدخل من كوبا. والده عمل بشكل رئيسي نادلا، بينما تولت والدته رعاية الأسرة في المنزل إلى جانب عملها عاملة نظافة في فندق.

وُلد روبيو في ميامي، "واستلهم شغفه بالخدمة العامة إلى حد كبير من جده، الذي شهد دمار وطنه بسبب الشيوعية"، وفقا لموقع مجلس النواب الأميركي.

قبل انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي في عام 2010، شغل روبيو منصب مفوض مدينة في غرب ميامي، وعمل أيضاً رئيسا لمجلس نواب ولاية فلوريدا.

يعد من المناوئين للصين، إذ أعد وأقر قانون منع العمل القسري للأيغور، والذي يمثل أكبر نقطة تحول في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين منذ عقود. 

يصنف مركز سن القوانين الفعالة روبيو باستمرار بين أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة الأكثر فعالية في الكونغرس، وفق صفحته على موقع مجلس الشيوخ الأميركي.

ويُعرف عن روبيو أنه من الداعمين البارزين لترامب طوال حملة 2024، بل وكان من بين أبرز المرشحين لشغل منصب نائب الرئيس في مرحلة معينة.

يلخص روبيو رؤيته لأميركا بالقول " هي أعظم دولة عرفها العالم على الإطلاق، لكن لدينا مشاكل خطيرة في الداخل وتحديات خطيرة في الخارج"، نحن بحاجة إلى إعادة التوازن إلى اقتصادنا المحلي، وإعادة الصناعات الحيوية إلى أميركا، وإعادة بناء قوتنا العاملة من خلال تعليم وتدريب أفضل. لا شيء من هذا سهل، ولكن لا يمكننا أن نتحمل الفشل. هذا هو السبب في أنني ملتزم ببناء تحالف متعدد الأعراق من الطبقة العاملة على استعداد للقتال من أجل هذا البلد والدخول في قرن أميركي جديد ".

روبيو يرى أن هذه القضايا المهمة للبلاد تتجاوز الانقسامات الحزبية، "ما أكسبه سمعة طيبة بقدرته على التعاون مع كلا الحزبين لتمرير إصلاحات عقلانية تُعزز الاقتصاد والمجتمعات والأسر"، وفق موقع مجلس النواب.

وقال محللون الأربعاء إن اختيار ترامب لروبيو لمنصب وزير الخارجية ربما يعني تطبيقا أكثر صرامة للعقوبات النفطية على إيران وفنزويلا.

وكان روبيو، العضو القديم في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يضغط منذ فترة طويلة من أجل تبني سياسة أميركية أكثر صرامة تجاه إيران والصين. 

وروبيو، ينتقد أيضا الرئيس الاشتراكي الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي طعنت واشنطن في إعادة انتخابه مرتين مما أدى إلى فرض عقوبات نفطية على الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وكان إنتاج النفط الإيراني هدفا لموجات متتالية من العقوبات. وخلال ولاية ترامب الأولى، تباطأت صادرات النفط من ثالث أكبر منتج في أوبك إلى حد كبير.

وقال بوب ماكنالي رئيس شركة رابيدان إنرجي، والذي كان مستشارا للطاقة للرئيس السابق جورج دبليو بوش "سِجل السناتور روبيو يظهر أنه من الصقور بشكل قاطع وقوي عندما يتعلق الأمر بإيران وفنزويلا والصين".

وأضاف ماكنالي أن روبيو "سينفذ بحماس خطط الرئيس المنتخب ترامب لممارسة ضغط على صادرات النفط الخام الإيرانية، والتي تذهب كلها تقريبا إلى الصين"، وهو اتجاه زاد في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال كيفن بوك محلل سياسة الطاقة في مؤسسة كلير فيو إنرجي بارتنرز غير الحزبية إن التطبيق الصارم للعقوبات قد يثير غضب الصين، التي قد ترد بعدة طرق، بما في ذلك الحد من إعطاء الصدارة للدولار في تجارة النفط.

وسبق أن أشار ترامب إلى الصين والمخاطر التي قد يتعرض لها الدولار بسبب العقوبات في خطاب ألقاه في سبتمبر أيلول في نادي نيويورك الاقتصادي.

كما ستكون الأزمة الأوكرانية على رأس أجندة روبيو الذي  قال في مقابلات بالآونة الأخيرة إن أوكرانيا بحاجة إلى السعي إلى تسوية عبر التفاوض مع روسيا بدلا من التركيز على استعادة كل الأراضي التي استولت عليها موسكو خلال العقد الماضي.

وكان أيضا واحدا من 15 جمهوريا في مجلس الشيوخ صوتوا ضد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وشركاء آخرين للولايات المتحدة، والتي تم تمريرها في أبريل.

وقال روبيو لشبكة إن.بي.سي في سبتمبر الماضي "أنا لست في صف روسيا، لكن للأسف الواقع هو أن الطريقة التي ستنتهي بها الحرب في أوكرانيا هي التوصل إلى تسوية بالتفاوض".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري لـ«واشنطن بوست»: مواقف مصر مبدئية وثابتة تجاه القضية الفلسطينية

أكد الكاتب الصحفي مصطفي بكري عضو مجلس النواب، أن مواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ومبدئية، وهي المواقف التي تؤكد على حق الشعب الفلسطينة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض سياسة العدوان والاستيطان.

وأشار بكري، في حديث مطول لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إلى رفض مصر القاطع للتصريحات التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي، والداعية لفرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني على الضفة الغربية.

وتحدث بكري، عن الأوضاع الراهنة في المنطقة، محذرا من خطورة طرح الرئيس الأمريكي ترامب لصفقة القرن مجددا، وهي الصفقة التي تم رفضها في وقت سابق.

واتهم عضو مجلس النواب، أمريكا بالتواطؤ مع إسرائيل في حرب الإبادة التي تشن ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وقال بكري، إن موقف الرئيس السيسي برفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية هو تعبير عن موقف كل مصري وكل عربي.

وتناول الحديث العديد من القضايا الأخرى وسيناريوهات الفترة القادمة.

أجري الحديث كلير باركر مدير مكتب «واشنطن بوست» بالقاهرة، وهبة فاروق الصحفية بمكتب الصحيفة بالقاهرة.

مقالات مشابهة

  • جمهوري من الصقور.. مواقف روبيو تجاه إيران والصين وروسيا
  • من جون ثون زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ؟.. مباراة سلة وراء دخوله إلى السياسة
  • "عدو إيران والصين".. من هو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟
  • دخل السياسة من باب الرياضة.. من هو زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ؟
  • انتخاب الجمهوري ثون زعيما للأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي
  • انتخاب جون ثون زعيما للأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي
  • تعيينات مشروطة.. الطريق الطويل لمرشحي الرئيس الأميركي إلى مناصبهم
  • تعيينات بالشراكة.. الطريق الطويل لمرشحي الرئيس الأميركي إلى مناصبهم
  • مصطفى بكري لـ«واشنطن بوست»: مواقف مصر مبدئية وثابتة تجاه القضية الفلسطينية