فرنسا تستعد لليلة ساخنة.. تمتزج فيها الرياضة بطعم السياسة.. مخاوف من تكرار أحداث أمستردام
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
لقاء مرتقب بين المنتخب الفرنسي لكرة القدم ونظيره الإسرائيلي، في مباراة يعتقد أنها ذات مخاطر عالية، نظرا للتوتر المتصاعد بين أنصار إسرائيل وبين مناهضي الحرب على غزة ولبنان. وخشيةً من تكرار ما حدث في أمستردام قررت سلطات باريس نشر 4000 من أفراد قوات الأمن لتأمين المباراة والجماهير.
الرهان الرياضي ضئيل مقارنة بالسياق الجيوسياسي، ففي هذا المساء، يستضيف ملعب في سان دوني، مباراة من دوري الأمم المحاطة صاحبتها إجراءات أمنية استثنائية، في خضم الصراع في الشرق الأوسط وبعد أسبوع من العنف الذي وقع في أمستردام على هامش مباراة بين مكابي تل أبيب وأياكس.
أصبح تأمين هذه المباراة، التي اعتبرها مفوض شرطة باريس لوران نوانيز "ذات مخاطر عالية جدًا"، مشكلة رئيسية، في وقت تشهد فيه أوروبا تزايدًا في رفض الاسرائيليين نتيجة حربهم على غزة ولبنان.
لم تقبل السلطات الفرنسية فكرة نقل المباراة إلى مكان آخر، على عكس بلجيكا التي تخلت عن استضافة إسرائيل في 6 سبتمبر في بروكسل، حيث عقدت المباراة في النهاية في ديبريسن، بالمجر.
فيما سيكون الانتشار الأمني "استثنائيا جدًا" لمباراة دولية، كما شرح نوانيز إذ سيكون هناك 4000 شرطي ودركي،لا في محيط الملعب فقط، بل داخله أيضا، وهذا أمر نادر.
الحزم الأمنيوسائل النقل العمومي هي الآخرى حظيت باهتمام أمني، كما جرت تعبئة ما يناهز 1600 عامل أمني في ملعب فرنسا، وستضمن وحدة الشرطة النخبوية RAID "راد" أمن فريق إسرائيل. "كل شروط الأمن مضمونة"، كما أكد نوانيز، مضيفًا: "بالنسبة لأولئك الذين يريدون إثارة المشاكل، ستكون استجابة قوات الأمن الداخلي حازمة للغاية."
ومع ذلك، دعت إسرائيل مشجعيها يوم الأحد إلى تجنب الذهاب إلى ملعب فرنسا، حيث سينطلق الشوط الأول في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة. ومن المنتظر أن يكون الملعب الذي يتسع لثمانين ألف مقعد أشبه بالفارغ، حيث قدّر وزير الرياضة جيل أفيروس يوم الأربعاء أ، عدد التذاكر المباعة حوالي 25 ألف فقط.
ستُلعب المباراة تحت أعين رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، الذي يريد "إرسال رسالة أخوة وتضامن، بعد الأعمال العنيفة التي لا يمكن قبولها والتي تلت المباراة في أمستردام"، وفقًا لمقربين منه.
على وقع أحداث أمستردامعلى أرض الملعب، سيحاول أبناء ديدييه ديشان، المحرومون للشهر الثاني على التوالي من نجمهم المخضرم كيليان مبابي، الفوز ببطاقة التأهل إلى ربع نهائي دوري الأمم، وهم في الترتيب الثاني في مجموعتهم وتكفيهم نقطة واحدة للتأهل.
يشار إلى أنّ العاصمة الهولندية أمستردام، شهدت الاثنين الماضي أحداث عنف بدأت باشتباكات بين مشجعي الفريق الإسرائيلي ومؤيدين للقضية الفلسطينية نتيجة فوضى أثارتها جماهير الفريق الإسرائيلي، وأسفرت عن إصابة عدد من المشجعين الإسرائيليين واعتقلت الشرطة العشرات.
Relatedمحافظ شرطة باريس: منع دخول الأعلام الفلسطينية إلى الملعب في مواجهة فرنسا وإسرائيلباريس تنشر الآلاف من رجال الأمن لتأمين مباراة فرنسا وإسرائيل وسط مخاوف من تكرار أحداث أمستردامقصف إسرائيلي يستهدف مدرسة تؤوي نازحين شمال غزة واشتباكات من مسافة صفر بين حزب الله والجيش الإسرائيليوقد فرض عمدة أمستردام حظرًا شاملاً على جميع المظاهرات في المدينة، كما أعلن بعض الأماكن "مناطق خطرة"، مما يمنح الشرطة صلاحية إجراء عمليات تفتيش عشوائية لضبط الوضع الأمني.
المصادر الإضافية • لوموند
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الآلاف يتظاهرون في باريس ضد حفل يميني متطرف لدعم الجيش الإسرائيلي باريس: تخوف وقلق من تكرار أحداث أمستردام مع اقتراب موعد مباراة فرنسا-إسرائيل بعد اشتباكات عنيفة بين إسرائيليين وداعمين لغزة.. هولندا تقرر حظر المظاهرات لمدة 3 أيام إسرائيلفرنساالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أمستردام/سكيبولالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا ضحايا كوب 29 دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا ضحايا إسرائيل فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كوب 29 دونالد ترامب إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا ضحايا محكمة أوكرانيا غزة محاكمة قطاع غزة بروكسل أحداث أمستردام یعرض الآن Next فی أمستردام من تکرار
إقرأ أيضاً:
ترامب بلا ضغوط انتخابية.. كيف سيتغير السياسة الأمريكية؟
ساهم جيل الألفية في الثقافة المعاصرة بمصطلح "تأقلم"، الذي يصفه الصحافي جنان غانيش بأنه محاولة للتخفيف من قسوة الواقع وجعله يبدو أقل بؤساً مما هو عليه، ويتجلى هذا المفهوم في العديد من العبارات المنتشرة اليوم، مثل: "على الأقل سيكون دونالد ترامب جيداً للاقتصاد"، أو "إذا كان هناك شيء واحد يلاحظه ترامب، فهو سوق الأسهم".
أصبح ترامب الآن شخصية ما بعد سياسية تقريباً
ويرى غانيش في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز أن أهم ما يميز ولاية ترامب الثانية هو عدم قدرته على الترشح لولاية ثالثة، ما يجعله متحرراً من ضغط الرأي العام الذي كان يقيده جزئياً في ولايته الأولى، فإذا أدت سياساته الاقتصادية، مثل فرض الرسوم الجمركية، إلى ركود اقتصادي، أو تسببت سياساته الخارجية في أزمة عالمية، فما الذي سيخسره؟ في أسوأ الأحوال، قد يعاني الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي، لكن ذلك لن يغير من وضع رئيس في ولايته الأخيرة.
Recession will not make Trump change course https://t.co/NEqaaThuaM
— Financial Times (@FT) March 12, 2025 ردود متوقعةويتوقع الكاتب ردين على هذا الطرح. الأول، أن ترامب قد يسعى لضمان فوز جيه دي فانس أو أحد المقربين منه بترشيح الحزب الجمهوري في 2028، مما يدفعه لتجنب أي اضطرابات كبيرة قد تؤثر على فرصهم الانتخابية. لكن غانيش يشكك في ذلك، مشيراً إلى أن حتى القادة التقليديين مثل أنجيلا ميركل وتوني بلير وجو بايدن لم يكونوا حريصين على التخطيط لمرحلة ما بعد حكمهم، فكيف بشخصية أنانية مثل ترامب؟
الرد الثاني، أن ترامب قد يحاول تجاوز التعديل الثاني والعشرين للدستور الأمريكي أو حتى إلغاء الانتخابات الرئاسية. ورغم أن مثل هذا السيناريو لا يمكن استبعاده تماماً، إلا أنه يظل احتمالًا نادر الحدوث، نظراً لتعقيد تفكيك المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة.
شخصية ما بعد سياسيةويرى غانيش أن ترامب لم يعد يهتم بالتداعيات الانتخابية لقراراته، فبينما كان في ولايته الأولى يراعي ردود فعل الناخبين المتأرجحين، أصبحت سياسته الآن موجهة أساساً نحو قاعدة "ماغا" الصلبة.
وهذا قد يعني أنه كلما زادت التحديات الاقتصادية، ازداد تشدده في قضايا مثل تقليص الدعم لأوكرانيا أو تقويض المؤسسات الفيدرالية.
Recession will not make Trump change course, by Janan Ganesh; image by Carl Godfrey https://t.co/utdUb7ktAO pic.twitter.com/QVydcP8IC2
— John Rentoul (@JohnRentoul) March 12, 2025 عنصر من الحقيقةويختم الكاتب "يبقى هناك جانب واحد من التأقلم حول ترامب يحمل بعض الحقيقة، وهو استعداده للمساومة حين يرى فائدة شخصية في ذلك. فمثلاً، تعامل ترامب مع الرسوم الجمركية على كندا أو تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا كان يعتمد على مدى امتثال هذه الدول له في لحظة معينة. لكن عندما يتعلق الأمر بالناخبين، لم يعد مضطراً لمراعاتهم، فقد تحرر من قيودهم مع فوزه بولاية ثانية".