طهران:مستعدون للتفاوض لـحل النزاعات .. لكن ليس تحت الضغط والترهيب
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
طهران"وكالات": اجتمع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي اليوم الخميس في طهران مع مسؤولين إيرانيين لإجراء مباحثات مفصلية بشأن برنامج طهران النووي، وذلك بعد أسبوع من إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
والتقى غروسي اليوم الخميس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي شغل في العام 2015 منصب كبير المفاوضين عن الجانب الإيراني في المحادثات النووية مع القوى العظمى.
و قال غروسي إن تحقيق "نتائج" من الحوار مع إيران ضرورة لخفض التصعيد وتجنب حرب، وأن على السلطات الإيرانية "أن تفهم أن الوضع الدولي يزداد توترا وأن هوامش المناورة بدأت تتقلص وأن إيجاد سبل للتوصل إلى حلول دبلوماسية هو أمر مهم".
وصرّح غروسي:"من الضروري التوصل إلى نتائج ملموسة واضحة تظهر أن هذا العمل المشترك يحسن الوضع (...) ويبعدنا عن الصراعات، وفي نهاية المطاف، عن الحرب".
وأكد "يجب ألا تتعرّض المنشآت النووية الإيرانية للهجوم"، وذلك بعد تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين من أن طهران باتت "أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية".
مع جهته، أكد عراقجي الخميس بعد اجتماعه مع غروسي أن إيران لن تتفاوض "تحت الضغط والترهيب" بشأن برنامجها النووي وكتب على إكس "نحن مستعدون للتفاوض على أساس مصالحنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتصرف، لكننا لسنا مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب".
وقال عراقجي إن المحادثات مع غروسي كانت "مهمة ومباشرة"، في حين قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إنها كانت "بناءة".
وأضاف عراقجي "بصفتنا عضوا ملتزما بمعاهدة حظر الانتشار النووي، فإننا نواصل تعاوننا الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من الممكن حل الخلافات من خلال التعاون والحوار".
وتعد هذه المحادثات إحدى الفرص الأخيرة للدبلوماسية قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. واعتمد الجمهوري خلال ولايته الأولى (2017-2021) سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية، تمثّلت على وجه الخصوص بالانسحاب الأحادي عام 2018 من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي.
وأبرم الاتفاق النووي بين طهران وست قوى كبرى عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.
إلا أن ترامب أعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة بعد انسحابه من الاتفاق في 2018. وردّت طهران ببدء التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو وتوسّع برنامجها النووي بشكل كبير.
ومن أبرز تلك الخطوات رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3.67في المائة، وهو السقف الذي حدّده الاتفاق النووي، إلى 60 في المئة، وهو المستوى القريب من 90 % المطلوب لتطوير سلاح ذري.
وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة فرانس برس إن غروسي "سيبذل كل ما في وسعه لمنع تفاقم الوضع".
وكانت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني قالت امس إن "الولايات المتحدة وليس إيران، من انسحب من الاتفاق"، مشيرة إلى أن سياسة "الضغوط القصوى" التي مارسها دونالد ترامب "لم تكن فعالة".
وبعد زيارته الأولى التي أجراها إلى الجمهورية الإسلامية في مايو، يعود غروسي إلى إيران في ظل مناخ من التوتر الحاد بين إيران وإسرائيل وبعد يومين من تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن طهران باتت "أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية".
وتتّهم إسرائيل منذ سنوات إيران بالسعي لحيازة السلاح النووي، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية التي تتهم بدورها الدولة العبرية بالوقوف خلف عمليات اغتيال علماء وتخريب منشآت نووية.
وتبادل الجانبان الاسرائيلي والايراني خلال الأشهر الماضية ضربات مباشرة غير مسبوقة في تاريخ الصراع بينهما، وذلك على خلفية الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد تنظيمين حليفين لطهران، هما حركة المقاومة (حماس) في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان.
وأثار ذلك مخاوف من انخراط إيران وإسرائيل في حرب مباشرة بعد أعوام من العمليات الخفية وضربات غير مباشرة في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط.
وأثار فوز دونالد ترامب في الرئاسة الأمريكية، مخاوف من تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وخفّضت إيران من تعاونها مع الوكالة منذ العام 2021، وأزالت بعض كاميرات المراقبة من المنشآت، وسحبت اعتمادات عددا من مفتشي الوكالة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
من طهران.. غروسي: المفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي يجب أن تصل إلى نتيجة ملموسة
بغداد اليوم - طهران
أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اليوم الخميس (14 تشرين الثاني 2024)، بعد لقائه مع وزير الخارجية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني محمد إسلامي، عن أمله في أن تتمكن طهران من إظهار الجدية في التعاون مع المنظمة لإيجاد حلا لغموض البرنامج النووي.
وذكر غروسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي عقب محادثات بين الطرفين: "أنا سعيد جدًا بوجودي في طهران. رحلتي مهمة جدًا لأنها تتم في الوضع المعقد الحالي".
وأضاف: "نحن ندرك خطورة الأوضاع التي تمر بها هذه المنطقة والمنطقة الإضافية، وآمل أن تكون هذه الرحلة ناجحة وتسفر عن نتائج ملموسة".
وأشار غروسي إلى أن "الوكالة وإيران تحاولان وتعملان منذ فترة طويلة، وقد أجرينا مفاوضات جيدة ومستمرة مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية منذ فترة طويلة، وهي مرحلة مهمة لتحقيق نتيجة ملموسة، و يجب أن نضع على طريق خارج طريق المواجهة".
بدوره، قال محمد إسلامي إنه "يتم التعامل بين إيران والوكالة في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي"، منوهاً أن "التفاعلات بين إيران والوكالة في إطار الضمانات ومعاهدة حظر الانتشار النووي هي تفاعلات وتفاهمات مستمرة، ويتم ذلك مع احترام خاص لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية".
واعتبر إسلامي خلال المؤتمر الصحفي أنه "كانت مناقشات غروسي دائمًا عبارة عن مكالمات ومحادثات مثمرة وفعالة، وقد أجرينا مناقشات بناءة مع غروسي خلال هذه الرحلة، ولقائنا ولقاء غروسي في هذا الوقت الذي يواصل فيه النظام الاستكباري الإبادة الجماعية الصهيونية".
وحذر المسؤول الإيراني بأنه "في حال صدور أي قرار جديد ضد البرنامج النووي الإيراني فإن طهران سترد عليه"، منوهاً أن "سلوك إسرائيل من حيث العمليات الإعلامية والنفسية ضد البرنامج النووي الإيراني تتضرر كرامة ومصداقية المنظمات الدولية".
وتابع: "نتوقع من المدير العام، الذي يستطيع أن يتخذ خطوات فعالة من خلال القيام بدور بناء، أن يساعد هذا التيار المتطرف على عدم التأثير على العلاقات بين إيران والوكالة من خلال إصدار قرارات تدخلية ضد البرنامج النووي الإيراني".
وختم محمد إسلامي قوله "لقد قلنا مراراً وتكراراً أن أي قرار تدخلي ضد البرنامج النووي الإيراني سوف يقابل بالتأكيد برد فوري من جانبنا، والطرف الآخر يمارس الضغوط على إيران منذ سنوات، ولقد جربوا ورأوا أن إيران لا تتأثر بهذه الضغوط. سنواصل برنامجنا في إطار المصالح الوطنية الإيرانية".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال تصريح للتلفزيون الإيراني: "أجرينا محادثات بناءة مع غروسي، وأن تعاون إيران مرهون بتنفيذ التزامات الطرف الآخر"، مشيراً إلى أن "هذ العام حاسم بالنسبة للملف النووي الإيراني".
وبين عراقجي "أوضحنا مسار التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام المقبل، وأبلغت غروسي أن إيران مستعدة للمفاوضات والتعاون في إطار الاتفاقيات السابقة مع الوكالة".
وأشار إلى أن "التعاون من قبل إيران يعتمد على مدى جدية الأطراف الأخرى في هذه القضية"، منوهاً "لم تساعد قرارات الوكالة ضد إيران في حل المشكلة فحسب، بل جعلت الأمور أكثر تعقيدا وأكثر قلقا للجهات التي دعمتها".
وأكد عراقجي على أن "المواجهة لا تفيد أي طرف ويجب اتباع طريق التعاون ونحن مستعدون للتعاون ونأمل أن تتبنى الأطراف الأخرى سياسة حكيمة".
وبعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتمال عودة سياسة "الضغط الأقصى" لحكومة واشنطن المستقبلية، تشعر السلطات ووسائل الإعلام في الجمهورية الإسلامية بالقلق.
وبينما كان الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية بعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية هو "اللامبالاة"، أكد المسؤولون في حكومة مسعود بزشكيان، في الأيام القليلة الماضية، ضرورة "الاهتمام بالمصلحة الوطنية" في مواجهة الحكومة الأمريكية المستقبلية.
المصدر: وكالات