طهران"وكالات": اجتمع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي اليوم الخميس في طهران مع مسؤولين إيرانيين لإجراء مباحثات مفصلية بشأن برنامج طهران النووي، وذلك بعد أسبوع من إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

والتقى غروسي اليوم الخميس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي شغل في العام 2015 منصب كبير المفاوضين عن الجانب الإيراني في المحادثات النووية مع القوى العظمى.

و قال غروسي إن تحقيق "نتائج" من الحوار مع إيران ضرورة لخفض التصعيد وتجنب حرب، وأن على السلطات الإيرانية "أن تفهم أن الوضع الدولي يزداد توترا وأن هوامش المناورة بدأت تتقلص وأن إيجاد سبل للتوصل إلى حلول دبلوماسية هو أمر مهم".

وصرّح غروسي:"من الضروري التوصل إلى نتائج ملموسة واضحة تظهر أن هذا العمل المشترك يحسن الوضع (...) ويبعدنا عن الصراعات، وفي نهاية المطاف، عن الحرب".

وأكد "يجب ألا تتعرّض المنشآت النووية الإيرانية للهجوم"، وذلك بعد تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين من أن طهران باتت "أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية".

مع جهته، أكد عراقجي الخميس بعد اجتماعه مع غروسي أن إيران لن تتفاوض "تحت الضغط والترهيب" بشأن برنامجها النووي وكتب على إكس "نحن مستعدون للتفاوض على أساس مصالحنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتصرف، لكننا لسنا مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب".

وقال عراقجي إن المحادثات مع غروسي كانت "مهمة ومباشرة"، في حين قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إنها كانت "بناءة".

وأضاف عراقجي "بصفتنا عضوا ملتزما بمعاهدة حظر الانتشار النووي، فإننا نواصل تعاوننا الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من الممكن حل الخلافات من خلال التعاون والحوار".

وتعد هذه المحادثات إحدى الفرص الأخيرة للدبلوماسية قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. واعتمد الجمهوري خلال ولايته الأولى (2017-2021) سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية، تمثّلت على وجه الخصوص بالانسحاب الأحادي عام 2018 من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي.

وأبرم الاتفاق النووي بين طهران وست قوى كبرى عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.

إلا أن ترامب أعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة بعد انسحابه من الاتفاق في 2018. وردّت طهران ببدء التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات أتاحت نمو وتوسّع برنامجها النووي بشكل كبير.

ومن أبرز تلك الخطوات رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 3.67في المائة، وهو السقف الذي حدّده الاتفاق النووي، إلى 60 في المئة، وهو المستوى القريب من 90 % المطلوب لتطوير سلاح ذري.

وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، لوكالة فرانس برس إن غروسي "سيبذل كل ما في وسعه لمنع تفاقم الوضع".

وكانت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني قالت امس إن "الولايات المتحدة وليس إيران، من انسحب من الاتفاق"، مشيرة إلى أن سياسة "الضغوط القصوى" التي مارسها دونالد ترامب "لم تكن فعالة".

وبعد زيارته الأولى التي أجراها إلى الجمهورية الإسلامية في مايو، يعود غروسي إلى إيران في ظل مناخ من التوتر الحاد بين إيران وإسرائيل وبعد يومين من تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن طهران باتت "أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية".

وتتّهم إسرائيل منذ سنوات إيران بالسعي لحيازة السلاح النووي، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية التي تتهم بدورها الدولة العبرية بالوقوف خلف عمليات اغتيال علماء وتخريب منشآت نووية.

وتبادل الجانبان الاسرائيلي والايراني خلال الأشهر الماضية ضربات مباشرة غير مسبوقة في تاريخ الصراع بينهما، وذلك على خلفية الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد تنظيمين حليفين لطهران، هما حركة المقاومة (حماس) في قطاع غزة، وحزب الله في لبنان.

وأثار ذلك مخاوف من انخراط إيران وإسرائيل في حرب مباشرة بعد أعوام من العمليات الخفية وضربات غير مباشرة في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط.

وأثار فوز دونالد ترامب في الرئاسة الأمريكية، مخاوف من تزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

وخفّضت إيران من تعاونها مع الوكالة منذ العام 2021، وأزالت بعض كاميرات المراقبة من المنشآت، وسحبت اعتمادات عددا من مفتشي الوكالة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

طهران: لا مسوغ قانوني لاجتماع مجلس الأمن بشأن مخزوننا النووي

قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن اجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر الليلة بشأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لا يستند إلى أي مبرر قانوني أو فني.

وفي إطار التهديدات الأميركية المتزايدة ضد طهران، قالت الخارجية إن "آلية الزناد" لا تستهدف طرفا واحدا، محذرة من أن تفعيلها ستكون له تبعات على الجهة المقابلة.

وأضافت الخارجية الإيرانية أن الأوروبيين يدركون أن استخدام أدوات الضغط سيؤدي إلى ردود فعل تضر بمصالحهم، مشددة على أن جميع المزاعم المتعلقة بعسكرة البرنامج النووي الإيراني خلال الـ20 عاما الماضية لم تثبت صحتها.

وأكدت الوزارة أن التعامل السياسي مع القضايا الفنية سيعقد الأمور بدلا من حلها، معتبرة أن الدعوة لاجتماع مجلس الأمن جاءت نتيجة ضغوط أميركية وتعاون دول أوروبية.

وأوضحت الخارجية الإيرانية أنها تتخذ قراراتها بناءً على سلوك الدول، مشيرة إلى استمرار المشاورات مع روسيا والصين، حيث سيناقش الاجتماع المرتقب مع هذه الدول يوم الجمعة المقبل قضايا أوسع من الملف النووي.

دهشة إيرانية

كما أعربت عن دهشتها من نشر خبر رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل إرسالها إلى طهران.

وذكرت أن الاجتماع المقبل مع الأوروبيين سيكون على مستوى الخبراء وسيتناول تفاصيل أكثر مقارنة بالجولات السابقة.

إعلان

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قال إنه لم تصله بعد رسالة الرئيس الأميركي، وأكد أن طهران غير مستعدة للتفاوض معه، وذلك بعد إعلان وكالة "أنباء فارس" أن أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات سلّم رسالة لوزير الخارجية الإيراني من ترامب يدعو فيها طهران لإجراء محادثات بشأن اتفاق نووي.

كما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه لن يتفاوض مع نظيره الأميركي في الوقت الذي يطلق فيه الأخير التهديدات.

يذكر أن ترامب انسحب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية وأعاد فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتخلي عن التزاماتها النووية بعد عام.

وتنفي طهران رغبتها في صنع سلاح نووي، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت الشهر الماضي إن إيران تسرّع وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من درجة 90% تقريبا اللازمة لصنع أسلحة نووية.

مقالات مشابهة

  • في بكين.. قمة ثلاثية لبحث الملف النووي الإيراني
  • الصين تدعو إلى حل دبلوماسي لمسألة ملف إيران النووي قبل محادثات بكين
  • طهران تكشف عن شروطها للتفاوض مع واشنطن
  • الصين تدعو إلى حل "دبلوماسي" لمسألة النووي الإيراني
  • بسبب الاتفاق النووي.. أمريكا تدعو مجلس الأمن لإدانة سلوك إيران
  • إيران تعلن تسلمها رسالة من ترامب بشأن المفاوضات النووية
  • طهران: لا مسوغ قانوني لاجتماع مجلس الأمن بشأن مخزوننا النووي
  • روسيا: مستعدون لتلبية دعوة ترامب بشأن محادثات النووي
  • خامنئي يتهم ترامب بـالخداع في دعواته للمفاوضات النووية
  • إيران قد تخسر العراق.. ترامب وإمكانية استغلال الخوف في مفاوضات الملف النووي