البام يشيد بقطع حكومة أخنوش مع التدبير السابق لبرامج الدعم الإجتماعي
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
أكد فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب ، أنه ينظر إلى مشروع قانون مالية سنة 2025، بوصفه وثيقةً طموحةً تهدف إلى التصدي للتحديات التي تواجه بلادنا في مختلف المجالات والأصعدة، بما يتضمنه من التزامات صريحة وواضحة، شرعت الحكومة في تنفيذها من خلال سياسات وإجراءات وقرارات ملموسة أحدثت أثرا فارقا على أرض الواقع، علما أن تنزيلها تم في سياقات اجتماعية وسياسية واقتصادية مطبوعة بتوالي سنوات الجفاف، وتداعيات أزمة كوفيد 19، وإكراهات الحرب الروسية الأوكرانية، وزلزال الحوز والأطلس المدمر، والفيضانات التي عرفتها مجموعة من أقاليم المملكة، وارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، وتأثر سلاسل الإنتاج والتوريد العالمية، مما نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار الطاقة وأثمان المواد الاستهلاكية والأساسية.
النائب البرلماني عزيز اللبار، عن فريق البام ، و في مداخلة قدمها باسم فريق الحزب خلال مناقشة مشروع قانون المالية 2025، بالجلسة العامة المنعقدة اليوم الخميس، أشار إلى أنه رغم ذلك الحكومة لم تبق مكتوفة الأيدي أمام هذه التحديات والصعوبات المستوردة منها والوطنية، حيث عملت بجد ومسؤولية على تجاوزها دون المساس ببرامجها وسياساتها العمومية التي التزمت بها أمام المواطنات والمواطنين، ولعل ما تضمنته الحصيلة المرحلية لهذه الحكومة من إنجازات اقتصادية واجتماعية خير دليل على حس الإبداع والابتكار وكذا الانسجام الذي يتمتع به الفريق الحكومي، والمتمثل في خلق التوازن بين مقاومة الإكراهات والتحديات ومواصلة الإصلاحات الهيكلية.
و ذكر اللبار أن الحكومة تؤكد من خلال مشروع قانون المالية 2025 عزمها على مواصلة تنزيل، ما تبقى، من برنامجها الحكومي، من خلال الإصلاحات الاجتماعية المرتكزة على إرساء دعائم الدولة الاجتماعية، واستكمال ورش تعميم الحماية الاجتماعية، والنهوض بالمنظومة الصحية، والدعم الاجتماعي المباشر، وإصلاح التعليم، وحماية القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، والدعم المباشر لاقتناء السكن، وكذلك من خلال الإصلاحات الاقتصادية المهيكلة، والمتمثلة أساسا في الزيادة في ميزانية الاستثمار، وخلق فرص الشغل، وتحسين مناخ الأعمال، وتعزيز التوازنات الماكرو- اقتصادية.
وقال اللبار إن الحكومة أولت أهمية خاصة لإرساء ركائز الدولة الاجتماعية، حيث يتضمن مشروع قانون المالية 2025، حزمةً واضحةً من الإجراءات المندرجة في سياق تنزيل ورش الحماية الاجتماعية، حيث تكشف الأرقام المتعلقة بالتأمين الإجباري الأساسي على المرض، أن عدد المستفيدين من نظام أمو- تضامن قد بلغ 11,3 مليون مستفيدٍ، حتى متم شهر غشت 2024.
وأفاد النائب البرلماني أن “عدد المستفيدين من نظام أمو- الشامل، والتأمين الخاص (العمال غير الأجراء)، بلغ 11 مليون شخص، كما بلغت الاشتراكات التي تتحملها الدولة برسم أمو- تضامن، حتى متم شهر شتنبر 2024، ما مجموعه 15,51 مليار درهم، وهي أرقام ناطقة ومعبرة عن نفسها، بما يعكس الجدية الكبيرة التي تعاطت بها الحكومة مع هذا الموضوع الحيوي”.
أما في موضوع الدعم الاجتماعي المباشر، قال النائب اللبار، ” يبقى الطموح هو تغطية حوالي 4 ملايين أسرة، من خلال تعبئة 25 مليار درهم سنة 2024، و26,5 مليار درهم سنة 2025، في أفق تعبئة 29 مليار درهم ابتداء من سنة 2026، فإننا في الفريق لنثمن عاليا المنهجية التي نهجتها الحكومة، والمتمثلة في القطع مع التدبير السابق لبرامج الدعم الاجتماعي، التي أظهرت عدم قدرتها على استهداف الفئات المستحقة للدعم بالدقة والفعالية اللازمتين، وذلك بسبب التداخل، وضعف التنسيق والتناسق فيما بينهما”.
واعتبر اللبار أن منهجية هذه الحكومة في تدبير الدعم الاجتماعي حافظت على الحقوق المكتسبة للمستفيدين الذين يستحقون الدعم، وذلك من خلال التطبيق السليم لما نصت عليه مقتضيات المادة 8 من القانون- الإطار رقم 09.21 المتعلق بالحماية الاجتماعية، التي دعت إلى: “إصلاح برامج الدعم الموجه للأسر للحماية من المخاطر المرتبطة بالطفولة، المعمول بها، قصد تجميعها وتعميمها مع وضع معايير دقيقة للاستفادة منها”.
وسجل اللبار بارتياح واعتزاز عزم الحكومة تفعيل التعويض عن فقدان الشغل سنة 2025، في مراعاة للجدولة الزمنية المحددة في مقتضيات المادة 17 من القانون- الإطار رقم 09.21 السالف الذكر، وبذلك تكون الحكومة قد نجحت في تنزيل أحكام القانون- الإطار المشار إليه سابقا، داخل أجل خمس سنوات من تاريخ نشره بالجريدة الرسمية.
وأكد النائب البرلماني أن التشغيل إحدى الأولويات في البرنامج الحكومي، لذلك رُصِدَ له غلاف مالي مقدر في 14 مليار درهم، وذلك عبر 3 محاور متمثلة في تحفيز الاستثمار، والحفاظ على فرص الشغل بالعالم القروي، وتجويد برامج النهوض بالتشغيل “تأهيل” و”إدماج”، مشيرا إلى أنه واعتبارا لكون التشغيل يهم جميع القطاعات الحكومية، فإنه بات من الضروري تشخيص المسببات وطرح الحلول الناجعة للنهوض بالتشغيل، وجعل الاستثمار الخاص منه والعام أداة فعالة لخلق فرص الشغل، والحد من الآثار السلبية للبطالة.
وأبرز اللبار أن مشروع قانون المالية 2025 جاء محملا برسائل قوية وواضحة، وبتدابير ملموسة على مستوى ترسيخ السلم الاجتماعي وتنفيذ مخرجات الحوار الاجتماعي، وتنزيل الإصلاح المتعلق بالضريبة على الدخل، من خلال مراجعة الجدول التصاعدي لأسعار الضريبة، الذي لم يشمله أي تغيير منذ أكثر من 14 سنة، بما سيمكن من إعفاء الأجور التي تقل عن 6000 درهم، ومراجعة باقي أشطر الجدول بما يمكّن من تخفيض الضريبة المطبقة عليها. وهذا إجراء سيشمل 2,5 مليون من الأجراء والموظفين والمتقاعدين، زيادة على الأربعة ملايين من غير المعنيين بهذه الضريبة، بغلاف يناهز 5.5 مليار درهم، وهو مجهود مالي استثنائي يندرج في إطار حماية القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين.
واعتبر النائب البرلماني أن مكتسبات الطبقة العاملة التي تحققت في إطار الحوار الاجتماعي خلال الفترة الماضية من ولاية هذه الحكومة لا يمكن تجاهلها أو تبخيسها، ولا يمكن تجاهل التجاوب الحكومي الكبير في إطار مسؤولياتها في هذا المجال، من خلال قرارات غير مسبوقة، لفائدة ملايين الأسر من الطبقة المتوسطة، وذلك بتخصيص غلاف مالي قدره 45 مليار درهم لتنزيل مخرجات الحوار الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، ثمن اللبار عاليا حرص الحكومة على فتح مشاورات عميقة ومكثفة وجدية مع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين، بغاية التوصل إلى توافق حول مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديد شروط وكيفيات ممارسة حق الإضراب، “حيث ندعو الجميع إلى الانخراط المسؤول للمصادقة على هذا الورش التشريعي الهام في أقرب الآجال، الذي من شأنه إضفاء دينامية اقتصادية كبيرة، سواء من حيث تطوير تنافسية القطاعات الإنتاجية أو من حيث توفير المزيد من فرص الشغل لفائدة المواطنات والمواطنين، في انتظار مبادرة الحكومة لمراجعة القانون المتعلق بالشغل والنقابات”.
كما أكد اللبار أن ضمان ولوج المواطنات والمواطنين للسكن اللائق، يكتسي أهمية قصوى لدى الحكومة من خلال برنامج دعم الولوج إلى السكن، حيث بلغ عدد المستفيدين، حتى متم شتنبر 2024، ما مجموعه 25 ألف شخصا، من خلال منح إعانات بلغت 1.971.520 درهم.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: مشروع قانون المالیة 2025 النائب البرلمانی الدعم الاجتماعی ملیار درهم فرص الشغل من خلال
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يعتمد الموازنة العامة للإمارة بـ 42.007 مليار درهم لعام 2025
اعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الموازنة العامة للإمارة بإجمالي نفقات بلغت نحو 42 مليار درهم وهي الموازنة العامة الأكبر في تاريخ الإمارة، وتهدف إلى تحقيق الاستدامة المالية وضمان العيش الكريم والرفاهية الاجتماعية لكافة القاطنين على أرض الإمارة وتعزيز الأمن والأمان الاجتماعي واستدامة الطاقة والمياه والغذاء.
وتبين أرقام الموازنة العامة للعام 2025 زيادة المصروفات بنسبة (2%) عن موازنة عام 2024 حيث شكلت الرواتب والأجور نسبة (27%) من الموازنة العامة لعام 2025، أما بالنسبة للمصروفات التشغيلية فقد شكلت (23%) لعام 2025، واستمرت الحكومة في دعم موازنة المشاريع الرأسمالية لضمان الاستمرارية في تلبية احتياجات الإنفاق على هذه المشاريع في عام 2025 ولتشكل هذه الموازنة نسبة (20%) من الموازنة العامة، في حين شكلت موازنة تسديدات القروض وفوائدها نسبة (16%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025 وبزيادة مقدارها (2%) عن موازنة 2024 لتعزز من قدرة الحكومة ومتانة الملاءة المالية لها في تسديد كافة التزاماتها، أما موازنة الدعم والمساعدات فقد شكلت نحو (%12) من الموازنة العامة وبلغت المصروفات الرأسمالية نحو (2%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025.
وتعد عملية تبويب الموازنة على أساس القطاعات الاقتصادية واحدة من أهم الأدوات التي تعكس التوجه الإستراتيجي للحكومة، فقد احتل قطاع البنية التحتية المرتبة الأولى بين قطاعات الموازنة العامة ليشكل نسبة (41%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025 وبزيادة مقدارها (7%) عن موازنة عام 2024، ليعكس الاهتمام الاستثنائي للحكومة في تطوير البنية التحتية للإمارة بوصفها العمود المرتكز الأساسي لعملية التنمية والاستدامة وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية في كافة القطاعات الحيوية.
أخبار ذات صلة "أميركية الشارقة" تحتفل بخريجي دفعة خريف 2024 اختتام مهرجان القيروان للشعر العربيويأتي قطاع التنمية الاقتصادية بالمرتبة الثانية في الأهمية النسبية فقد شكل نحو (27%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025، أما قطاع التنمية الاجتماعية فقد جاء بالمرتبة الثالثة حيث شكلت أهميته النسبية نحو (22%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2024 حيث حافظ هذه القطاع على أهميته النسبية من إجمالي الموازنة العامة مقارنة بموازنة عام 2024 وذلك من أجل توفير أفضل الخدمات والدعم والمساعدات للمواطنين والمقيمين في الإمارة، في حين شكلت الأهمية النسبية لقطاع الإدارة الحكومية والأمن والسلامة نحو (10%) من إجمالي الموازنة العامة لعام 2025، وبزيادة مقدارها (8%) عن موازنة عام 2024.
أما على صعيد الإيرادات العامة فقد اهتمت الحكومة بطريقة استثنائية في تنمية الايرادات وتحسين كفاءة التحصيل وتطوير الأدوات والأساليب التقنية والذكية، وبشكل عام توضح الإيرادات العامة في موازنة 2025 زيادة مقدارها (8%) مقارنة بإجمالي الايرادات لعام 2024، وتشكل الإيرادات التشغيلية نسبة (74%) من إجمالي موازنة الإيرادات لعام 2025 وبزيادة مقدارها (16%) عن الإيرادات التشغيلية لعام 2024، في حين بلغت نسبة الإيرادات الرأسمالية نسبة (10%) لعام 2025، أما الإيرادات الضريبية فقد شكلت نحو (10%) من مجموع الايرادات العامة لعام 2025 حيث حققت زيادة مقدارها (15%) مقارنة بموازنة الإيرادات الضريبية لعام 2024، وبذات الاتجاه فقد شكلت الإيرادات الجمركية نسبة (4%) حيث حققت هذه النسبة مقارنة بأهميتها النسبية لعام 2024 من إجمالي إيرادات الموازنة العامة للحكومة، أما إيرادات النفط والغاز شكلت نحو (2%) من إجمالي موازنة الايرادات لعام 2025.