مصطلح "السكان الأصليين" يثير جدلا كبيرا في تونس ويتسبب بموجة انتقادات واسعة للسفارة الأمريكية
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
أثار مصطلح "السكان الأصليين" في بيان نشرته السفارة الأمريكية لدى تونس على موقعها الرسمي، جدلا كبيرا وتسبب بموجة انتقادات واسعة وانبرى له التونسيون بالردود القوية.
ووجه إعلاميون ونشطاء تونسيون انتقادات كبيرة للسفارة الأمريكية بعد استخدامها مصطلح "السكان الأصليون" خلال منشور على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك" يتعلق بتكريم الناشطة التونسية سعدية مصباح.
وقالت السفارة لدى تونس: "كرست الناشطة التونسية حياتها لمحاربة التمييز العنصري والتعصب والدفاع عن حقوق التونسيين السود.. تعتبر هذه الجائزة تقديرا لشجاعتها الاستثنائية وقيادتها والتزامها بالنهوض بحقوق الإنسان الخاصة بأفراد مجتمعات مهمّشة عرقية وإثنية وخاصة بالسكان الأصليين"، قبل أن تضطر لاحقا إلى حذف مصطلح "السكان الأصليون" بعد أن أثار موجة استنكار واسعة.
وعلق الإعلامي التونسي سمير الوافي: "صفحة السفارة الأمريكية بتونس تنكل باللغة العربية يوميا، واليوم يستعملون عبارة “السكان الأصليون” في بيانهم عن تونس. وهي عبارة مستفزة وخبيثة وتحتمل ألف تأويل وفيها قلة احترام وقلة ذوق. ولا يعرف أحد معنى “السكان الأصليون” أكثر من الأمريكان أنفسهم في قصتهم المأساوية مع الهنود الحمر. وهم في ذلك أولى بالدروس!".
وقال الباحث والمحلل السياسي رفعت الطبيب: "في غفلة الصراع السياسي المتخلّف وهيمنة إعلام تافه ومرتزق، مرّت مرور الكرام تدوينة السفارة الأمريكية التي تدوس كل مقوّمات سيادتنا وهوية شعبنا ووحدة نسيجنا المجتمعي. تتحدث التدوينة عن “النهوض بحقوق الإنسان، خاصة السكان الأصليين”. في تونس، البلد الذي يتكون من مجتمعات إثنية وعرقية مهمشة، حسب البعثة الدبلوماسية الأمريكية!".
كما كتبت المحامية وفاء الشاذلي: “ننتظر رد السيد وزير الخارجية على بيان السفارة الأمريكية حول سعدية مصباح ودورها في التمكين الإفريقي والتلويح بكون الأفارقة هم السكان الأصليون لتونس!".
وأضافت: "هذا التصريح المغالط لتاريخ تونس خطير جدا ويكشف المخطط على بلادنا بشكل واضح. هل سيتم استدعاء السفير أم أننا على موعد مع صمت القصور؟".
ومنحت وزارة الخارجية الأمريكية للناشطة التونسية سعدية مصباح جائزة "أبطال مكافحة العنصرية الدولية"، وهي جائزة سنوية تقدمها واشنطن لنشطاء من المجتمع المدني ساهموا في محاربة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب بمختلف أنحاء العالم.
وقالت السفارة في البيان إن "سعدية مصباح ناشطة تونسية كرست حياتها لمحاربة التمييز العنصري والتعصب والدفاع عن حقوق التونسيين السود، وبعد عدة محاولات فاشلة لإطلاق مؤسسة تعنى بمكافحة التمييز العنصري في خلال فترة حكم الرئيس بن علي، أسست في العام 2013 جمعية "منامتي" (حلمي) التي تسعى إلى زيادة الوعي بقيمة التنوع وأهمية المساواة وشجب العنصرية في الأماكن العامة وضمان الحماية القانونية للجميع ورفع مكانة السكان السود في المجال الثقافي وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات التي يغلب عليها السود".
وأضافت أن نشاط سعدية والعديد من نشطاء حقوق الإنسان ساهم في اعتماد قانون في تونس يجرم التمييز العنصري بتاريخ 9 أكتوبر 2018.
وذكرت أن مصباح تعتبر هذا القانون إنجازا غير مكتمل لأنه يفتقر إلى إعلان عالمي يدين كافة أشكال التمييز بحسب الديانة أو اللغة أو لون البشرة.
وفي مقدمة بيانها، قالت السفارة الأمريكية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن منح يوم 9 أغسطس أول جوائز سنوية لأبطال مكافحة العنصرية الدولية، حيث أفادت بأن هذه المجموعة من قادة المجتمع المدني الدوليين عززت وبكل شجاعة حقوق الإنسان الخاصة بأفراد مجتمعات مهمشة عرقية وإثنية وخاصة بالسكان الأصليين، كما حاربت العنصرية المنهجية والتمييز وكراهية الأجانب في مختلف أنحاء العالم.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أنتوني بلينكن حقوق الانسان واشنطن وزارة الخارجية الأمريكية السفارة الأمریکیة السکان الأصلیین حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن 90% من السكان
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تفاقم الأوضاع في القطاع، مع تعنت إسرائيل وإصرارها على إغلاق كافة المعابر لليوم 13.
وقال المكتب، في بيان اليوم الجمعة، إن إغلاق إسرائيل معابر القطاع ضاعف معاناة 150 ألف فلسطيني من أصحاب الأمراض المزمنة والجرحى.
وأكد أن 90% من الفلسطينيين لا يجدون المياه إثر منع دخول الوقود المشغل للآبار ومحطات التحلية، كما أن نفاد الوقود تسبب في توقف 25% من مخابز القطاع عن العمل.
وأوضح البيان أن 80% من الفلسطينيين فقدوا مصادرهم للغذاء، سواء بتوقف التكيات الخيرية أو بتوقف صرف المساعدات الإغاثية.
وتحدث المكتب عن خطر عودة المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع ومنع دخول المساعدات.
وأكد المكتب أن المؤشرات السابقة "تعكس صورة مما يواجهه أكثر من 2.4 مليون إنسان داخل قطاع غزة، بعد أن قرر الاحتلال الإسرائيلي أن يقتلهم ببطء، فأحكم حصارهم ومنع عنهم كل مقومات الحياة وجعل من غزة سجنا كبيرا".
وحذر بأن الساعات المقبلة "ستحمل معها المزيد من تدهور الواقع الإنساني المنكوب على الصعيد المعيشي والصحي والبيئي، مع ترسخ المجاعة وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وانهيار المنظومة الخدماتية والصحية بشكل شبه تام".
إعلانوحمل المكتب قادة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذه الجريمة وكل ما ينجم عنها، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وطالب الدول العربية والإسلامية بكسر الحصار عن غزة، والضغط لفتح معبر رفح، وضمان إدخال احتياجات المواطنين وأولويات القطاع، وناشد المجتمع الدولي بعدم الرضوخ لإرادة الاحتلال، واتخاذ إجراءات عملية لكسر الحصار ومحاسبة مجرمي الحرب، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.