رصد – نبض السودان

طالب البيان الختامي لاجتماع القوى المدنية السودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الثلاثاء، بضرورة حماية المدنيين ووقف القوى المتصارعة انتهاك حقوق الإنسان، وضرورة استمرار التواصل والتباحث مع حكومات الإقليم حول سبل استمرار الدعم الإنساني، مؤكداً توافق المجتمعين على رؤية شاملة لإنهاء الحرب، وإعادة تأسيس الدولة السودانية.

وانطلق اجتماع القوى المدنية السودانية في أديس أبابا، الإثنين، واستمر إلى الثلاثاء، وفي ختامه أكد المشاركون على بحث أنجع السبل لإنهاء الحرب، والتدابير اللازمة لبناء جبهة مدنية عريضة تضم كافة القوى الرافضة للحرب والداعمة للتحول الديمقراطي، وتصميم عملية سياسية جديدة ذات مصداقية وشفافية تخاطب جذور وأسباب الحرب وتداعياتها ومآلاتها.

وكانت المسألة الإنسانية وحماية المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان، أولى بنود الاجتماع المنعقد في أديس أبابا.
وفي البيان الختامي، أعلنت القوى المدنية، إدانة الجرائم الجسيمة والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، وجرائم القتل والقصف الجوي للمدنيين والاعتقالات التعسفية.
ووجه الأعضاء المشاركون دعوة فورية تطالب بوقف جميع أنواع الانتهاكات، وإجراء تحقيق مستقل حولها.

وبحسب البيان الختامي، تقرر استمرار تواصل القوى المدنية السودانية، مع حكومات دول الإقليم ومخاطبتهم حول المزيد من الدعم والمساعدة لتحفيف معاناة السودانيين الفارين من الحرب.
ودعا الاجتماع لضرورة بناء شبكة وطنية لإيصال المساعدات الإنسانية، وحث الأسرة الدولية لدعم وإسناد المجتمع المدني السوداني العامل في المجال الإنساني.

وفي ثاني بنوده، ركز الاجتماع على بحث كيفية إنهاء الحروب، وتأسيس وإعادة بناء الدولة السودانية الجديدة.
وقال البيان الختامي، إن الاجتماع أجاز بعد نقاش مستفيض رؤية شاملة لانهاء الحرب وإعادة تأسيس الدولة السودانية، من خلال الحفاظ على وحدة السودان وسيادته، والتأسيس لنظام حكم مدني ديمقراطي حقيقي، ووقوف الدولة على مسافة واحدة من الأديان والثقافات وتجريم كل أشكال التمييز.
وتضمنت الرؤية الشاملة، تأكيداً على أن يكون نظام الحكم فيدرالياً يقوم على الاعتراف بالحق الأصيل لأقاليم السودان في إدارة شؤونها، وخطة لتبني نظام اقتصادي مختلط.

ونصت الرؤية أيضاً، على تفكيك نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ويشمل ذلك إنهاء هيمنة فلول النظام السابق، وإعادة تأسيس وبناء مؤسسات الدولة على أساس صحيح، يجعلها معبرة عن تعدد وتنوع السودان، وتلتزم بالمهنية والكفاءة وأسس الحكم الرشيد.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: المدنية القوى تعلن رؤية لإنهاء البیان الختامی القوى المدنیة

إقرأ أيضاً:

تفكيك معرفي ومفاهيمي: تغيير 2019م والحرب والاسلاميين وتقدم..(1-2)

(1) لعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن من أكبر أخطاء القوى السياسية السودانية فى العقود الأخيرة خطوة (تقدم) بتوقيع إعلان مبادىء مع مليشيا الدعم السريع ، واعتبار الحرب فى السودان محاولة قطع الطريق على (ثورة ديسمبر 2018م) ، وهو موقف أصبح جزءاً من خطاب (تقدم) وقادتها ، وكانت تلك محاولة لاعطاء تمرد المليشيا مشروعية سياسية واخلاقية ، وكانت تلك قراءة خاطئة كلياً وتوصيف خاطىء ، وسنأتي على نتائجه ودلالاته بإذن الله ، وبذات القدر فإن من الخطل مسايرة ذات التفكير الفطير واعتبار (تغيير ديسمبر 2018م ) معادل لحرب وتمرد مليشيا آل دقلو الارهابية ، ووضع التمرد على الدولة السودانية ومحاولة تفتيتها وتفكيكها والحديث عن المسار السياسي والمدني فى ثلة واحدة.. هذا خلط للاوراق تم التخطيط له بدقة وتعامل معه البعض دون وعى..

صحيح أن البيئة السياسية ما بعد 2018م مهدت للكثير من الاجندة والأطماع الأجنبية ، ووفرت ظروف تحقيق احلام السيطرة على موارد السودان من بعض القوى ذات (الأفق الساذج والثروة اللامحدودة) وربما وربما فاعلين آخرين وكل المخطط (تفكيك السودان واعادة البناء وفق معايير وشروط جديدة) ، وليس من بين ذلك اشاعة الديمقراطية أو المسار السياسي والمدني ، وإنما فرض الاجندة مهما كان الأمر ولذلك استعانوا ببندقية البلهاء والرعاع ، وتلاقت اجندة الخبث فى (فولكر ومن وراءه) و (أوهام دولة العطاوة).. ولا مكان هنا للمسار المدني أو الديمقراطي..
(2)
فى 13 ابريل2019م ، سلمني الأخ الدكتور عبدالرحمن الخضر ، مسودة أول بيان للحزب بعد التغيير أول شطر فيه (نتفهم دواعي ومبررات ما حدث) ، وكان ذلك منظور متقدم ، وعززه مقترح بروفيسور ابراهيم غندور حين اقترح مفهوم (المعارضة المساندة) ، وكلها توجهات فى إتجاه التعامل مع الواقع وظرفياته وليس نصب العداء له أو مواجهته..

من حق التيار الاسلامي والوطني اخضاع تجربته للمراجعة والتقييم ، والخروج بالخلاصات ، ولكن ليس من بينها معاداة تغيير 2019م ، وإنما التعامل مع نتائجه ، لقد ذهبت الإنقاذ لأنها استنفدت اسباب الاستمرارية ، وكل ما فعلته تطورات 2018م – 2019م هو هز الشجرة التى أكل السوس جذورها..
ودون أن نخوض فى بقية التفاصيل ، فهذه حقيقة الأمر..
وكون ذلك الظرف استغله طرف أو أطراف أخرى ، فهذا مربط الفرس والتحدي الأكبر ، وقد واجهه كل أهل السودان فى خندق واحد ، عنوانه الأهم (معركة الكرامة).. وهو ما ينبغي أن نبني عليه.. هنا صفحة جديدة..
(3)
وما ينبغي ادراكه أن واقعاً جديداً بدأ يتشكل ، وابرزه وعى المجتمع بتحدياته ، وإهتماماته ، أكثر من التحيزات السياسية أو الارتباط التنظيمي ، وهذا فى العرف السياسي والاجتماعي يعنى (عقد اجتماعي) جديد ، مؤسس على مصالح متحكمة فيها ومدركة وليس مجرد اوهام أو إدعاءات ساذجة..

أول ملامح المرحلة القادمة هو موقعك ودورك فى المرحلة الصعبة والامتحان العسير ، حين كان الوطن فى المحك والقلوب قد بلغت الحناجر.. هذا مدخل مهم وعلى رأسه المؤسسة العسكرية ووصولاً حتى للتشكيلات ولجان المقاومة والمدافعة فى القرى والحلال ، هنا الأمر مختلف كلياً عن ضجيج الميديا ومبررات الاجندة المتلاعب بها..
وثانيها: أن الحلول والخيارات محلية كلياً ، فقد عبثت الاجندة والأطماع الأجنبية بالوطن ، وخلال الفترة ما بين 2018م – 2023م كانت مهامها ووظائفها اشعال الحرائق وتوظيف بعض المغامرين من النشطاء والبؤساء فى اداء مهام كورالية..
وثالثها: أن المعارك الكبيرة (تصنع) أبطالها ، كما (تبرز) قادتها ، لا يمكن تجاوز ذلك سواء فى المجتمعات الصغيرة وعلى المستوى العام ، وهذا يعني بالضرورة إطفاء (نجومية) بعض الانتهازيين والمتسلقين.
(4)
ولهذا السبب فإن بعض القوى السياسية المنبوذة شعبياً حاولت الزج بقضية تغيير سبتمبر 2019م ، فى هذه الحرب ، وفى مقدمة إعلان اديس ابابا يناير 2024م بين تقدم ومليشيا آل دقلو ما يلي (اﯾﻤﺎﻧًﺎ ﻣﻨﺎ ﺑﺄن ﺣﺮب اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸــﺮ ﻣﻦ أﺑﺮﯾﻞ ھﻲ آﺧﺮ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺳــﻠﺴــﻠﺔ اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﻔﺎﺷــﻠﺔ ﻟﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴــﺎر ﺛﻮرة دﯾﺴــﻤﺒﺮ اﻟﻤﺠﯿﺪة) ، وهكذا وضعوا مبرراً للحرب وشرعية زائفة للمليشيا وشعاراتها ، وهذا موقف مخزي فى السياسة السودانية وأحد أكثر الوقائع التاريخية عاراً ..

وعلى القوى الوطنية والاسلامية التجافي عن هذا (الكمين) ، هذه الحرب كانت غزو أجنبي ومؤامرة بأبعاد دولية واقليمية ، ومواجهتها للحفاظ على الوطن واهله وارضه وموارده وليس للكسب السياسي أو البحث عن عودة هذا أو ذاك.. تلك قضية سياسية لها وسائلها ومساراتها.. فلا تخلطوا الاوراق..

معركة الكرامة معركة وطن وشعب.. من شارك فيها بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الجهة ، فقد استحق معني الوطنية والشرف ومن ناصر مليشيا آل دقلو الارهابية يكون قد فقد اهليته السياسية واصبح فى دائرة (خائن) للوطن.. ويتبع

دكتور ابراهيم الصديق على

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يقدم خطة جديدة لإنهاء الحرب في غزة
  • ???????? يوميات ضابط بـ القوات المسلحة السودانية في القيادة العامة 22 شهراً .. بلا كلل ولا ملل
  • تفكيك معرفي ومفاهيمي: تغيير 2019م والحرب والاسلاميين وتقدم..(1-2)
  • السفارة السودانية بكمبالا تعلن انطلاق التسجيل لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2024
  • الإعجاز العلمي في السياسة السودانية
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع طنين من التمر في محلية مدني الكبرى بولاية الجزيرة السودانية
  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
  • عدن.. تنسيقية القوى المدنية الحقوقية تدين اقتحام مليشيا الانتقالي فعالية لها بساحة الشهداء بالمنصورة
  • مفاجأة بشأن التضخم.. الحكومة تعلن زيادة المرتبات خلال أسابيع
  • حرب السودان.. صراع على السلطة أم مؤامرة ضد الدولة؟