قال الدكتور السيد بلاط، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر، إن القرآن الكريم أشار بوضوح إلى حاجة البشرية الماسة إلى الرسالة المحمدية، مؤكداً أن الإسلام جاء ليكون هدى ونورًا للبشرية في وقت كانت فيه غارقة في الظلمات.

 

وأوضح خلال كلمته  في ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر، أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ»، فقد كانت البشرية قبل الإسلام في حالة من الضلال، وكانت بحاجة إلى من يخرجها من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الهداية.

 

وأكد أن القرآن الكريم يصف هذه الحاجة في قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ»، لافتًا إلى أنه لا يمكن لأي شخص أن يدرك التحول الذي أحدثه الإسلام في حياة البشر إلا إذا عرف كيف كان الحال قبل مجيئه وبعده.

 

كما استعرض الدكتور السيد بلاط، الوضع الديني والاجتماعي قبل الإسلام، موضحًا أن شبه الجزيرة العربية كانت غارقة في عبادة الأصنام، إذ كانت الكعبة تحتوي على ٣٦٠ صنمًا يُعبدون من دون الله، إضافة إلى ذلك كانت هناك ديانات أخرى مثل اليهودية والنصرانية التي أصابها التحريف والتغيير، كما كانت المنطقة مليئة بالعبادات الوثنية من عبادة الشمس والقمر والكواكب، مما جعل الناس في حاجة ماسة إلى رسالة توحدهم على عبادة الله الواحد.

 

وأشار الدكتور السيد بلاط، إلى أن العالم قبل الإسلام كان مسرحًا لصراعات وحروب دامية بين الفرس والروم، كما كانت الجزيرة العربية تشهد حروبًا قبلية طاحنة، حيث وصل عدد المعارك في مكة وحدها إلى ٣٦٠ معركة، وكانت هذه الحروب تنشب لأسباب تافهة وبدافع من العصبية القبلية، مما أدى إلى إضعاف العرب ووقوعهم تحت السيطرة الفارسية والرومانية. وأضاف أن هذا الوضع الممزق كان في حاجة ماسة إلى منقذ يعيد للبشرية استقرارها وسلامها، وهو ما تحقق بقدوم النبي محمد ﷺ.

 

وأكد الدكتور بلاط، أن الرسالة المحمدية كانت جسرًا للسلام والوحدة، مستشهدًا بآيات القرآن التي تدعو إلى عدم التفرقة والتمسك بحبل الله، مثل قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، وأحاديث النبي ﷺ التي تحث على التكاتف والتعاون بين المؤمنين، كما قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، وذكر أن الإسلام نهى عن العصبية القبلية والتنازع، واعتبرها سببًا في إضعاف الأمة، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾.

 

ولفت إلى أن المجتمع قبل الإسلام كان ينقسم إلى طبقات اجتماعية صارمة، حيث كانت توجد طبقات مثل السادة والأحرار، وطبقة الموالي، وطبقة العبيد. ورغم وجود بعض القيم الإيجابية مثل الكرم والشجاعة، إلا أن المجتمع كان يعاني من ممارسات سلبية خطيرة مثل وأد البنات، والزنا، وتعاطي الخمر، والسرقة، وقطع الطريق. وقد جاء الإسلام ليقضي على هذه السلبيات بوضع تشريعات وأحكام تحظر هذه الممارسات وتمنعها.

 

وختم الدكتور بلاط حديثه بالتأكيد على أن رسالة النبي ﷺ كانت الإصلاح الحقيقي للبشرية، حيث نجح الإسلام في تصحيح المسار، وتقديم حلول عملية لتجاوز كل تلك المشاكل التي كانت تعيق تقدم المجتمع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيد بلاط الأزهر قبل الإسلام

إقرأ أيضاً:

فلسطين بريئة لهذه الأسباب

#فلسطين_بريئة لهذه الأسباب _ #ماهر_أبوطير


لا يوجد قضية تم توظيفها لظلم الشعوب مثل قضية فلسطين، وكل نظام عربي ظالم يريد سحق شعبه والاستمرار في حكم شعبه، أو تدمير مصالحه يتدثر ويتغطى بفلسطين وأهل فلسطين.

هذا الكلام نراه في نماذج وأمثلة عربية كثيرة منذ الأربعينيات حتى يومنا هذا، وفلسطين لدى بعض الأنظمة العربية القائمة أو البائدة مجرد عنوان لتحسين السمعة، أو شد أعصاب الداخل نحو خطر يتعلق بفلسطين، وهو شد زائف يستهدف النيل من حقوق أي شعب عربي.

أنظمة عربية مختلفة رفعت شعار تحرير فلسطين، بعضها كان صادقا ودفع ثمن صدقه، وبعضها الآخر كان كاذبا منذ اليوم الأول، ولربما هذا الكاذب قدم خدمات جليلة لإسرائيل.

ما علاقة فلسطين بإضاعة ثروات شعوب عربية مثل العراقيين والسوريين والمصريين وغيرهم في مراحل قديمة وجديدة، وما علاقة فلسطين بانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها بعض الأنظمة حين تعتبر أن كل ناقد وصاحب رأي يهدد المجهود الحربي لتحرير فلسطين، فيتم الانتقام منه بوسائل مختلفة، والعنوان الكاذب هو فلسطين في حالات كثيرة، بما أدى إلى الزج بشعوب عربية في معارك ومحارق، حتى صدقت بعض هذه الشعوب أنه لولا فلسطين لما تعرضوا إلى كوارث كبرى، بل إن بعض الشعوب انتقمت من الفلسطينيين ذاتهم الذين يعيشون بينهم باعتبارهم سبب البلاء، وهذا أمر شهدناه في أكثر من دولة عربية خلال العقود الماضية.

تخيلوا أن أبشع فرع أمني في سورية مثلا، يتم فيه سفك دماء الفلسطينيين كان يسمى فرع فلسطين، حتى يصل الناس الى مرحلة يتمنون فيها حرق فلسطين من شدة المظالم التي تقع عليهم في هذا الفرع الأمني الدموي، والذي سمي هكذا لأنه كان حلقة وصل بين النظام السوري السابق والتنظيمات الفلسطينية في سورية، لكن المؤلم ان يخرج الضحايا اليوم ليحكوا لك عن معاناتهم في فرع فلسطين، وكأن الاسم المقدس، أصبح عنوانا للظلم والإذلال والقتل.

مقالات ذات صلة تبيان الخيط الأبيض من الأسود 2024/12/18

في السياق ذاته تورطت تنظيمات فلسطينية في دول مختلفة في العراق، وسورية، ولبنان، وربما دول ثانية بالتبعية للأنظمة الحاكمة في تلك الدول، مقابل الإقامة والدعم المالي والعسكري، وتورط بعضهم في أعمال عسكرية ضد شعوب تلك الدول، وهي أعمال لا علاقة لها بفلسطين أساسا لكنها خدمة للنظام الظالم، وهكذا تشوهت سمعة الفلسطينيين لدى بعض الشعوب العربية، حين تدخلت بعض هذه التنظيمات بأزمات داخلية، في سياقات مختلفة، بعضها كان ظاهره وطنيا، وبعضها الآخر كان خدمة لطرف ما، وبعضها من باب رد الفعل، لكن الأهم أن فلسطين تم الزج بها بحروب مدنسة، لا علاقة لها بفلسطين، ولا تحرير فلسطين، فوق ما تفعله إسرائيل من اختراقات لهذه التنظيمات بهدف تفكيكها، أو توريطها في حروب أهلية في دول عربية لغايات محددة.

لم ينجز أي نظام رسمي اختبأ تحت مظلة فلسطين، على شكل حزب حاكم، أو عنوان ثوري، أو أي طريقة، أي إنجاز، بل على العكس ثبت أن فلسطين مجرد عنوان يتم التزين به، فلا فلسطين عادت، ولا الأشقاء العرب الذين تم حكمهم بالحديد والنار عاشوا، حتى أن بعضهم يظن أن أزمته المالية الخانقة كانت بسبب حروب مثل 1973، وما سبقها من حروب، في سياقات تغذية الأنظمة لرواية الهزيمة، والبحث عن أكتاف لتحميلها مسؤولية النتيجة.

لو نطقت فلسطين، لما قبلت ظلم أي إنسان عربي، باسمها، أو شن حروب خاسرة مسبقا باسمها، أو تضييع موارد أي بلد باسمها، فهي لم تطلب ذلك وهي أيضا بريئة من مهازل النظام الرسمي العربي الذي يبحث عن شرعيات لتبرير إخفاقاته، أو هزائمه، أو جوره وظلمه.

ولولا الملامة والعتب والغضب ربما، لدخلنا بالتفاصيل، حالة تلو حالة، لكن الطريق إلى فلسطين لا يمكن أن يمر عبر مظالم الأشقاء العرب، حيث لا يجتمع الجور مع العدل.

فلسطين تجارة لأنظمة وأحزاب وجهات وأشخاص، عدا الأطهار حقا.

الغد

مقالات مشابهة

  • لمحات من حروب الإسلام
  • ذمار تشهد مسيرة نسائية حاشدة إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام
  • لمن لديه واتسآب في لبنان.. خبرٌ مهم
  • الزراعة: تصدير دواجن وأعلاف أسماك للدول العربية والأجنبية
  • الزراعة: إصدار 1109 تراخيص لمشروعات الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية
  • داعية إسلامي: الصلاة على سيدنا النبي سر فلاح المسلم وطريق النجاه والأمان
  • حكم خدمة المرأة لزوجها بين الشريعة والعرف.. عالم أزهري يوضح الحقائق
  • غار منه باسل الأسد.. الفارس “عدنان قصار” يروي قصة أغرب من الخيال دامت 21 سنة قيد الاعتقال
  • رد عالم أزهري على سيدة خلعت زوجها 3 مرات وتريد العودة بعقد جديد
  • فلسطين بريئة لهذه الأسباب