سيمفونية القذائف وصافرات الإنذار!
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بالطبع عندما يتعلق الأمر بمدن ومستوطنات الكيان الصهيونى وقواعده العسكرية وحاملات الطائرات الأمريكية؛ تصبح أصوات القذائف وصافرات الإنذار سيمفونيات ملحمية بالنسبة لنا نحن سكان الشرق الأوسط.
نعم منسوب الكراهية للكيان الصهيونى وكل داعميه يرتفع لحظة بلحظة بين شعوب المنطقة؛ والسبب جرائم الكيان غير المسبوقة وتركيز جل هجماته ضد المدنيين والمستشفيات بغية إرهاب كل سكان الشعوب المجاورة لفلسطين ولبنان.
تتكرر شكوى الصهاينة من استمرار النظرة العدائية تجاههم من قبل المصريين رغم معاهدة السلام متجاهلين أو بالأحرى متحامقين أى يدعون الحماقة وكأن المصريين وغيرهم مطالبون بإبداء مشاعر المحبة والمودة وتفعيل كل أوجه التطبيع مكافأة لهم على قتل النساء والأطفال واعتماد استراتيجية الجوع والحرمان.
الكيان الصهيونى وشعبه المتطرف الداعم دائما لكل ماهو إرهابى ضد المحيط العربى يثبت كل يوم أنهم أمة بدائية لم تعرف يوما معنى الحضارة وقيمها الإنسانية.
أمة لم يطرأ تغيرا على وجدانها وطرائق تفكيرها مازالت تعيش حالة الإنسان الأول البدائى الذى لا يعرف لغة للتواصل مع الآخر سوى القتل بوحشية لا آدمية ولا ترضاها حتى بعض وحوش البرارى؛ فكأنهم قطيع ضباع جمعها حب رائحة الدم البشرى.
لا ننكر أن بيننا أتباع تيارات دينية متطرفة تمارس وحشية بدائية مثل داعش؛ لكنها تبقى قلة قليله جندتها أجهزة مخابرات غربية صهيونية.
نعم نحتاج إلى تنقية تراثنا وتجديد موروثنا الفقهى ونقد تاريخنا والاعتراف بأخطائنا لكن الصهيونية الدينية التى تقوم عليها ما تسمى بدولة الكيان يحتاج العالم إلى نسف تراثها وإعدام موروثها الدينى الذى جعل شعبها ما يزال يعتقد أنه شعب الله المختار وأنه مأمور باحتلال الأرض واغتصاب العرض وقتل المرأة الحامل واغتيال الطفل حتى لا يكبر فيصبح مقاتلا يذود عن أرضه وعرضه.
يحتلون أرض فلسطين منذ عام ١٩٤٨بوعد بريطانى ملعون ثم يرفضون كل مبادرات السلام العربية ومع ذلك يستمر الغرب فى دعمهم بل ويؤكد صباح مساء حقهم المطلق فى قتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها الآمنين.
هذا الموقف الداعم بلا حدود لجرائم الإبادة والتطهير العرقى فى فلسطين ولبنان أحيا مشاعر الكراهية فى وجدان الشعوب الشرق أوسطية، التي عانت طويلا من جرائم مماثلة ارتكبها الاستعمار الأوروبى فى بلدانها.
ذاكرة الشرق أوسطيين تستدعي الآن وحشية المستعمر الفرنسى والبريطانى فى مصر والجزائر وبلاد الشام والعراق، وهمجية المستعمر الإيطالى الذى قصف خيام الليبيين بالطائرات وداس أطفالهم بجنازير الدبابات وحبس الملايين فى صحراء ليبيا الشاسعة؛ ناهيك عن جرائمهم بزعامة الولايات المتحدة فيما يعرف بحلف الناتو التى اقترفوها وما زالوا فى ليبيا والعراق وسوريا واليمن؛ وكأن أمريكا تأبى أن تنفصل عن قيم مؤسسيها الأوائل رعاة البقر ولصوص أوروبا الذين ارتكبوا جرائم لا تغتفر ضد السكان الأصليين فى قارة أمريكا الشمالية.
مشاعر الكراهية للصهاينة تنمو بالتوازى معها مشاعر مماثلة لكل ما هو أوروبى وأمريكى وحملات مقاطعة بعض البضائع والسلع الغربية تعكس صورة مصغرة لتنامى كراهية الغرب الصهيونى.
طوى الشرق أوسطيون صفحة الماضى القريب، لكنها ما لبثت تحضر أمام أعينهم بسبب هذا الدعم المفتوح لجرائم العدو الصهيونى وفى هذا خطر كبير على مستقبل الحضارة الإنسانية التى يتطلب استمرارها التعايش السلمى بين الشعوب وشيوع قيم قبول الآخر.
ثمانى ساعات متواصلة أمطرت خلالها المقاومة اليمنية حاملة الطائرات الأمريكية الأعظم "ابراهام لينكون" ومدمرتين أمريكيتين بالصواريخ البلاستية وصواريخ كروز والطائرات المسيرة لتوجه بذلك إهانة غير مسبوقة للعسكرية الأمريكية.
فى ذات الوقت تستهدف صواريخ حزب الله المتقدمة مبنى وزارة الدفاع الصهيونية فى قلب تل أبيب مرتين ناهيك عن طائراته المسيرة التى باتت تتجول فى سماء الكيان ليدب الرعب فى قلوب ملايين الصهاينة فيهرعون إلى الملاجئ لتنطلق صافرات الإنذار معلنة عن سيمفونية ملحمية تعزفها المقاومة اللبنانية لتبعث اليقين مجددا فى نفوس شعوب المنطقة.
وفى الخلفية تأتينا أصوات المقاومة فى غزة لتعلن عن المزيد من عمليات الإستنزاف ضد العدو الصهيونى بعد مرور أكثر من عام على حربه اللاإنسانية.
بعيدا عن مناورات الغرب ودعمه المطلق للإرهاب الصهيونى، لا مجال لهزيمة المقاومة فإما الجنوح إلى السلم والبدء فى عملية طويلة ومعقدة لإقامة دولة فلسطينية لضمان بقاء دولة الكيان الصهيونى واستمرارها وإما حرب مفتوحة ستنتهى بتدمير بنية الكيان فليس هناك من يستطيع الصمود في محيط يئس من مد يد السلام له خاصة أن تلك الحرب لن تظل محدودة؛ كما أن حروب الاستنزاف لا تضمن التفوق طوال الوقت لمن يملك التكنولوجيا العسكرية الحديثة.
تجاربنا حاضرة أمامنا فى الجزائر ومصر وليبيا التى واجهت دبابات وآليات المحتل الإيطالى بفارس يمتطى صهوة جواده حاملا بندقيته.. واليوم قذائف الأسلحة البدائية محلية الصنع جعلت المقاومة الفلسطينية تستنزف العدو الصهيونى فى غزة وتمكنها من استهداف دباباته ومجنزراته وقتل ضباطه وجنوده كجرذان خبيثة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكيان الصهيوني
إقرأ أيضاً:
غضب داخل الكيان بعد تسلم جثامين الأسرى الصهاينة
والخميس قالت إذاعة جيش العدو إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليم جثثهم اليوم كانوا محتجزين في منطقة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث عملت قوات الجيش لفترة 4 أشهر.
وبرزت تساؤلات في الإعلام العبري عن سبب مقتل هؤلاء الإسرى الأربعة، الذين تؤكد المقاومة الفلسطينية أنهم أُسروا أحياء وقتلوا في قصف إسرائيلي متعمد على أماكن احتجازهم بغزة.
وتعود الجثامين الأربعة إلى "شيري بيباس وطفليها كفير وأرئيل"، و "الأسير عوديد ليفشتس"، وتم تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار الساري.
وتعد هذه أول مرة تسلم فيها “حماس” جثث أسرى صهاينة، في إطار الاتفاق الساري مع كيان الاحتلال منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
تراجع نتنياهو
نتنياهو المطلوب للعدالة على خلفية جرائم ضد الإنسانية أراد أن يحول مشهد استعادة الجثامين إلى نصر سياسي له، لكنه تحول فعليا إلى نقمة وسخط؛ ما أجبره على التراجع عن اعتزامه المشاركة في مراسم استقبال الجثامين، وفق تقديرات إعلام صهيوني.
وقالت القناة “12” العبرية (خاصة) إن نتنياهو تراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين الأسرى.
وتابعت: “درس رئيس الوزراء نتنياهو إمكانية المشاركة في استقبال الجثامين، وكجزء من ترتيبات المشاركة، صدرت تعليمات للمسؤولين الميدانيين بالاستعداد لوصوله، ولكن في اللحظة الأخيرة تقرر عدم حضوره”.
القناة رجحت أن يكون قرار إلغاء مشاركة نتنياهو اتُخذ بعد احتجاج عائلات الأسرى على نشر أسماء للأسرى الأربعة القتلى قبل التيقن من هويتهم، وانتقاد مكتب نتنياهو الذي نشر الأسماء قبل تعرف معهد الطب الشرعي النهائي عليهم.
وعبَّر صهاينة، بينهم سياسيون وصحفيون، عن غضبهم من نتنياهو بسبب مقتل بعض الأسرى والتأخر في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية حماس، بسبب مصالحه السياسية.
عضو الكنيست من حزب “هناك مستقبل” المعارض ميراف كوهين، قالت عبر منصة إكس: “منذ مايو/أيار 2024، قُتل 124 جنديا (إسرائيليا) في غزة، عندما كانت صفقة مماثلة تقريبا للصفقة الحالية مطروحة على الطاولة”.
ومستنكرة تساءلت: “كم عدد الذين سيموتون بسبب مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية بدلا من إعادة الجميع وإنهاء الحرب الآن؟”.
وارتكب كيان العدو الصهيوني بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
فظيع وبلا قلب
من جهته قال الصحفي البارز بن كسبيت، عبر إكس: “عندما يكون هناك نجاح فهو (نتنياهو) مَن سيحققه، (أما) عندما يكون هناك فشل، فهم المسؤولون عنه”، في إشارة إلى الجيش والمخابرات الإسرائيلية.
وأضاف بصحيفة “معاريف”: “ليس هناك خيار، علينا أن نقولها بصوت عالٍ: بنيامين نتنياهو رجل فظيع”.
كما لم ينجو نتنياهو من غضب وانتقادات عائلات الأسرى الصهاينة.
ومتحدثا عن نتنياهو للقناة “13” العبرية، قال إلحانان دانينو، والد أوري الذي أسر وقتل في غزة: “بحثت عن قلبه (نتنياهو) ولم أجده”.
ووقف عشرات الصهاينة يلوحون بأعلام الكيان على طرق مرت منها سيارات تحمل الجثامين.
وأقام جنود من جيش العدو مراسم تأبين مقتضبة، أجراها الحاخام الأكبر للجيش إيال كاريم، ووضعت الجثامين في توابيت مغطاة بعلم الكيان.
وقالت هيئة البث الصهيونية (رسمية): “عقب ذلك، نقلت الجثامين بواسطة سيارات إسعاف تحت حراسة الشرطة إلى معهد الطب الشرعي أبو كبير في تل أبيب للتعرف على هوياتهم”.
وأكد مسؤولون في جيش الاحتلال أن “عملية التحقق النهائي من هويات الجثامين قد تستغرق يومين. وفور اكتمال العملية، سيتم إبلاغ العائلات رسميا بنتائج الفحوصات”، وفق الهيئة.
بدوره قال يزهار ليفشيتس، نجل الأسير الصهيوني عوديد ليفشيتس الذي تم تسليم جثمانه، لهيئة البث: “هذا يوم حزين لنا كعائلة ولكل الدولة، لكن قلوبنا لا تزال مع أولئك الفتيان والفتيات الذين لا يزالون في غزة”.
وتابع مئات من الصهاينة مشاهد إعادة الجثامين في ما باتت تسمى “ساحة المختطفين” بتل أبيب.
وجرى تسليم الجثامين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي تعرض لحرب إبادة استمرت نحو 16 شهرا.
وحمّلت حماس، في بيان الخميس، الجيش الصهيوني مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة بقصف أماكن احتجازهم، فيما أكدت أن المقاومة بقطاع غزة “عاملتهم بإنسانية وحاولت إنقاذهم”.
راي اليوم