تمتع البابا شنودة الثالث البطريرك الـ 17 بعد المئة من باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقدرة كبيرة على إلقاء العظات والشرح والتعليم، للدرجة التي أسكنته قلوب الملايين من المسلمين والمسيحين، ليس في مصر فقط، بل الوطن العربي والعالم إجمع، حتى تُرجِمت عظاته للغاتٍ عديدة، وتم تسجيلها في عشرات الكتب، ولكن ورغم كل هذه القدرة على الحديث والإلقاء، فقد مر قداسة البابا بموقف نادر في شبابه قبل رهبته، حينما كان اسمه وقتها نظير جيد، إذ خلال إلقاء إحدى كلماته على منبر الكنيسة قطع كاهن كلمته وأنزله من فوق المنبر، وهو ما نروي أحداثه اليوم بمناسبة ذكرى تجليس البابا الـ 53 حيث جلس على الكرسي المرقسي في مثل هذا اليوم عام 1971.

قصة الكلمة الوحيدة التي لم يكملها البابا شنودة على منبر الكنيسة

ففي صباه عندما  كان نظير جيد -الاسم العلماني للبابا شنودة الثالث- في الصف الرابع الثانوي حيث كانت الثانوية العامة 4 سنوات في ذلك الوقت، توفي صديق له ليقع الاختيار عليه لإلقاء أبيات شعرية تعبر عن الحزن الرابض في قلوب محبي الميت  ليقف الشاب «نظير» ذو الـ19 عاما تقريبا على منبر الكنيسة حزينًا على رحيل المتوفي، ويلقي بعض الكلمات التي قال البابا الراحل عن واقعها على الحاضرين «قولت أول بيت والسيدات بدأت تدمع، ثاني بيت بدأن نهنهة، وفي البيت الثالث بدأت السيدات البكاء بصوت عال ليقوم كاهن الكنيسة بإنزالي قائلا كفاية كده يا ابني» منعًا لزيادة قبضة الحزن على قلوب المصليين، وحتى لا تتحول جلسة العزاء إلى حلقة صراخ وعويل.

وروى قداسة البابا شنودة هذا الموقف خلال أحد اللقاءات التلفزيونية، قائلا ممازحًا المشاهدين، قائلًا: «خايف أقولكم قلت إيه وقتها تبكوا أنتو كمان»، ليدرك من بعدها أن من يقف على المنبر ويعظ يجب أن يقول كلمات مريحة للموجودين تعزيهم في مصيبتهم.

البابا شنودة والشعر

وكان الشاب نظير جيد قد علم نفسه تنظيم الشعر منذ أن كان ابن الـ 18 عاما، إذ سار خلف شغفه بتلك الكلمات التي يستطيع أن يصفه بها مدى حبه واشتياقه لله ليعثر ذات يوم على كتاب يحمل عنوان «أهدى سبيل إلى علمي الخليل» بدار الكتب ليذهب إليها في نشاط يوميا من الصباح حتى الظهيرة ثم يعود بعد مرة آخرى ليتعلم قواعد الشعر على الرغم من صعوبته وأتقنه ليصبح بعد ذلك الاختيار الأول لأصدقائه في المناسبات الرسمية والدينية ملقيا للقصائد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البابا شنودة الثالث الكنيسة البابا شنودة

إقرأ أيضاً:

رفض تهجير الفلسطينيين أبرزها.. نص الكلمة التاريخية للرئيس السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية الرئيس "ويليام روتو" رئيس جمهورية كينيا لبحث تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية.

وألقى الرئيس السيسي كلمة
خلال المؤتمر الصحفى المشترك
مع  الرئيس ويليام روتو
رئيس جمهورية كينيا
قصر الاتحادية جاء نصها..


" أعرب لفخامتكم عن بالغ ترحيبى بكم، في بلدكم الثانى "مصر" .. وهي  الزيارة التى تأتى بالتزامن مع الذكرى الستين، لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين .. وبما يعكس أهمية وعمق العلاقات والروابط التاريخية، بين مصر وكينيا، على المستويين الرسمى والشعبى".


 "لقد أتاحت هذه الزيارة المجال، لعقد مباحثات ثنائية بناءة مع أخى فخامة الرئيس "روتو"، تم خلالها التأكيد على استمرار العمل، لتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها .. لتصل إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والشاملة .. بما يفتح المجال لمزيد من التعاون الثنائى فى كافة المجالات، لاسيما الدفاع والأمن، ومكافحة الإرهاب، وموضوعات المياه، والثقافة والتعليم، وتبادل الخبرات وبناء القدرات".

   ولقد أكدت خلال هذه المباحثات، على أهمية توثيق الروابط الاقتصادية، وتنشيط التبادل التجارى بين البلدين، وتعزيز التعاون الاستثمارى، عبر دعم تواجد الشركات المصرية فى الأسواق الكينية ..  لاسيما فى القطاعات ذات الاهتمام المشترك، والتى تحظى بأولوية لدى الجانب الكينى، والتى تتمتع فيها الشركات المصرية بميزات نسبية وخبرات متراكمة؛ وأهمها البنية التحتية، والصحة، والزراعة والرى، بالإضافة إلى استمرار العمل المشترك، نحو بناء الكوادر الكينية فى شتى المجالات.

كما اتفقت وأخى فخامة الرئيس "روتو"، على الاستمرار فى توطيد أواصر الحوار السياسى، والتنسيق فى القضايا ذات الأولوية .. سواء على المستوى الإقليمى، أو فيما يتعلق بالعمل الإفريقى المشترك، تحت مظلة الاتحاد الإفريقى.. ولاسيما فى مجالات التكامل الإقليمى، وتعزيز السلم والأمن الإقليميين، وتنفيذ أهداف أجندة 2063 التنموية، والإصلاح المؤسسى، والدفع بأولويات القارة الإفريقية على الأجندة الدولية.


 "لقد تناولت مع فخامة الرئيس "روتو"، آخر التطورات المرتبطة بمنطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر .. حيث توافقنا فى الرؤى، حول خطورة ما تشهده منطقة البحر الأحمر من تهديدات أمنية، تفتح المجال لتوسيع رقعة الصراع، والتأثير على الدور الرئيسى والفاعل، للدول المشاطئة للبحر الأحمر فى تناول شئونها .. وهو الوضع الذى لا يمكن فصله عن العدوان الإسرائيلى على غزة، باعتباره سببا رئيسيا لهذه التهديدات الأمنية".


   " ومن هنا، تم التأكيد على حتمية التنفيذ الكامل، لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، الذى تم التوصل له بعد جهود مصرية مضنية، بالشراكة مع شركائنا فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية .. وضرورة السماح باستئناف النفاذ الإنسانى الكامل للفلسطينيين فى غزة، لإنهاء الوضع الإنسانى الكارثى، 
وبدء مسار سياسى حقيقى، لإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية، على خطوط الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية".

“ودعونى هنا، أن أشير إلى أن هناك ثوابت للموقف المصرى التاريخى، بالنسبة للقضية الفلسطينية ..  وأنه لا يمكن أبدا، أن يتم الحياد أو التنازل، بأى شكل كان، عن تلك الثوابت .. وعندما أشير للثوابت، فإننى أعنى بذلك الأسس الجوهرية التى يقوم عليها الموقف .. والتى تشمل بالقطع، إنشاء الدولة الفلسطينية، والحفاظ على مقومات تلك الدولة، وبالأخص.. شعبها وإقليمها”

"أقول ذلك بمناسبة ما يتردد، بشأن موضوع تهجير الفلسطينيين .. وأود أن أطمئن الشعب المصرى: "بأنه لا يمكن أبدا التساهل، أو السماح بالمساس بالأمن القومى المصرى" .. وأطمئنكم بأننا عازمون على العمل مع الرئيس "ترامب"، وهو يرغب فى تحقيق السلام، للتوصل الى السلام المنشود القائم على حل الدولتين .. ونرى أن الرئيس "ترامب"، قادر على تحقيق ذلك الغرض، الذى طال انتظاره بإحلال السلام العادل الدائم، فى منطقة الشرق الأوسط".


" أنه خلال ما يقرب من 15 شهراً أكدنا أن ما نراه منذ 7 أكتوبر وحتى الآن هو إفرازات ونتائج لسنوات طويلة لم يتم فيها الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، وبالتالي، فإن جذور المشكلة لم يتم التعامل معها، وهنا كل عدة سنوات، ينفجر الموقف ويحدث ما نراه أو ما رأيناه في قطاع غزة، إذن الحل لهذه القضية، هو حل الدولتين، إيجاد دولة فلسطينية، هذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، وهذا ليس رأيي، لابد أن نكون في اعتبارنا الرأي العام، ليس العربي، وليس المصري، الرأي العام العالمي الذي يرى أن وقع ظلم تاريخي على الشعب الفلسطيني خلال السبعين عاما الماضية، ويرى أن الحل ليس إخراج الفلسطيني مكانه لا.. الحل للدولتين .. جنبا إلى جنب، أمن وسلام للمواطن الإسرائيلي، وأمن وامان للمواطن الفلسطيني، النقطة الثانية ما رأيناه، من خلال عودة الفلسطينيين بعد تدمير استمر أكثر من 14 شهرا... الآلاف الذين عادوا ... لماذا عادوا... عادوا إلى ماذا ...عادوا على الركام الذي تم تحطيمه على مدار 14 شهرا.. في مصر حذرنا في بداية الأزمة أن يكون ما يحدث محاولة لجعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة، حتى يتم تهجير الفلسطينيين، وقولنا وقتها هذه الفترة في أكتوبر مع كل من التقيناه من مسئولين أن هذه الأزمة هي ازمة ناتجة ليس فقط بسبب عنف وعنف متبادل بين الطرفين ولكن نتيجة فقد الأمل، في إيجاد حل للدولة الفلسطينية للشعب الفلسطيني. ماذا سأقول للرأي العام المصري؟ ولن أتحدث عن الرأي العام العربي أو العالمي، أقول أيه لو طلب مني او ما يتردد عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر، انا أتصور ان فرضية نظرية هذا معناه عمد استقرار الامن القومي المصري والأمن القومي العربي في منطقتنا، مهم جدا الناس التي تسمعنا أن هناك أمة لها موقف في هذا الامر، أنا موجود أو غير ذلك .. الظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيين وتهجيرهم سابقا ولم يعودوا إلى مناطقهم، سبق التأكيد لهم أنه قد يعودوا إليها مرة أخرى بعد تعميرها، هل هذا سيحدث مرة أخرى، لا اعتقد، والشعب المصري لو طلبت منه هذا الأمر كله في الشارع المصري هيقول لا ... لا تشارك في ظلم أقولها بكل وضوح ... ترحيل الشعب الفلسطيني من مكانه، ظلم .. لا يمكن أن نشارك فيه" .  


 "تطرقت  ولرئيس "روتو"، إلى الأوضاع فى السودان الشقيق .. حيث تبادلنا الرأى، حول سبل إنهاء الصراع الجارى .. وأكدنا على أهمية استمرار العمل المشترك بين مصر وكينيا، من أجل التوصل إلى حلول 
جادة للأزمة .. بما يضع حدا للمعاناة الإنسانية، التى يمر بها المواطنون السودانيون، ويفتح المجال أمام حوار سياسى، يلبى تطلعات وآمال الشعب السودانى الشقيق.. فى الأمن والاستقرار.
      وقد تباحثت كذلك مع أخى الرئيس، حول آخر تطورات ملف نهر النيل ..حيث شددت على الوضعية الدقيقة لمصر، التى تعانى من ندرة مائية حادة .. وأكدت على دعمنا الكامل، للاحتياجات التنموية المشروعة لدول حوض النيل .. بما يستدعى التنسيق الإيجابى فيما بيننا، لضمان عدم الإضرار بأى طرف".


 “واتفقت الرؤى فيما بيننا، على أن نهر النيل يحمل الخير والكثير من الفرص التنموية الواعدة لجميع دوله .. طالما تم التوافق بينهم على تحقيق التعاون بنوايا صادقة، وفقا لقواعد القانون الدولى ذات الصلة”.

"أخى الرئيس ويليام روتــو،
    لقد أسعدنى لقاؤكم اليوم، وإننى لأتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين لدينا، تلبية لمصالح شعبينا الشقيقين ..متمنيا للشعب الكينى الشقيق، كل الخير والاستقرار تحت قيادتكم الحكيمة ..وأجدد ترحيبى بكم، فى بلدكم الثانى "مصر".

مقالات مشابهة

  • خلال استقبال البابا لسفيرها بالقاهرة.. خدمات طبية ومدرسة فنية من الكنيسة باسم مصر لكوت ديفوار
  • بمشاركة هاني شنودة.. زى الهوا تعزف مؤلفات حقبة الثمانينات في الأوبرا
  • نيجيرفان بارزاني والسفير الفرنسي يؤكدان على وحدة الكلمة الكوردية وحفظ أمن واستقرار المنطقة
  • رفض تهجير الفلسطينيين أبرزها.. نص الكلمة التاريخية للرئيس السيسي
  • نظير عياد : الفتوى مهمة عظيمة وجليلة وجزء أساسي من الأمن القومي للمجتمعات
  • فلاش ـ أحرار بما تعنيه الكلمة
  • إيران عقبة ترامب الوحيدة أمام السلام
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى رحيل القديس بروخوس
  • الرويلي: الوقاية الوحيدة من مضاعفات الحصبة هي أخذ اللقاح ..فيديو
  • أيوب: المعادلة الوحيدة المطروحة الدولة الحاضنة وحدها لجميع اللبنانيين