وزير الدفاع البريطاني يدعو للتهدئة في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
التقى وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، مع نظرائه من تركيا والمملكة العربية السعودية في إطار جهود تعزيز التعاون الدفاعي بين المملكة المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، في وقت تتصاعد فيه التوترات في غزة ولبنان.
وأوضحت الحكومة البريطانية في بيان لها اليوم الخميس أن زيارة هيلي إلى الرياض تأتي كأول زيارة له بصفته وزيرًا للدفاع، حيث أكّد التزام بريطانيا ببناء شراكة دفاعية طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية، تركز على تعزيز الأولويات الأمنية المشتركة ودعم برنامج "رؤية السعودية 2030".
في أنقرة، تم بحث سبل تعزيز التعاون الدفاعي والصناعي بين المملكة المتحدة وتركيا، بما في ذلك التعاون في مجالات الإنتاج والتصدير. وناقش هيلي مع نظيره التركي، يشار جولر، سبل تعزيز الأمن الإقليمي والعمل على استراتيجية مشتركة توفر فرصًا للنمو الصناعي والأمني لكلا البلدين.
كما من المقرر أن يلتقي هيلي اليوم في الرياض مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ووزير الحرس الوطني الأمير عبد الله بن بندر، لبحث سبل تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين وتطوير القدرات المشتركة في إطار الأمن الإقليمي، وهو جزء من الشراكة الدفاعية المستمرة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية التي تمتد لعقود.
وأشار بيان الحكومة البريطانية إلى أن هذه الاجتماعات تمثل فرصة هامة لاستكشاف سبل تعزيز التعاون الدفاعي والقدرات المشتركة بين الدول الثلاث، بما في ذلك دعم التحول في رؤية السعودية 2030 وتحقيق الأمن الإقليمي.
مسؤول أمريكي: قدرات "حزب الله" تضررت بشكل كبير لكن قواته البرية على طول الحدود سليمة
نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مسؤول استخباراتي أمريكي قوله إن قدرات "حزب الله" اللبناني تضررت بشكل كبير لكن قواته البرية على طول الحدود لا تزال سليمة.
وقال هولمغرين من معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) إن المسؤول الاستخباراتي الكبير أشار أيضا إلى أن "المنظمة اللبنانية التي تسلحها وتمولها إيران بشكل أساسي، لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات في الخارج".
وحذر المسؤول الاستخباراتي أيضا من أن "حزب الله" جمع مخزونا ضخما من الصواريخ والقذائف وغيرها من القدرات قبل الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الحزب "بدأ من نقطة انطلاق قوية للغاية".
من جهته، ذكر هولمغرين أن حركة "حماس" حليفة "حزب الله" ولا تزال في غزة تجند أعضاء ومقاتلين جدد في صفوفها، ومن المرجح أن تستمر في القيام بذلك "طالما لا يوجد خيار سياسي بديل على الأرض لهؤلاء الشباب المحبطين".
وأضاف "أن حزب الله وحماس ضعفا عسكريا إلى حد كبير إلا أنهما يتحولان إلى قوة متمردة في الميدان، لقد تحولا إلى الأسلحة الصغيرة وتكتيكات الكر والفر، وكان عليهم أن يظلوا بعيدا عن الأنظار".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس مقتل 6 من جنوده في جنوب لبنان، مضيفا أن الجنود القتلى ينتمون للكتيبة 51 التابعة للواء غولاني.
وأشار إلى أن عدد قتلاه الإجمالي منذ السابع من أكتوبر بلغ 793.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الستة قتلوا في اشتباك من مسافة صفر مع مقاتلين من "حزب لله" كمنوا داخل مبنى قصف قبل دخول القوة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن مقاتلي "حزب الله" خرجوا من نفق ثم غادروا.
وكانت مصادر إسرائيلية أفادت أمس قبل الإعلان الرسمي للجيش الإسرائيلي عن مقتل الجنود الستة، بمقتل 7 جنود إسرائيليين في انهيار مبنى بإحدى قرى جنوب لبنان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الدفاع البريطانى جون هيلي تعزيز التعاون الدفاعي بين المملكة المتحدة وحلفاءها منطقة الشرق الأوسط غزة ولبنان تعزیز التعاون الدفاعی سبل تعزیز حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الفوضى الخلاقة».. إسرائيل ومحاولة فرض نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ عام 1982، كان الإسرائيليون والأمريكيون يحلمون بـ«إعادة بناء» المنطقة. لكن كل محاولة حتى الآن أنتجت نتائج معاكسة لتلك المطلوبة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات البرية الإسرائيلية دخول الأراضي اللبنانية، منذ الثلاثاء 1 أكتوبر، لتنفيذ «غارات محلية»، كما يعرّفها الجيش، تواصل العمليات الإسرائيلية ضرباتها على نطاق جغرافي أوسع بلا حدود فى غزة وغيرها.
يوم الأحد الأخير من سبتمبر، بث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسالة ذات مغزى، قال فيها: «نحن في منتصف الأيام التاريخية»، قبل أن يتعهد: «نحن نغير الواقع الاستراتيجي للشرق الأوسط.. إسرائيل تنتصر».. ما هذا «الواقع الاستراتيجي» الذي يتغير مع هذه الهجمات على حزب الله ومقتل زعيمه حسن نصر الله وخليفته الذى كان مرجحاً هاشم صفى الدين وغيره من قيادات حزب الله، فيما يشكل الحزب بترسانته من الصواريخ والقذائف ركيزة الردع الإيراني؟.
«هيكو ويمين»، مدير المشروع المعني بالعراق وسوريا ولبنان في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، يرى، فيما كتبه، أنه ليس هناك شك في أن الدمار الذي لحق بحلفاء إيران، وعلى رأسهم حزب الله، هو بالفعل علامة على تغيير في «الواقع الاستراتيجي». ويمكن فهم الوضع على أنه: «من الآن فصاعداً، يمكن لإسرائيل أن تفكر في ضرب المصالح الإيرانية، واستهداف حلفاء طهران كما تشاء، ويتم القيام بذلك مراراً وتكراراً».
ويبدو أن تضاعف العمليات الإسرائيلية وتكثيفها يندرج أيضًا في تعريف «الجبهات السبع» التي تقودها إيران ضد إسرائيل، وفقًا لبنيامين نتنياهو، وهى صيغة تشمل الدول التي يتواجد فيها حلفاء طهران، وأيضا الجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة.
لنذهب أبعد من ذلك، هل يميل رئيس الوزراء الإسرائيلي، في المناخ الذي يصاحب هذه الضربات بالطائرات والطائرات بدون طيار في جميع أنحاء المنطقة، إلى تغيير النظام الإقليمي بشكل أكثر عمقا؟.
يوم الإثنين، 30 سبتمبر، أثناء حديثه، مرة أخرى عبر الفيديو، ولكن هذه المرة للشعب الإيراني، أشار بنيامين نتنياهو إلى اقتراب حدوث تغييرات كبيرة في طهران: «في كل يوم، ترون أنكم تحت سيطرة نظام يسحقكم، ويلقي خطابات نارية حول الدفاع عن غزة والدفاع عن لبنان». وحذر قائلاً: «لا يوجد مكان واحد في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه»، ثم شنت إسرائيل ضربات على العاصمة الإيرانية طهران، في 26 أكتوبر الماضى، وهكذا فإن إعادة رسم المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط بالقوة هي فكرة إسرائيلية أمريكية قديمة. وعلى الرغم من ميلها إلى الخمود لفترة، فقد عاودت الظهور، على فترات منتظمة، لمدة نصف قرن على الأقل. عندما أمر أرييل شارون، وزير دفاع الدولة اليهودية آنذاك قواته بغزو لبنان عام 1982، لم يكن يسعى فقط إلى سحق فدائيي ياسر عرفات. بل كان يهدف أيضاً إلى طرد القوات السورية من الأراضي اللبنانية التى كانت موجودة وفق قرار لبنانى منذ عام 1976.
وسرعان ما تم إجهاض هذا المخطط الكبير، الذي كان بمثابة عودة للحلم الإسرائيلي القديم، الذي تم استحضاره في الخمسينيات، والذي يتألف من تقطيع أوصال لبنان وإنشاء دويلة مسيحية صغيرة تابعة للدولة اليهودية. وإذا كان مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية قد اضطروا إلى الإخلاء من لبنان تحت ضغط إسرائيل، فإن رحيلهم مهد الطريق لظهور ميليشيا جديدة أيضاً معادية لإسرائيل وأكثر قتالية، وهى حزب الله.
عادت خيالات إعادة تشكيل بلاد الشام إلى الظهور من جديد عام 2003، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق. وبعد الإطاحة بصدّام حسين، تحول الرئيس جورج دبليو بوش وصقور المحافظين الجدد الذين أحاطوا به إلى «رسل الديمقراطية المفروضة من أعلى» تحت ستار حملة تهدف إلى خلق «شرق أوسط أكبر» وأكثر تصالحية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وبعد ثلاث سنوات، في صيف عام 2006، وفي خضم الحرب بين حزب الله والدولة اليهودية، أرادت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية آنذاك في إدارة جورج دبليو بوش، أن تضع المسمار في رأس لبنان والمنطقة. ووسط وابل القنابل التي هطلت على بلاد الأرز وحوّلت بنيتها التحتية إلى أشلاء، زعمت أنها تكتشف «مخاض شرق أوسط جديد».
وفي الحالتين جاءت النتيجة عكس ما كان مستهدفاً. أدى سقوط نظام صدام حسين إلى دفع العديد من فصائل العراق إلى فلك إيران، وانتهى الهجوم الإسرائيلي على لبنان بشبه فشل، وهو ما اعتبر انتصاراً لحزب الله.
وانتهزت الحركة الشيعية الفرصة لتعزيز قبضتها على المشهد السياسي اللبناني، وحصلت على أقلية معطلة فعلياً فى البرلمان وداخل الحكومات المتعاقبة. وهكذا فإن «الفوضى الخلاقة» التي نظرت لها كوندوليزا رايس سهّلت ظهور «محور المقاومة».
ويعتقد السياسي اللبناني كريم إميل بيطار أن «الإسرائيليين متغطرسون». ويتصرفون على أساس أنهم «يتمتعون بتفوق عسكري ساحق، مما يسمح لهم بفعل ما يريدون». ولكن ينبغي لهم أن يتأملوا في مقولة الفرنسي شارل موريس تاليران الشهيرة: «يمكنك أن تفعل أي شيء باستخدام الحراب، باستثناء الجلوس عليها». ماذا يمكننا أن نبني على الفوضى التي يزرعونها؟.
وبالنسبة لأولئك الذين يميلون إلى نسيان ذلك، فقد نبهت الأحداث إلى أن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم دون تسوية القضية الفلسطينية.
وبعد عام من التفجيرات التي حولت قطاع غزة إلى ساحة هائلة من الخراب وخلفت أكثر من 40 ألف قتيل، تغير المشهد وأصبح يسير على شكل تروس عكسية، حتى يمكن القول أن جيلاً كاملاً من العرب يكبر ويواجه صور الدمار الذي سببته إسرائيل. إن الرغبة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط هي بمثابة فتح صندوق باندورا.
*نقلاً عن صحيفة "لوموند" الفرنسية
الكاتبان صحفيان بالصحيفة.. بنيامين بارت نشر كتاباً بعنوان "حلم رام الله.. رحلة في قلب السراب الفلسطيني"، وجان فيليب ريمى متخصص فى قضايا الشرق الأوسط وأفريقيا
بنيامين بارتجان فيليب ريمي