أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلال حربه على حزب الله بلبنان إلى التوصل لترتيبات سياسية على أساس القرار الأممي رقم 1701، ولكن من خلال استمرار وتصعيد الضغط العسكري في منطقة جنوب لبنان والقصف المكثف على بيروت.

وجاء ذلك في تقرير للمحلل العسكري للصحيفة رون بن يشاي الذي يرافق قوات الاحتلال في الجنوب اللبناني، حيث تحدث فيه عن أهداف إسرائيل من حربها على لبنان، كما ركز فيه على الصعوبات التي يواجهها جنود الاحتياط من خلال خدمتهم التي طالت في الحرب على غزة ولبنان.

وتكمن أهمية هذا التقرير أنه يأتي بعد تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس أمس المثير للجدل، والذي قال فيه إن إسرائيل لن توقف الحرب على لبنان إلا بعد نزع سلاح حزب الله.

فشل الأهداف يلين المطالب

ويقول بن يشاي في مقدمة تقريره إن الجيش الإسرائيلي يعمل في لبنان على تحقيق 3 أهداف رئيسية "الهدف الأول زيادة الضغط العسكري لإجبار حزب الله ولبنان على قبول ترتيب أمني مشابه لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، بل وأكثر صرامة".

وأشار المحلل السياسي إلى أن "الميزة الإضافية لهذا الترتيب ستكون قدرة الجيش الإسرائيلي على فرض الأمن بالقوة في حال تقاعس الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل عن أداء دورهما".

ويقول أيضا إن حزب الله يحاول عرقلة هذا الهدف من خلال شن "حرب استنزاف" ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما يراه وسيلة من الحزب للضغط على الحكومة اللبنانية لعدم تقديم تنازلات في المفاوضات، خاصة فيما يتعلق بفرض منطقة خالية من السلاح بالجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني، وهو الهدف الثاني الذي يحاول الجيش الإسرائيلي تحقيقه من هذه الحرب.

وزعم بن يشاي أن إسرائيل "دمرت نحو 80% من ترسانة حزب الله الصاروخية" إلا أنه استدرك قائلا إن "حزب الله لا يزال يملك من الأسلحة ما يكفي لدفع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بشكل يومي، وهو ما يمثل استنزافا لقوة إسرائيل، وقد يُلين مطالبها في المفاوضات الجارية بوساطة أميركية عبر المبعوث آموس هوكشتاين، ويفشل جهود إسرائيل في سعيها لتحقيق الهدف الثالث، وهو ضمان عودة الإسرائيليين إلى الشمال".

وفي إطار العمليات العسكرية المستمرة، يقول المحلل الإسرائيلي إن قوات الإسرائيلية "تتكبد خسائر بشرية كبيرة، خصوصا في المعارك البرية المكثفة داخل القرى اللبنانية" حيث كشف أن "حزب الله استعد جيدا على الخط الثاني من القرى، حيث عمد إلى تحصين قواته هناك بعد رصد أساليب الجيش مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى بين صفوف الجنود الإسرائيليين في المعارك الأخيرة".

ويشير بهذا السياق إلى المعركة التي وقعت داخل قرية لبنانية، حيث نصب مقاتلو حزب الله كمينا لجنود لواء غولاني، مما أسفر عن مقتل 6 منهم وجرح آخرين، ولكنه في الوقت ذاته يقول "يأمل الجيش الإسرائيلي أن يؤدي استمرار تقدمه إلى تقليل عدد الهجمات الصاروخية القصيرة المدى باتجاه الشمال الإسرائيلي".

وحسب التقرير، فإن جيش الاحتلال "يولي جهدا كبيرا لتدمير القرى التي تعد أساسية" بالنسبة لحزب الله، من خلال فرض ثمن باهظ عليها، حيث توسعت هذه العمليات العسكرية لتشمل قصفا جويا مكثفا مستهدفا مناطق هامة للمجتمع الشيعي في الضاحية الجنوبية وبيروت".

ويضيف أن "الجيش الإسرائيلي بدأ بنقل قواته من القرى الحدودية إلى الخط الثاني من القرى اللبنانية، لإيصال رسالة إلى المجتمع الشيعي بأن حرب الاستنزاف التي يقودها حزب الله ستكلفهم ثمنا باهظا سياسيا وجسديا".

ويشير بن يشاي إلى أن الجيش يركز الآن على تدمير منصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، حيث يُقدر أن هذا سيؤدي إلى تراجع وتيرة الهجمات على شمال إسرائيل في الأيام المقبلة، كما يزعم أن قدرات الجيش تحسنت في التصدي للطائرات بدون طيار التي يستخدمها حزب الله، مشيرا إلى أن نسبة الاعتراضات قد بلغت نحو 90% مؤخرا.

معنويات جنود الاحتياط

إضافة إلى التحديات الميدانية، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديا آخر يتمثل في الحفاظ على معنويات جنود الاحتياط الذين يتحملون وطأة القتال البري في جنوب لبنان. ويرى بن يشاي أن "هذا التحدي يظهر بوضوح بسبب طول الخدمة وضغوطها النفسية على الجنود وعائلاتهم، وخاصة مع استمرار العمليات العسكرية على جبهات متعددة".

وأشار إلى أن العديد من جنود الاحتياط الذين قابلهم أعربوا عن رغبتهم في "إكمال المهام" التي كلفوا بها، لكنهم يعانون من مشكلات مرتبطة بطول مدة الخدمة والضغوط العائلية، خاصة على النساء اللواتي يتحملن مسؤوليات إضافية في غياب أزواجهن.

كما أن الوضع الاقتصادي لبعضهم يتدهور، حيث قال قائد الكتيبة شارون زيلينغر "لقد كنت أعمل محاميا، لكن منذ أن تم استدعائي للخدمة الاحتياطية، لم أعد أعمل في مهنتي".

وللتخفيف من هذه الضغوط، يخطط الجيش الإسرائيلي لإطلاق خطة جديدة تحت مسمى "الرسم البياني للتوظيف لعام 2025" حيث سيحاول تحقيق نوع من الاستقرار لدى جنود الاحتياط، من خلال تحديد مدة الخدمة الاحتياطية لفترة ثابتة سنويا لبضعة أيام محددة.

ويسلط التقرير الضوء على أن جيش الاحتلال يواجه تحديا معقدا على جبهتي لبنان وغزة، حيث لا يزال يسعى لتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية في لبنان بوسائل ضغط مكثفة، بينما يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على معنويات جنود الاحتياط، في ظل عدم وضوح ما إذا كانت إيران ستتخذ موقفا عدائيا مباشرا ضد إسرائيل.

ويختم بن يشاي تقريره بالتأكيد على أن "التحدي الأكبر للجيش الإسرائيلي في مواجهة حزب الله الذي يظهر مقاومة شرسة، بينما تستمر محاولات التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل قد يضع حدا لهذه العمليات العسكرية الطويلة، ويحقق الترتيب الأمني الذي تسعى إليه إسرائيل من موقع قوة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العملیات العسکریة الجیش الإسرائیلی جنود الاحتیاط حزب الله من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

بيانات وصور.. صحيفة أميركيّة: هذا ما قامت به إسرائيل بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان

ذكر موقع "الميادين" أنّ صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية كشفت أنّ الجيش الإسرائيلي دمّر مئات المباني وألحق أضراراً جنوبي لبنان، و"انتقل إلى عشرات المواقع الجديدة" خلال الأيام الأربعين الأولى من وقف إطلاق النار الساري منذ الـ27 من تشرين الثاني 2024.

وأشارت الصحيفة إلى أنّها وصلت لهذه الخلاصة بحسب مراجعة أجرتها لبيانات الأقمار الصناعية غير المعلنة سابقاً والصور المفتوحة المصدر، إضافة إلى مقابلات مع الأمم المتحدة والمسؤولين والدبلوماسيين الغربيين واللبنانيين.

ووثّقت البيانات والصور، غارات شبه يومية شنّها الجيش الإسرائيلي على لبنان، وقد شكّكت في ما إذا تشكّل هذه الغارات انتهاكات لوقف إطلاق النار، إذ نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إنّ "اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة لمراقبة الاتفاق لم تحدّد بعد ما يعتبر انتهاكاً للهدنة".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا "الارتباك" أثار تساؤلات بشأن متانة اتفاق وقف إطلاق النار، وما يأتي بعد انتهاء "الفترة الأولية" في الـ26 من كانون الثاني 2025.

في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أنّ تصرّفات حزب الله أصعب في التكهّن بها، مشيرةً إلى "تنبيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى قيام الحزب بإطلاق قذيفتين على مزارع شبعا خلال الأيام الـ5 الأولى من الاتفاق.

وأكدت "واشنطن بوست" أنّه لم تكن هناك حالات موثّقة أو مزاعم بإطلاق حزب الله صواريخ على إسرائيل أو مهاجمة القوات الإسرائيلية منذ ذلك الحين، و"من غير الواضح عدد المقاتلين الذين ما زالوا في جنوب لبنان أو أين يتمركزون". (الميادين)      

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني يعزز تمركزه في القطاعين الأوسط والغربي بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي
  • يديعوت أحرونوت: خطر اليمن على الكيان الصهيوني مستمر ويتطور
  • يديعوت أحرونوت: مصلحة سجون الإحتلال بدأت نقل 90 أسيرا من السجون المختلفة في البلاد إلى معتقل عوفر
  • بيانات وصور.. صحيفة أميركيّة: هذا ما قامت به إسرائيل بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • غوتيريش من بيروت: الجيش الإسرائيلي سينسحب من الجنوب ثم سينتشر الجيش اللبناني
  • يديعوت أحرونوت: 14 ألف جندي إسرائيلي أصيبوا منذ بداية الحرب
  • الرئيس اللبناني يطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب بحلول 26 يناير
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان
  • عاجل | يديعوت أحرونوت عن الشرطة الإسرائيلية: مصابون بإطلاق نار وسط تل أبيب
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في جنوب إسرائيل عقب هجوم من اليمن