أهديته البذخ والدلال.. هل كوني زوجة صالحة عيب؟
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
سيدتي، بعد التحية والسلام عليك وعلى قراء المنبر الأجل في موقع النهار أونلاين، ركن آدم وحواء و أسمحيلي أن أدخل في الموضوع مباشرة.
فما أنا فيه لا شرح فيه ولا مقدمات، والأسى الذي يعتريني أكبر بكثير مما تتصورين.
سيدتي، تزوجت من إنسان بدا لي طيبا خلوقا يبحث عن الحلال. حيث أنني بالرغم من علمي بأنني لا أعجبه شكلا.
وعن زوجي فقد وجدته في البدء يرحب بفكرة الإرتباط بي بعد التسهيلات التي منحتها له من خلال المهر والأمور المادية. حيث أنه كان قاب قوسين أو ادنى من أن يوفر لي ما يلزمني كعروس. وقد وجدت نفسي بين ليلة وضحاها كجارية لزوج لا يشكر ولا يثني ولا يقدر حتى.
عللت الأمر بسذاجة مني على أنه كبر من زوج لا يريد أن يبدو أدنى مني. لكنني وجدت مع مرور الوقت أن هذا الأمر يعدّ طبعا في زوج لا يهمه أمري. فأنا من سمحت لنفسي أن أكون طوعه ورهن إشارته بالقدر الذي مسخ كرامتي.
واليوم وبعد مضيّ سنوات من زواجنا، وبعد أن إشتدّ عود زوجي بفضلي وبات له كيان. صارحني من أنه يريد التحليق في سرب أخر مع إنسانة إهتزّ لها قلبه وهلل. ومن أنه أبدا لن يتركني وسيبقيني على ذمّته من أجل الأبناء.
أيعقل هذا سيدتي؟ أيعقل أن أهوى بكل هذا الهوان؟ أيعقل أن لا أجد لقلبي اليوم بعد جسيم التضحيات من يحتويه ويبددّ ألامه؟.
هل سبب هجر زوجي لي أنني أغدقت عليه بالحب والحنان؟ هل غلطتي أنني عظمت من لا يستحق وتركته يدوس على كرامتي وكياني؟
اختكم ن.شهد من الشرق الجزائري.
الرد:هوّني عليك أختاه وإحتسبي أمرك لله عزّ وجلّ. قد لا تدرك بعض البنات أو الشابات حجم الخطأ الذي تقترفنه. وهن تسلمن مقاليد حياتهن إلى رجل يستغلّ حبهن وطيبتهن ويستغفلهن فيما لا تقدرن على تجاوزه.
فيمضي قطار العمر ومثل هؤلاء البنات تحت غطاء علاقة قد تنتهي بالزواج. وقد تبقى علاقة تغدق فيها الفتاة على شخص لا يكترث لأمرها بالمرة فتضحي. وتمنح بلا حساب مشاعر وعواطف لمن لا يقدر ولا يعي قيمة النعمة.
أخطأت أختاه لما كنت تدركين أن لا تستهوين قلب من جعلك زوجة له لا لشيء إلا لتكوني رهن إشارته وطوع أمره.حيث أنك سبلت نفسك وكلك إدراك من عدم وجود توافق عاطفي. أو ما يسمّى بالحب بينك وبين من يريد اليوم. كما قلته أن يحلق خارج السرب الذي لطالما لونت معالمه بكثير من الحب والمودة.
قوية هي مثل هذه الضربة التي وإن دلت فإنما هي تدلّ على هشاشة ما جمع بينك وبين من أنت اليوم أم لأولاده. حيث أنه ومن باب جعلك على الدوام الرهان الرابح في حياته. والدجاجة التي تبيض ذهبا لم يشأ تطليقك حتى يلجأ إليك كلما أحس بشغف خدمتك وهيامك به.
لك الحق أن تنتفضي وأن تعربي عن غضبك ورفضك، لكن بعد ماذا؟ لك من الأولاد من تحيين لأجلهم اليوم. وهم من سيكونون سلاحك وعزوتك مستقبلا.
وعن زوجك فهو لم يعرب عن نيته في تطليقك ما يجعلك اليوم مطالبة بأن تثأري لكرامتك المهدورة. بأن تغيري من أساليبك في الحياة وتعاملاتك مع المحيطين معك بدءا بزوجك.
فليس من المعقول أن تبقي أنت نبع الحنان فيما يحيا هو مع من إختارها رفيقة أخرى لدربه بعد أن نبض لها بالحب قلبه.
ولتبدئي رحلة التّشافي من غدر هذا الزوج بأن تصنعي من حزنك وثبة تغير محوري. وجذري يجعلك تحسين بكيانك الذي طمسته أنت ولم يطمسه هو.
ولتنجحي في معترك الحياة بأن لا تنكسري وأن لا تنهزمي بل بأن تكونين أنثى أخرى صامدة. تحيطين أولادك بحبك وعطفك إلى أن يشتد عودهم ويقوى.
أجرك عند الله سيدتي، فلا تقلقي وإجعلي من خبرتك في الحياة درسا لا تمنحين من خلاله حبك. إلا لمن يستحقه من والديك وأبنائك.
ولا تنسي أنك وقعت بنفسك شهادة العطاء من أجل زوج لم يحسب حسابا لك. لكنه سيكون يوما ما في موقف اللائم لنفسه لا محالة.
كان الله في عونك لتتجاوزي هذه المحنة، ووفقك جل وعلا لما هو أفضل وأحسن.
ردت: س.بوزيدي.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الشهداء عبق من الجنة ونفحات من الخلود
يمانيون – متابعات
شهداؤنا الأبرار من وهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ومن أجل الدفاع عن الأرض والعرض، اليوم نُحيي ذكراهم العظيمة ونعيش بأمن وأمان وعزة وكرامة بفضل دمائهم الطاهرة.
موقع (السياسية نت) أجرى لقاءات مع بعض أهالي الشهداء الذي اخذوا على عاتقهم السير على دربهم لمعرفة آرائهم في هذه المناسبة وكيف صنعوا من الصبر نصر؟.
كرامة وشرف الوطن
البداية مع زوجة الشهيد محمد أحمد أبو طالب التي قالت “إن الشهداء هم العمود الفقري للنصر، فلولاهم لما كانت هذه الانتصارات الجبارة التي يتكبد فيها العدو خسائر فادحة”. وأضافت “إن الشهداء في أسمى درجات الفخر والعزة والإباء بعد أن قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ونصرة للمستضعفين وفي الدفاع عن الوطن والمبادئ السامية، فهم نالوا شرف الشهادة حيث ينعمون برحمة الله ورزقه”.
وأشارت إلى أن تضحيات الشهداء تعكس قيم الشجاعة والإخلاص، واصفة زوجها الشهيد بـ”البطل” وقالت ما يميز شهيدي محمد سلام الله عليه هو الإحسان بشكل كبير جداً سواء لأهل بيته أو للجيران أو خارج محيطه”.
وأردفت زوجة الشهيد أبو طالب “بعد استشهاده كان زملائه في جبهات الشرف والبطولة يشيدون بأخلاقه العالية والإحسان الكبير الذي يتلقونه منه وكانوا يعتبرونه أخا حنونا عطوفا عليهم”، لافتة إلى شجاعته وبطولته في مواجهة الأعداء وتكبيدهم خسائر فادحة حتى ارتقى شهيداً مجاهدا.
واعتبرت أن استشهاد محمد، فضل ونعمة كبيرة من الله عز وجل لأنه كان الدافع لهم في الالتحاق بالمسيرة القرآنية، مخاطبة العدو بالقول” سوف نمشي على خطى الشهداء ونأخذ ثأرنا منهم ولكل قطرة دم سقطت منهم”.
واختتمت زوجة الشهيد محمد أبو طالب بالقول مخاطبة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي “يا سيدي نحن معك خض بنا حيث شئت ولن نكل ولن نمل أبدا، وخذ منا أرواحنا وأزواجنا وأولادنا في سبيل الله والنصر حليفنا بإذن الله”.
عظمة الشهادة
بدورها تحدثت زوجة الشهيد حسن عيضة سالم كشدة عن الشهداء وقالت “إنهم من اختارهم الله واصطفاهم لدينه وأكرمهم برضوانه وفيهم تحدثت الآيات وبشر الله بهم ملائكته يدخلون عليهم من كل باب سلاما عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار وهي جنات النعيم وحضوا أيضاً برضوان من الله أفضل”.
وأشارت إلى أن زوجها من أوائل الشهداء واستشهد في الحروب الأولى مع السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، لافتة إلى أنه كان يعاني كثيرا من أهله وجيرانه ومن يعرفه بسبب جهاده لكنه صبر واستمر حتى رفعه الله إليه شهيداً.
وأضافت أن الشهيد كشدة كان ذا هيبة عند أهله وكان يعلم أولاده ويربيهم تربية جهادية إيمانية منطلقة على أسس ومعايير قرآنية، وتحدثت عن وقوفه مع المجاهدين عبر فتحه منزله وقريته لهم كي يحتموا فيها في تلك الأوقات الصعبة.
وأردفت أن كشدة “ظل على هذا النهج إلى أن تم ضربه بدبابة وهو يقاوم ويقاتل الأعداء ببندقيته من نافذة منزله فقصفوه وارتقى شهيداً إلى ربه”.
أيقونة الصبر وصناع الكرامة
أم الشهيد طه حسين محمد الولي هي الأخرى تحدثت بكل فخر واعتزاز عن ابنها الشهيد وقالت “كان طه أفصل واحد في البيت، ويملك روح طيبة ويحب كثيراً هدى الله ويعشق أوامره ومنها الجهاد في سبيل الله”.وأضافت أن “طه انطلق في المسيرة القرآنية بكل شغف وعنفوان” وأبلغها بأنه سوف يحضر دورة وبعدها يتعسكر ويروح الجبهة، مشيرة إلى أن أول انطلاقه له كانت من خلال تأمين المسيرات والمظاهرات وقبل استشهاده رجع من جبهات العزة والبطولة ليسلم عليهم وكأن ذلك الوداع الأخير واحتضن ابنته لعده مرات.
ولفتت إلى أن طه كان يتمنى الشهادة وطلب منها أن لا تصده عن سبيل الله عندما قالت له لا عاد تستشهد وتترك بنته وزوجته.
واختتمت بالقول “سلام الله على جميع الشهداء الذين فازوا بالشهادة في الدنيا والآخرة.
من جهتها تحدثت أخت الشهيد طلال أحمد المؤيد عن عظمة الشهداء الذين باعوا أنفسهم لله لا يريدون جزاء ولا شكورا ولم تغريهم المناصب والمكانة العظيمة في الدنيا وانطلقوا بدون مقابل لنصرة دين الله والدفاع عن المظلومين وإزهاق الباطل.
وقالت “قيمة الشهيد عند الله جنة عرضها السموات والأرض، وحياة بكل معانيها فقد وعدهم الله بأن يرزقون ويفرحون بما آتاهم من فضله مستبشرين بمن لم يلحقوا بهم من أهلهم وأحبائهم، وذويهم مقابل تلك الحياة القصيرة التي يعيشها الإنسان في الدنيا بكل همومها ومنغصاتها وكربها، فقيمة الإنسان عظيمة ولا يليق بها إلا مقام الشهادة في سبيل الله”.
وأشادت أخت الشهيد المؤيد بصفات أخيها مؤكدة أنه تربى منذ صغره تربية إيمانية جهادية ويحتقر كل مغريات الحياة.
وأضافت “عاش في بيته زاهدا وفي مجتمعه متواضعا وكان كثير التأمل في مخلوقات الله فما وجدناه في وحدته إلا مسبحا مستغفرا ينظر إلى السماء وتفيض عيناه دمعا دون سابق إنذار وكان شديد الإحسان قوي الإيمان والتقوى”.
وأشارت إلى أن أخوها انطلق إلى جبهات القتال دون علم أسرته مستشعرا بمسؤوليته أمام الله في مقارعة الكفر والباطل وبذل ماله وكل ما يملك في سبيل الله حتى ارتقى شهيدا بعد أن حث أولاده على السير على خطاه.
———————————————–
السياسية – منى المؤيد