الوساطة بين طهران وواشنطن.. ما أوراق بغداد؟
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
بغداد- في خضم التوترات المتصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط خاصة بعد تبادل الضربات الصاروخية بين إيران وإسرائيل، بدأ الحديث بشكل متزايد عن العراق كبلد وسيط قد يلعب دورا حاسما في تهدئة الأوضاع، بعد دعوات تخفيف التصعيد وضبط النفس وحديث عن وصول وفد أميركي إلى بغداد لمتابعة جهود التهدئة مع طهران.
ورجحت الخبيرة في العلاقات الدولية نداء الكعبي أن تكون زيارة الوفد الأميركي محاولة للضغط على الحكومة العراقية لنزع سلاح المقاومة والحد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، لتكون البوابة للضغط على تل أبيب لإيقاف عملياتها ضد لبنان وغزة.
وقالت للجزيرة نت إن بغداد لم تلعب دور الوساطة الدبلوماسية للمرة الأولى بين واشنطن وطهران، بل أدته بشكل كبير في الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي مما أدى إلى تأجيل العقوبات التي كان من المفترض تشديدها على طهران، مضيفة أن العراق قد يستعيد دوره هذا خاصة أن الساحة السياسية في المنطقة مهيأة لذلك.
دور جديدزار الكاظمي الولايات المتحدة في 18 أغسطس/آب 2020، والتقى الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب بالبيت الأبيض، إضافة لعقد جولة جديدة من الحوار الإستراتيجي بين واشنطن وبغداد. جاء ذلك بعد أسابيع من زيارة مهمة أداها لطهران التقى خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي، مما حظي باهتمام كبير في العاصمة الأميركية.
وأوضحت الخبيرة الكعبي أن هناك اختلافا قد يحصل في السياسة الأميركية تجاه طهران مما قد يفتح الباب أمام دور جديد لبغداد في الوساطة بين الدولتين.
وأكدت قدرة بغداد على لعب دور كبير في الوساطة خاصة بعد تغيرات السياسة الأميركية تحت قيادة ترامب التي تميل أكثر نحو الاقتصاد والاستثمارات، مرجحة أن تلعب واشنطن ورقة الاقتصاد مع بغداد وطهران ودول الخليج وأن تكون هذه الوساطة حافزا للتهدئة وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
ويُنظر إلى العراق بأنه بلد يتمتع بعلاقات وثيقة مع كل من إيران والولايات المتحدة، مما يجعله مرشحا مثاليا للعب دور الوسيط.
أهمية بالغةمن جانبه، أكد رئيس المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية علي صاحب أن العراق يحظى بأهمية بالغة في المشهد الإقليمي، حيث يوجد في موقع وسطي بين واشنطن وحلفائها من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى، مما يجعل منه لاعبا أساسيا في محاولات رأب الصدع بين القوتين الكبيرتين خاصة بعد الأحداث المتسارعة في المنطقة.
وقال للجزيرة نت إن الزيارة الأخيرة لمستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إلى إيران حملت في طياتها مقدمات مهمة للحوار والمفاوضات المقبلة بين واشنطن وطهران، مؤكدا أن العراق قد يكون الوسيط الأمثل لحل الخلافات القائمة، مضيفا أن الملفات التي سيحملها الوفد الأميركي القادم إلى بغداد ستكون حاسمة في تحديد مسار العلاقات الإقليمية.
وزار الأعرجي إيران في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي ولم يُعلَن عن تفاصيل الزيارة بشكل واضح.
وأشار صاحب إلى أن تصريحات ترامب، التي أعلن فيها عن سعيه لإنهاء الاقتتال في العالم، تتوافق مع الرؤية الإيرانية المعلنة بعدم الرغبة في التصعيد والتي عبر عنها الرئيس مسعود بزشكيان، مؤكدا أن هذه "الظروف الإيجابية، إلى جانب الجهود العراقية الحثيثة، تفتح آفاقا جديدة للتوصل إلى حلول سلمية للأزمات الإقليمية".
وشدد على أن العراق، "الذي عانى طويلا من ويلات الإرهاب والتطرف"، يسعى جاهدا للحفاظ على استقراره وأمنه، مؤكدا أن الدخول في صراعات إقليمية جديدة من شأنه أن يعيد البلاد إلى مربع الصفر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بین واشنطن أن العراق
إقرأ أيضاً:
ارتفاع معدلات الطلاق في طهران إلى 52%
بغداد اليوم- متابعة
كشفت أحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة الأحوال المدنية الإيرانية أن من بين 274,596 حالة زواج مسجلة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام (2024)، انتهت 108,673 حالة منها بالطلاق.
وبحسب الاحصائيات التي نشرتها المنظمة واطلعت عليها "بغداد اليوم"، اليوم الأحد، (2 شباط 2025)، إنه "بناءً على هذه الأرقام، تبلغ نسبة الطلاق إلى الزواج على مستوى البلاد 39%، بينما ترتفع النسبة في العاصمة طهران إلى 52%، مما يعني أن الطلاق أصبح أكثر انتشارًا من الزواج في بعض المناطق".
كما أظهرت بيانات مركز الإحصاء الإيراني أنه منذ عام (2010) وحتى (2023)، انخفضت معدلات الزواج بنسبة 46%، بينما زادت معدلات الطلاق بنسبة 47% خلال نفس الفترة ، ما يعكس تحولات اجتماعية واقتصادية عميقة في المجتمع الإيراني خاصة في المناطق الحضرية مثل طهران.
وفقًا لهذه الإحصائيات، سجلت أعلى معدلات الزواج في مدن طهران، مشهد، خوزستان، فارس، وأذربيجان الشرقية، بينما كانت أدنى معدلات الزواج في سمنان، إيلام، كهكيلوية وبوير أحمد، بوشهر، وخراسان الجنوبية.
وتتطلب هذه الاتجاهات المتزايدة في معدلات الطلاق اهتمامًا خاصًا من قبل الجهات المعنية في إيران، نظرًا لتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية المحتملة على المجتمع.
وفي تقرير لموقع صحيفة "اقتصاد أونلاين" الذي ترجمته "بغداد اليوم"، أشار إلى أن عوامل عديدة، من بينها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ارتفاع معدلات البطالة، وتغير القيم الثقافية والاجتماعية، ساهمت في تراجع معدلات الزواج وارتفاع معدلات الطلاق.
التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لارتفاع الطلاق
إلى جانب الأزمات المعيشية، يرى بعض المحللين أن زيادة الوعي القانوني وحقوق المرأة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى خدمات المشورة القانونية والزوجية، لعبت دورًا في ارتفاع معدلات الطلاق. هذا الأمر دفع السلطات الإيرانية إلى فرض قيود على تسجيل حالات الطلاق.
ففي عام 2019 أعلنت "رابطة كُتّاب العدل لمكاتب الزواج والطلاق" عن تطبيق قيود على تسجيل الطلاق في جميع أنحاء البلاد، تنفيذًا لتوجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي دعا إلى "تقليل أسباب الطلاق وتحقيق العدالة".
وتشير الإحصائيات إلى أن زيادة معدلات التضخم وارتفاع مستويات البطالة أثرت بشكل مباشر على تراجع معدلات الزواج، حيث لوحظ أن السنوات التي شهدت تراجعًا اقتصاديًا، مثل الفترة بين 2015 2019، ترافقت مع انخفاض عدد الزيجات وزيادة حالات الطلاق.
ظهور ظاهرة "الزواج الأبيض"
مع ازدياد الأوضاع الاقتصادية تعقيدًا، لجأ العديد من الشباب الإيرانيين إلى "الزواج الأبيض" أو "المساكنة" بدلًا من الزواج الرسمي.
هذا الاتجاه بات أكثر وضوحًا في المدن الكبرى، ما أثار مخاوف الحكومة التي تعتبره تهديدًا "للبنية الأسرية" ومسببًا لانخفاض معدلات الإنجاب. وفي خطاب له عام 2019، وصف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي هذه الظاهرة بأنها "مؤامرة من الأعداء" و"أخطر أشكال الزواج".
وعلى الرغم من محاولات الحكومة تشجيع الزواج عبر تقديم حوافز مالية وخطابات تحفيزية، إلا أن الإحصاءات الرسمية تُظهر أن هذه الجهود لم تحقق نجاحًا ملموسًا. فتكاليف الزواج المرتفعة، مثل المهور الباهظة وتكاليف تجهيز العروس، لا تزال تمثل عقبة رئيسية أمام الشباب الإيرانيين.