مجتمع الميم عين.. هل تهدد عودة ترامب حقوقهم؟
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
مع إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، تصاعدت مخاوف داخل مجتمع الميم عين، من احتمال تراجع حقوقهم المكتسبة خلال السنوات الماضية، خاصة مع سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، وما تضمنته حملته الانتخابية من تصريحات وسياسات اعتبرت أنها تستهدف تقييد حرياتهم.
وكشفت مجلة "تايم" الأميركية، نقلا عن بيانات مؤسسة "Ad Impact" المتخصصة في رصد الإنفاق الإعلاني، أن الجمهوريين أنفقوا نحو 215 مليون دولار على إعلانات انتخابية تناولت قضايا العابرين جنسيا خلال الحملة الرئاسية 2024.
فيما تضمنت "أجندة 47" التي طرحها ترامب في برنامجه الانتخابي، خططا لتقليص حقوق مجتمع الميم+، من بينها منع النساء العابرات جنسيا من المشاركة في الرياضة النسائية، وقطع التمويل الفيدرالي عن المدارس التي تتبنى ما وصفه بـ"الأيديولوجية الجندرية الراديكالية".
وتستند مخاوف مجتمع الميم+ أيضا إلى التجربة السابقة مع إدارة ترامب خلال ولايته الأولى، حين عمل على إلغاء العديد من إجراءات الحماية القانونية لهذا المجتمع.
3 مجالاتوحدد تقرير للمجلة ثلاثة مجالات رئيسية قد تتأثر بعودة ترامب مجددا البيت الأبيض، أولها إمكانية إعادة حظر العابرين جنسياً من الخدمة في الجيش، وهو القرار الذي كان قد أصدره في فترته الأولى قبل أن يلغيه الرئيس بايدن في 2021.
أما المجال الثاني فيتعلق بالرعاية الصحية، حيث أعلن ترامب عن نيته اتباع نهج الولايات المحافظة في منع خدمات الرعاية الطبية المتعلقة بالعبور الجنسي للقاصرين. وتتضمن خطته التهديد بحرمان المستشفيات التي تقدم مثل هذه الخدمات من التمويل الفيدرالي
ويشير المجال الثالث إلى التعديلات المقترحة في تفسير الباب التاسع من قانون الحقوق المدنية، حيث تضمن برنامج ترامب الانتخابي خططا لطلب تفسير جديد من الكونغرس يحظر مشاركة النساء العابرات جنسيا في المسابقات الرياضية النسائية.
ويأتي هذا التوجه امتدادا لسياساته السابقة خلال فترته الرئاسية الأولى، حيث عمل على تقليص نطاق تطبيق الباب التاسع فيما يتعلق بحماية طلاب مجتمع الميم+.
وردت حملة ترامب على استفسارات المجلة بشأن مخاوف مجتمع الميم+ وتأثير سياساته المقترحة عليهم، وقالت المتحدثة باسم فريق انتقال ترامب-فانس، كارولين ليفيت، إن : "الرئيس ترامب سيخدم جميع الأميركيين حتى أولئك الذين لم يصوتوا له في الانتخابات. سيوحد البلاد من خلال النجاح".
الناشط الحقوقي المقيم في الولايات المتحدة، طارق بن عزيز، يؤكد أن فوز دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية يثير مخاوف متزايدة لدى مجتمع الميم+ في الولايات المتحدة بشأن مستقبل حقوقهم وسلامتهم الشخصية والمجتمعية.
وأوضح بن عزيز في تصريح لموقع "الحرة"، أن هذه المخاوف تتجاوز احتمالية إصدار قرارات رسمية مقيدة، لتشمل القلق من عودة المناخ الاجتماعي والسياسي السلبي الذي ساد خلال فترته الرئاسية الأولى.
وأفاد الناشط الحقوقي، بأن المخاوف الرئيسية تتركز في الأمن الشخصي والمجتمعي، حيث يخشى أفراد المجتمع من عودة أجواء التعصب والنبذ التي قد تعرضهم للتمييز والعنف في حياتهم اليومية.
وأشار إلى أن الصحة النفسية تأتي في مقدمة هذه المخاوف، مع تزايد مؤشرات القلق والضغط النفسي بسبب المخاوف من بيئة حكومية غير داعمة، مما يؤثر سلباً على شعور الأفراد بالانتماء والأمان.
في هذا الجانب، كشف تقرير لشبكة "إيه بي سي" عن ارتفاع حاد في مكالمات الأزمات على الخطوط الساخنة المخصصة لدعم مجتمع الميم+ بعد إعلان نتائج الانتخابات.
واستقبل مشروع "Rainbow Youth" نحو 5460 مكالمة خلال 10 أيام فقط، مقارنة بمعدله الشهري المعتاد البالغ 800 مكالمة، بينما سجل مشروع "Trevor" زيادة بنسبة 700 بالمئة في مكالمات الأزمات.
وأشارت الشبكة إلى ارتفاع نسبة المتصلين الذين يظهرون علامات التفكير في الانتحار من 19 بالمئة في المعدل العادي إلى 31.6 بالمئة، خلال نوفمبر الجاري، لافتة إلى أن المكالمات لم تقتصر على أفراد مجتمع الميم+ فقط، بل شملت آباء وأجداد ومعلمين يبحثون عن طرق لدعم أفراد مجتمعهم.
كيف يتم التعامل معها قانونياً ومجتمعياً؟
واعتبر الناشط الحقوقي أن قضية الحقوق الصحية، خاصة للأطفال والمراهقين، تمثل مصدر قلق كبير، حيث تتزايد المخاوف من تقييد خيارات الرعاية الصحية اللازمة للتأكيد الجندري، مما قد يحرمهم من الدعم الطبي الضروري.
كما أشار إلى المخاوف المتعلقة بالتعليم والتوعية، حيث يُخشى من تقليص البرامج التعليمية المتعلقة بالهوية الجندرية وحقوق مجتمع الميم+، مما قد يؤثر سلباً على بناء مجتمع أكثر شمولية.
وأضاف بن عزيز أنه رغم أن فوز ترامب لا يعني بالضرورة تغييراً فورياً في القوانين الفيدرالية، إلا أن هناك مخاوف من تشجيع الولايات المحافظة على إصدار قوانين مقيدة.
وأوضح أن هذا قد يؤثر أيضا على مناصري حقوق مجتمع الميم+ من خارج المجتمع، مما قد يضعف جهود المناصرة والتوعية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن القلق الأساسي يكمن في أن حقوق وحريات مجتمع الميم+ قد تصبح عرضة للمساومات السياسية والحزبية، مما يهدد تطلعاتهم نحو مستقبل أكثر عدالة ومساواة.
ويؤكد أنه حتى في غياب قرارات رسمية جديدة، فإن مجرد عودة خطاب التشكيك في حقوقهم يكفي لإثارة المخاوف حول تراجع الدعم المجتمعي والسياسي لقضاياهم.
ترامب "لا يمثل تهديدا"وفي المقابل، يحاول بعض داعمي ترامب من مجتمع الميم+ تبديد المخاوف المتصاعدة من تأثير عودته إلى البيت الأبيض على حقوق المجتمع.
وفي تصريحات إبان الحملة الانتخابية، قال ديفيد كين، وهو داعم للحزب الجمهوري، أن ترامب "لا يمثل تهديداً للزواج المثلي".
وأوضح لموقع "فويس أوف أميركا"، أن ترامب "لا يرى الزواج المثلي كقضية دينية فقط، بل كوثيقة قانونية توفر حماية للزوجين. لذا أعتقد أنه لا يعترض على ذلك. ترامب من نيويورك وكان ليبرالياً إلى حد ما. ربما يكون أكثر الجمهوريين ليبرالية".
وخلال حملته الانتخابية، قامت أكبر منظمة للجمهوريين من مجتمع الميم+ بتنظيم حملة لدعم ترامب في أكتوبر الماضي، استهدفت الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وجورجيا وويسكونسن وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وأريزونا ونيفادا.
وبحسب شبكة "إيه بي سي"، فإن المجتمع الأميركي شهد تقدماً كبيراً في قبول مجتمع الميم+، حيث ارتفعت نسبة قبول المثلية الجنسية من 49 بالمئة في 2007 إلى 72 بالمئة في 2020، كما أن 64 بالمئة من الأميركيين يؤيدون حماية العابراين والعابرت جنسيا من التمييز.
إلا أن هذا المجتمع ما يزال يواجه تحديات تشريعية كبيرة، ومع تتبع 532 مشروع قانون مناهض للميم+ في عام 2024، تم رفض 351 مشروعاً من بينها، فيما تحول 46 مشروعا إلى قوانين، وفقا للمصدر ذاته.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مجتمع المیم بالمئة فی
إقرأ أيضاً:
سياسة ترامب.. استخدام المطرقة ضد الحوثيين لضرب إيران بالهراوات
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
شنّت القوات الأمريكية ضرباتٍ واسعة النطاق وقاتلة على أهدافٍ للحوثيين في ثمان محافظات يمنية نهاية هذا الأسبوع، في أول عمل عسكري ضد الجماعة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه وإعادة إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وتتمثل الأهداف المعلنة للهجمات في استعادة الردع وإضعاف قدرة الحوثيين على شن هجمات في البحر الأحمر، وتوجيه رسالةٍ للنظام الإيراني، الذي يُحمّله ترامب مسؤولية إمداد الحوثيين بالأسلحة.
وبشكل عام، أفادت وزارة الصحة (غير المعترف بها دولياً) التي يديرها الحوثيون أن الغارات الجوية قتلت 53 شخصاً وأصابت العشرات، متجاوزةً بذلك 34 حالة وفاة مسجلة في جميع الهجمات الأمريكية والبريطانية السابقة مجتمعة منذ بداية أزمة البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني، وفقاً لـ ACLED.
جهود ترامب لإضعاف الحوثيين يعتمد على مجلس القيادة الرئاسي لكنه يعاني الصراعات تحليل- ما بعد الهجمات على الحوثيين.. الولايات المتحدة بحاجة إلى سياسة شاملة تجاه اليمن ترامب الرجل القويسكوت لوكاس، أستاذ السياسة الدولية في كلية دبلن الجامعية يقول إن “الضربات الجوية تعتبر جزئيا على الأقل جزء من حديث ترامب مع الرأي العام الأمريكي بكونه يتظاهر بأنه “صانع سلام” في بعض الأحيان، لكنه يستمتع بلعب دور الرجل القوي. وفي الوقت الذي قد تؤدي فيه القضايا الاقتصادية والفوضى التي أحدثها ماسك إلى إضعاف معدل شعبته، يمكنه حشد الدعم من خلال شن الحرب.
وأضاف: في الوقت نفسه، نفذ ترامب حيلته المعتادة مع قادة إيران: أعطني فرصة لالتقاط صورة ل “فن الصفقة” أو “سأمطر الجحيم عليكم”.
وقال لوكاس: من شأن توجيه ضربة مباشرة إلى طهران أن يطلق العنان لتداعيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. على الرغم من أن إيران قد ضعفت في العام الماضي، إلا أنها لا تزال تتمتع بالقدرة على ضرب الأمريكيين في المنطقة. لذا فإن الخيار منخفض التكلفة هو إطلاق النار على حليف إيران في اليمن.
وأشار إلى أن بعض “المسؤولين في إدارة ترامب يرون ذلك كوسيلة للضغط على الإيرانيين قبل أي محادثات محتملة حول برنامج طهران النووي”.
وتابع: يعتقد بعض مستشاري ترامب أنهم يستطيعون استخدام المطرقة في اليمن لضرب إيران بالهراوات على طاولة المفاوضات وفرصة ترامب لالتقاط الصور مع المرشد الأعلى علي خامنئي أو الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان.
يتفق لوكاس مع فارع المسلمي، المحلل في تشاتام هاوس، الذي قال إن الحوثيين مرتبطون بإيران في ذهن ترامب. “لذا، بطريقة ما، هذا جزء من أقصى ضغط يُمارسه على إيران”.
وهدد ترامب إيران باعتبار أي طلقة يطلقها الحوثيون في البحر الأحمر باعتبارها رصاصة من أسلحة إيرانية ويقودها إيرانيون.
عندما أمر ترامب في عام 2020 بشن غارة بطائرة بدون طيار لقتل الجنرال قاسم سليماني – رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني – أمر في نفس الساعة بشن هجوم ضد عبد الرضا شلاهي، قائد الحرس الثوري الإيراني في اليمن، بحسب المسلمي.
وأضاف أن “السياسة الأميركية في هذا الشأن متسقة سواء كان البيت الأبيض جمهوريا أو ديمقراطيا”.
في وقت سابق السبت، نشر الرئيس الأمريكي ترامب على منصته “تروث سوشيال”: “إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، ابتداءً من اليوم. إذا لم يفعلوا ذلك، فسوف تمطر عليكم جهنم كما لم تروا من قبل!”
وأضاف: “إلى إيران: يجب وقف دعم الإرهابيين الحوثيين فوراً!”.
وقال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي لوسائل الإعلام الرسمية: “نحذر أعداءنا من أن إيران سترد بشكل حاسم ومدمر إذا نفذوا تهديداتهم”.
وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن الحكومة الأمريكية “ليس لها أي سلطة أو شأن في إملاء السياسة الخارجية الإيرانية”. وأضاف في منشور على موقع أكس X صباح الأحد: “أوقفوا دعمكم للإبادة الجماعية والإرهاب الإسرائيلي. أوقفوا قتل الشعب اليمني”.
صعّدت واشنطن بالفعل ضغط العقوبات على إيران، في محاولةٍ لإقناعها بالجلوس على طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي. ويبقى السؤال المحوري الذي يطرحه المراقبون الإقليميون هو ما إذا كان ترامب سيلجأ إلى الوسائل العسكرية ضد طهران، ربما بعد ضغوطٍ من إسرائيل.
ويشير المسلمي رغم عن ذلك إلى أن الهجمات الأمريكية تشير إلى أن هناك “رغبة” أكبر في التصدي للحوثيين من قبل الغرب.
قال لوكا نيفولا، كبير المحللين في شؤون اليمن والخليج في مركز (ACLED) الهيئة البحثية التي تراقب الصراعات: “تُمثل هذه الموجة من الغارات الجوية وتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية تحولاً في السياسة الأمريكية واستراتيجيتها العسكرية. وكما أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، اتبعت الغارات استراتيجية قطع الرؤوس، مستهدفةً قادة الحوثيين وأهدافاً ذات قيمة عالية. ويتجلى ذلك في الغارات على المناطق الحضرية – مثل حي الجراف شمال صنعاء – مما أدى إلى زيادة الوفيات.
وأضاف نيفولا: “كما تم توسيع النطاق الجغرافي للضربات ليشمل مناطق ومحافظات لم تكن مستهدفة سابقاً، مثل مأرب”.
يُتابع قائلاً: “تجددت دورة التصعيد الأخيرة بإعلان الحوثيين في 11 مارس/آذار استئناف هجماتهم على إسرائيل بعد توقف إيصال المساعدات إلى غزة. وفي أعقاب الجولة الأخيرة من الغارات الجوية الأمريكية، ردّ الحوثيون بثلاث هجمات في البحر الأحمر، استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان. ومن المرجح أن يستمر هذا النمط من الهجمات الانتقامية المتبادلة في المستقبل القريب، وأن يتفاقم مع انتهاء وقف إطلاق النار في غزة”.
تواجه الولايات المتحدة صعوبات كبيرة في تحقيق أهدافها في اليمن بالقضاء على قدرات الحوثيين، واستمرار النظر للجماعة كوكيل لإيران وبدون وضع استراتيجية شاملة تشمل انعاش الاقتصاد المتعثر وعودة المساعدات الأمريكية ودعم الحكومة المعترف بها دولياً فإن حملتها ضد الحوثيين ستعاني أكثر، وبدلاً من إضعاف إيران فإنها تمنحها ورقة مزايدة أكبر.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةاتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...