وباء الأمراض المنقولة جنسيًا في أمريكا يُظهر علامات التباطؤ
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصل علماء في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى أن هناك أدلة تشير إلى احتمال تباطؤ وباء الأمراض المنقولة جنسيًا في الولايات المتحدة.
وقال مدير المركز الوطني للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد الفيروسي، والأمراض المنقولة جنسيًا، والسل التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، الدكتور جوناثان ميرمين: "أشعر بالتشجيع، وقد مرّ وقت طويل منذ أن شعرت بهذه الطريقة بشأن الأمراض المنقولة جنسيًا".
ومن ثم أضاف: "مع ذلك، لا تزال هناك أكثر من 2.4 مليون حالة من الأمراض المنقولة جنسيًا تم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة في عام 2023، ولا يزال تأثير الأمراض المنقولة جنسيًا على صحة الأمريكيين شديدًا".
وتُفيد منظمة الصحة العالمية أنّ هناك أكثر من 30 نوعًا من البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات التي يمكن أن ينقلها الاشخاص إلى شركائهم أثناء ممارسة الجنس المهبلي، أو الشرجي، أو الفموي.
ويمكن أن تنتقل بعض هذه الأمراض أيضًا من الأم الحامل إلى طفلها، وتكون النتائج مميتة أحيانًا.
ويمكن أن تتسبب الأمراض المنقولة جنسيًا بمشاكل صحية تتجاوز الأعراض الأولية، وقد يؤدي بعضها إلى مشاكل في الإنجاب وحتى تلف الأعضاء في حال تُركت بدون علاج.
ويتتبع تقرير صادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها الثلاثاء ثلاث أمراض منقولة جنسيًا يمكن الإبلاغ عنها على الصعيد الوطني، وهي الكلاميديا، والسيلان، والزهري.
ووجد التقرير أنّه تم الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة إضافية سنويًا بالولايات المتحدة في عام 2023 مقارنة بالأعوام العشرين الماضية.
الكلاميدياكانت الكلاميديا، وهي عدوى بكتيرية، المرض المنقول جنسيًا الأكثر انتشارًا في التقرير الجديد.
وكان عدد حالات الكلاميديا المبلغ عنها في أمريكا بعام 2023، قد تجاوز عدد 1.64 مليون حالة.
ويشكل المراهقون واليافعون أكثر من نصف حالات الإصابة بالكلاميديا.
وتتمثل أكبر التحديات المتعلقة بالكلاميديا بعدم وجود أعراض في الكثير من الأحيان، أو قد يكون للعدوى علامات بسيطة تشبه أعراض أمراض أخرى، مثل الشعور بالحرقان عند التبول، أو الإفرازات غير الطبيعية.
ويمكن أن تسبب الكلاميديا مشاكل تُصعِّب من الحمل لاحقًا في حال عدم تلقي العلاج.
ويمكن علاج الشخص المصاب بالكلاميديا بالمضادات الحيوية، ويمكن أن تمنع الواقيات الذكرية من انتشار العدوى.
السيلانتم الإبلاغ عن 601،319 حالة إصابة بعدوى السيلان البكتيرية في عام 2023، ويُظهر الرقم انخفاض الحالات للعام الثاني على التوالي، ولوحظ الانخفاض لدى جميع الفئات السكانية.
كما هو الحال مع الكلاميديا، قد لا يسبب السيلان أي أعراض، ولكن قد تؤدي العدوى غير المعالجة إلى مشاكل في الخصوبة.
ويمكن الوقاية منه باستخدام الواقي الذكري، ويتم علاج المرض بالمضادات الحيوية.
الزهريالزهري عبارة عن عدوى بكتيرية يمكن أن تُلحق الضرر بالدماغ، والأعصاب، والقلب، والعينين في حال تركها من دون علاج.
وشكّل هذا المرض تحديًا متزايدًا لمقدمي الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
وشهدت البلاد زيادات مزدوجة الأرقام في معدلات الحالات على مدى السنوات القليلة الماضية، ولكن في عام 2023، زادت المعدلات بنسبة طفيفة، أي ما يبلغ 1% فقط.
في عام 2023، بلغ العدد الإجمالي لحالات الزهري المبلغ عنها 209،253 حالة، وهو أعلى رقم منذ عام 1950.
وينتشر الزهري عندما يلامس الشخص قرحة ناجمة عن الزهري، وقد لا يقي الواقي الذكري من جميع القروح.
ويمكن للحوامل نقل الزهري إلى أجنتهن، ويمكن أن تكون العدوى خطيرة للغاية بشكلٍ قد يؤدي إلى ولادة جنين ميت، أو حدوث ولادة مبكرة، أو حتى وفاة المولود.
في عام 2023، وصلت حالات الزهري الخلقي إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1992.
مع ذلك، يُظهر معدل الحالات الخلقية علامات على التباطؤ، مع حدوث زيادة طفيفة نسبتها 3% فقط بين عامي 2022 و2023.
ما السبب وراء هذه الاتجاهات؟يقول الباحثون وراء التقرير الجديد إنّهم لا يستطيعون تفسير سبب إصابة الكثير من الأشخاص بالأمراض المنقولة جنسيًا، ويتبع هذا الوباء في الولايات المتحدة اتجاهًا عالميًا.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أمراض الأمراض المنقولة جنسی ا فی الولایات المتحدة الإبلاغ عن فی عام 2023 ویمکن أن أکثر من
إقرأ أيضاً:
«إذاعة صوت أمريكا»: ما مصير أفريقيا فى ظل التنافس بين الولايات المتحدة والصين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحدث الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى أكثر من مناسبة عن الصين خلال حملته الانتخابية؛ متعهدًا بفرض تعريفات جمركية أعلى وواسعة النطاق على الواردات من العملاق الآسيوي، وستراقب بكين الآن عن كثب تحركات الإدارة الأمريكية المقبلة فى أماكن أبعد، من بينها بالطبع قارة أفريقيا، التى باتت ملعبا كبيرا للتنافس بين واشنطن وبكين.
وبحسب التقرير الذى نشره موقع "إذاعة صوت أمريكا" فإن الخبراء يختلفون حول ما قد يعنيه فوز ترامب بولاية ثانية لطموحات بكين فى القارة السمراء، حيث يقول البعض إنها قد تكون نعمة للصين - أكبر شريك تجارى لأفريقيا - إذا سعت الولايات المتحدة إلى أجندة انعزالية "أمريكا أولاً" تتجاهل المنطقة فى الغالب.
لكن تيبور ناجي، الذى شغل منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية لترامب من عام ٢٠١٨ إلى عام ٢٠٢١، لديه منظور مختلف. قال إن ترامب أدرك مدى قوة الصين كلاعب فى القارة.
قال ناجى لإذاعة "صوت أمريكا": "كانت إدارة ترامب هى أول من أدرك التهديد الوجودى الذى تشكله الصين، وكنا على الخطوط الأمامية فى أفريقيا، ورأينا ما كان الصينيون يفعلونه".
وأضاف ناجي، الذى عمل أيضًا سفيرًا للولايات المتحدة فى غينيا وإثيوبيا خلال إدارتى الرئيسين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، أنه لا يعتقد أن الإدارة الجمهورية القادمة ستهمل أفريقيا لأنها ترى الصين كتهديد للمصالح الأمريكية هناك كما قال إن القارة مصدر رئيسى للمعادن الحيوية الجذابة لكلا القوتين العظميين.
وينسب ناجى الفضل إلى إدارة ترامب الأولى فى تقديم سياسات فى القارة تهدف إلى مواجهة نفوذ الصين.
وتابع: "لقد كان لدينا ... التركيز الصحيح لأننا جعلنا الأمر يتعلق بالشباب. كما تعلمون، كان افتراضنا هو أن أفريقيا ستخضع لتسونامى الشباب مع مضاعفة عدد السكان بحلول عام ٢٠٥٠ وأن ما يريده الشباب حقًا هو الوظائف، أكثر من أى شيء آخر".
ولتحقيق هذه الغاية، يقول ناجي، أنشأت إدارة ترامب الأولى مبادرة Prosper Africa فى عام ٢٠١٨، وهى مبادرة مصممة لمساعدة الشركات الأمريكية التى تعمل فى أفريقيا، ويتوقع أن تظل الإدارة القادمة منخرطة هناك.
وقال: "تظل أفريقيا فى الخطوط الأمامية إلى حد كبير، والولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن معادننا الاستراتيجية، وعندما تسيطر قوة معادية على المعادن الاستراتيجية، فهذا ليس جيدًا حقًا عندما تحتاج إلى المعادن الاستراتيجية لتكنولوجيتك المتطورة وأنظمة الأسلحة".
لكن كريستيان جيرود نيما، محرر أفريقيا فى مشروع الصين والجنوب العالمي، متشكك وقال إن ولاية ثانية لترامب قد تكون فرصة لبكين.
وقال لـ"إذاعة صوت أمريكا" إنه "بالنظر إلى ولايته الأولى، لم يُظهر ترامب اهتمامًا كبيرًا بأفريقيا، ومن المرجح أن يكون هذا هو الحال حتى الآن، ولن يكون هناك سوى عدد قليل من البلدان المهمة - البلدان التى تشكل مواردها أو موقعها أهمية لمصالح الأمن القومى للولايات المتحدة". وأضاف: "ستكون للصين مساحة للمناورة وزيادة نفوذها بعدة طرق".
وأكدت يون صن، مديرة برنامج الصين فى مركز ستيمسون، موضحة "أشك فى أن أفريقيا ستكون أولوية بارزة لترامب"، مضيفة أن غياب الولايات المتحدة عن القارة "سيعزز من بروز الموقف الصينى بحضورها".
كما أن الآراء حول مدى نجاح إدارة الرئيس جو بايدن فى التعامل مع أفريقيا مختلطة أيضًا. قال العديد من المحللين بغض النظر عما إذا كان الديمقراطيون أو الجمهوريون فى السلطة، فإن القارة عادة ما تكون فكرة لاحقة فى السياسة الخارجية الأمريكية، والتى لا تختلف كثيرًا من إدارة إلى أخرى.
وقالت الإدارة الحالية إنها كانت "كل شيء فى أفريقيا"، عندما استضاف بايدن العشرات من رؤساء الدول فى أول قمة لقادة أفارقة فى عام ٢٠٢٢، وهو الحدث الذى يُنظر إليه على أنه محاولة لإعادة تأكيد النفوذ الأمريكى فى مواجهة الصين الصاعدة.
ومع ذلك، "لم يتم التشاور مع القادة الأفارقة أو الاتحاد الأفريقى بشأن أجندة قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا لعام ٢٠٢٢ وكان هذا هو الحال أيضًا مع استراتيجية الولايات المتحدة تجاه أفريقيا".
كما كتب كريستوفر إيزيكي، مدير المركز الأفريقى لدراسة الولايات المتحدة فى جامعة بريتوريا، فى مقال شارك فى توقيعه صامويل أويوول، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه فى العلوم السياسية فى الجامعة.
بينما لم يسافر ترامب أبدًا إلى أفريقيا كرئيس، زار كبار المسئولين فى إدارة بايدن القارة، بما فى ذلك نائب الرئيس ومن المتوقع أيضًا أن يسافر بايدن إلى أنجولا قبل نهاية ولايته فى ديسمبر.
فى عهد بايدن، وافقت الولايات المتحدة على تطوير ممر لوبيتو وخط سكة حديد زامبيا-لوبيتو، وهو المشروع الذى وصفته وزارة الخارجية بأنه "أهم بنية تحتية للنقل ساعدت الولايات المتحدة فى تطويرها فى القارة الأفريقية منذ جيل".
يُنظر إلى خط السكك الحديدية على أنه جزء من رؤية عابرة للقارات تربط بين المحيطين الأطلسى والهندي.
سيتم تمويل المشروع من خلال اتفاقية مشتركة تدعو الولايات المتحدة والبنك الأفريقى للتنمية ومؤسسة التمويل الأفريقية والاتحاد الأوروبى إلى دعم أنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة بمثابة محاولة للتنافس مع مشروع البنية التحتية العالمى للرئيس الصينى شى جين بينج مبادرة الحزام والطريق، والتى بنت السكك الحديدية والموانئ والطرق فى جميع أنحاء أفريقيا. هناك قلق بين بعض المحللين من أن ترامب قد يتراجع عن هذا.