فضيحة مصافي عدن تكشف عن توغل الفساد في وحدات الدولة
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
أحالت النيابة العامة قضية فساد في شركة مصافي عدن إلى محكمة الأموال العامة الابتدائية بمحافظة عدن، والمتعلقة بتهمة الإضرار بمصلحة الشركة والتسهيل للاستيلاء على المال العام لصالح شركة صينية.
اتهام وجه للمسؤولين اثنين بعد قيامهما بتسهيل استثمار غير ضروري لإنشاء محطة طاقة كهربائية جديدة للمصافي لا يمثل حاجة ملحة لها، ما أدى إلى تحميلها عبئاً مالياً كبيراً يقدر بـ 180 مليون دولار خلال التسع السنوات الماضية وظل حبراً على ورق ولم يتم تنفيذه على أرض الواقع.
وحمل المشروع الكثير من الخلل والفساد في تفاصيله العقدية كان كفيل بتوفير مليارات الدولارات التي تنفقها الحكومة في شراء المشتقات النفطية خصوصاً لتوليد الطاقة الكهربائية في حال تم وفق أسس الشفافية والمسؤولية.
ويؤكد مراقبون أن قضية الفساد هذه في مصافي عدن بمثابة قرع جرس إنذار عن خطورة توغل الفساد في أروقتها ومؤسساتها ووحداتها، وتداعيات ذلك على الاقتصاد المنهار، والمستوى المعيشي المتردي، في ظل تضخم أرصدة الفاسدين، وتزايد أعداد الجوعى والفقراء.
وتعد هذه القضية واحدة من مئات القضايا المتعلقة بالفساد في مختلف مفاصل الجهاز الإداري والمالي للدولة الذي يفتك به الفاسدون، في ظل غياب آليات الرقابة والمحاسبة، ابتداء من الجهاز المركزي للرقابة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، واللجان المختصة في البرلمان، وغياب الدور الرقابي لمنظمات المجتمع المدني والإعلام، وضعف آليات وأدوات الضبطية القضائية والأمنية.
وكشفت مصادر مطلعة أن التهم الموجهة للمتهمين الاثنين تشمل استغلال منصبيهما لتسهيل تمرير صفقة مع الشركة الصينية، بإقرار مشروع دون دراسات جدوى كافية أو احتياج فعلي، بهدف تحقيق منافع خاصة على حساب المال العام في شركة مصافي عدن التي تعد من أكبر المرافق التي ترفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة.
ويؤكد خبراء نفط واقتصاد أن توقف مصافي عدن عن العمل خلال الأعوام التسعة الماضية حرم الخزينة العامة للدولة أكثر من 10 مليارات دولار.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الفساد فی مصافی عدن
إقرأ أيضاً:
وزارة الشباب تواصل ملتقى المراجعة الداخلية والحوكمة لتعزيز الكفاءة ومكافحة الفساد
تواصل وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية تنفيذ فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى العاملين بالمراجعة الداخلية والحوكمة، والذي انطلق بمشاركة واسعة من ممثلي 34 وزارة وهيئة عامة. يهدف هذا الملتقى إلى تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث المفاهيم والتقنيات في مجالي المراجعة الداخلية والحوكمة، وهو ما يعكس التزام الحكومة المصرية بتعزيز الكفاءة المؤسسية ومكافحة الفساد.
تأتي أهمية هذا الملتقى في إطار تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية في تطوير العمل الإداري والمؤسسي. وتستند وزارة الشباب والرياضة في ذلك إلى استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق التكامل مع الجهات الحكومية الأخرى وتعزيز مفاهيم الحوكمة والشفافية. ويشير الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إلى أن الوزارة تتبنى نهجًا مدروسًا لدعم خطط الدولة الاستراتيجية، وهي بذلك تسعى لتعزيز الأداء الإداري من خلال توسيع نطاق التعاون والشراكة مع المؤسسات الوطنية مثل هيئة الرقابة الإدارية.
وفي هذا السياق، يُشار إلى أن الدولة أطلقت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2023-2030، والتي تسعى إلى تحقيق جهاز إداري كفء وفعال. من هنا، بادرت وزارة الشباب والرياضة بتوقيع مذكرة تعاون مع هيئة الرقابة الإدارية لتصبح من أوائل الوزارات التي تعمل على تنفيذ أهداف هذه الاستراتيجية، عبر أنشطة التوعية والتدريب المتقدمة.
فعاليات اليوم الثاني وتفاعل المشاركين
شهد اليوم الثاني من الملتقى جلسات حوارية متعددة، أبرزها جلسة حول حوكمة النظام المحاسبي الحكومي في ظل التوجهات الحديثة، قدمها الدكتور محمد السيد أبو زيد، وكيل وزارة بالجهاز المركزي للمحاسبات. تبعها جلسة تناولت حوكمة الإنفاق الحكومي وفق قانون المالية العامة الموحد، قدمها أحمد عبد الرحمن من وزارة المالية. ولاقت هذه الجلسات تفاعلاً واسعًا من الحضور، حيث أتيحت الفرصة للمشاركين لطرح الأسئلة والمداخلات التي أثرت النقاش وأكدت على أهمية التوعية المستمرة والتواصل بين الإدارات المختلفة.
مشاركة بيت الخبرة العالمي (PWC)
يُختتم الملتقى غدًا باستضافة بيت الخبرة العالمي برايس ووترهاوس كوبرز (PWC)، الذي يقدّم دليلًا متكاملاً لوحدات المراجعة الداخلية والحوكمة في وحدات الجهاز الإداري للدولة. تسهم هذه المشاركة في إثراء الملتقى بمستوى دولي من الخبرة والتوجيه.
يُذكر أن الملتقى عُقد لأول مرة في يوليو 2022 وتضمن توصيات بضرورة استمراريته لتعزيز التواصل بين العاملين في هذا المجال الحيوي. وقد استمر عقده سنويًا، حيث عقدت النسخة الثانية في أغسطس 2024 وشهدت نجاحًا كبيرًا دفع لتوسيع المشاركة في النسخة الحالية.
يُنتظر أن يقدم الملتقى في ختام فعالياته توصيات لتعزيز الأداء الحكومي من خلال تفعيل المبادئ الحديثة للحوكمة وتطوير أنظمة المراجعة الداخلية بما يحقق أهداف الدولة الاستراتيجية في الشفافية والكفاءة. سيُكرّم المشاركون في نهاية الملتقى اعترافًا بدورهم في دفع عجلة التقدم والالتزام بالحوكمة الرشيدة.