أنقرة (زمان التركية) – أثار إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قطع بلاده كافة العلاقات مع إسرائيل أصداء واسعة بالصحافة العالمية.

وبدأ العد التنازلي لتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب رئاسة الولايات المتحدة في غضون شهرين. وقد تشكِّل سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط وأوكرانيا مستقبل الحروب، فإسرائيل التي دمرت قطاع غزة بفعل الدعم السياسي والمسلح المقدم من واشنطن، نقلت الحرب إلى لبنان اعتبارا من سبتمبر/ أيلول وباتت تل أبيب تتحدث بشكل علني عن كون سوريا، الدولة المجاورة للحدود الجنوبية لتركيا، هدفها القادم.

وتصدرت تركيا قائمة الدول صاحبة الموقف الأكثر وضوحا تجاه اسرائيل منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وفي مايو الماضي، أعلنت تركيا قطع علاقاتها التجارية مع إدارة تل أبيب.

وانضمت تركيا إلى الدعوة الجنائية القائمة ضد اسرائيل لدى محكمة العدل الدولية وبعثت بخطاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بوقف تصدير السلاح إلى اسرائيل.

وفي تصريحات أدلى بها يوم أمس، الأربعاء، ذكر أردوغان أن الحكومة التركية حاليا قطعت العلاقات مع اسرائيل، وأن تركيا لا تجمعها بالوقع الراهن أي علاقات مع تل أبيب، مفيدا أن الحكومة التركية بقيادته لن تواصل تنمية العلاقات مع اسرائيل.

وفي خبرها حول الأمر، أبرزت وكالة اسوشيتد بريس الأمريكية تصريحات أردوغان بشأن سوريا التي قال بها “إن التهديد الاسرائيل الذي يواجه سوريا ليس قصة خيالية”.

وأشارت صحيفة نيوز ويك إلى عدم صدور أي تعليق من إدارة تل أبيب بشأن قطع تركيا العلاقات معها.

وفي خبره بعنوان ” أردوغان يعلن قطع جميع علاقات تركيا مع اسرائيل”، أشار موقع ميديل إيست آي إلى انقطاع جميع الروابط بين أنقرة وتل أبيب.

وذكرت صحيفة جلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي الصيني في خبرها بعنوان ” أردوغان يعلن قطع العلاقات مع اسرائيل” أن العلاقات بين أنقرة وتل أبيب شهدت توترات لسنوات طويلة بسبب القضية الفلسطينية.

وفي حديثه مع الصحيفة، صرح الأكاديمي الخبير في شؤون الشرق الأوسط، ليو تشونغ مينغ، أنه في حال اكتساب حملة تركيا الأخيرة بعدا رسميا فإنها لن تكون رد فعل لحظي بل نتاج شكاوى متكررة.

وأضاف زونج مينج، عضو هيئة التدريس في جامعة شنغهاي، أن سياسة الشرق الأوسط التي ستطبقها إدارة ترامب قد تسفر عن مزيد من التغييرات في المشهد الجيوسياسي الإقليمي.

وذكرت وكالة شينخوا الصينية أن أردوغان صرح بأن تركيا لا تنوي تنمية العلاقات مع اسرائيل.

وعلى صعيد الصحافة الاسرائيلية، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه لم يتم تقديم أية معلومات لإدارة تل أبيب بشأن الخطوة التركية.

وتناول صحيفة إسرائيل هيوم الواقعة بعنوان “أردوغان: علينا تضيق الخناق على اسرائيل”. ونقلت صحيفة معارييف الخبر إلى قرائها بعنوان ” أردوغان: قطعنا علاقاتنا مع اسرائيل وليس لدينا أي روابط”.

Tags: اسرائيل هيومالحرب الاسرائيلية على قطاع غزةالعلاقات التركية الاسرائيليةتركيا تقطع العلاقات مع اسرائيلرجب طيب أردوغانمعارييف

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: اسرائيل هيوم الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة العلاقات التركية الاسرائيلية رجب طيب أردوغان معارييف العلاقات مع اسرائیل تل أبیب

إقرأ أيضاً:

تصعيد غير مسبوق فى تركيا.. هل تتجه البلاد نحو مزيد من السلطوية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يبدو أن المشهد السياسي في تركيا يزداد قتامة، وفقًا لآراء خبراء أتراك، وذلك بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، وقمع الاحتجاجات، والاعتقالات المستمرة للصحفيين والمحامين. هذه التطورات تعزز المخاوف من أن تركيا تتجه نحو مرحلة أكثر استبدادية.
تصعيد متواصل ضد المعارضة
ترى بيجوم أوزون، العالمة السياسية التركية والمحاضرة في جامعة MEF في إسطنبول، أن "ما نشهده اليوم هو تعبير عن الغضب المبرر لجيل الشباب، الذي سُرق منه مستقبله بسبب السلطوية المستمرة والفقر المتزايد."
الاحتجاجات في تركيا ليست ظاهرة جديدة، فخلال السنوات الأخيرة، شهدت البلاد العديد من المحطات المفصلية التي فاجأت الكثيرين، لكنها لم تصدمهم تمامًا.

 ومع تآكل سيادة القانون بشكل متزايد، أصبح المواطنون معتادين على الأوضاع، حتى يصل الأمر إلى نقطة يظنون فيها أنه لا يمكن أن يزداد سوءًا، لكنه يفعل.


اعتقال إمام أوغلو.. خطوة غير مسبوقة


يعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، أحدث مثال على التحركات السلطوية المتزايدة. إمام أوغلو، الذي كان يُنظر إليه كأحد أبرز المنافسين المحتملين للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أصبح الآن في قلب العاصفة السياسية.

 يقول بيرك إيسن، الباحث في العلوم السياسية بجامعة صابانجي، إن "ما يقوم به النظام ضد أكرم إمام أوغلو يتجاوز كل ما شهدناه من قبل". ويضيف أن هناك "تصعيدًا استبداديًا غير مسبوق"، وأن ما يحدث اليوم يمثل "بُعدًا جديدًا للقمع"، حتى بالمقارنة مع الاعتقالات السابقة للصحفيين والأكاديميين.


هل يخشى أردوغان مواجهة انتخابية مع إمام أوغلو؟


يعتقد كثيرون أن اعتقال إمام أوغلو لم يكن مصادفة، بل خطوة محسوبة من أردوغان، الذي أدرك أنه قد لا يتمكن من الفوز في الانتخابات القادمة بالوسائل الديمقراطية التقليدية.


يقول إيسن: "أردوغان فهم أنه لا يستطيع هزيمة إمام أوغلو في انتخابات نزيهة، ولذلك أراد التحرك قبل أن تتفاقم المنافسة الانتخابية."

 ويشير إلى أن تركيا لم تعد "نظامًا استبداديًا تنافسيًا"، حيث لا يزال بإمكان المعارضة تحقيق انتصارات انتخابية، بل تحولت إلى نظام "استبدادي هيمني"، يشبه روسيا أو فنزويلا، حيث يبدو التغيير السياسي شبه مستحيل.


إمام أوغلو أثبت سابقًا أنه من الممكن الفوز ديمقراطيًا في تركيا رغم العراقيل، حيث انتصر في انتخابات ٢٠١٩ على مرشح حزب العدالة والتنمية، الذي كان يسيطر على إسطنبول لمدة ٢٥ عامًا. 


هل يسعى أردوغان للبقاء في السلطة إلى ما بعد ٢٠٢٨؟


تنص الدستور التركي حاليًا على أن أردوغان لا يمكنه الترشح مجددًا في ٢٠٢٨، لكن العديد من المراقبين يعتقدون أنه قد يسعى لتعديل القوانين للبقاء في السلطة.


يقول إيسن: "هو وأنصاره يريدون بقاءه في الحكم، وهو يشكل نظامه وفقًا لذلك." ولا توجد أي مؤشرات على أن حزب العدالة والتنمية يبحث عن خليفة محتمل له.


هل كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر؟


يعتقد بعض المراقبين أن اعتقال إمام أوغلو قد يؤدي إلى تعبئة جماهيرية واسعة ضده.

 يقول مراد كوينجو، المستشار السابق لإمام أوغلو: "أردوغان شخص انتقامي، يحتفظ بالأحقاد ضد كثيرين، وإذا قمت بإزعاجه أو فضحه، فسوف يعود إليك لاحقًا. لقد فعل ذلك مع كثيرين من قبل، والآن جاء دور إمام أوغلو."


في ٣١ مارس ٢٠٢٤، فاز حزب الشعب الجمهوري (CHP) في الانتخابات المحلية، ليصبح القوة السياسية الأكبر في تركيا للمرة الأولى منذ عام ١٩٧٧، ويُنسب هذا النجاح بشكل كبير إلى إمام أوغلو.


مستقبل قاتم.. هل يتجه القمع نحو مزيد من التصعيد؟


يرى كوينجو أن الأمور ستزداد سوءًا: "نحن فقط في البداية. ستأتي موجات أخرى من الاعتقالات. سنشهد مزيدًا من القمع، وهجرة أكبر للشباب المتعلمين إلى الخارج."


كما تتفق سيرين سيلفين كوركماز، مديرة معهد البحوث السياسية في إسطنبول، مع هذا التقييم، وتقول: "الأنظمة السلطوية إما أن تصلح نفسها أو تزيد من القمع. وأردوغان اختار الطريق الثاني."


وتشير إلى أن القمع السياسي مستمر منذ سنوات، حيث لا يزال السياسي الكردي البارز صلاح الدين دميرتاش في السجن منذ ٢٠١٦. وتضيف: "هذا نظام يمنع أو يقصي نجومه السياسيين الساطعين. ومن المحتمل أن تستمر هذه السياسة في المستقبل."


خاتمة.. إلى أين تتجه تركيا؟
 

في ظل استمرار حملات القمع ضد المعارضة واعتقال الشخصيات السياسية البارزة، يبدو أن تركيا تتجه نحو مرحلة جديدة من السلطوية، حيث لم تعد المنافسة الانتخابية تمثل تهديدًا حقيقيًا للحكم.


مع تصاعد الاعتقالات وتكميم الأفواه، يتساءل المراقبون: هل تبقى أي فرصة لعودة الديمقراطية إلى تركيا، أم أن البلاد ستنضم إلى قائمة الأنظمة الاستبدادية الراسخة؟
 

مقالات مشابهة

  • هجوم تركي عنيف على إسرائيل وتل أبيب تصدر بيانا غير مسبوق
  • تطور تاريخي في العلاقات السياسية التركية
  • صحيفة عبرية: طائرة على متنها طلاب إسرائيليون تهبط اضطرارياً في تركيا
  • هجوم تركي عنيف على إسرائيل.. أنقرة تصف تصريح ساعر بـ”الوقح” وتل أبيب تصدر بيانا غير مسبوق ضد أردوغان
  • تصعيدٌ وتوتّرٌ حادٌّ بين تركيا وإسرائيل.
  • تصعيد غير مسبوق فى تركيا.. هل تتجه البلاد نحو مزيد من السلطوية؟
  • تصعيد بالتصريحات بين تل أبيب وأنقرة.. ساعر يتهم وأردوغان يدعو لتدمير إسرائيل
  • بعد «الإساءة لشخص الرئيس».. السلطات التركية تعتقل صحفي من السويد
  • إمام أوغلو: أردوغان حول تركيا إلى "جمهورية خوف"
  • إمام أوغلو: أردوغان حول تركيا إلى "جمهورية خوف"