جديد ترامب وفكرة ماسك.. وزارة بوزيرين لكفاءة الحكومة
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
"يسعدني أن أعلن أن العظيم إيلون ماسك سيتولى قيادة وزارة كفاءة الحكومة (DOGE)، بالتعاون مع الوطني الأميركي فيفيك راماسوامي". هذا ما أعلنه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الثلاثاء ضمن سلسلة إعلاناته المتتالية عن المرشحين للانضمام إلى إدارته الجديدة.
وأصبح ترامب ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتمكن من استعادة السلطة بعد فقدها، وذلك عقب فوزه الكبير على منافسته كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
الرئيس العائد الذي اعتاد أن يكون مثيرا للجدل، كان وفيا لعادته وهو ما ظهر من التعيينات التي بدأ الإعلان عنها هذا الأسبوع تمهيدا لتسلمه السلطة رسميا في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل.
فكثير من الشخصيات التي اختارها ترامب لمناصب كبرى تخرج عن دائرة السياسيين التقليديين وهي إما أنها تناسب شخصيته المتقلبة أو لا تقل عنه إثارة للجدل سواء بتوجهاتها أو حتى بجدارتها بالنظر إلى خلفياتها السابقة، وذلك وفقا لوسائل إعلام أميركية ودولية.
من أبرز الأمثلة على ذلك بيتر هيغسيث (44 عاما) الذي اختير وزيرا للدفاع، في قرار فاجأ حتى أعضاء في حملة ترامب نفسه وصفوه بالمفاجئ بل والصادم.
فرغم أن هيغسيث كان جنديا سابقا شارك في الحرب الأميركية على كل من أفغانستان والعراق، إلا أنه تحول إلى العمل بالإعلام في السنوات الأخيرة فالتحق بشبكة فوكس نيوز وأصبح مقدما مشاركا لأحد برامجها.
ومع الجدل بشأن المناصب السياسية والعسكرية الكبرى، جاء القرار المتعلق بإيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، ليخطف جانبا كبيرا من الأضواء، فما هي قصة ماسك وعلاقته بترامب وما هو منصبه الجديد.
بيتر هيغسيث المرشح لوزارة الدفاع يجري حوارا لفوكس نيوز مع ترامب عام 2017 (رويترز) ملياردير بثلاث جنسياتربما يكون أكثر الأوصاف دقة واختصارا لإيلون ماسك هو الإشارة إلى أنه أغنى رجل في العالم.
ماسك المهندس والمخترع والملياردير، تصدر قائمة أغنى أغنياء العالم ولفقا لمجلة فوربس التي قدرت ثروته بـ250 دولارا أميركيا.
ليس هذا فقط، وإنما يرتبط اسم الرجل بثلاثة علامات تجارية من بين الأكبر والأشهر في العالم، وهي شركة تسلا للسيارات الكهربائية، وشركة تقنيات استكشاف الفضاء المعروفة تجاريا بـ سبيس إكس SpaceX ، إضافة إلى موقع إكس (تويتر سابقا).
ولد في جنوب أفريقيا عام 1971، ثم هاجر إلى كندا عام 1988، وحمل جنسيتها، قبل أن يستقر به المقام في الولايات المتحدة حيث حصل على الجنسية الثالثة فضلا عن الكثير من المال والشهرة والنفوذ.
إيلون ماسك خلال جولة انتخابية لترامب في بنسلفانيا قبل الانتخابات (غيتي إيميجز) ماسك وترامب.. محبة بعد عداءالمثير في علاقة الرجلين أن ماسك شن هجوما حادا على ترامب عندما ترشح لانتخابات الرئاسة عام 2016 عن الحزب الجمهوري في مواجهة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون،
ماسك أيد كلينتون بشدة خصوصا ما يتعلق ببرنامجها الاقتصادي والبيئي، واعتبر أن ترامب "ليس الرجل المناسب" لرئاسة البلاد، وأن شخصيته التي "لا تعكس صورة جيدة للولايات المتحدة".
ومع ذلك فقد سعى ترامب بعد توليه السلطة إلى استقطاب ماسك وعينه ضمن مجلس استشاري اقتصادي، لكن الأخير سرعان ما استقال أواسط عام 2017 احتجاجا على قرار ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
وفي عام 2020 بدأت العلاقة بين الرجلين في التحسين خصوصا عندما دعم ترامب موقف ماسك في صراعه مع ولاية كاليفورنيا التي أغلقت تسلا خلال جائحة كورونا، قبل أن يصفه بأنه أحد العباقرة العظام في الولايات المتحدة.
لكن التقلب ظل سيد الموقف، فقد توترت الأجواء بين الرجلين من جديد في عام 2022 عندما أعلن ترامب اعتزامه الترشح للرئاسة مجددا، ورد ماسك بانتقاد هذه الخطوة مذكرا ترامب بأنه "كبير جدا في السن".
وقبل ثلاثة أشهر فقط من انتخابات الرئاسة الأخيرة طرأ التحول الأكبر في علاقة الرجلين، عندما انحاز ماسك بشكل كبير إلى ترامب وسخر منصة تويتر لدعمه في مواجهة بايدن ومن بعده كامالا هاريس.
لم يكتف ماسك بالدعم المعنوي رغم أهميته، وإنما دخل ساحة الدعم المادي بسخاء بالغ، حيث وصل حجم مساهماته لحملة ترامب إلى أكثر من 110 مليون دولار.
وخطف الرجل الأنظار عندما قرر التبرع بمليون دولار يوميا
صاحب تسلا وتويتر الذي كان يرى ترامب كبيرا جدا في السن بشكل لا يناسب منصب الرئيس، عاد ليقول إن هو من سيجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى، وإن فوزه ضروري للحفاظ على الدستور والديمقراطية.
رد الجميلترامب رد المديح بمثله فوصف ماسك بالعبقري والعظيم، أما التمويل فيبدو أن الرد سيكون عبر منصب يزيد من دائرة التأثير والنفوذ ومن خلفهما المصالح.
فرائد التكنولوجيا ورجل الأعمال الشهير سيتولى وزارة مستحدثة تحمل اسم وزارة كفاءة الحكومة، وذلك بالمشاركة مع فيفيك راماسوامي وهو أيضا رجل أعمال من الشخصيات البارزة في عالم الاستثمار والتكنولوجيا والأدوية.
ترامب تحدث عن الوزارة الجديدة، معتبرا أنها "ستصبح بمثابة مشروع مانهاتن" في عصرنا الحالي؛ "فقد حلم السياسيون الجمهوريون بأهداف DOGE لفترة طويلة".
ومشروع مانهاتن هو مشروع علمي وعسكري أميركي سري بدأ في عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية لتطوير أول قنبلة نووية في العالم.
وأوضح الرئيس المنتخب أن الوزارة المستحدثة "ستقدم النصح والإرشاد من خارج الحكومة، وستعمل مع البيت الأبيض ومكتب الإدارة والميزانية لدفع إصلاحات هيكلية واسعة النطاق، وإنشاء نهج ريادي في الحكومة لم يُرَ مثله من قبل".
وأعرب ترامب عن تطلعه لأن تعمل الوزارة الجديدة على تغيير البيروقراطية الفيدرالية، والتركيز على الكفاءة، مؤكدا أن الأهم هو القضاء على الهدر الهائل والاحتيال الموجود في إنفاق الحكومة السنوي البالغ 6.5 تريليون دولار.
الوزارة التي أوضح ترامب أنها كانت من بنات أفكار إيلون ماسك لقيت اهتماما من وسائل إعلام مختلفة، حيث أوضحت وكالة الأناضول أن اسمها له رمزية خاصة تجسد طيفا واسعا من الرموز الثقافية والتاريخية؛ فالاسم "DOGE" يمثل الأحرف الأولى من وزارة كفاءة الحكومة Department of GOvernment Efficiency.
لكنه في الوقت ذاته يحمل معانٍ أخرى متعددة؛ إذ يشير إلى لقب تاريخي كان يُمنح لرؤساء الدولة في مدن إيطالية مثل البندقية وجنوة، حيث كان الـ"دوغ" رمزًا للحكم والقوة.
أما موقع الحرة الأميركية وصحيفة غارديان البريطانية وغيرهما فلفتا النظر إلى مخاوف جدية من تضارب المصالح بالنظر إلى أن شركات ماسك الست متشابكة بعمق مع الوكالات الفيدرالية، وتجني مليارات الدولارات سنويا من عقود إطلاق الصواريخ، وتستفيد من بناء الأقمار الصناعية وخدمات الاتصالات الفضائية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی العالم
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع إيلون ماسك التأثير على الانتخابات في المملكة المتحدة؟
تزداد التكهنات حول الدور الذي قد يلعبه الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، أغنى شخص في العالم، في خضم الانتخابات العامة في المملكة المتحدة لعام 2025، حيث تشير التقديرات إلى أنه قد يقدم تبرعًا ضخمًا يصل إلى 80 مليون جنيه إسترليني، أي 100 مليون دولار لحزب «إصلاح المملكة المتحدة» بزعامة نايجل فاراج، بينما بلغت التبرعات الإجمالية لكل الأحزاب السياسية نحو 50 مليون جنيه إسترليني، وفقًا لصحيفة «تليجراف» البريطانية.
التبرعات أثارت تساؤلات بشأن تأثير الأموال الكبيرة على مسار الانتخابات البريطانية، وهل سيكون للتبرع دور حاسم في تغيير نتائج الانتخابات العام المقبل؟
كيف يمكن للحزب استثمار أموال ماسك؟يعتبر أي ضخ أموال ضخمة لحزب سياسي، خاصةً إذا كان من شخصية بارزة مثل إيلون ماسك، قد يغير من موازين الانتخابات العامة في بريطانيا، حيث يمكن لحزب «إصلاح المملكة المتحدة» استثمار أموال ماسك في تحسين تواجده علي الساحة من خلال حملاته الإعلامية، وزيادة دعواته السياسية، بحسب الصحيفة.
وأحد الأفكار المطروحة هو استثمار جزء من المبلغ في مراكز لدعم الأيديولوجية الإصلاحية وتعزيز مكانة الحزب علي الساحة السياسية، كما يمكن استخدام الأموال في تعزيز التواصل مع الناخبين الشباب، الذين يعتبرون جزءًا أساسيًا من استراتيجية رئيس الحزب «فاراج»، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الرقمية، بحسب تقرير لصحيفة «الجارديان».
ومن ناحية أخرى، اقترح ريتشارد تايس، نائب «فاراج»، أن يتم تخصيص جزء من الأموال لزيادة حجم الحزب على الأرض عبر توظيف موظفين إضافيين وتنظيم حملات تواصل مباشرة مع الناخبين.
التحديات المرتبطة بتمويل ماسكوفقًا للقوانين الانتخابية في المملكة المتحدة، يقتصر إنفاق الأحزاب على مبلغ محدد في كل دائرة انتخابية يبلغ حوالي 54 ألف جنيه إسترليني، ورغم أن التبرع المحتمل من إيلون ماسك يتجاوز بكثير هذا الحد، إلا أن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» سيحتاج إلى استغلال هذه الأموال بحذر ضمن الإطار القانوني المعمول به.
ورغم أن ضخ الأموال في الحملة الانتخابية قد يعزز من قدرة الحزب على المنافسة، فإن هناك تحديات كبيرة قد تواجهه، فقد أشار بعض الخبراء إلى أن الحصول على تمويل ضخم قد يؤدي إلى تعقيد الأمور داخل الحزب، كما حدث مع حزب «المحافظين» الذي عانى من مشاكل تنظيمية بعد حصوله على تمويل كبير.
وذلك، إلى جانب أن حزب «إصلاح المملكة المتحدة» لا يزال في مرحلة نمو مقارنةً بالأحزاب الكبرى مثل حزب العمال أو حزب المحافظين، فإن تبرع ماسك الضخم لن يكون كافيًا لبناء حركة جماهيرية واسعة، وأن استغلال هذه الأموال قد يستغرق وقتًا ويواجه تحديات كبيرة.
كما يواجه «فاراج» نفسه انقسامات داخلية في دعم الناخبين، فهو يحظى بشعبية لدى بعض الفئات، بينما يلقى رفضًا كبيرًا من الأخرين، مما يجعل من الصعب توسيع قاعدة الدعم لجذب مجموعة واسعة من الناخبين.
الأثار المحتملة علي باقي الأحزابقد يستفيد حزب «إصلاح المملكة المتحدة» من تبرع إبون ماسك في تعزيز وجوده، ولكن يظل قادة حزب العمال متخوفين من تأثير هذه الأموال على المنافسة، حيث يرى بعض أعضاء حزب العمال أن ضخ تلك الأموال يمكن أن يعزز من ظهور «فاراج» الشعبوي على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما لم يكن متاحًا للأحزاب الرئيسية.