الهدف الأساسي لهذه المقالات هو النظر للماضي لتشكيل الحاضر والمستقبل، وليس الإدامة أو الركوع الصامت امامها. دروس الماضي مهمة للتعلم من دروسها، بالتخلص من اخطائها، وتطور ايجابياتها. هذه المقال يفتح ذهننا حول قضية تعقيد، واقعنا السياسي ،والاقتصادي والاجتماعي. وأن تخطي واقع التخلف لا يتم بالأماني الطيبة، أو الخطب العصماء، انما بفهم طبيعة مشاكل الواقع والعمل الجماعي لتخطيها.

والآن هذه الحرب الكارثية تفرض علينا العمل الجاد معا لتوحيد جهودنا. وان نحاور بعضنا البعض بنية صادقة، تستهدف الوصول لحل، وليس تسجيل النقاط في مرمى الآخر. وعينا أن نفتح عقولنا وعيوننا لخطورة خطاب الكراهية الذي يشعل الانقسام الاثنى والمناطقي الذي يهدد تحويل بلادنا لدويلات فاشلة متحاربة، وبورة لكل أنواع المخاطر.
أدعو لقراءة هذه الكلمات والنظر من خلالها لواقعنا المأساوي:
جاء في دورة اللجنة المركزية، أبريل 1985، حول تقييم الانتفاضة ما يلي:
" المصاعب والمشاكل التي أحاطت باستكمال وحدة المعارضة قبل الانتفاضة، تواجهنا في اشكال جديدة في قصور فعالية التجمع في التعبير عن تطلعات الجماهير. وهي مصاعب ومشاكل ناتجة عن تعدد وتباين مصالح الأحزاب والطبقات والفئات التي تخدم مصالحها. وبالتالي تباين حماس هذا الحزب أو ذاك لهذه القضية أو تلك من قضايا الساعة. وتباين الأهداف والتصورات للمستقبل، وللديمقراطية، وللتطور الاقتصادي، والاجتماعي. لم نخدع أنفسنا، لا قبل الانتفاضة ولا بعدها، حول حجم تلك المصاعب والمشاكل المحيطة بالعمل في الجبهات الواسعة. ولهذا لم ينقطع نشاطنا لحظة واحدة لتكوينها، ثم الدفاع عن بقائها وتماسكها وفعاليتها بعد ان تكونت. وهذا يمثل أحد الضمانات الفكرية والسياسية التي تحمي كادرنا وأعضاء حزبنا من انحرافات مثقفي البرجوازية الصغيرة، مثل ضيق الصدر والزهج من تعقيدات عمل الجبهات الواسعة واليأس عند اول عقبة وأزمة والهروب من المصاعب بالدعوة للعمل المنفرد أو الحلقي الضيق."
تواصل نفس الطرح الموضوعي في هذا الخطاب:
جاء في خطاب داخلي، من سكرتارية الحزب، بتاريخ 10 يونيو 1986 تحت عنوان: " فلنواصل تنظيم وتعبئة الجماهير لوقف التآمر ضد الديمقراطية والتراجع عن مطالب الانتفاضة واجهاضها":
" المخاطر التي تحيط بالانتفاضة ما زالت قائمة ونتيجة لممارسات المجلس العسكري الانتقالي ومجلس الوزراء وسياساتهما المناقضة لطموح جماهير الانتفاضة ومطالبها، وكذلك حلقات التآمر لإجهاض الانتفاضة، بهذا يصبح الخطر مباشرا على مستقبل الديمقراطية. كان هذا التآمر واضحا منذ البداية في تصريحات وبيانات رئيس المجلس العسكري الانتقالي وفي تكوين اللجنة المنوط بها وضع الدستور. فخلافا للإعلان الذي صدر بتكوين اللجنة من كافة الاتجاهات السياسية، اقتصر التكوين على الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الامة والحزب الاشتراكي الإسلامي والجبهة الإسلامية القومية (التي لم توقع على الميثاق الوطني) متجاهلا تمثيل الأحزاب الأخرى ومن ضمنها الحزب الشيوعي. ويمثل هذا خروجا واضحا على الميثاق والاتفاق السياسي الذي يحكم الفترة الانتقالية. ولهذا كان طبيعيا ان تأتي مسودة الدستور التي قدمتها اللجنة تقنينا وتمهيدا لضرب الديمقراطية وليس لها علاقة بفترة الانتقال.
ان ممارسات المجلس العسكري الانتقالي ومجلس الوزراء وتعمد المراوغة والتسويف في اتخاذ القرارات حول القضايا التي أجمعت عليها الجماهير في ثورتها وعلى رأسها تصفية التركة المايوية المعيقة لاي تطور، يفتح الباب واسعا امام التآمر، بل يدعمه ويساعد على جرأة القائمين به. فهجوم المجلسين الواضح والمستتر على قيادة التجمع النقابي والذي يحوز ثقة الجماهير، وقمع اعتصام المحاسبين بالقوة، واعتقال النقابيين وأعضاء التجمع في بعض المدن وغيرها من الممارسات، يمثل مؤشرا واضحا لما يبطنه أعداء الانتفاضة من هجوم شامل على الديمقراطية. أمام هذه المخاطر فان على حزبنا تنظيم قوى الانتفاضة وتجميع صفوفها لتخوض معركة حازمة ضد كافة ممارسات السلطة وتباطؤها وتسويفها في تنفيذ مطالب الجماهير."

صديق الزيلعي

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تشكيل لجنة لمتابعة وتطوير العمل الرياضي بين وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية

وجه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، بتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة وتذليل المعوقات التي تواجه العمل الرياضي بين الوزارة واللجنة الأولمبية.

تضم اللجنة الدكتور أشرف البيجرمي، رئيس قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة، والأستاذ محمود عزمي، رئيس القطاع القانوني بالوزارة، والمستشار محمد الأسيوطي، المستشار القانوني للجنة الأولمبية، والدكتور حسين السمري، المدير التنفيذي للجنة.

ومن المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعات أسبوعية لبحث التحديات التي تواجه الاتحادات الرياضية والرياضيين، بهدف تطوير المنظومة الرياضية وتعزيز الإنجازات.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الشباب والرياضة برئيس اللجنة الأولمبية المصرية، بحضور رؤساء الاتحادات الرياضية، عقب انتهاء انتخابات الاتحادات الرياضية لدورتها الجديدة.

وهنأ الوزير المهندس ياسر إدريس على فوزه برئاسة اللجنة الأولمبية المصرية بالتزكية، كما هنأ الفائزين بالمناصب المختلفة.

جهاز الرياضة للقوات المسلحة يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب

وقع جهاز الرياضة للقوات المسلحة بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة بهدف وضع المعايير والمحددات للإحتراف الخارجى وتسهيل الإجراءات فى حالات إحتراف اللاعبين ذوى المواقف التجنيدية خارج البلاد.

وخلال مراسم التوقيع أكد اللواء أ ح محمد عزازى العسال رئيس جهاز الرياضة للقوات المسلحة حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التعاون المستمر والفعال مع وزارة الشباب والرياضة للحفاظ على مستقبل اللاعبين والأبطال الرياضيين وتقديم الدعم الكامل لهم من أجل رفع إسم مصر عالياً خفاقاً فى كافة البطولات الدولية.

وأشاد إسماعيل سعد مصطفى الفار مساعد وزير الشباب والرياضة لقطاع الشباب والعلاقات الحكومية بالجهود التى تقوم بها القوات المسلحة من خلال المؤسسات الرياضية العسكرية ودورها المؤثر فى دعم المنتخبات القومية باللاعبين المتميزين.

يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتكثيف الإهتمام باللاعبين والأبطال الرياضيين وتشجيع الموهوبين رياضياً ، وفى إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تقديم كافة أوجه الدعم للاعبين لتحقيق النجاحات والإنجازات فى مختلف البطولات الرياضية.
 

مقالات مشابهة

  • حزب الجيل ينظم حفل سحوره السنوي بحضور رؤساء الأحزاب والكيانات السياسية
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • الشهابي: الأحزاب السياسية دورها مهم في صياغة سياسات فعالة تساعد صناع القرار
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • تشكيل لجنة لمتابعة وتطوير العمل الرياضي بين وزارة الشباب واللجنة الأولمبية
  • تشكيل لجنة لمتابعة وتطوير العمل الرياضي بين وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية
  • مجلس سوريا الديمقراطية: الشرع يكرر ما كان يفعله الأسد
  • قادربوه يتفقد مشروع مبنى الهيئة بالفرناج ويؤكد الالتزام بالجودة والجدول الزمني
  • وزارة النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية في البصرة لرفع كفاءة عملها
  • أرخص سيارة مستعملة في السوق المصري