بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
لا يوجد فرق ما بين جماعة الإخوان المسلمين (الكيزان) و السرطان من حيث أن كلاهما مرض عضال ، فتاك و مميت ، و معلومٌ أن من طبيعة ذلك المرض الخبيث و خصآئصه إحداث: الأعطال و الأعطاب و التلف البليغ المفضي إلى موت الخلايا و الأنسجة ، و يحدث الضرر عن طريق إنشطار الخلايا و تكاثرها المتسارع و الغير خاضع للسيطرة ، و كذلك الإنتقال و الإنتشار في الجوار و أنحآء مختلفة من الجسم ، هذا الإنشطار و التكاثر المتنامي و الإنتشار السريع يؤدي إلى إختلال في الموازين ما بين المطلوب و المتاح (الطلب يفوق العرض) للخلايا و الأنسجة و الأجهزة من الإمدادات و الغذآء و بقية العناصر الأساسية/الضرورية للحياة ، هذا الإختلال و النقصان/الحرمان من أساسيات الحياة يفضي في نهاية الأمر إلى ”موات“ الخلايا المنشطرة و المتكاثرة بصورة متناهية السرعة مما يؤدي إلى إعطال و إعطاب الأجهزة المختلفة و فسادها و تلفها فتفشل و تعجز عن القيام بمهام وظآئفها و تتوقف عن العمل و تموت ، و لهذا فإن السرطان قاتل.
و إن كان الأمر كذلك فمن البديهي/الضروري أن تتشابه طرق التعامل معهما: السرطان و جماعة الكيزان الفاسدة من حيث سبل العلاج و التخلص منهما...
إن تعامل مؤسسات جماعة الكيزان العسكرية و الأمنية و التنظيمات التي أنشأتها الجماعة من مليشيات الجَنجَوِيد العشآئرية (الدعم السريع) و كتآئب الظل الجهادية و سلسلة المنظومات الإقتصادية و الواجهات السياسية و المنظمات المدنية و المنصات الإعلامية المتعددة مع ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و ما تلاها من فترة إنتقالية و مع مؤسسات الدولة السودانية عموماً يماثل/يطابق تعامل مرض السرطان مع خلايا و أنسجة و أعضآء و أجهزة الكآئنات الحية من حيث التكاثر و الإنتشار و ما يعقب ذلك من الأعطال و الأعطاب و التلف و الفساد و الإعاقة عن العمل و أدآء الوظآئف ثم القضآء عليها في نهاية الأمر بالموت ، و هذا التعامل السرطاني الكيزاني مع الثورة السودانية لم يتوقف على مؤسسات الجماعة و منظماتها و تنظيماتها و مليشياتها و كتآئبها فحسب ، بل قد مارسه الحلفآء في الكتلة ”الديمقراطية“ التي تضم العديد من الحركات المسلحة و الأحزاب و المسارات الجهوية و النظارات القبلية و التجمعات الدينية التي سلكت و نحت ذات النحو السرطاني الكيزاني في تعاملها مع الثورة و القوى المدنية المساندة للحرية و التغيير...
و مما يعقد الأمور و يربكها و يزيد من ضراوة و خبث المرض السرطاني الكيزاني حقيقة أن الجماعة و أذرعها القمعية في الأجهزة العسكرية و الأمنية من: قوات مسلحة و إستخبارات و أجهزة أمن: خآصة و عمليات و كتآئب و مليشيات و حلفآء مسلحين قد تدججوا جميعهم بالأسلحة الفتاكة إلى أسنانهم فأذهبوا الأمن و الطمأنينة في جميع بلاد السودان ، و أشاعوا الرعب و الخوف بين المواطنين ، و ساقوا البلاد إلى الإحتراب و الدولة إلى الفوضى و الإنهيار ، و في هذه الأثنآء أودوا بحياة الألاف من السودانيين ، و أعاقوا ألافاً أخرى جسدياً و نفسياً ، و دمروا المساكن و المنشأت ، و أضاعوا الممتلكات/المقتنيات ، و أرهبوا و شردوا الملايين و دفعوهم إلى الفرار و النزوح و الشتات في بقاع الأرض داخل و خارج حدود بلاد السودان و في صحبتهم/معيتهم الألام المختلفة و المآسي و حزم الأمراض و الهموم و كذلك المسغبة و نقص الغذآء...
و معلومٌ أن أمراض السرطان عضالٌ و فتاكة و تفضي في نهاية الأمر إلى موت عدد من المصابين بها ، و أن محاولات علاجها و القضآء عليها لم تكلل بالنجاح المطلوب/المرجو ، حيث أنها في بعض من الأحوال لم تفلح في إيجاد العلاج الناجع ما عدا في أنواع محددة و حالات معينة ، و أن الحالات التي تم علاجها بنجاح أو التي تم فيها الحد من إنتشار المرض إلى فترات زمنية متباينة و متفاوتة تطلبت الإكتشاف المبكر و إتباع إستراتيجيات علاجية معقدة و مركبة و مكلفة لا تخلو من التعقيدات و المضاعفات و الأضرار و الألام المبرحة ، إستراتيجيات يستخدم فيها خليط و تراكيب مختلفة من العلاج الجراحي الإستئصالي و التداوي بالإشعاع الذري و العقاقير الكيماوية و الهرمونات و العلاج بالخلايا الجذعية...
و رغم الجهود الطبية الحثيثة و البحوث العلمية المكثفة إلا أن الشواهد تشير إلى أن هنالك حالات من أمراض السرطان تستعصي على جميع إستراتيجيات العلاج و ينتهي بها الأمر إلى العلاج عن طريق الرفق و الرعاية التلطيفية/الملطفة التي تعتمد على تسكين ألام المريض و التعامل مع مضاعفات المرض و إفرازته و توفير الراحة النفسية للمريض و أهله و أقربآءه مع الحرص على الحفاظ على كرامة المريض حتى حلول قضآء الموت...
و على الرغم من أن قرآئن الأحوال و الإدلة تشير إلى البطء في التعامل مع السرطان الكيزاني المتكاثر و المنتشر في أجساد الشعوب و مرافق الدولة السودانية ، و أن المرض في العقود الأربعة الماضية ربما قد تجاوز المرحلة الرابعة من حيث الإنتشار ، و رغم هذه القتامة و الإحباط العظيم إلا أنه لا بد/مناص/مفر من التفآؤل و الإيمان بأنه ما زال هنالك أمل كبير في العلاج و الشفآء ، و خصوصاً إن عُلِمَ أن هنالك حالات سرطانية قد تم لها الشفآء التآم ، و إن كان الأمر كذلك فإن الشعوب السودانية الثآئرة و الصابرة تأمل أن تكون من ضمن تلك الإحصآئيات المفرحة/الإيجابية التي يكون فيها العلاج ناجحاً و ناجعاً!!!...
و مما تقدم ، و إن كانت هنالك رغبة صادقة في علاج السرطان الكيزاني الذي أصاب جسد الثورة السودانية و تكاثر و انتشر في أنسجتها و أجهزتها ، و إن كان هنالك حرص على تفادى الرفق و الرعاية التلطيفية/الملطفة و مسكنات ما قبل الموت!!! ، فإن الأمر بالضرورة يستلزم التدخل العاجل و ذلك حتى لا يستفحل المرض أكثر مما كان بحيث يصعب/يستحيل علاجه ، و هذا يستدعي إعمال جميع الإستراتيجيات العلاجية المجربة من: الإستئصال الجراحي و التداوي بالإشعاع الذري و العقاقير الكيماوية و الهرمونات و العلاج بالخلايا الجذعية ، و لا ضير في إضافة الرقية الشرعية و تفعيل سلاح الدعآء!!! ، و ذلك حتى تزداد فرص و نسبة إحتمالات النجاح و الشفآء التآم...
و على الرغم من أن العلاج ليس بالسهل ، لكنه ليس بالمستعصي أو المستحيل ، و ليس هنالك إستئصال أنجح و أنجع من الثورة السودانية الدآئمة الإشتعال ، خصوصاً إذا علمنا أن السرطان الكيزاني و ملحقاته قد بلغوا مرحلة الوهن أو هم على أعتابها/مشارفها!!! ، و قد دلت التجارب أن في هذه المرحلة ، الوهن ، يكون السرطان في أضعف حالته و تكون إستجابته للتدخلات و العلاجات أفضل ، هذا مع ملاحظة أن الشعوب السودانية قد إستخدمت العلاج الإستئصالي و إستراتيجيات علاجية أخرى و جربتها مراراً و أثبتت نجاحها و نجوعها في إقتلاع طواغيت من العسكر تعاقبوا على الإستيلآء على السلطة و برعوا كثيراً في إستخدام شتى أدوات القمع و البطش و التنكيل...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مرض التريكوموناس.. الأسباب الأعراض والعلاج
يُعرف مرض التريكوموناس أيضًا باسم الكنكر، وينتج عن الإصابة بطفيلي المُشَعَّرَةُ الطَّيْرِيَّة (Trichomonas gallinae)، وهو كائن وحيد الخلية يشبه الكمثرى، ويتميز بامتلاكه أربعة أسواط أمامية وغشاءً متموجًا يشبه الزعنفة.
الحمام البري
يُصيب هذا المرض الحمام البري والداجن، إلى جانب أنواع أخرى من الطيور مثل الصقور، والدجاج، والسمان، والكناري، والعصافير، ويستهدف الجهاز الهضمي العلوي، مسببًا تراكم مواد نخرية في الفم والمريء، ما قد يؤدي إلى انسداد مجرى التنفس، خاصة عند الفراخ، مما يجعله مرضًا قاتلًا في كثير من الحالات.
تنتقل العدوى بين الطيور بعدة طرق:
- تنقل الحمائم البالغة المرض إلى فراخها أثناء إطعامها.
- ينتشر الطفيلي عبر الطعام أو الماء أو الأماكن الملوثة.
- تُصاب الطيور الجارحة مثل الصقور عند تناولها فرائس مصابة.
أعراض المرض:
عند إصابة الطائر بالتريكوموناس، تبدأ مجموعة من الأعراض بالظهور، ومنها:
- الاكتئاب والهزال.
- سيلان اللعاب وانتفاخ الجسم.
- بهتان اللون وصعوبة إغلاق الفم.
- تكرار حركات البلع والتنفس بصوت مرتفع.
- عيون دامعة وصعوبة في الأكل والشرب.
- مشكلات في الوقوف أو الحفاظ على التوازن.
- الإسهال.
غالبًا ما يؤدي المرض إلى نفوق الطيور نتيجة الجوع، حيث يتسبب في انسداد المريء أو القصبة الهوائية بسبب التكتلات النخرية التي تتشكل داخل الفم، والتي تشبه قطع الجبن. تجدر الإشارة إلى أن الحمامة قد تظل حاملة للمرض في حلقها لمدة تصل إلى عام دون ظهور أعراض، بينما قد يتطور المرض بسرعة ليصبح مميتًا خلال 4 إلى 18 يومًا من الإصابة.
الزراعة تواصل تقديم الدعم الفني لمزارعي المحاصيل الاستراتيجية في محافظة أسوانالعلاج والوقاية:
يمكن علاج الطيور الداجنة المصابة بالتريكوموناس، لكن العلاج غير ممكن للطيور البرية بسبب صعوبة إعطائها الأدوية. وتعتمد العلاجات المتاحة على إعطاء الأدوية عبر الفم مباشرةً أو من خلال خلطها مع الغذاء أو الماء.
تشمل العلاجات الفعالة لهذا المرض مجموعة من المضادات الحيوية، مثل:
- ديمتريدازول.
- ميترونيدازول (فلاجيل).
- كبريتات النحاس.
- الأمونيا الرباعية.
- كارنيدازول.
- إنهيبين.
للوقاية من المرض، يُنصح بالحفاظ على نظافة أماكن تربية الطيور، وتجنب مشاركة المياه والطعام بين الطيور المصابة والسليمة، إضافةً إلى إجراء فحوصات دورية لاكتشاف الحالات المصابة في وقت مبكر.