سودانايل:
2025-02-06@12:32:42 GMT

فقدان الحياء السياسي !!

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

عندما يتجرد الشخص من الحدود الدنيا لاحترام نفسه يردد الببغائيات السمجة لمجرد قبض الثمن!
اهم هذه الببغائيات حكاية ربط كارثة الحرب بالقوى السياسية المدنية المعارضة للكيزان!
عذرا للكلام في البداهات مجددا:
من اراد ان يشعل حربا يجب ان يكون لديه جيش يأتمر بامره فهل من حزب سياسي في السودان يمتلك جيشا سوى الكيزان؟
عندما بدأ المدنيون مجرد الحديث عن الشركات الامنية والعسكرية وضرورة خضوعها لولاية وزارة المالية انقلب عليهم العسكر ( جيش ود.

عم سريع) واطاحوا بسلطتهم واودعوهم السجون وقلبوا صفحة الحكم المدني في دقائق معدودة وفرضوا سلطة امر واقع حتى اندلاع هذه الحرب !
كيف يشعل حربا من كان عاجزا عن حماية نفسه من الاعتقال؟
اما الزعم بان المدنيين حرضوا الدعم السريع على الحرب فنفذ اوامرهم فهو حديث مضحك وتافه لا يليق بشخص يحترم عقله ان يردده!!
ما هي سلطة القوى المدنية على قوات الدعم السريع حتى تأمرها فتطيع بهذه البساطة والسذاجة؟
قوات الد.عم السر.يع استعلت على من صنعوها وقاتلتهم على السلطة فما الذي يجعلها تنفذ اوامر قوى مدنية تدعو لاصلاح امني وعسكري يجرد هذه القوات من ميزة الجيش الموازي القائم بذاته والى اصلاح اقتصادي يجردها هي والجيش من السيطرة على ٨٠ % من ايرادات النشاط الاقتصادي؟
ابواق الضلال والنفاق التي ترغب في اعادة تسويق مشروع الاستبداد والفساد الكيزاني مجددا تجتهد في الصاق المسؤولية عن جريمة اشعال الحرب في القوى المدنية التي لا تحمل عكازا وفي ذات الوقت تبرئ الكيزان الذين توعدوا الشعب بالحرب في افطارات رمضانية موثقة بالصوت والصورة، وبعد ان اشتعلت هم الطرف الوحيد الذي ظل متمسكا باستمرارها وافشال اي مساعي للسلام بل تجريم وتخوين دعاة السلام! وهؤلاء الكيزان يملكون الادوات العملية لاشعال الحرب وهي الجيش الذي يسيطرون على مفاصله القيادية، بالاضافة الى هيئة العمليات التابعة لجهاز الامن وكتائب الظل مثل البراء بن مالك وغيرها ،وهم في الاساس تنظيم عسكري يتوسل السلطة بالقوة وقد حكم البلاد بانقلاب عسكري منذ ١٩٨٩ وعندما اطاحت به الثورة اشعل هذه الحرب ليعود الى السلطة بالقوة ! ويا لها من مسخرة ان تكون ابواق الكيزان هي من يصدر احكام الاعدام السياسي على الاخرين بتهمة اشعال الحرب!
مثلث الحرب هو الكيزان، الجيش ، الد.عم السر.يع ، المسؤولية عنها لا يمكن ان تخرج من هذا المثلث الذي لدى اضلاعه الثلاثة المقدرة العملية على اتخاذ قرار اشعال الحرب وادوات تنفيذ هذا القرار عمليا، اي كلام غير كدا كذب فاجر وتضليل مقرف.
والاكثر فجورا هو تأسيس سردية سياسية كاملة على اكذوبة ان الساسة المدنيين هم الذين اشعلوا الحرب، فيأتي احد متعهدي "توزيع العلف" ويقول بالفم المليان: بعد هذه الحرب لا يمكن ان يقبل الشعب السوداني بالاحزاب السياسية ! وكأنما هذه الحرب يجب ان تكون سببا لكراهية ورفض الاحزاب السياسية !! رغم ان هذه الاحزاب سعت سعيا حثيثا لتفادي هذه الحرب قبل اشتعالها ، وظلت ترفع رايات السلام وضرورة انهاء الحرب بالتفاوض منذ الطلقة الاولى! فما هو المنطق في ان تكون الحرب سببا في عداء شعبي شرس ضد الاحزاب وفي ذات الوقت تكون الحرب سببا في تمجيد العسكر وفي محبتهم والهيام في عشقهم ونظم القصائد الغزلية فيهم اثناء سقوط الدانات وقذائف الطيران والمدفعية والرصاص على رؤوس المواطنين!
الحقيقة التاريخية التي لا تقبل المغالطة هي ان سلطة الامر والنهي في هذه البلاد المنكوبة ظلت في يد العسكر لمدة ٥٤ عاما من عمر الاستقلال ال ٦٨ !!
هناك فرق كبير بين الموقف النقدي الناضج من الاحزاب السياسية في اطار تقييم ادائها وقياس جدواها في تحقيق المصالح الوطنية السياسية والاقتصادية والتنموية ، وبين الموقف الضلالي التضليلي الذي يطلق الرصاص العشوائي على الاحزاب في اطار تلميع البوت العسكري لاستدامة سيطرته على البلاد، او في اطار تزكية عصابة حزبية اجرامية ترغب في اعدام كل الاحزاب لصالح بقاء حزب واحد يحكم بالقوة العسكرية.
الى متى يستمر فقدان الحياء السياسي وكسر عنق المنطق بالصورة السافرة التي نراها؟  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)

سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.

لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.

بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.

بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.

نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.

في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.

وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.

لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.

لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.

اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.

ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.

وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.

لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.

هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • زيلينسكي يزعم فقدان 45 ألف جندي من قواته.. خلال الحرب مع روسيا
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • من تكون الشابة السورية التي رافقت الشرع خلال زيارته إلى السعودية؟
  • تاح تاح تاح تحسك بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (2-2)
  • تاح تاح تاح تحسم بالسلاح: الأغنية السياسية في الحرب (1-2)
  • معركة الفاشر هل تكون فاصلة ؟
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها