كولومبو – تنطلق اليوم الخميس الانتخابات البرلمانية في سريلانكا لاختيار 225 عضوا في الهيئة التشريعية من 22 منطقة لمدة 5 سنوات بمشاركة 17 مليون ناخب، وتكتسب أهمية كبيرة كونها تأتي بعد الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن انتخاب أول رئيس ماركسي في البلاد.

وقال المفوض العام للانتخابات سامان سري راتناياكه، للجزيرة نت، إنه تم الانتهاء من جميع الترتيبات الخاصة بهذا الحدث، وإنه سيشهد حضور مراقبين من دول جنوب آسيا وعدد من أعضاء الاتحاد الأوروبي، وإن النتائج النهائية ستُعلن غدا الجمعة.

القوة الشعبية الوطنية حزب الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكه من أبرز المنافسين بالانتخابات (رويترز) ما أبرز القوى المتنافسة في الانتخابات؟ حزب القوة الشعبية الوطنية: هو ائتلاف بين جبهة التحرير الشعبية الماركسية وعدد من المنظمات ذات التوجه اليساري والتقدمي، وينتمي الرئيس أنورا كومارا ديساناياكه إليه. حزب "ساماجي جانا بالاويجايا": هو خيمة كبيرة تضم أحزابا من الليبراليين واليمينيين وممثلين عن الأقليات العرقية والدينية، وينتمي إليه ساجيث بريماداسا الذي حلّ في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية. الجبهة الديمقراطية الجديدة: حزب يقوده الرئيس السابق رانيل ويكريمسينغه، وقد انشق العديد من السياسيين عن حزب "سريلانكا بودو جانا بيرامونا"، الذي كانت تقوده عائلة راجاباكسا، وانضموا إلى هذا الحزب خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة. التحالف الوطني التاميلي: ائتلاف من الأحزاب التي تسعى لكسب حقوق شعب التاميل في سريلانكا، ويتنافس هذا التحالف في المحافظات الشمالية والشرقية حيث يعيش أغلبية من هذا الشعب. وزير الخارجية فيجيتا هيراث أكد أن الأولوية ستكون لتحسين اقتصاد سريلانكا (الفرنسية) ما أبرز القضايا والملفات الانتخابية؟

صرح وزير الخارجية فيجيتا هيراث، للجزيرة نت، بأن الأولوية ستكون لتحسين الوضع الاقتصادي قبل الانتقال إلى صياغة دستور جديد يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين المجموعات العرقية في سريلانكا.

وأضاف أن الحكومة تتفاوض مع صندوق النقد الدولي لإدراج بنود صديقة للشعب ضمن برنامج يدعمه تسهيل الصندوق الممدد، الذي يقدر بـ2.9 مليار دولار بهدف استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي وتحقيق استدامة الديون في البلاد.

يشار إلى أنه عندما كان غوتابايا راجاباكسا رئيسا لسريلانكا، أعلنت الحكومة إفلاسها مع تعليق مؤقت لسداد جميع الديون الخارجية اعتبارا من أبريل/نيسان 2022، وكان التخلف الأول عن السداد منذ استقلال البلاد عن الاستعمار البريطاني عام 1948.

ورغم أن سريلانكا دخلت في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فإن احتجاجات الشعب خلال هذه الأزمة الاقتصادية دفعت راجاباكسا إلى الفرار من البلاد واستقالته من منصبه في يوليو/تموز 2022.

وخلال الحملة الانتخابية، قال زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا إن "الحزب الحاكم يرفض النظام الاقتصادي العالمي الحالي، ولكننا نؤمن بالنظام الاقتصادي الجديد الذي أُحدث بعد الحرب العالمية الثانية عبر إنشاء المؤسسات المالية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي".

وأضاف "سوف نتفاوض مع الصندوق، ولكن موقف الحزب الحاكم كان أنه سوف يفعل ما يريده، وحتى صندوق النقد الدولي يعارض ذلك".

من جانبه، قال وزير الخارجية للجزيرة نت "بدأنا بالفعل في إلقاء القبض على اللصوص، وتم إيقاف أحدهم لعدم دفع ضريبة بقيمة 3.5 مليارات روبية (12 مليون دولار) وأُرسل للسجن لمدة 6 أشهر، وهناك العديد من الأشخاص مثله، ونحن بصدد اتخاذ خطوات بشأنهم"، في إشارة إلى مدير مصنع الكحول أرجون ألويسيوس، الذي حكمت عليه محكمة صلح في سريلانكا بالسجن.

ما مدى أهمية الانتخابات بالنسبة للحزب الحاكم؟

يرى المدير التنفيذي لمركز "الحملة من أجل انتخابات حرة ونزيهة" أحمد مناص أن البرلمان هو الهيئة المسؤولة عن تمرير القوانين وإقرار الميزانية. ولتنفيذ هذه المهام الأساسية، يجب على الحزب الحاكم تأمين أغلبية مقاعده، وفي حال فشله في ذلك، ستواجه الحكومة صعوبة في المضي قدما بسلاسة.

وأوضح للجزيرة نت أنه في مثل هذه الحالات، سيكون على الحزب الحاكم السعي للحصول على دعم أحزاب المعارضة مثلما حصل في الحكومات السابقة، رغم أن النتائج لم تكن دائما إيجابية. ومع ذلك، أعربت بعض الأحزاب عن استعدادها لدعم الحكومة إذا احتاجت إلى ذلك.

كيف تنظر المعارضة إلى الانتخابات؟

خلال حملته الانتخابية، أعرب زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا عن ثقته في أن حزبه سيحقق الأغلبية البرلمانية بدعم الشعب في الانتخابات المقبلة، وأوضح أن هدفه ليس تشكيل حكومة أو معارضة قويتين، بل بناء بلد يتمتع فيه الجميع بالرخاء والنمو المستدام. وأضاف أنه إذا فاز في الانتخابات، فلا يرى أي عقبات قد تعرقل قدرة حزبه على إدارة الحكومة بالتنسيق مع الرئيس الحالي.

من جهته، قال الرئيس السابق رانيل ويكريميسينغه -في حملته الانتخابية- إن "البرلمان يحتاج إلى قادة ذوي خبرة، وإن الحزب الحاكم يفتقر إلى ذلك، وإن مرشحيه ليسوا معروفين بين الناس". ولكن وزير الخارجية أكد أنهم سيشكلون حكومة قوية.

كيف ستكون نتائج هذا السباق حسب نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة؟

يرى المحلل السياسي راتيندرا كوروريته أنه بناء على نتائج الانتخابات الرئاسية، يتوقع البعض أن تؤدي الانتخابات العامة إلى برلمان معلق، فقد حصل الرئيس أنورا كومارا ديساناياكه على 43% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية.

ويضيف أنه إذا حصل حزبه على نسبة مماثلة في السباق البرلماني، فقد يواجه صعوبة في الحصول على 113 مقعدا اللازمة لتحقيق الأغلبية البسيطة المكونة من 225 مقعدا، ومع ذلك يبدو من المؤكد تقريبا -باعتقاده- أن حزبه سيحصل على عدد أصوات أكثر في هذه الانتخابات مقارنة بالرئاسية.

وأضاف المحلل للجزيرة نت أنه لم تتحقق التوقعات السلبية التي أطلقها خصوم الرئيس السياسيون، وفي الواقع، يبدو أن المواطن السريلانكي العادي راضٍ عن الإجراءات التي اتخذتها حكومة حزبه "القوة الشعبية الوطنية" حتى الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الانتخابات الرئاسیة فی الانتخابات وزیر الخارجیة النقد الدولی الحزب الحاکم فی سریلانکا للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

نائب الرئيس الأمريكي يشبه أوروبا الحالية بالأنظمة الاستبدادية.. ماذا قال؟

قال نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، الجمعة، "عندما نرى المحاكم الأوروبية تلغي الانتخابات وكبار المسؤولين يهدّدون بإلغاء انتخابات أخرى، فإننا نحتاج أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا نلتزم بمعايير عالية بشكل مناسب".

وشبّه فانس، خلال حديثه بمؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، زعماء أوروبا الحاليين، بمن وصفهم بـ"الحكام المستبدين الذين قادوا الأنظمة القمعية في جميع أنحاء القارة خلال الحرب الباردة".

وأوضح: "ضمن الذاكرة الحيّة للعديد منكم في هذه الغرفة، لقد وضعت الحرب الباردة المدافعين عن الديمقراطية في مواجهة قوى أكثر استبدادا في هذه القارة"، مردفا: "ضعوا في حسبانكم الجانب الذي خاض تلك المعركة وفرض رقابة على المعارضين، وأغلق الكنائس، وألغى الانتخابات. هل كانوا هم الأخيار؟ بالتأكيد لا". 

وأبرز نائب الرئيس الأمريكي: "من الجيّد أنهم خسروا الحرب الباردة. خسروا لأنهم لم يقدروا أو يحترموا كل المزايا الاستثنائية التي توفرها الحرية"، فيما ختم حديثه بالقول: "لا يمكنكم إجبار الناس على ما يفكرون فيه، أو ما يشعرون به، أو ما يؤمنون به؛ ومن المؤسف أنني عندما أنظر إلى أوروبا اليوم، لا يمكنني في بعض الأحيان فهم ما حدث لبعض المنتصرين بالحرب الباردة".

وفي السياق نفسه، علٍّق وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس بالقول: "هجوم نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، اللاذع، ضد الزعماء الأوروبيين: غير مقبول".

عقب إلقاء فانس كلمة في مؤتمر ميونخ للأمن، قال بيستوريوس، الجمعة، خلال فعالية منفصلة، إنه: "لم يستطع أن يبدأ خطابه بالطريقة التي كان ينوي أن يبدأ بها في الأساس".


وتابع وزير الدفاع الألماني الذي يقوم حاليا بحملة لصالح الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD) قبل الانتخابات الفيدرالية في البلاد في 23 شباط/ فبراير: "إذا كنت قد فهمت فانس بشكل صحيح، فإنه قد قارن الظروف في أجزاء من أوروبا بتلك الموجودة في الأنظمة الاستبدادية، وهذا غير مقبول".

وأردف: "الديمقراطية الألمانية تسمح بتعدد الآراء، مما يعني أن حزب البديل من أجل ألمانيا من أقصى اليمين (AfD) يمكنه أن القيام بحملته: مثل أي حزب آخر"، مسترسلا: "أعارض بشدة الانطباع الذي خلقه نائب الرئيس فانس بأن الأقليات يتم قمعها أو إسكاتها في ديمقراطيتنا".

مقالات مشابهة

  • قبل عرضه 5 مارس.. كل ما تريد معرفته عن مسلسل «The Leopard»
  • التاريخ والمعنى وراء تقليد عمره قرون.. كل ما تريد معرفته عن سنة اليوبيل
  • مسلسلات رمضان 2025 .. كل ما تريد معرفته عن ظلم المصطبة
  • التحضيرات للانتخابات البلدية انطلق في مناطق كبرى
  • «س و ج».. كل ما تريد معرفته عن منصة مصر العقارية
  • نائب الرئيس الأمريكي يشبه أوروبا الحالية بالأنظمة الاستبدادية.. ماذا قال؟
  • نائبة رئيس الحزب الحاكم في أوكرانيا: لابد من موقف موحد لحلفائنا
  • «هتصرف معاشك قبل ميعاده».. كل ما تريد معرفته عن كارت خزنة لعملاء البريد
  • نائبة رئيس الحزب الحاكم بأوكرانيا: لا بد من موقف موحد لحلفائنا قبل التفاوض مع روسيا
  • كل ما تريد معرفته عن حفل الأهلي في الأقصر اليوم