كيف أتوب وأبدأ صفحة جديدة مع الله حتى يصلح حالي؟ علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا النبي ﷺ يقول: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم".
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: "إذا أصلحت ما في قلبك - ولا يطلع عليه إلا الله - صلح ظاهرك وحسن عملك، ووجدت الله معك؛ فأصلحوا حال قلوبكم مع الله يصلح أعملكم ، وعندما تخلي قلبك من السوى -سوى الله- وتحليه بالله؛ يحدث فيه التجلي، "التخلي ثم التحلي يحدث التجلي" فترى الله سبحانه وتعالى معك في كل شيء ؛ تراه وهو يعينك ويؤيدك ويوفقك وينصرك ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالله، وإذا أردت الآخرة فعليك بالله، وإذا أردتهما معًا فعليك بالله ؛ ولذلك كان النبي ﷺ يقول: «أحسن ما قلت وقال النبيون من قبلي لا إله إلا الله» -يعني لا معبود بحقٍ سواه".
وأشار إلى أن سيدنا النبي ﷺ يقول: «جددوا إيمانكم» -افتحوا صفحةً جديدةً مع الله، انس ذنوبك وتقصيرك تب إليه والتجئ إليه، اعزم على فتح صفحة جديدة لا تسودها ؛ وإن سودتها فعد مرةً أخرى للتوبة فـ «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» لا تيأس من رحمة الله ولا من روح الله- ، قالوا: كيف نجدد إيماننا يا رسول الله؟ قال: «قولوا لا إله إلا الله» يسر الدين للناس هكذا نقول "لا إله إلا الله" فتفتح لنا صفحة جديدة مع ربنا جل جلاله ، ربنا سبحانه وتعالى لا يناله منك نفعٌ ولا ضر، أنت محتاجٌ إليه وهو لا يحتاج إلى أحدٍ في العالمين؛ لأنه هو رب العالمين، افتح صفحةً جديدة وكن من المعمرين لا المدمرين، من المصلحين لا المفسدين.
وأوضح أن العودة إلى الله عز وجل تحتاج إلى الندم والتوبة النصوص والابتعاد عن المعاصي وأصدقاء السوء، وأيضا الابتعاد عن كل ما يساعد على العودة للمعاصي والذنوب.
وفي هذا الصدد، أجاب الشيخ كريم القزاز، عضو الفتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن السؤال قائلا:
أولا يجب علينا أن نستقبل العام الجديد بالتوبة النصوح لأن الله سبحانه وتعالى قال "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".
ثانيا: الإقلاع عن الذنوب والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى، لأن من شروط قبول التوبة الإقلاع عنها والعزم على عدم الرجوع اليها مرة أخرى، فتستحيل التوبة مع مقارفة العبد للذنب، فلا بد أن يقلع العبد عن الذنب حتى يقبل الله منه التوبة.
ثالثا: التفاؤل والاستبشار بالخير بأن قادم الأيام أجمل ونستبشر بأن الأيام القادمة كلها خير بفضل الله والله ورسوله هو الذى علمنا التفاؤل وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن.
رابعا: التجديد وهو أمر مطلوب وفيه نجدد عهدنا مع الله ونجدد ايماننا وعلاقتنا بالأولاد والآباء والجيران، وعلينا أن نحاسب أنفسنا “حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم”.
خامسا: الاعتبار بمرور الأيام فإن عجلة الزمان تدور وقطار العمر يمضي، فالله سبحانه هو الذى أمرنا بالاعتبار والاتعاظ ، قال جل وعلا “يقلب الله الليل والنهار ۚ إن في ذٰلك لعبرة لأولي الأبصار”.
أخيرا: اغتنام الأوقات بالطاعات، فقد مدح الله المؤمنين لأنهم اغتنموا أوقاتهم في طاعة الله جل وعلا كما أمرهم فكان جزاؤهم “كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية”، وعاتب وعاقب الله المشركين لأنهم لم يغتنموا أوقاتهم فكان جزاؤهم، كما قال الله جل وعلا في شأنهم “أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ۖ فذوقوا فما للظالمين من نصير”، وقال صلى الله عليه وسلم "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن 4 عن عمره فيما أفناه، عن شبابه فيما أبلاه، عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاح الحال سيدنا النبى كيف أفتح صفحة جديدة مع الله كيف أتوب إلا الله مع الله
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الإيمان بالله أساس مشترك بين الأديان السماوية.. فيديو
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على أهمية الإيمان بالله كأصل مشترك بين جميع الأديان السماوية.
وأضاف المفتي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" على قناة صدى البلد، أن الرسالات السماوية تتفق في جوهرها على العديد من الأصول العقدية، في مقدمتها الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى.
وأوضح المفتي أن قضية الإيمان بالله كانت دائماً محور الرسالات السماوية بدءًا من النبي آدم وحتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن جميع الأنبياء كانوا يبدأون دعوتهم إلى قومهم بتوحيد الله، كما جاء على لسان العديد من الأنبياء مثل هود وصالح ولوط ونوح، الذين قالوا لقومهم: "اعبدوا الله ما لكم من إله غيره".
وأشار نظير عياد إلى أن هذه الدعوة للتوحيد موجودة في الكتب السماوية الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ففي التوراة، نجد قول الله تعالى: "اسمع يا إسرائيل، أنا رب إلهك لا يكن لك إله غيري"، وفي الإنجيل وردت نفس الوصية على لسان سيدنا عيسى عليه السلام، حيث قال: "تحب الرب من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك، لا يكن لك إله غيري". أما في القرآن، فقد وردت العديد من الآيات التي تؤكد على وحدانية الله، مثل قوله تعالى: "إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني".
وأكد المفتي أن هذه النصوص جميعها تشير إلى أن القاسم المشترك بين الأديان السماوية هو الإيمان بالله تعالى في ذاته وصفاته، موضحًا أن الكتب السماوية اتفقت على العديد من الصفات الإلهية، مثل الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤًا أحد، وكذلك وصف الله بالودود والغفور والمنتقم، وهي صفات تتكرر في القرآن الكريم.
وشدد الدكتور عياد على أن هذه الجوانب العقدية تشكل أساسًا قويًا ينبغي على المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب أن يبنوا عليها فهمهم للإله، وأن هذه الصفات تُعزز من إيمان الإنسان بالله وتجعله أكثر قدرة على التفاعل مع قضايا الحياة بشكل صحيح ومتوازن.