تمكن فريق من العلماء من رصد ظاهرة غير مسبوقة في أعماق الفضاء، حيث اكتشفوا لأول مرة إشارات من زوج من الثقوب السوداء العملاقة التي تتفاعل مع سحابة ضخمة من الغاز في مركز مجرة تبعد عن الأرض مليار سنة ضوئية. تمت هذه الاكتشافات باستخدام بيانات من "مرصد نيل جيرلز سويفت" التابع لوكالة ناسا، والذي يشارك فيه باحثون من وكالة الفضاء الإيطالية (ASI) والمعهد الوطني للفلك (INAF).

ناسا ترصد صورًا مرعبة من الفضاء الخارجي وكالة الفضاء تشارك في المؤتمر الدولي الرابع للعلوم والتكنولوجيا الجغرافية

 أظهر البحث لأول مرة حدثًا فوضويًا ونادرًا يُعرف بـ"حدث التدمير المدّي"، حيث يتفاعل الثقبان الأسودان العملاقان مع السحابة الغازية في قلب المجرة. أوضحت الباحثة لورنّا هيرنانديز-غارسيا، من معهد ميلينيوم لعلم الفلك، أن "السحابة الغازية تم امتصاصها من قبل الثقبين الأسودين، بينما يسبح كل منهما حول الآخر، مما يؤدي إلى تقطع السحابة وامتصاص غازها. 

هذا التفاعل يولّد اهتزازات يمكن اكتشافها من خلال الضوء الصادر عن النظام." وقد تم اكتشاف هذه الظاهرة في عام 2021 باستخدام مرصد "زد تيف" في كاليفورنيا، حيث تكررت هذه الانفجارات الضوئية على فترات منتظمة من كل 60 إلى 90 يومًا، مما منح العلماء فرصة فريدة لدراسة سلوك هذه الأجرام السماوية المتطرفة. هذه الاكتشافات تعتبر نقطة تحول في دراسة الثقوب السوداء، حيث تقدم رؤى جديدة حول كيفية تأثير الجاذبية والمجالات المغناطيسية في بيئات ذات طاقة هائلة.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الثقوب السوداء أعماق الفضاء

إقرأ أيضاً:

لمحة مبكرة عن فجر الكون من مجرّة بعيدة

يبدو أن مجرة اكتُشفت عند أطراف الزمن الكوني تمثل أقدم دليل معروف على إعادة تأيّن الكون، وهي المرحلة التي أُضيئت فيها أرجاء الكون للمرة الأولى بعد عتمة الانفجار العظيم.

فعقب الانفجار العظيم مباشرة، امتلأ الكون المبكر بغاز الهيدروجين والهيليوم الساخن، وهو ما تسبب في تبعثر الفوتونات وجعل الكون شبه معتم. لكن ومع مرور مئات الملايين من السنين، بدأت النجوم الأولى في التشكل وبثّ الضوء، مما أدى إلى تأيّن هذه الغازات، أي تفكيك ذراتها إلى مكوناتها الأساسية، فأتاح ذلك للفوتونات أن تتدفق بحرية، وبدأ الكون يصبح شفافًا شيئًا فشيئًا. إلا أن التوقيت الدقيق لهذه العملية لا يزال موضعًا للدراسة والنقاش.

وفي هذا السياق، استخدم الباحث يوريس ويتستوك من جامعة كوبنهاجن في الدنمارك، وزملاؤه، تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) لدراسة مجرّة تُعرف باسم JADES-GS-z13-1-LA، تُرصد كما كانت قبل 330 مليون سنة من الانفجار العظيم، مما يجعلها واحدة من أقدم المجرات المعروفة حتى الآن.

تشير بيانات الضوء فوق البنفسجي المنبعث من هذه المجرة إلى أنها كانت محاطة بفقاعة كونية يبلغ قطرها نحو 200 ألف سنة ضوئية، ويُعتقد أن هذه الفقاعة تشكلت نتيجة تفاعل ضوء النجوم في المجرة مع الهيدروجين المحيط بها في الكون المبكر (كما ورد في دورية «نيتشر» - doi.org/g89w79). ويقول ويتستوك معلقًا: «رؤية هذا النوع من الدلائل في وقت مبكر جدًا من عمر الكون يتجاوز أكثر توقعاتنا تفاؤلًا».

وقد علّق الباحث ميشيل ترينتي من جامعة ملبورن على هذه النتائج قائلًا: إن الملاحظات تتوافق مع المراحل الأولى من عملية إعادة التأيّن الكوني، وأضاف: «إنه أمر مدهش ومثير للحماسة. لم أكن أتوقع أن يتمكن الضوء فوق البنفسجي الصادر عن هذه المجرة من الوصول إلى تلسكوب جيمس ويب، فقد كنا نتوقع أن الغاز الهيدروجيني البارد والمتعادل الذي يحيط بها سيحجب الفوتونات. لكننا الآن نشهد بداية عملية إعادة التأيّن».

أما طبيعة هذه المجرة الصغيرة نفسها فلا تزال غير مفهومة تمامًا؛ فقد يكون توهجها الساطع ناتجًا عن وجود عدد كبير من النجوم الضخمة، الساخنة، والشابة، أو ربما لوجود ثقب أسود مركزي بالغ القوة. ويعلق ترينتي على ذلك بالقول: «إن صح هذا الاحتمال، فسيكون هذا أول دليل معروف على وجود ثقب أسود فائق الكتلة في مركز مجرة بهذا القِدم».

أول فقاعة.. وأول دليل

ورغم أن الفلكيين قد رصدوا في السابق مجرات لاحقة في عمر الكون تمتلك فقاعات مشابهة، إلا أن JADES-GS-z13-1-LA تظل حتى اللحظة أقدم مثال معروف لمثل هذه الحالة.

وفي هذا الشأن، يقول ريتشارد إيليس من جامعة كوليدج لندن: «هذه المجرة تُعد معيارًا مرجعيًا. وجود هذه الفقاعة يشير إلى أن المجرة كانت نشطة منذ فترة طويلة، ويمنحنا لمحة أعمق عن اللحظة التي بدأت فيها المجرات بالخروج من ظلام الكون المبكر».

وقد استغرق تلسكوب جيمس ويب قرابة 19 ساعة من الرصد المتواصل لاكتشاف أسرار هذه المجرة، وهو وقت طويل نسبيًا يعكس صعوبة التحدي.

ويأمل ويتستوك أن تقود هذه النتائج إلى اكتشاف دلائل إضافية على فجر إعادة التأيّن الكوني، قائلا: «لدينا عدد من الأهداف الأخرى قيد الدراسة. قد نجد دلائل أقدم، أو ربما نكون قد بلغنا أقصى حدود هذا النوع من الاكتشافات».

جوناثان أوكالاهان

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

مقالات مشابهة

  • رئيس وكالة الفضاء المصرية يلتقي السفيرة الأمريكية بالقاهرة لتعزيز التعاون
  • وكالة الفضاء المصرية تستضيف اجتماع المجموعة العربية للتعاون الفضائي
  • سوريا..حريق كبير يلتهم حياً سكنياً في حلب ويخلف عشرات الإصابات
  • لمحة مبكرة عن فجر الكون من مجرّة بعيدة
  • وكالة الفضاء الأوروبية تفرض قيود على الصور الفضائية لليمن  
  • وكالة الفضاء المصرية: 500 مشارك و60 دولة في نيوسبيس إفريقيا لدعم قطاع الفضاء الإفريقي
  • اكتشاف مذهل.. مجرة مظلمة بلا نجوم
  • برعاية وكالة الفضاء المصرية.. انطلاق فعاليات مؤتمر «نيو سبيس أفريقيا 2025» بالقاهرة
  • “الآلة التي عطشت” .. “من رواية: قنابل الثقوب السوداء”
  • وكالة الفضاء المصرية: 500 مشارك و60 دولة في" نيوسبيس إفريقيا"