كيف تدافع أوروبا عن مصالحها في عالم ترامب؟
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
أكد مارك ليونارد، مؤسس ومدير منظمة "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" على ضرورة استعداد القادة الأوروبيين لبيئة عالمية صعبة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية.
رئاسة ترامب الثانية تمثل اختباراً حاسماً لنضوج أوروبا السياسي
ودعا ليونارد أوروبا إلى تبني موقف عملي يعتمد على الذات، وصياغة الوحدة والقوة عبر المجالات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، وذلك لتجنب الاستسلام للذعر أو الإنكار، مشيراً إلى أن نهج ترامب المحتمل في الشؤون العالمية، بما في ذلك موقفه من حلف الناتو والسياسات التجارية والعلاقات الخارجية، قد يزعزع استقرار المشهد الأمني في أوروبا، مما يتطلب عملاً أوروبياً حاسماً.استعراض التحولات الأمنية المحتملة
وقال ليونارد في مقاله بالموقع الإلكتروني للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن أحد الشواغل الأساسية للأمن الأوروبي هو موقف ترامب غير المتوقع من حلف الناتو والالتزامات العسكرية للولايات المتحدة في الخارج.
‘Those astonished by Trump’s win and who worry about the terrifying world he is about to usher in will never grasp that to many, that world is already here. They’ve just not been living in it.’
https://t.co/ETs6PIPgQr
وأشار الكاتب إلى أن ترامب قد يدفع باتجاه "انسحاب" الولايات المتحدة أو تقليص دورها بشكل كبير في حلف الناتو، الأمر الذي يترك الأوروبيين يتحملون عبئا أكبر كثيراً من دفاعهم.
وقد يؤدي هذا التحول إلى دخول الناتو في وضع السبات، الأمر الذي قد يجعل أوكرانيا عُرضة للخطر وخارج التحالف، الأمر الذي من شأنه أن يعطل توازن القوى في المنطقة ويحد من قدرة أوروبا على مواجهة العدوان الروسي.
وقد تؤدي "خطة السلام" التي اقترحها ترامب إلى نزع السلاح من أوكرانيا والحد من سيادتها، مما يدفع أوروبا إلى توفير آليات الدعم الخاصة بها لضمان بقاء أوكرانيا.
وشدد الكاتب على ضرورة أن تحافظ أوروبا على تدفق ثابت من المساعدات العسكرية، بما في ذلك الذخيرة والدفاعات الجوية، مع مراعاة ضمانات الأمن طويلة الأجل لأوكرانيا.
وبعيداً عن المخاوف العسكرية، حذر ليونارد من العواقب الاقتصادية المحتملة لسياسات ترامب التجارية الحمائية؛ فاقتراح ترامب بفرض تعريفات جمركية شاملة، وخاصة على السلع الصينية، قد يؤدي إلى حرب تجارية عالمية ستلقي بظلالها الوخيمة على أوروبا، خاصة وأنها قد تصبح هدفاً بديلاً للصادرات الصينية، مما يؤدي إلى تشبع السوق.
What does the richest man in the world want from a Trump presidency?
"For Elon to have the president's ear, to be able to start shaping policies and have a say in appointments ... the sky's the limit for the valuations they could see," says Vox Tech Writer Adam Clark Estes. pic.twitter.com/Ku7AxQDcMR
وفي مواجهة هذا، يقول الكاتب، ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يسعى إلى إقامة شراكات تجارية متنوعة، وخاصة مع الاقتصادات النامية الأخرى.
وينصح ليونارد بأن تتطلع أوروبا إلى توسيع نفوذها في السوق العالمية، مع الاستثمار في الصناعات التي يمكن أن تخفف من نقاط ضعف سلسلة التوريد وتقلل من الاعتماد على أي شريك اقتصادي واحد، بما في ذلك الولايات المتحدة.
العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدةوقال الكاتب إن رئاسة ترامب قد تغير أيضاً الديناميكيات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، خاصة مع وجود حزب العمال في السلطة تحت قيادة رئيس الوزراء كير ستارمر.
واقترح ليونارد أن يقدم الاتحاد الأوروبي عرض شراكة قوي للمملكة المتحدة، مع التركيز على المنافع المتبادلة في الدفاع والتجارة والتعاون التكنولوجي. ورأى أن هذا التحالف قد يسمح لأوروبا بإنشاء جبهة أقوى ضد التحديات الاقتصادية والأمنية التي تفرضها سياسات ترامب.
ومن جانبه، يمكن لستارمر أن يستغل هذه الفرصة لمواءمة المملكة المتحدة بشكل أوثق مع الدفاع الأوروبي، بل وحتى المساهمة في الردع النووي الجماعي.
صعود النزعة غير الليبراليةوأضاف الكاتب أن ما يزيد من تعقيد استجابة أوروبا لرئاسة ترامب هو وجود زعماء شعبويين يمينيين داخل أوروبا نفسها.
ويشير ليونارد إلى أن شخصيات مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تمثل "فصيلاً قومياً" قد يدعم أيديولوجية ترامب التي تركز على الداخل.
وقد يعيق هذا الفصيل الاستجابة الأوروبية الموحدة، إذ قد يعطي هؤلاء القادة الأولوية لعلاقاتهم.
تعزيز القدرات العسكرية الأوروبيةونظراً لتناقض ترامب تجاه التحالفات التقليدية، يقول ليونارد أن أوروبا بحاجة إلى أن تعطي الأولوية للاكتفاء الذاتي العسكري. وهذا لا يعني زيادة ميزانيات الدفاع فحسب، ولكن أيضاً تحسين التوافق بين القوات الأوروبية وخلق أطر أمنية قوية.
واقترح الكاتب أن تقود الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، حملة منسقة لتعزيز الدفاع الأوروبي. إن الدول الأوروبية الأصغر حجماً والأكثر تعرضاً للخطر، وخاصة في الشرق، ينبغي لها أن تعمل بشكل وثيق مع بروكسل للمساهمة في قوة عسكرية جماعية، وتعزيز "أوروبا الجيوسياسية" المستعدة للوقوف بشكل مستقل.
الحاجة إلى الزعامة الألمانيةوأكد الكاتب أن دور ألمانيا في التماسك الأوروبي سيكون ضرورياً، موضحاً أن وضع ألمانيا باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا يمنحها نفوذاً فريداً، مما يجعلها زعيمة حاسمة في تعزيز الوحدة والاستجابة لسياسات ترامب الانعزالية.
وسواء تحت الإدارة الحالية أو حكومة يقودها الديمقراطيون المسيحيون في المستقبل، يجب على ألمانيا أن تقود الأجندة الأوروبية. ولفت الكاتب النظر إلى أن مشاركة ألمانيا عنصر حاسم في تحقيق التوازن بين السياسة الإقليمية وتوجيه أوروبا نحو مستقبل أكثر مرونة.
فرصة لإعادة تصور الوحدة الأوروبية واختتم الكاتب مقاله بالقول "إن رئاسة ترامب الثانية تمثل اختباراً حاسماً لنضوج أوروبا السياسي ووحدتها. وتتطلب هذه الظروف الإبداع والمرونة والالتزام بالمصالح المشتركة. إن كل أزمة تقدم فرصة، وقد تكون إعادة انتخاب ترامب بمنزلة حافز لأوروبا لكي تتطور إلى كتلة أكثر اكتفاءً ذاتياً. إن هذه الفترة تمنح أوروبا الفرصة لتأكيد نفسها في عالم يتسم بالاضطراب العالمي، وتأمين مصالحها من خلال هوية جماعية معززة قادرة على الصمود في وجه تحديات السياسات الخارجية لترامب".المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوروبا أوكرانيا عودة ترامب الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی بما فی ذلک إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير بريطاني: أوروبا تتعمد تعقيد الاتفاق بين موسكو وواشنطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المحلل السياسي البريطاني ألكسندر ميركوريس أن أوروبا تحاول منع الولايات المتحدة من النأي بنفسها عن الصراع الأوكراني لتعقيد الأمر على واشنطن وموسكو للتوصل إلى اتفاق.
وأشار ميركوريس، عبر قناة "دوران" على منصة "يوتيوب"، إلى أن القادة الأوروبيون يريدون إبقاء أمريكا متورطة في الأزمة الأوكرانية، حتى يعرض الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مبادرة غير مناسبة للتسوية فيرفضها الأخير، حتى يتمكنون من الإصرار على دونالد ترامب لمواصلة الأعمال العدائية، حسب تعبيره.
وفي وقت سابق، صرحت رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بأن محادثات السلام "السابقة لأوانها" بشأن أوكرانيا ستتحول إلى "صفقة سيئة" لكييف.
يذكر أن وكالة "رويترز"، ذكرت في مطلع ديسمبر الجاري أن خطة ترامب لحل النزاع في أوكرانيا، تتضمن رفض عضوية كييف في الناتو وتقديم تنازلات إقليمية لصالح روسيا.
وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي، إلى أن الاتحاد الأوروبي، قدم بالفعل ما مجموعه حوالي 130 مليار يورو كمساعدات، مضيفة بأنه (الاتحاد الأوروبي) سيقدم لكييف تمويلا للعام القادم من صندوق المساعدات المالية لأوكرانيا وقرض مجموعة السبع.
من جهتها تعد موسكو ضخ السلاح إلى أوكرانيا يعيق التسوية ويورط دول الناتو بشكل مباشر في الصراع، حيث أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى أن أي شحنات تحتوي على أسلحة لكييف ستكون هدفا مشروعا للجيش الروسي.