موقع 24:
2024-11-14@17:43:53 GMT

كيف تدافع أوروبا عن مصالحها في عالم ترامب؟

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

كيف تدافع أوروبا عن مصالحها في عالم ترامب؟

أكد مارك ليونارد، مؤسس ومدير منظمة "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" على ضرورة استعداد القادة الأوروبيين لبيئة عالمية صعبة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية.

رئاسة ترامب الثانية تمثل اختباراً حاسماً لنضوج أوروبا السياسي

ودعا ليونارد أوروبا إلى تبني موقف عملي يعتمد على الذات، وصياغة الوحدة والقوة عبر المجالات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية، وذلك لتجنب الاستسلام للذعر أو الإنكار، مشيراً إلى أن نهج ترامب المحتمل في الشؤون العالمية، بما في ذلك موقفه من حلف الناتو والسياسات التجارية والعلاقات الخارجية، قد يزعزع استقرار المشهد الأمني في أوروبا، مما يتطلب عملاً أوروبياً حاسماً.

استعراض التحولات الأمنية المحتملة

وقال ليونارد في مقاله بالموقع الإلكتروني للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن أحد الشواغل الأساسية للأمن الأوروبي هو موقف ترامب غير المتوقع من حلف الناتو والالتزامات العسكرية للولايات المتحدة في الخارج. 

‘Those astonished by Trump’s win and who worry about the terrifying world he is about to usher in will never grasp that to many, that world is already here. They’ve just not been living in it.’

https://t.co/ETs6PIPgQr

— Nesrine Malik (@NesrineMalik) November 11, 2024

وأشار الكاتب إلى أن ترامب قد يدفع باتجاه "انسحاب" الولايات المتحدة أو تقليص دورها بشكل كبير في حلف الناتو، الأمر الذي يترك الأوروبيين يتحملون عبئا أكبر كثيراً من دفاعهم.

وقد يؤدي هذا التحول إلى دخول الناتو في وضع السبات، الأمر الذي قد يجعل أوكرانيا عُرضة للخطر وخارج التحالف، الأمر الذي من شأنه أن يعطل توازن القوى في المنطقة ويحد من قدرة أوروبا على مواجهة العدوان الروسي.
وقد تؤدي "خطة السلام" التي اقترحها ترامب إلى نزع السلاح من أوكرانيا والحد من سيادتها، مما يدفع أوروبا إلى توفير آليات الدعم الخاصة بها لضمان بقاء أوكرانيا.
وشدد الكاتب على ضرورة أن تحافظ أوروبا على تدفق ثابت من المساعدات العسكرية، بما في ذلك الذخيرة والدفاعات الجوية، مع مراعاة ضمانات الأمن طويلة الأجل لأوكرانيا.

نهج متشدد في التجارة

وبعيداً عن المخاوف العسكرية، حذر ليونارد من العواقب الاقتصادية المحتملة لسياسات ترامب التجارية الحمائية؛ فاقتراح ترامب بفرض تعريفات جمركية شاملة، وخاصة على السلع الصينية، قد يؤدي إلى حرب تجارية عالمية ستلقي بظلالها الوخيمة على أوروبا، خاصة وأنها قد تصبح هدفاً بديلاً للصادرات الصينية، مما يؤدي إلى تشبع السوق. 

What does the richest man in the world want from a Trump presidency?

"For Elon to have the president's ear, to be able to start shaping policies and have a say in appointments ... the sky's the limit for the valuations they could see," says Vox Tech Writer Adam Clark Estes. pic.twitter.com/Ku7AxQDcMR

— ABC News Live (@ABCNewsLive) November 12, 2024

وفي مواجهة هذا، يقول الكاتب، ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يسعى إلى إقامة شراكات تجارية متنوعة، وخاصة مع الاقتصادات النامية الأخرى.

وينصح ليونارد بأن تتطلع أوروبا إلى توسيع نفوذها في السوق العالمية، مع الاستثمار في الصناعات التي يمكن أن تخفف من نقاط ضعف سلسلة التوريد وتقلل من الاعتماد على أي شريك اقتصادي واحد، بما في ذلك الولايات المتحدة.

 العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة

وقال الكاتب إن رئاسة ترامب قد تغير أيضاً الديناميكيات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، خاصة مع وجود حزب العمال في السلطة تحت قيادة رئيس الوزراء كير ستارمر.
واقترح ليونارد أن يقدم الاتحاد الأوروبي عرض شراكة قوي للمملكة المتحدة، مع التركيز على المنافع المتبادلة في الدفاع والتجارة والتعاون التكنولوجي. ورأى أن هذا التحالف قد يسمح لأوروبا بإنشاء جبهة أقوى ضد التحديات الاقتصادية والأمنية التي تفرضها سياسات ترامب.

ومن جانبه، يمكن لستارمر أن يستغل هذه الفرصة لمواءمة المملكة المتحدة بشكل أوثق مع الدفاع الأوروبي، بل وحتى المساهمة في الردع النووي الجماعي.

صعود النزعة غير الليبرالية

وأضاف الكاتب أن ما يزيد من تعقيد استجابة أوروبا لرئاسة ترامب هو وجود زعماء شعبويين يمينيين داخل أوروبا نفسها.

ويشير ليونارد إلى أن شخصيات مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تمثل "فصيلاً قومياً" قد يدعم أيديولوجية ترامب التي تركز على الداخل.

وقد يعيق هذا الفصيل الاستجابة الأوروبية الموحدة، إذ قد يعطي هؤلاء القادة الأولوية لعلاقاتهم.

تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية

ونظراً لتناقض ترامب تجاه التحالفات التقليدية، يقول ليونارد أن أوروبا بحاجة إلى أن تعطي الأولوية للاكتفاء الذاتي العسكري. وهذا لا يعني زيادة ميزانيات الدفاع فحسب، ولكن أيضاً تحسين التوافق بين القوات الأوروبية وخلق أطر أمنية قوية.

واقترح الكاتب أن تقود الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، حملة منسقة لتعزيز الدفاع الأوروبي. إن الدول الأوروبية الأصغر حجماً والأكثر تعرضاً للخطر، وخاصة في الشرق، ينبغي لها أن تعمل بشكل وثيق مع بروكسل للمساهمة في قوة عسكرية جماعية، وتعزيز "أوروبا الجيوسياسية" المستعدة للوقوف بشكل مستقل.

الحاجة إلى الزعامة الألمانية

وأكد الكاتب أن دور ألمانيا في التماسك الأوروبي سيكون ضرورياً، موضحاً أن وضع ألمانيا باعتبارها أكبر اقتصاد في أوروبا يمنحها نفوذاً فريداً، مما يجعلها زعيمة حاسمة في تعزيز الوحدة والاستجابة لسياسات ترامب الانعزالية.

وسواء تحت الإدارة الحالية أو حكومة يقودها الديمقراطيون المسيحيون في المستقبل، يجب على ألمانيا أن تقود الأجندة الأوروبية. ولفت الكاتب النظر إلى أن مشاركة ألمانيا عنصر حاسم في تحقيق التوازن بين السياسة الإقليمية وتوجيه أوروبا نحو مستقبل أكثر مرونة.

فرصة لإعادة تصور الوحدة الأوروبية واختتم الكاتب مقاله بالقول "إن رئاسة ترامب الثانية تمثل اختباراً حاسماً لنضوج أوروبا السياسي ووحدتها. وتتطلب هذه الظروف الإبداع والمرونة والالتزام بالمصالح المشتركة. إن كل أزمة تقدم فرصة، وقد تكون إعادة انتخاب ترامب بمنزلة حافز لأوروبا لكي تتطور إلى كتلة أكثر اكتفاءً ذاتياً. إن هذه الفترة تمنح أوروبا الفرصة لتأكيد نفسها في عالم يتسم بالاضطراب العالمي، وتأمين مصالحها من خلال هوية جماعية معززة قادرة على الصمود في وجه تحديات السياسات الخارجية لترامب".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوروبا أوكرانيا عودة ترامب الحرب الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی بما فی ذلک إلى أن

إقرأ أيضاً:

التجارة والتكنولوجيا وأوكرانيا وتغير المناخ.. هل تستعد أوروبا لمواجهة ترامب؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصّحفية باتريشيا كوهين، أشارت فيه إلى أن "الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وبريطانيا، واقتصاداتهما قد تكون في خطر بسبب سياسات الرئيس المنتخب، دونالد ترامب".

وأضافت كوهين، في التقرير نفسه، إن "التوقعات الاقتصادية لأوروبا تبدو مخيبة للآمال؛ إذ أنه في الأسبوع الماضي، وبعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، ازدادت الأمور سوءا".

وتابعت: "من المتوقع أن يؤدي عدم اليقين العميق حول سياسات إدارة ترامب بشأن التجارة والتكنولوجيا وأوكرانيا وتغير المناخ إلى تبريد الاستثمار وإعاقة النمو. وقد تؤدي احتمالية نشوب حرب تعريفات جمركية من قبل الولايات المتحدة، وهي أكبر شريك تجاري وأقرب حليف للاتحاد الأوروبي وبريطانيا، إلى إلحاق الضرر بالصناعات الكبرى مثل السيارات والأدوية والآلات".

"إن الحاجة إلى زيادة الإنفاق العسكري بسبب الشكوك حول ضمانات أمريكا في أوروبا، ستزيد من الضغط على الميزانيات الوطنية وترفع العجز" أكد التقرير نفسه، مردفا: "إضافة إلى ذلك، قد تؤدي مواجهة ترامب المتزايدة مع الصين إلى الضغط على أوروبا للاختيار بين التحالفات، أو مواجهة عقوبات محتملة".

وفي السياق نفسه، أبرز الاقتصادي في بنك ING الهولندي، كارستن بريزكي، أن "أسوأ كابوس اقتصادي لأوروبا قد تحقق"، فيما حذّر في الوقت نفسه من أنّ: "هذه التطورات قد تدفع منطقة اليورو إلى: ركود اقتصادي كامل، في العام المقبل".


وأوضح: "في ظل الاضطرابات السياسية في ألمانيا وفرنسا، وهما أكبر اقتصادين في أوروبا، تأتي هذه الضربة في أسوأ توقيت؛ في اليوم نفسه الذي أُعلن فيه فوز ترامب، قام المستشار الألماني، أولاف شولتس، يشكل فعلي بحلّ حكومته الائتلافية بسبب خلافات عميقة حول أولويات الإنفاق والعجز".

أما بخصوص ألمانيا، يشير التقرير ذاته، إلى أنها "تُواجه تحديات اقتصادية حادّة"، مبرزا أنها: "تعاني بالفعل من ركود اقتصادي للسنة الثانية على التوالي، فإن التحديات الاقتصادية التي سوف تواجهها نتيجة ولاية ترامب الجديدة ستكون شديدة". 

وتابع: "قد شهد اقتصادها تعثّرا كبيرا عقب غزو روسيا لأوكرانيا وانقطاع إمدادات الغاز الروسي الرخيص، الذي كان عاملًا رئيسيًا في نجاح الصناعة الألمانية".

إلى ذلك، تواجه ألمانيا ضغوطات على جبهتين. فقد أعلنت فولكسفاغن، وهي أكبر شركة تصنيع سيارات في القارة وأكبر صاحب عمل في ألمانيا، أنها قد تضطر إلى إغلاق مصانع وتسريح عمال. 

كذلك، أثّرت المنافسة من السيارات الكهربائية الصينية بشكل كبير على مبيعات القطاع داخل أوروبا وخارجها. حيث إن قادة ألمانيا باتوا ممزقين بين إرضاء الصين أو مواجهتها. 

وفي الشهر الماضي، قد صوّتت الحكومة الألمانية ضد خطة الاتحاد الأوروبي لفرض تعريفات تصل إلى 45 في المائة على السيارات الكهربائية المصنّعة في الصين. بينما امتنعت دول أخرى مثل إسبانيا عن التصويت.


غير أن، الأغلبية قد أيّدت الخطة، ما دفع الصين إلى فرض رسوم جديدة على المشروبات الروحية الأوروبية، والتي يأتي معظمها من فرنسا. فيما تصاعدت الضغوط على قطاع السيارات الألماني بسبب احتمال فرض تعريفات جمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وبحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة تعتبر أكبر سوق للسيارات المصدرة من ألمانيا، حيث تشكل حوالي 13 في المائة من إجمالي السيارات البالغ عددها 3.1 مليون سيارة التي باعتها ألمانيا في الخارج عام 2023.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية نفسها، أن ترامب، خلال حملته الانتخابية، قد تحدّث عن جعل الاتحاد الأوروبي: "يدفع ثمنا باهظا، لعدم شرائه واردات كافية من الولايات المتحدة"، وهدّد أيضا بفرض تعريفات عامة بنسبة 10 في المائة إلى 20 في المائة كخطوة افتتاحية للمفاوضات. 

ومع ذلك، يتوقع المحللون أن يقوم ترامب بخطوات توصف بكونها "أكثر تحفّظا"، لكن من المرجح أن تكون التعريفات الجمركية المستهدفة على صناعة السيارات من ضمن هذه الخطوات.

كذلك، من المحتمل أن يؤدي ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين، وهو أحد وعود ترامب الانتخابية، إلى تشجيع الشركات الصينية على توسيع مبيعاتها خارج الولايات المتحدة، مما سوف يزيد المنافسة مع الشركات الأوروبية.

وقد تتجه بعض الشركات الأوروبية إلى توسيع إنتاجها داخل الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أي مصنع يستخدم مواد مستوردة من الصين سيواجه تكاليف متزايدة بغض النظر عن موقع منشآته.

أيضا، كان ترامب قد أعرب عن رغبته في إيقاف بعض مشروعات الطاقة الخضراء التي استفادت من حزمة سياسة صناعية بمليارات الدولارات التي أقرها الكونغرس عام 2022.


وفي السياق ذاته، قال رئيس وزراء إيطاليا السابق الذي أعد تقريرا حول تنافسية أوروبا، ماريو دراغي، إنه: "من الضروري زيادة الاستثمارات العامة السنوية بمقدار 900 مليار دولار لتمكين أوروبا من عكس ركودها الاقتصادي ومنافسة كل من الولايات المتحدة والصين بشكل أفضل". 

وأضاف دراغي: "إن ما هو أكثر أهمية الآن هو تكثيف الجهود لربط اقتصادات الاتحاد الأوروبي بسوق رأس مال واحد، وإصدار ديون مشتركة، وهي اقتراحات أدت إلى نشوء خلافات".

مقالات مشابهة

  • بوريل: على أوروبا الاستعداد لتعزيز سياساتها الدفاعية بعد انتخاب ترامب
  • روسيا والجزائر تزيدان حصتهما في سوق الغاز الأوروبية
  • عواقب فك الارتباط مع الولايات المتحدة.. خيار وحيد أمام القارة الأوروبية: إما الاستيقاظ فى وضع مشحون للغاية أو الاضطراب المزمن
  • قلق أوروبى من فك الارتباط مع الولايات المتحدة فى عهد ترامب
  • يوروستات: تعريفات ترامب على أوروبا قد تزيد مبيعات الغاز المسال الأمريكي
  • التجارة والتكنولوجيا وأوكرانيا وتغير المناخ.. هل تستعد أوروبا لمواجهة ترامب؟
  • فاينانشيال تايمز تحث الاتحاد الأوروبي والصين على ملء أي فراغ تخلفه أمريكا في قضية المناخ
  • الرئيس الفنلندي يطالب الاتحاد الأوروبي بزيادة الإنفاق على التسلح
  • الأسهم الأوروبية تنهي التعاملات على ارتفاع بدعم قطاع العقارات