عبد العاطي من بيروت: تحركات مكثفة لمصر لوقف العدوان على لبنان
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
لبنان – أعلن وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، امس الأربعاء، عن تحركات مكثفة لمصر على المستويين الإقليمي والدولي هي وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان فورا وبدون أي شروط.
صرح عبد العاطي بذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت عقب اجتماعين منفصلين مع كل من رئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
وأشار الوزير المصري إلى أن بري وعون أكدا له “استعداد الدولة اللبنانية وجيشها للانتشار الفوري في الجنوب تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1701”.
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل”.
وأوضح عبد العاطي أن بلاده تجري اتصالات شبه يومية حول الأوضاع في لبنان مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين والهند والبرازيل والاتحاد الأوروبي.
وأضاف: “نتواصل ونتشاور يوميا أيضا مع أشقائنا العرب في السعودية وقطر والإمارات والأردن، بهدف التوصل إلى وقف فوري لهذا العدوان” الإسرائيلي على لبنان.
وتابع: “الاتصالات هدفها تكثيف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان”، مشددا على أن مصر ترفض أية تسويات تمس بسيادة لبنان ووحدة أراضيه.
وأوضح أنه أكد لبري أن “الأولوية الأولى في كل التحركات المصرية وفي كل الجهد المصري المبذول على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي هو بلا شك وقف العدوان على لبنان فورا، وبدون أي شروط أيا كانت”.
كما أكد عبد العاطي استمرار دعم مصر الكامل للبنان في ظل هذه الظروف الصعبة، مع استعدادها لتلبية احتياجاته من المواد الغذائية والطبية، وكل أشكال الدعم الإنساني في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق آخر، أشار وزير الخارجية المصرية إلى أهمية استكمال مؤسسات الدولة اللبنانية، خصوصا فيما يتعلق بإنهاء الشغور الرئاسي، مشددا على ضرورة أن يتم التوافق على رئيس الدولة الجديد دون إقصاء لأي طرف.
وشدد على أن مصر ترفض ربط إنهاء الشغور الرئاسي بشرط وقف إطلاق النار، مؤكدا أهمية أن يكون القرار بيد اللبنانيين أنفسهم دون تدخلات خارجية.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد؛ جراء خلافات بين الفرقاء السياسيين في هذا البلد.
**لقاء مع ميقاتي
ولاحقا، قالت الخارجية المصرية في بيان، إن الوزير عبد العاطي التقى برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في بيروت، وبحثا “الجهود المصرية لمحاولة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، وأيضاً في قطاع غزة، باعتبار ذلك مفتاح التهدئة في المنطقة”.
كما تناول الطرفان “مجمل الاتصالات التي تقوم بها مصر مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، والدفع بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، بما يشمل تمكين الجيش اللبناني وعودته إلى الجنوب”.
ووفقا لبيان صادر عن مكتب ميقاتي عقب اللقاء، شدد عبد العاطي على رفض مصر الكامل لأي إملاءات خارجية حول اختيار الرئيس اللبناني المقبل، مؤكدا أن هذا القرار يجب أن يبقى بيد اللبنانيين.
ووصل عبد العاطي إلى بيروت، في وقت سابق اليوم، في زيارة سلم خلالها لبنان شحنة جديدة من المساعدات الإغاثية.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بدأت غداة شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و365 قتيلا و14 ألفا و344 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء الأربعاء.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: وقف العدوان عبد العاطی على لبنان
إقرأ أيضاً:
تحركات دولية وإقليمية بشأن سوريا ودعوات لوقف التصعيد
شهدت الساعات الأخيرة تحركات دولية وإقليمية إزاء تطورات الأوضاع في سوريا بعد تقدم فصائل المعارضة المفاجئ والسريع وسيطرتها على أجزاء واسعة من شمال سوريا بما فيها مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد. وسط دعوات لوقف التصعيد والقتال والعودة للمسار السياسي.
وقد نشطت اتصالات إقليمية ودولية بين العواصم الإقليمية والدولية لا سيما أنقرة وطهران وموسكو.
وفي أحدث التطورات قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن من المحتمل أن تحتضن الدوحة الأسبوع المقبل اجتماعا يضم قطر وايران وتركيا وروسيا لبحث الوضع بسوريا في إطار عملية آستانا.
يأتي هذا التصريح بينما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة ومفتوحة بشأن الأوضاع في سوريا اليوم الثلاثاء.
وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التصعيد في شمال غرب سوريا، ودعا إلى وقف القتال فورا، والعودة للمسار السياسي.
ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن غوتيريش تذكيره للأطراف بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ودعوته العاجلة إلى العودة للعملية السياسية وفقا للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن عام 2015.
ودعا غوتيريش الأطراف إلى وقف العنف فورا والبقاء على اتصال مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون.
إعلانمن جهته، دعا بيدرسون الأطراف السورية والدولية الرئيسية إلى المشاركة في مفاوضات جدية وموضوعية لإيجاد طريقة للخروج من الصراع والتركيز على الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254.
وبدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة الأربعاء الماضي هجوما عسكريا حمل اسم عملية "ردع العدوان"، هو الأوسع منذ سنوات سيطرت خلاله على مساحات واسعة ومدن وبلدات رئيسية شمال غرب البلاد، شملت معظم مدينة حلب بما فيها مطارها الدولي، واستكملت سيطرتها على كامل مساحة محافظة إدلب وعشرات القرى والبلدات في ريف حماة وبات على بعد 10 كلم من مدينة حماة.
دعوات لخفض التصعيدفي غضون ذلك دعت الخارجية الأميركية إيران وروسيا لوقف ما وصفته بالسلوك المزعزع للاستقرار في سوريا والمنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن ما تريد الولايات المتحدة أن تراه في سوريا على المدى القصير هو خفض التصعيد وحماية المدنيين. وأضاف المتحدث أن ما تريد واشنطن أن تراه على المدى البعيد هو عملية سياسية في سوريا تقود إلى انتهاء الحرب. حاثا كلّ الدول على استخدام نفوذها.
وكشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن واشنطن لم تتفاجأ من استغلال المعارضة السورية المسلحة الظروف الجديدة التي يعاني منها النظام السوري وداعموه لتحقيق مكاسب على الأرض. ونفى سوليفان أن تكون القوات الأميركية طرفا في ما يحدث في سوريا، مشيرا إلى أن واشنطن تراقب الوضع، وأنها على تواصل مع شركائها في المنطقة بهذا الشأن.
من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين "جميع الأطراف إلى خفض التصعيد" في سوريا، وقال في بيان "ندعو جميع الأطراف على وقف التصعيد وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، فضلا عن وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق".
وأدان المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنور العنوني في بيان الغارات الجوية الروسية على مناطق ذات كثافة سكانية عالية "ودعم روسيا المستمر للقمع (الذي يمارسه) نظام الأسد".
إعلان تعليق تركيمن ناحيته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تتعقب عن كثب التطورات في سوريا، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بأي تحرك في سوريا يضر بالأمن القومي التركي.
وجدد أردوغان موقف أنقرة الداعم للحفاظ على وحدة أراضي سوريا والتوصل إلى اتفاق يلبي مطالب الشعب السوري المشروعة.
وفي السياق قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده حذرت أكثر من مرة أن عدم رغبة النظام السوري في التفاوض مع شعبه ومع المعارضة المشروعة "سيؤدي لاشتعال الحرب الأهلية في سوريا من جديد".
وأضاف فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في العاصمة التركية أنقرة أن الاحداث الأخيرة أثبتت ضرورة جلوس النظام السوري للتفاهم مع شعبه. وشدد فيدان "من الخطأ في هذه المرحلة، محاولة تفسير هذه الأحداث في سوريا على أنها تدخل أجنبي".
كما نفى مسؤول تركي لرويترز أمس الاثنين منح أنقرة الإذن أو الدعم للهجوم الذي تنفذه فصائل المعارضة السورية.
موقف إيراني روسيوفي المؤتمر الصحفي نفسه مع نظيره التركي، قال وزير الخارجية الإيراني إن ما يحدث في سوريا هو نتيجة ما وصفه بالمخطط الصهيوني الأميركي من أجل صرف الأنظار عن المجاز وأعمال الاحتلال التي تحصل في غزة.
وتعليقا على التطورات في سوريا، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه لا يجب السماح مرة أخرى لمن وصفهم بالإرهابيين بإشعال الحروب في المنطقة، مشيرا إلى أن طهران تسعى للحد من ذلك ديبلوماسيا، و أضاف بأن بلاده ستعمل ما في وسعها لمكافحة الإرهاب و تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الإثنين خلال اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان إن الهجوم في شمال البلاد محاولة "لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد".
وأكد، بحسب بيان للرئاسة السورية، أن "التصعيد لن يزيد سوريا وجيشها إلا إصرارا على المزيد من المواجهة".
إعلانوتعهّد بزشكيان للأسد مواصلة تقديم الدعم، وقال "نأمل بفضل براعتكم وقوتكم وصمودكم بأن تستطيع سوريا أن تتخطّى هذه المرحلة بنجاح وانتصار".
كذلك، تعهّد بزشكيان في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تقديم "دعم غير مشروط" للأسد.
ووفق الكرملين، أكد الرئيسان أيضا "أهمية تنسيق الجهود بمشاركة تركيا" الموجودة عسكريا في شمال سوريا.
وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي أن وجود المستشارين الإيرانيين في سوريا "كان قائما في الماضي وسيستمر في المستقبل"، بحسب ما تطلبه الحكومة السورية.