ترامب يحيط نفسه بالصقور... فهل لا يزال "مرشح السلام"؟
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
زعم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي يوم الجمعة، الذي سبق الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) أنه "إذا فازت كامالا هاريس، ما عليكم سوى انتظار الموت والدمار لأنها مرشحة الحروب الأبدية...أنا مرشح السلام"، ليضيف بنبرة مثيرة للسخرية: "أنا السلام".
وكتب مهدي حسن في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن الرئيس المنتخب في الأسابيع الأخيرة، تواصل مع الكثير من الناخبين المناهضين للحرب، الذين سئموا من "حروب الولايات المتحدة الأبدية".
ويقول الكاتب: "لم أتمكن من إحصاء عدد اليساريين الذين قالوا لي في الأشهر الأخيرة إن ترامب لم يبدأ أية حروب جديدة. آسف، ماذا؟ أمضى ترامب سنواته الأربع في البيت الأبيض في تصعيد كل صراع ورثه من باراك أوباما. إذ نسي الكثيرون أن ترامب قصف حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا مرتين، وأسقط أم القنابل على أفغانستان، واغتال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بشكل غير قانوني على الأراضي العراقية، وجعل جون بولتون مستشاراً للأمن القومي. بل إن قليلين يدركون أن ترامب شن هجمات بمسيّرات في أول عامين له في منصبه، أكثر مما فعل أوباما، الملقب برئيس المسيّرات، طوال ثماني سنوات في منصبه".
“The implied portrait of Trump as a cautious dove should be jarring to anyone who remembers his first-term threats to unleash ‘fire and fury’ on North Korea or his risky assassination of a top Iranian general.”https://t.co/iW3FAGSFbt
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) November 11, 2024وأضاف الكاتب: "هذه المرة، قيل لنا، سيكون الأمر مختلفاً. هذه المرة كان ترامب يعني ذلك. لا مزيد من الحروب! لا مزيد من المحافظين الجدد! وقد استمد البعض الشجاعة من رفض ترامب العلني للصقرين المتشددين مايك بومبيو ونيكي هايلي. وأشار آخرون إلى الجهود التي بذلها روبرت إف كينيدي جونيور ودونالد ترامب الإبن وتاكر كارلسون، لمنع شخصيات المحافظين الجدد من الانضمام إلى إدارة ترامب-جيه دي فانس الجديدة".
ولفت إلى أن ترامب سيعين ماركو روبيو وزيراً للخارجية. وكان روبيو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا في السابق منتقداً صريحاً للرئيس المنتخب، ووصفه بأنه "رجل محتال"، و"الشخص الأكثر ابتذالاً الذي يطمح إلى الرئاسة على الدوام". وبعد مرور نحو عقد من الزمن، انحنى روبيو بسعادة أمام ترامب، حتى يصير الرابع في ترتيب الرئاسة، ويتولى مسؤولية الدبلوماسية الأمريكية.
????Mehdi Hasan’s Opinion On Trump, How Fun This Will Be: Is Donald Trump a foreign policy dove? If only | Mehdi Hasan | The Guardian https://t.co/gZem9iHJhd
— Rob Chandler BFE (@editorchandler) November 13, 2024وأكد الكاتب أن المشكلة البسيطة هي أن "روبيو ليس من محبي الديبلوماسية، بل من محبي الحرب، إذ دافع روبيو، وهو من الصقور المتحمسين، عن غزو العراق خلال أول ترشح له لمجلس الشيوخ عام 2010". ومذذاك، دعم تغيير النظام في كل مكان من كوبا إلى فنزويلا إلى إيران إلى سوريا.
وفي عام 2019، صوت لمصلحة معارضة سحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان.
وعلى مدار العام الماضي، كان أحد أقوى المؤيدين في الكونغرس لهجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على غزة، واعتبر سقوط ضحايا مدنيين فلسطينيين على نطاق واسع، خطأً تتحمل مسؤوليته حماس فقط، وقال إن إسرائيل لا يمكنها التعايش "مع هؤلاء المتوحشين... يجب القضاء عليهم".
برايان هوكوإلى جانب روبيو، يدير فريق ترامب الانتقالي في وزارة الخارجية، برايان هوك، وهو من الصقور في التعامل مع إيران منذ فترة طويلة والمؤسس المشارك لمبادرة جون هاي، وهي مجموعة جمهورية مناهضة للانعزالية، وكان مهندس حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران خلال فترة ولاية ترامب الأولى.
وكما كشفت لموقع إنترسبت في عام 2018، كان هوك مسؤولاً عن طاقم تخطيط السياسات في وزارة الخارجية عندما دعى في إحدى مذكراته الداخلية إلى "الإصلاح الإسلامي".
ويريد ترامب أن تكون إليز ستيفانيك سفيرة الولايات المتحدة الجديدة لدى الأمم المتحدة. وربما اشتهرت النائبة عن ولاية نيويورك بكونها متملقة لترامب بامتياز، لكنها أيضاً من الصقور الجمهوريين منذ فترة طويلة، وكانت أول وظيفة لها بعد تخرجها من الكلية هي العمل في البيت الأبيض في عهد بوش، ثم عملت لاحقاً في اثنين من أكثر مراكز الأبحاث تشدداً في واشنطن العاصمة، وهما مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومبادرة السياسة الخارجية.
علماً أن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مهووسة بتغيير النظام في إيران، في حين أن مبادرة السياسة الخارجية، التي شارك في تأسيسها المحافظون الجدد بيل كريستول وروبرت كاغان وتم إغلاقها عام 2017، دفعت بصوت عالٍ لتوسيع الحرب في أفغانستان، بحسب الكاتب.
وستيفانيك هي أيضاً مؤيدة بالمطلق للحرب الإسرائيلية على غزة، وتدعم الإمداد المستمر بالأسلحة الأمريكية لحكومة نتانياهو، وانتقدت الرئيس جو بايدن لكونه صارماً جداً مع الدولة اليهودية. وفي مايو (أيار)، ألقت خطاباً أمام الكنيست دعت فيه إلى "النصر الكامل" على حماس.
وعين ترامب النائب عن ولاية فلوريدا مايك والتز مستشاراً للأمن القومي. ربما يكون والتز، وهو أحد أفراد القبعات الخضراء السابقين، من أبرز الصقور المناهضين للصين في الكونغرس. وعلى غرار ستيفانيك، فإن والتز هو أيضاً من خريجي إدارة جورج بوش الإبن، ومتحمس لـ "الحرب على الإرهاب".
وحتى أواخر عام 2017، كان لا يزال يدعو إلى "حرب متعددة الأجيال" ضد الإرهاب، ويقترح أن تكون الولايات المتحدة مستعدة "لمزيد من القتال" في أفغانستان. كما عمل مستشاراً لمكافحة الإرهاب لنائب الرئيس الأكثر تشدداً في تاريخ الولايات المتحدة، أمير الظلام نفسه: ديك تشيني.
وسيرسل ترامب حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي إلى إسرائيل سفيراً له، وهاكابي هو مسيحي إنجيلي متطرف لدرجة الاعتقاد بأنه "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية" و"لا يوجد شيء اسمه احتلال". لقد شبه الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمه باراك أوباما بالمحرقة النازية، وكان مؤيداً فخوراً لحرب العراق، حتى أنه انتقد بوش لوضعه جدولاً زمنياً للانسحاب!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
فنزويلا توافق على استئناف رحلات المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة
أعلن الدبلوماسي الأمريكي البارز، ريتشارد جرينيل، في تغريدة له على موقع إكس، يوم الخميس، أن الحكومة الفنزويلية وافقت على استئناف رحلات المهاجرين المرحلين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، بعد توقف واضح في رحلات الترحيل إلى بلادهم والتي بدأت الشهر الماضي.
وأضاف جرينيل في تغريدته أن الرحلات ستبدأ في العودة بدءًا من يوم الجمعة. فيما لم تعلق وزارة الاتصالات الفنزويلية على تصريحات المسئول الأمريكي حتى الأن.
يذكر أن جرينيل قد زار العاصمة الفنزويلية كاراكاس، أواخر يناير الماضي، كمبعوث للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء الرئيس نيكولاس مادورو ومناقشة ترحيل المهاجرين، إلى جانب قضايا أخرى.
بعد ذلك بوقت قصير، تم إطلاق سراح مجموعة من الأمريكيين المحتجزين في فنزويلا وبدأت رحلات الترحيل إلى الوطن تعود تدريجيًا.
يشكل الفنزويليون جزءًا كبيرًا من المهاجرين الذين سعوا لدخول الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، حيث فر الكثيرون من وطنهم بسبب أزمة اقتصادية وسياسية ممتدة.
وكان الرئيس الفينزويلي نيكولاس مادورو قد أشار في وقت سابق إلى أن الرحلات الجوية المجدولة لنقل المهاجرين الفنزويليين المرحلين "تأثرت" بقرار إدارة ترامب إلغاء ترخيص نفطي رئيسي سمح لشركة النفط الكبرى شيفرون ومقرها الولايات المتحدة بالعمل في البلاد.
فيما أشارت الحكومة الأمريكية إلى عدم إحراز تقدم في الإصلاحات الانتخابية والسياسية بالإضافة إلى عودة المهاجرين المتوقفة مبررة بذلك إلغاء الترخيص النفطي، والذي تعتمد عليه حكومة مادورو لتوليد إيرادات وعائدات تشتد حاجة كاراكاس إليها في خضم أزمتها الإقتصادية.
في العام الماضي، أعلنت السلطات الانتخابية الفينزويلية المتحالفة مع الحكومة والمحكمة العليا فوز مادورو في انتخابات رئاسية متنازع عليها، على الرغم من أن السلطات لم تنشر أبدًا فرز الأصوات على مستوى صناديق الاقتراع.
بينما رفضت قوى المعارضة السياسية نتائج الانتخابات ونشرت آلاف إيصالات آلة التصويت التي تظهر فوز مرشحها بأغلبية ساحقة، مما دفع العديد من الحكومات بما في ذلك في واشنطن إلى رفض نتيجة الانتخابات الرسمية باعتبارها يشوبها التزوير.