شهادات “مروعة” لناجيات من الحرب في السودان
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
السودان – نشر صندوق الأمم المتحدة للسكان المتخصص في صحة الأم والطفل، أمس، سلسلة من شهادات “مروعة” لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال في السودان الذي يشهد حربا منذ أكثر من عام.
وأشار الصندوق الأممي في بيان إلى مقتل ما لا يقل عن 124 مدنيا وفرار نحو 135 ألفا من ولاية الجزيرة في وسط السودان إلى الولايات المجاورة، بينهم 3200 امرأة حامل، وذلك بعد الهجوم الكبير الذي شنته قوات الدعم السريع على الولاية منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول.
وأورد الصندوق، نقلا عن أرقام وزارة الصحة في ولاية الجزيرة، معلومات “أولية” من 27 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 6 و60 عاما تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء، مشيرا إلى أن هذه الحالات تشكل “جزءا صغيرا من اعتداءات جنسية عنيفة تحصل على نطاق واسع”.
وتجنب الصندوق الإشارة إلى مصدر تلك الهجمات، بيد أن كل المعلومات التي يتم تداولها من ولاية الجزيرة تؤكد تورط الدعم السريع الذي يسيطر على المنطقة في تلك الهجمات بعد أن صعد من هجماته الانتقامية مؤخرا في أعقاب انشقاق أحد قادته وهو من أبناء ولاية الجزيرة وانضمامه للجيش.
ونقل البيان عن ماريا، وهي أم لولدين، قولها “لقد اضطهدونا (المسلحون) وضربونا وصوبوا أسلحتهم نحونا وفتشوا بناتنا”.
وروت فتيات أن إخوتهن وأعمامهن وآباءهن وفروا لهن سكاكين، وأضفن “قالوا لنا إن علينا قتل أنفسنا إذا هددنا المقاتلون بالاغتصاب”.
وقالت ناجيات في شهادات أخرى “إن نساء رمين بأنفسهن في النهر لعدم التعرض لهجوم من رجال مسلحين”، بينما “فرت أخريات واختبأن لأن عائلاتهن هددتهن بالقتل بداعي غسل العار”
وقالت فاطمة، وهي أم لـ6 أولاد لا تعرف ماذا حدث لزوجها “لقد ضربونا مثل الكلاب، فغادرنا. لم يكن معنا شيء ولا حتى خبز. سرنا 7 أيام تحت أشعة الشمس الحارقة من دون أن نأكل شيئا. وماتت بعض النساء في الطريق”.
وكانت أمينة (27 عاما) ضمن مجموعة من 21 امرأة حاملا في المرحلة الأخيرة جمعهن طبيب محلي في إحدى القرى لمساعدتهن على الولادة قبل الفرار، وتعين إخضاعها لعملية قيصرية، وقالت “كانت عمليات إطلاق النار مرعبة جدا لدرجة أنني استجمعت قواي لمغادرة القرية”.
وأوضحت أنه “بعد 6 ساعات فقط” من الخضوع للعملية القيصرية، ورغم “الجروح التي كانت لا تزال حديثة ومؤلمة”، واصلت طريقها مع مولودها الجديد سيرا على الأقدام، ثم في “عربة يجرها حمار” لأيام عدة.
وقد وقعت أفظع هذه الانتهاكات في مناطق مثل مدينة الهلالية وأزرق والسريحة وقبل ود النورة في ولاية الجزيرة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعربت أمس عن قلقها حيال الهجمات التي أودت بحياة مدنيين مؤخرا في ولاية الجزيرة، و”معلومات عن فظائع صادمة يتعلق آخرها بمجازر مروعة وعنف جنسي” وفي هجمات الدعم السريع على المنطقة.
وحذر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجاسينغهام أمام مجلس الأمن من تفاقم الحرب في السودان وقال إنه بعد أكثر من 18 شهرا على اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي “لا يوجد أي مؤشر على التهدئة”.
كما أشارت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روز ماري ديكارلو إلى أنه “مع اقتراب نهاية موسم الأمطار، يواصل الطرفان زيادة عملياتهما العسكرية وتجنيد مقاتلين جدد وتكثيف هجماتهما” حيث إن الطرفين “مقتنعان بقدرتهما على تحقيق النصر في الميدان”.
المصدر : الفرنسيةالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مؤتمر الجزيرة: الدعم السريع تهاجم قرى جديدة وتواصل جرائمها ضد المدنيين
بحسب مصادر فإن القوات تستخدم مزرعة “دواجن الروضة”، الواقعة شمال الجزيرة على طريق الخرطوم – مدني، كمركز احتجاز لعدد كبير من المختطفين.
الخرطوم: التغيير
قال مؤتمر الجزيرة – مجموعة أهلية – إن قوات الدعم السريع، شنّت الأحد، هجوماً على قرية “التبيب أبو خريس” بمحلية شرق الجزيرة، بغرض السلب والنهب.
وأسفر الهجوم عن مقتل 3 مواطنين، بينهم الشقيقان محمد عبد الله محمد ومهند عبد الله محمد، إلى جانب مواطن ثالث لم تُعرف هويته بعد.
وفي سياق متصل، اختطفت قوات الدعم السريع، يوم السبت، 6 مواطنين من مدينة الحصاحيصا، بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عاماً، وطلبت فديات مالية لإطلاق سراحهم.
وأشارت مصادر إلى أن القوات تستخدم مزرعة “دواجن الروضة”، الواقعة شمال الجزيرة على طريق الخرطوم – مدني، كمركز احتجاز لعدد كبير من المختطفين.
واندلعت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة طالت مناطق مختلفة من السودان.
وتوسعت دائرة العنف مؤخراً إلى مناطق كانت تُعتبر آمنة نسبياً، مثل ولاية الجزيرة. وشهدت هذه المناطق موجة من الجرائم، بما في ذلك السلب، الاختطاف، والابتزاز المالي، في ظل غياب الأمن وضعف سيطرة الدولة.
وتتهم منظمات حقوقية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين، بما في ذلك القتل والخطف ونهب الممتلكات.
الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة شرق الجزيرة مؤتمر الجزيرة ولاية الجزيرة