ما القصة؟ .. فتاة 'X' تهز عروش الديمقراطيين!
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
سرايا - الحوار التالي دار بين فتاة إعلامية أمريكية صغيرة السن وبين مالك منصة X إيلون ماسك في أعقاب فرز نتائج الانتخابات الأمريكية، وانتصار المرشح للرئاسة دونالد ترامب، قالت فيه الفتاة: «نحن وسائل الإعلام الآن!»، ليرد عليها ماسك: «نعم أنتم وسائل الإعلام الآن».
جاء ذلك على خلفية الصراع الذي بدا واضحاً بين وسائل إعلام تقليدية تمتلك مليارات الدولارات انحازت مع الديمقراطيين، وناشطين أو صحافيين مستقلين استطاعوا مواجهة تلك المؤسسات وتعويض القارئ عن انحيازها التام للديمقراطيين.
وكأن دورة الصحافة في التاريخ الإنساني تعيد بناء نفسها من جديد، وكأن المؤسسات الصحفية وصلت لحالة من الانحياز و«الأدلجة» دفعت بها للتعالي على قرائها وفرض أجنداتها دون حياء، الأمر الذي دفع ما يسمى بصحافة الأفراد للواجهة وتقديم خيارات أخرى أمام القارئ.
إنها فرصة جديدة لبناء مؤسسات جديدة، وتحويل تلك المبادرات الفردية إلى مؤسسات صحفية بديلة عن مؤسسات ترهلت وأدمنت التعالي، فبقاء الأفراد غير مفيد وهو زائل لا محالة لأسباب عديدة، وهي تذكرنا بلا شك ببداية الصحافة في التاريخ الإنساني بمبادرات فردية تحولت عبر الزمن إلى مؤسسات.
لقد لخص «ماسك» الصراع الإعلامي المرير في الولايات المتحدة الأمريكية بين الوسائل التقليدية وبين أفراد استخدموا منصات التواصل الاجتماعي وخاصة منصة X للتعبير عن قضاياهم، وتأسيس صحافة بديلة تعبّر عما يؤمنون به.
صراع حمل في طياته خصومة اجتماعية وطبقية وفئوية عميقة بين تيارات ونخب وقواعد شعبية، أنتجت غداة الانتخابات الأمريكية ما يشبه انتفاضة حمراء، وكأنها ثورة كما الثورات الأوروبية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، عندما انتفض الفقراء والعوام ضد النخب الارستقراطية، لكن الغريب في الحالة الأمريكية أن واجهة هذه الثورة هم من أغنياء أمريكا «دونالد ترمب، وإيلون ماسك».
إذن الصراع لم يكن من أجل المال وإن كان هو أحد عوامله المساعدة، لكنه كان في أساسه صراع القيم والأسرة التي يشترك فيها الغني والفقير، الأبيض والأسود، المسلم واليهودي والمسيحي وحتى عبّاد النار والأوثان، ضد انحراف اليسار المتطرف الذي حاول أن يقضي على بشرية الأرض ويحول الإنسانية إلى مجرد مسوخ.
الضغينة أو الكراهية الإعلامية بين دونالد ترمب منفرداً ضد الحزب الديمقراطي ومن ورائه معظم الوسائل الإعلامية التقليدية (سي إن إن، سي بي سي، نيويورك تايمز، الواشنطن بوست... إلخ)، والتي اصطفت ضده منذ عشر سنوات في محاولة للإطاحة به، وإخراجه من المشهد السياسي في أمريكا كانت رأس جبل الجليد لانقسام أمريكي حاد، بين نخبة أركانها الإعلام وهوليود، وأصحاب المال، وعائلات سياسية، انفردت بالمال والسلطة وتعتقد أنها مخولة لقيادة الحياة الإنسانية وتطويع البشر لها.
لقد استطاع من يمكن تسميتهم بـ«المهمشين إعلامياً» إنشاء منصات مجانية على موقع X ويوتيوب، وصلت لمئات الملايين من المتابعين والتأثير فيهم وإنقاذ أفكار وبرنامج ترمب ونقلها للشارع الأمريكي.
وبالرغم من الإمكانات المالية والمهنية الهائلة التي يمتلكها الإعلام التقليدي النخبوي إلا أنه لم يستطع اكتشاف القطيعة التي تسبب فيها مع الشارع الأمريكي، والتي بدت واضحة في استطلاعات الرأي غير الدقيقة، لقد اتخذت المجتمعات المحلية المؤيدة لترمب خطة دفاعية بعدم التصريح بآرائهم قبيل الانتخابات الرئاسية، وفضلوا إما الإدلاء بمعلومات خاطئة أو تجنب الإدلاء بمواقفهم، وهو موقف ورط الديموقراطيين وإعلامهم وأوقعهم في وهم الانتصار المبكر.
لقد جاء الاكتساح الهائل لترمب كنتيجة حتمية للغضب المتراكم بين الطبقات الشعبية، ضد النخب السياسية والفنية والإعلامية التي لا تشبهها، والتي أمعنت في الافتراء والكذب والتزوير والدفع بالأفكار المنفلتة على حساب المهمشين، نخب مقطوعة عن الواقع ولا تعبر عن البسطاء، بل تفرض أجنداتها وتشيطن من لا يتبعها.
إن التصويت العقابي الذي فرضه الشعب الأمريكي لم يوجه ضد الحزب الديمقراطي فقط، بل مس كل النخب من إعلامية إلى فنية إلى أعضاء الكونغرس وحكام الولايات، وكأنهم يقولون لهم لقد استبدلنا ذراعكم الإعلامية التقليدية التي هي جزء من الجسم السياسي الفاسد أخلاقيا، ولذلك نجحت الصحافة الفردية على X، في نشر الأخبار وقيادة الرأي العام.
كما نجحت برامج البودكاست في التأثير على مجتمعات الشباب والطبقات المتوسطة وسالكي الدروب من العمال والموظفين، الذين يقضون ساعات طويلة في سياراتهم يستمعون لبرامج بودكاست منخفضة التكلفة بدلاً من مشاهدة نخب مغرورة متكلفة في الـ«سي إن إن» وبقية القنوات.
لقد انتصرت فتاة صغيرة تتقاضى فقط مئتي دولار من عوائد منصة X، ولا تصل إلى استديو «سي إن إن» بسيارة بورشة وحقيبة هرمز، على أعتى مقدمي البرامج المنتشين الذين يتقاضون ملايين الدولارات من محطات التلفزة الليبرالية.
(محمد الساعد - عكاظ)
إقرأ أيضاً : عملت في العراق والكويت .. ترامب يختار مديرة الاستخباراتإقرأ أيضاً : الكشف عن تفاصيل الكمين الذي قُتل فيه ضابط وخمسة جنود (إسرائيليين) جنوبي لبنان .. صورةإقرأ أيضاً : "رايتس ووتش" تتهم "إسرائيل" بـالتهجير القسري للسكان في قطاع غزةتابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#لبنان#نيويورك#أمريكا#العراق#الكونغرس#الرأي#الصحافة#غزة#الشعب#جبل#محمد
طباعة المشاهدات: 1970
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 14-11-2024 10:16 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الصحافة الصحافة أمريكا نيويورك أمريكا جبل الرأي الشعب الكونغرس الصحافة الرأي ترامب لبنان نيويورك أمريكا العراق الكونغرس الرأي الصحافة غزة الشعب جبل محمد
إقرأ أيضاً:
ميركل تحذر: نفوذ ماسك الهائل وتحالفه مع ترامب يثير القلق
أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، عن مخاوفها العميقة بشأن الدور الضخم الذي من المتوقع أن يلعبه أيلون موسك في وزارة الكفاءة الحكومية في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقالت المستشارة الألمانية السابقة، إن 16 عاما في السلطة علمتها أن المصالح التجارية والسياسية يجب أن تبقى في حالة توازن دقيق.
هناك الآن تحالف بين ترامب والشركات الكبرىوعندما سألتها مجلة دير شبيجل في مقابلة عما إذا كان التحدي الذي يمثله ترامب قد نما منذ انتخابه لأول مرة في عام 2016، أجابت ميركل أن هناك الآن تحالفا واضحا بينه وبين الشركات الكبرى من وادي السيليكون التي تتمتع بقوة هائلة من خلال رأس المال.
قالت ميركل إن التشابكات المالية لأيلون ماسك جعلت مثل هذا التعيين إشكاليًا للغاية، وأضافت إذا كان شخص مثله يمتلك 60% من الأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء، فإن هذا لابد وأن يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا إلى جانب القضايا السياسية، ويتعين على السياسة أن تحدد التوازن الاجتماعي بين المواطنين الأقوياء والمواطنين العاديين.
وأشارت إلى أنه خلال الأزمة المالية 2007-2008 خلال ولايتها الأولى كمستشارة لألمانيا، كان المجال السياسي هو السلطة النهائية التي يمكنها تصحيح الأمور من خلال تدابير مثل عمليات الإنقاذ إلى جانب اللوائح الجديدة.
وأوضحت ميركل أنه إذا كانت هذه السلطة النهائية متأثرة بشكل كبير بالشركات، سواء من خلال القوة الرأسمالية أو القدرات التكنولوجية، فإن هذا يشكل تحديًا غير مسبوق لنا جميعًا.
ميزة المجتمعات الحرة وجود ضوابط واضحة على قوة الشركات ونفوذ الأثرياءوقالت إن أحد المعايير التي تميز المجتمعات الحرة هو وجود ضوابط واضحة على قوة الشركات ونفوذ الأثرياء للغاية وأنه في الديمقراطية، لا تكون السياسة عاجزة أبدًا ضد الشركات.
وشارك ماسك، أغنى رجل في العالم، في حملة قوية لصالح ترامب ويساعد في إدارة انتقاله إلى البيت الأبيض، بما في ذلك المشاركة في التعيينات، والمشاركة في المكالمات الهاتفية مع زعماء العالم مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومناقشة خفض ثلث الميزانية الفيدرالية البالغة 6.75 تريليون دولار.
وتشير التقارير إلى أن ممتلكات ماسك في الشركات حصلت على عقود عامة بقيمة 15 مليار دولار، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع خلال فترة ترامب وتم تكليف ماسك، الذي يقدم المشورة لترامب في ولايته الثانية، من قبل الرئيس المنتخب بقيادة إدارة جديدة للكفاءة الحكومية إلى جانب فيفيك راماسوامي .