أشار رئيس التيار "الوطني الحر"  النائب جبران باسيل إلى أن "يفرحني ألا تنتصر اسرائيل على لبنان أو تحتله، وطبعا نحن مع المقاومة في منعها من احتلال البلاد، ولكن مهما حصل لن يعيد قوة الردع لصالح لبنان إذ إن هذه القوة لم تستطع أن تمنع تدمير لبنان وتهجير شعبه.  اعتقدنا بقدرة معينة لمحور المقاومة ولم تظهر حتى الان مع العلم أنه تجد أسلحة وقدرات لم تستعمل حتى الان من قبل هذا المحور، وأرى أن هناك تعمدا لعدم اظهارها بهدف عدم اصابة لبنان بالأذية خصوصا في البنى التحتية"، لافتا الى ان "الفارق بين لبنان واسرائيل أنها حين تقرّر أن تسدد ضربة لهدف معين تستطيع تدميره".



 وفي مقابلة مع الإعلامي سامي كليب على قناة "الغد"، كرر باسيل موقفه من وحدة الساحات قائلاً: "أنا ضدها ولا ارى مصلحة للبنان منها، بل العكس سنتضرر من هذه المعادلة. ولا يمكن للبنان أن يستعيد معادلة الردع لأن حزب الله بنى قدرته القتالية مع الوقت وفي ظل ظروف كثيرة، أكان عن طريق الإمداد مرورا بالعراق وسوريا وصولا الى لبنان، فهل يمكن أن تتكون هذه الظروف داخليا وخارجيا مرة أخرى؟".

وأشار الى أنه "يطرح تساؤلاً في هذا الشأن، والى أن هناك نقاشاً في الولايات المتحدة واسرائيل حول إمكانية إدخال روسيا على خط وصول الاسلحة الى حزب الله"، ورأى أن "ما يهمنا هو الشق الداخلي في الموضوع، فهل سيكون هناك قبول لبناني لنكرر التجربة مرة أخرى وندخل في حرب مجدداً؟"، واعلن أنه "في الداخل اللبناني فقد حزب الله مشروعيته الشعبية بقدرته على حماية لبنان، أما الدفاع فهو يقوم به اليوم بشكل جيد".

وقال:"الحرب الحالية هي حرب اسرائيلية جديدة على لبنان تختلف ظروفها عن السابق ويدخل فيها العنصر الايراني بقوة أكثر من قبل، وبالتالي اسرائيل تريد القضاء على حزب الله وقدرة المقاومة لديه كما تريد ضرب الطائفة الشيعية وعزلها عن بقية اللبنانيين. وأنا اقول إن ال1701 كافٍ لحل يتضمن وقف الأعمال القتالية ووقفا دائما  لإطلاق النار، وأنا مع وقف فوري لاطلاق النار وهذا لا اعني به الاستسلام أو المس بالسيادة اللبنانية والاعتداء على لبنان"، مشددا على أن "الحل يجب ألا يتضمن تفويضاً بوصاية إسرائيلية أمنية لأن ذلك سيكون كارثة".

وجدد التأكيد أن "استراتيجية وحدة الساحات فشلت وأثبتت عدم كفاءتها، والدليل أن ايران لم تضع معادلة ضرب اسرائيل مقابل ضرب لبنان"، ولفت إلى أنها "تضع مصالحها وأمنها القومي على مصلحة أخرى، في حين أن من وضع معادلة ضرب المدني مقابل المدني أو المبنى مقابل المبنى هو حزب الله ولم يستطع تطبيقه"، وأوضح أنه "مخطئ من يظن أن ايران تتخلى عن حزب الله وهو لا يزال خطاً أحمر لديها، ولكن المهم ما هي قدرتها على القيام  بذلك وهي طبعا لا ترغب بأن يحصل ما يحصل اليوم لأنها استثمرت في "حزب الله".

وقال:"عمليا ايران لم تترجم وحدة الساحات، وقد زارني عدد من الموفدين الايرانيين وطبعا كانت رسالتهم هي أن أتروى لأن حزب الله سيربح الحرب وأنا أتفهمها، ومن الطبيعي أن أكون مع انتصار حزب الله ولكن هذا اعطاني فرصة للتعبير عن رأيي في ما أراه أنه لا يصب في مصلحة لبنان"، واشار الى ان "الاغلبية الساحقة تعتبر أن حزب الله مسؤول عن جلب الحرب على لبنان، وأنا قلت للسيد حسن نصرالله يجب ألا يدخل حزب الله في الحرب لأنه سيعتبر في حال هجوم، وسيخسر إحتضان الناس وتضامنهم في حين أنه يجب أن يكون في حالة دفاع".

وتعليقا على كلام وزير الحرب الاسرائيلي الذي أكد أن "اسرائيل لن توقف الحرب على لبنان حتى تحقيق أهدافها"، رأى أن " أي رهان على وقف قريب لاطلاق النار في لبنان هو خطأ، وكل الأوراق التي تصل الى قيادة حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري تتضمن سيناريو غزة نفسه"، وأشار إلى أنه "الآن أصبح هناك اسرائيل أخرى مستعدة لدفع كلفة باهظة لتحفظ وجودها وكيانها، والرهان بأن تقف الحرب هو تلاعب من بنيامين نتانياهو  بالرئيس الأميركي السابق جو بايدن وبالادارة الاميركية"، واعرب عن اعتقاده أنه "وبمجرد أن دخل نتنياهو الحرب البرية في لبنان،  فإنه ارتكب خطأ استراتيجياً كبيراً وشعر بفائض قوة سيدفع ثمنه والنتيجة اليوم أنه لم يستطع احتلال اراضٍ في لبنان".

وأكد أن "الفساد الموجود اليوم قضم مؤسسات الدولة وتبيّن في الحرب الأخيرة أنه نخر المقاومة لأن الخروقات الأمنية التي حصلت لم تحصل فقط بالتكنولوجيا"، قائلا:"من يستلمون البلد يريدون أن يكملوا بالطريقة نفسها". 

وعن اداء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الحرب، قال:"لا أشك أن أولويتهم وقف الحرب، وبري لديه القدرة على الصمود وطبعا هو لا يرغب في انهاء حياته السياسية بالتسليم لاسرائيل باحتلال الارض وانتهاك السيادة، بينما رئيس الحكومة (الله يعينوا) ولا يجب طلب منه شيئا لا يستطيع القيام به"، لافتا الى أن "قدرة ميقاتي مختلفة عن بري وبالقدرة التي لديه (يعطيه العافية) لما يقوم به ولكن لا يجب أن نطلب منه أكثر".

وردا على سؤال عن ايمانه بتغير ترامب: "لست مؤمناً بشيء، فعندما يكون هناك مصالح دولة كبرى لا أراهن على أي شيء خصوصا أنه وفي آخر يوم من عهد ترامب فرضت عليّ العقوبات"، وذكّر بأن "السبب الأساسي لما أصاب عهد الرئيس ميشال عون هو 17 تشرين وقبلها الحصار الذي حصل على لبنان منذ العام 2017 وأدى الى الانهيار الاقتصادي، من هنا لا وجوب لسبب لأن أؤمن بتغير ترامب"، ولفت في المقابل الى أنه "راسل الرئيس الاميركي الجديد قبل أن ينتخب رئيساً لأنني لاحظت أن الادارة الديموقراطية الجديدة بخلافها الكبير مع نتانياهو لم تستطع أن تضع له حداً بأي شيء".

اضاف: "بينما ترامب بحسب ما ظهر هو شخص عملي ويهمه القيام بحل وواضح أنه ليس مع الحروب أو مع أن تصرف الولايات المتحدة أموالها في أوكرانيا أو في تمويل أوروبا وحروب الناتو، ولا أن يقوم بتزويد حكومة متطرفين باسرائيل للقيام بحروب وبالتالي هو يريد الحل"، لافتا الى ان"ترامب التزم أنه سيوقف الدمار وعذاب اللبنانيين ، وأنه سيقوم بحل دائم ويحافظ على ميزة لبنان بالشراكة بين اللبنانيين وهذا اساس وجودنا"، مشيراً إلى أن ذلك "وعد انتخابي ولم اقل أنني أصدقه ولكن علينا التجربة".

وقال:"الصراع العربي الاسرائيلي لن ينتهي من دون وجود دولة فلسطينية ونتانياهو لن يستطيع الوصول الى السلام بفرضه بالقوة. لدينا حقوق لدى إسرائيل وأنا مع سلام عادل وشامل في المنطقة وليس هناك من حل بلا لبنان وسوريا، والموقف اللبناني الرسمي هو مبادرة السلام العربية لكنني مع سلام نرد فيه الحقوق ولا سلام بلا دولة فلسطينية"، ولفت إلى أن "حرب غزة أظهرت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يركع، وأنها أظهرت التعاطف لدى الشباب العربي".

وتطرق الى موضوع وثيقة التفاهم مع "حزب الله" وأكد أنها "لا تتضمن لا تحرير فلسطين ولا تحرير القدس أو حتى استراتيجية هجومية"، وأوضح انه "في عز خلافنا مع حزب الله على بناء الدولة وعلى الشراكة وعلى وحدة الساحات، كان موقفي واضحاً بأنه اذا اعتدت علينا اسرائيل أنا مع المقاومة ومع حزب الله ومع لبنان ضد اسرائيل. وأنا اتفاهم مع حزب الله بوثيقة سقط الكثير من بنودها بعدم التنفيذ ولكن لا تزال صالحة لتُعتمد اذا أكد حزب الله بعد الحرب أنه سيعتمد الدولة والشراكة والاستراتيجية الدفاعية، إذا انا لست حليفاً لحزب الله في بناء الدولة وبموضوع الشراكة بالشكل الذي يتصرف به ولكن طبعاً انا حليف اي لبناني ضد اسرائيل فكيف اذا كان حزب الله الذي يقاتل ويبذل دماً".

ورداً على سؤال عن فرضية تبني باسيل خطاب القوات أشار الى أنه "إذا كان موقف القوات بأن ننتخب رئيساً للجمهورية وندعو الى عقد جلسة لمجلس النواب من دون الشيعة ورئيس المجلس، فأنا لا يمكن أن أكون مع لبنان من دون الشيعة. وبقدر ما أدافع عن حقوق المسيحيين أدافع عن حقوق أي طائفة عندما يريد أحد عزلها، أكانت سنية أو شيعية أو أيا تكن. وعندما قلت لرئيس حزب القوات سمير جعجع أنا مع طموحه ولست مع مشاريعه كنت أقصد هذه المشاريع المجنونة التي لا تأخذنا الا الى حرب داخلية وأنا طبعا لست معها"، وأكد أنه "لم يغير بموقفه ليكون التحق بخطاب فريق آخر"، وقال: "نحن من نعبر عن السيادة والحرية والفارق أننا لم نعطِ حزب الله الشرعية، فالقوات تحالفت في العام 2005 معهم في الانتخابات والحكومة، وفي العام 1990 القوات دخلت الى حكومة أعطت شرعية لحزب الله وبالتالي نحن عندما وصلنا كان حزب الله حصل على شرعيته بالحكومات وشعبياً".

ورأى أن "كلام جعجع عن عقد جلسة من دون الشيعة لم يكن زلة لسان، بل اعتقاد واهم أنه سيكون هناك نتائج للحرب تسمح له بالقيام بذلك"،  وأمل أن "يتبدد هذا الاعتقاد لنعيش كلنا على ارض الواقع ونفكر كيف سنخلص البلد وننتخب رئيسا ونضع استراتيجية دفاعية، لأننا لا نستطيع أن نفرط بعناصر قوة للدولة"، وأوضح  أن "السلاح الذي اؤيد أن يكون بقيادة الدولة لا يمكن نرميه هباءً"، لافتا الى ان "العالم اليوم يهتم بنا بسبب وجود هذا السلاح"، مؤكدا أنه "قلق من فتنة داخلية وهذا مشروع اسرائيلي ترجمته اسرائيل باستهداف الشيعة وتعمدت تهجيرهم وهي تحرض على مشاكل بين اللبنانيين، وأي تضييق لعزلهم سيؤدي الى إشكال داخلي".

وفي ملف التمديد لقائد الجيش أكد باسيل أنه "ضد التمديد وضد وصوله إلى الرئاسة حرصاً على الجيش لأنه لا بد من حمايته من السياسة"، مشيراً إلى أنه "يمكن لقائد الجيش أن يخرج من الجيش ويعمل للرئاسة وبالتمديد يضرب هرمية الجيش وحق الضباط بالوصول".

وختم قائلا:"ان تنظيم قمة الرياض أمر جيد بمشاركة إيران، ومع وجود إجماع على حل الدولتين وإصدار بند حول حماية لبنان وهذا يضع السعودية في الصدارة العربية"، لافتا إلى أن "طبيعتنا أن نكون كلبنانيين جسر تواصل".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وحدة الساحات لافتا الى على لبنان حزب الله لا یمکن إلى أن من دون الى ان الى أن

إقرأ أيضاً:

الامم المتحدة تتهم اسرائيل بـاستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين

غزة " وكالات ": اعتبرت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة اليوم الخميس أن ممارسات إسرائيل خلال حرب غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية"، متهمة الدولة العبرية بـ"استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب".

صدر التقرير عن اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة.

وفي هذا التقرير الجديد الذي يغطى الفترة من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي حتى يوليو، أشارت اللجنة إلى "سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وظروف تهدد حياة الفلسطينيين فرضت عمدا".

وقالت اللجنة "من خلال حصارها لغزة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، وعلى الرغم من النداءات المتكررة للأمم المتحدة، والأوامر الملزمة من محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب إسرائيل عمدا في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة".

وأفادت اللجنة التي تحقق منذ عقود في الممارسات الإسرائيلية التي تؤثر على الحقوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأن "سياسات إسرائيل وممارساتها خلال الفترة المشمولة بالتقرير تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية".

وأكدت أن إسرائيل "استخدمت التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين".

حذّر تقييم مدعوم من الأمم المتحدة نهاية الأسبوع من أن المجاعة باتت وشيكة في شمال غزة.

ووثق التقرير الصادر الخميس كيف أدت حملة القصف الإسرائيلية المكثفة في غزة إلى تدمير الخدمات الأساسية والتسبب في كارثة بيئية ذات آثار صحية دائمة.

وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية استخدمت بحلول شهر فبراير من هذا العام أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات في أنحاء قطاع غزة، وهو ما "يعادل قنبلتين نوويتين".

توظيف الذكاء الاصطناعي في الحرب

الى ذلك، قالت اللجنة إن "إسرائيل، من خلال تدمير أنظمة المياه والصرف الصحي والغذاء الحيوية وتلويث البيئة، خلقت مزيجا قاتلا من الأزمات التي ستلحق ضررا شديدا بالأجيال القادمة".

وأعربت اللجنة عن "قلق عميق إزاء الدمار غير المسبوق للبنية التحتية المدنية وارتفاع عدد القتلى في غزة"، حيث قضى أكثر من 43700 شخص منذ بدء الحرب، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع الفلسطيني.

وقالت اللجنة إن العدد الهائل من القتلى يثير مخاوف جدية بشأن استخدام إسرائيل لأنظمة الاستهداف المعززة بالذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية.

وأوردت في تقريرها "إن استخدام الجيش الإسرائيلي للاستهداف بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مع حد أدنى من الإشراف البشري، إلى جانب القنابل الثقيلة، يؤكد تجاهل إسرائيل لالتزامها بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ الضمانات الكافية لمنع مقتل المدنيين".

وحذّرت من ما ورد عن توجيهات جديدة تخفض معايير اختيار الأهداف وتزيد من النسبة المقبولة سابقا للإصابات بين المدنيين والمقاتلين يبدو أنها سمحت للجيش باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي "لتوليد عشرات الآلاف من الأهداف بسرعة، فضلا عن تعقب الأهداف إلى منازلهم، وخاصة في الليل عندما تتجمع العائلات".

وشددت اللجنة على التزامات الدول الأخرى بالتحرك العاجل لوقف إراقة الدماء، قائلة إن "الدول الأخرى غير مستعدة لمحاسبة إسرائيل وتستمر في تزويدها بالدعم العسكري وغيره من أشكال الدعم".

أوامر الإخلاء ترقى إلى "جريمة حرب"

من جهة ثانية، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان في تقرير اليوم الخميس أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية في قطاع غزة ترقى إلى "جريمة حرب" تتمثل في "تهجير قسري" في مناطق وفي مناطق أخرى إلى "تطهير عرقي".

ووفقا للأمم المتحدة، نزح 1.9 مليون شخص من أصل 2,4 مليون نسمة منذ أكتوبر 2024.

وقال التقرير "جمعت هيومن رايتس ووتش أدلة على أن المسؤولين الإسرائيليين يرتكبون جريمة حرب تتمثل في التهجير القسري".

وأضاف التقرير "تبدو تصرفات إسرائيل وكأنها تتفق مع تعريف التطهير العرقي" في المناطق التي لن يتمكن الفلسطينيون من العودة إليها.

وبحسب الباحثة في المنظمة نادية هاردمان، فإن نتائج التقرير تستند إلى مقابلات مع نازحين من غزة وصور الأقمار الاصطناعية والتقارير العامة التي قدمت حتى أغسطس 2024.

وفي وقت تقول إسرائيل إن النزوح هدفه تأمين المدنيين أو لأسباب عسكرية ملحة، رأت هاردمان أن "إسرائيل لا تستطيع الاعتماد ببساطة على وجود المجموعات المسلحة لتبرير نزوح المدنيين".

وأضافت "يتعيّن على إسرائيل أن تثبت في كل حالة أن نزوح المدنيين هو الخيار الوحيد" وذلك للامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني.

وقال المتحدث باسم قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" أحمد بن شمسي "هذا الإجراء يحوّل أجزاء كبيرة من غزة إلى مناطق غير صالحة للسكن بشكل منهجي... وفي بعض الحالات بشكل دائم، وهو ما يرقى إلى مستوى التطهير العرقي".

وأشار التقرير إلى محور فيلادلفيا الذي يمتدّ على طول الحدود مع مصر ومحور نتساريم الذي يقطع غزة بين الشرق والغرب والمناطق فيهما التي "دمّرها الجيش الإسرائيلي ووسّعها وأزالها" لإنشاء مناطق عازلة وممرات أمنية.

ويتمسّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن القوات الإسرائيلية يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا لضمان عدم تهريب الرهائن خارج غزة.

وقالت هاردمان إن القوات الإسرائيلية حوّلت محور نتساريم بين مدينة غزة وواديها إلى منطقة عازلة بعرض أربعة كيلومترات خالية في الغالب من المباني.

ولم يأت التقرير على ذكر التطورات التي وقعت في الحرب منذ أغسطس، لا سيما العملية العسكرية الإسرائيلية المكثفة في شمال قطاع غزة والتي بدأت مطلع أكتوبر.

وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) لويز ووتريدج لوكالة فرانس برس إن العملية العسكرية في شمال قطاع غزة أجبرت ما لا يقلّ عن 100 ألف شخص على النزوح من أقصى الشمال إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.

ورأى تقرير "هيومن رايتس ووتش" أن "تصرفات السلطات الإسرائيلية في غزة هي تصرفات مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإخراج الفلسطينيين أو مجموعة عرقية أو دينية أخرى من مناطق داخل غزة بوسائل عنيفة".

وأشار التقرير إلى الطبيعة المنظمة للنزوح ونية القوات الإسرائيلية ضمان "بقاء المناطق المتضررة بشكل دائم... تمّ تفريغ غزة من سكانها وتطهيرها من الفلسطينيين".

الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة والتهجير

من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم الخميس إن "الفشل الدولي في وقف حرب الإبادة والتهجير واحترام وضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية يشجع حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل على التفاخر العلني بمواقفها الداعية إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية والمطالبة باعتراف العالم بها".

وأكدت الوزارة، في بيان صحفي اليوم أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا )، أن "شعبنا سيفشل مخططات الضم والتهجير كما أفشل سابقاتها".

وشددت الوزارة على أنها "ستواصل حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لحشد جبهة دولية حقيقية ضاغطة على الاحتلال لوقف حرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا، والبدء بمسار سياسي متعدد الأطراف يفضي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية".

وتابعت: "بدأت الحكومة الإسرائيلية بطرح سيل من التصريحات والمواقف بشأن طموحاتها ومشاريعها الاستعمارية التوسعية الداعية إلى ضم الضفة الغربية المحتلة أو أجزاء منها، كبالونات اختبار لفحص ردود الفعل الدولية ومواقف الدول بهذا الخصوص، في محاولة لخلق المناخات المواتية لارتكاب هذه الجريمة البشعة، ولإزالة الضرورة السياسية والقانونية والإنسانية لوقف حرب الإبادة والتهجير عن سلم الاهتمامات الدولية".

وأشارت الوزارة إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى إعادة ترتيب أولويات المنطقة والعالم وفقا لخارطة مصالحها في استمرار حرب الإبادة والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وتقويض أية فرصة لتطبيق حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، إذ يصعد الاحتلال في الوقت ذاته إجراءاته أحادية الجانب غير القانونية على الأرض، من الاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل وشق المزيد من الطرق الاستعمارية وغيرها، وكان آخرها هدم ثمانية منازل في سلوان بالقدس ضمن خطة لهدم حي كامل وتهجير ما يقارب 1500 مواطن".

مقالات مشابهة

  • الامم المتحدة تتهم اسرائيل بـاستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين
  • هجوم لبناني على اسرائيل بـ مسيّرات انقضاضية
  • الـ 2006 أوصلت عون إلى بعبدا... إلى أين ستوصل الـ 2024 باسيل؟
  • باسيل.. مع حزب الله وضده
  • هوكستين: هناك فرصة لوقف إطلاق النار في لبنان قريبا
  • باسيل: الحل الوحيد المتاح لوقف الحرب هو تطبيق الـ1701
  • كاتس: لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار في لبنان
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في لبنان
  • "الشعبية": تصريحات سموتريتش جزء من استراتيجية شاملة ينتهجها الاحتلال