دفاع صنعاء تذكِّر السعودية بأن وجودها مرهون ببقاء اليمن قوياً موحَّداً
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
ترفع سلطات صنعاء وتيرة لهجتها التصعيدية ضد التحالف بشكل واضح، خلال هذه الفترة، وبشكل غير مسبوق منذ استجابتها لخفض التصعيد العسكري الذي رافق المرحلة الأولى من الهدنة، والتي انتهت ولم تتوصل الأطراف إلى الاتفاق بشأن تجديدها وتمديدها، الأمر الذي تعده صنعاء عرقلة واضحة لتحقيق أي تقدم باتجاه إيقاف الحرب ورفع الحصار، باعتبار ذلك خطوة تثبت حُسن النوايا من أجل المضيِّ نحو سلام شامل،
حيث تتهم صنعاء دول التحالف بالمراوغة والاستخفاف بما تم التوصل إليه في الجولات الأولى من التفاوضات التي كان آخرها في رمضان الماضي وتتوالى تصريحات المسئولين في صنعاء- سياسيين وعسكريين- وجميعها تحمل تحذيرات شديدة اللهجة تؤشر على أن تفجير الوضع عسكرياً أصبح الخيار الأخير، إذ تقول صنعاء إنها لن تقبل ببقاء الوضع بين حالتي اللا سلم واللا حرب، فيما ترتب دول التحالف أوضاعها وتستمر في جلب القوات الأجنبية التي تتوافد على مدن وسواحل وجزر المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية.
وزير دفاع صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، قال إن قواته ستحرر الأراضي اليمنية مما وصفه بـ"دنس الغزاة وأدواتهم"، وخلال زيارته أمس الإثنين، لعدد من وحدات المنطقة العسكرية الرابعة في مديريات مقبنة والمخا والبرح وموزع وجبل حبشي بمحافظة تعز، ذكر العاطفي أن تحرير اليمن حق شرعي وقانوني، ولن تمنعهم من ذلك أي قوة، موجهاً النصيحة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالتوقف عن التحريض على التصعيد، بل إن على الدولتين أن تعينا دول التحالف بقيادة السعودية على الخروج مما وصفها بالحرب العبثية الهمجية، محذراً من أن العالم كله سيتضرر.
وفسر وزير دفاع صنعاء تحذيره من أن العالم سيتضرر إذا لم يخرج التحالف والقوات الأجنبية من اليمن، بحديثه عن مساحات محتلة في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمياه الإقليمية المتاخمة للمحيط الهندي، وجزر يمنية، مضيفاً: "لكن سنحررها"، في إشارة إلى أن هناك معركة بحرية مقبلة لإجبار القوات الأجنبية على الخروج من المياه الإقليمية والجزر اليمنية، وفق ما جاء في كلمة العاطفي.
العاطفي أكد أنهم ليسوا عشاق حروب بل مع السلام ولكن ليس الاستسلام، وأنهم يرحبون بالسلام إذا ما أراده التحالف، مستدركاً أنه إذا أراد التحالف التصعيد فإن ما وصفه بجحافل الجيش اليمني المنظم ستحرر اليمن "بفوهات البنادق والمدافع والصواريخ والطيران المسيّر"، مضيفاً "أن هناك دولاً كثيرة من أنحاء العالم جاءت بأساطيلها إلى باب المندب والمياه الإقليمية اليمنية بذريعة مكافحة الإرهاب والقرصنة".
وبيّن العاطفي أن تلك الدول جاءت بقواتها من أجل تأمين الكيان الإسرائيلي، وحماية مصالحها واحتلال الأراضي اليمنية ونهب الثروات وإذلال اليمنيين، حسب تعبيره، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وبقية الدول الغربية أساءت التصرف وشوهت سمعتها وأضرت بمصالحها من خلال استمرار دعمها لإسرائيل، مؤكداً أن ذلك سيتسبب في إلحاق الضرر بمصالحها في المنطقة، مذكِّراً دول التحالف المتواجدة في مياه اليمن الإقليمية والجزر بما يربطها باليمن من علاقات تاريخية، بينما لا تربطها أي علاقات بالإسرائيليين الذين جاءت لخدمتهم، وأن ذلك ليس سوى خزي وعار، مجدداً تحذيره للتحالف من الخسارة في حال لم ينفذ ما تم الاتفاق عليه، وفق شروط صنعاء، ومجدداً في الوقت نفسه التأكيد على ما أصبحت تمتلكه قوات صنعاء من الإمكانات والقدرات الكفيلة بتحقيق انتصارات كبيرة، وأنها أعدت العدة، ولديها أيضاً أسلحة جديدة ستعلن عنها القيادة في الوقت المناسب، حسب تعبيره.
وأوضح وزير دفاع صنعاء أن دول التحالف تدرك أن هناك مخططات غربية وإسرائيلية هدفها تمزيق الدول العربية وتقسيمها، حيث بدأوا بالعراق وسوريا واليمن وليبيا، مشيراً إلى أن تلك المخططات ستصل إلى السعودية وبقية دول الخليج، مؤكداً أن ما يحدث من مؤامرة ضد اليمن ستنعكس سلباً على المملكة ودول الخليج، فيما لن يؤَمِّن وجودهم سوى بقاء اليمن موحداً وقوياً، في إشارة إلى أن اليمن طالما كان وسيظل العمق الاستراتيجي الأمني للسعودية والخليج.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: يويفا يونيسيف يونيسف يونسكو يوم الولاية يوم القدس دول التحالف دفاع صنعاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل دولة عنصرية تفقد مبررات وجودها
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالين لاثنين من صحفييها تضمنا هجوما شرسا وانتقادات لاذعة لإسرائيل، ووصفاها بأنها دولة عنصرية تمارس التطهير العرقي وتنتهك كل قواعد النظام الدولي.
ففي المقال الأول، كتبت الصحفية ميراف أرلوسوروف أن إسرائيل، بعد فشلها في حماية حدودها، تسعى الآن لاحتلال الأراضي كأسلوب دفاعي مشكوك في نجاحه إلى حد كبير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوفيغارو: ترامب مرآة تعكس ضعف أوروبا وجبنها وأخطاءها الإستراتيجيةlist 2 of 2نايجل فاراج: على البريطانيين إنجاب مزيد من الأطفالend of listوانتقدت إصرار الجيش الإسرائيلي على إقامة مناطق أمنية جديدة احتلتها مؤخرا في سوريا ولبنان، وتساءلت عن جدوى زيادة ميزانية الدفاع بمقدار (77.25 مليار دولار أميركي) -حسبما أوصت بذلك لجنة ناغل المعينة من قبل الحكومة لتقييم ميزانية الأمن وبناء القوة- ليصل إجماليها بحلول عام 2034 إلى حوالي 281 مليار دولار.
مناطق منزوعة السلاحوقالت إن الإصرار على إقامة منطقة منزوعة السلاح بات أمرا معتادا، مشيرة إلى أن سكان شمال إسرائيل يرفضون العودة إلى ديارهم لأن الاتفاق المبرم مع لبنان يتضمن انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي إلى الحدود الدولية والسماح لسكان القرى الواقعة على الجانب الآخر من الحدود بالعودة إلى ديارهم.
وفي الجنوب، تواصل إسرائيل عزمها على إقامة منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود مع غزة والحفاظ عليها.
إعلانوتساءلت الصحفية الإسرائيلية عن العائد الذي يمكن أن تجنيه دولة الاحتلال من هذا الاستثمار الهائل، إذا كان الجيش في المقابل يركز على إنشاء خنادق وحواجز ضخمة تساعد في صد أي هجوم حتى لو كان بسيارات تويوتا بيك آب ودراجات نارية كتلك التي استخدمها مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جيش سيئ ومسعور
ونسبت إلى أوري جوزيف، الذي تصفه بأنه أبرز المؤرخين العسكريين في إسرائيل، القول: "لدينا سيئ ومسعور، فقد كل ثقته في نفسه"، ناصحا القادة العسكريين بنشر كتيبتين إضافيتين من الدبابات على حدود قطاع غزة.
وتقول أرلوسوروف إن على الإسرائيليين الاستماع إلى البروفيسور جوزيف عندما يستخدم ألفاظا مثل "سيئ" و"مسعور" لوصف الجيش الذي سبق أن عدّه، بعد تعافيه من هزيمة حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، "أفضل جيش في العالم".
ويحذر المؤرخ العسكري جوزيف من أن ما تقوم به إسرائيل الآن في سوريا من احتلال لأراضيها "هو انتهاك لجميع القواعد الدولية.. ويحدث من دون أي تحريض أو تعرض لأي هجوم".
واعتبر ذلك دليلا على دولة تظن أنه مسموح لها أن تفعل كل شيء، وعلامة لجيش لا يعرف كيف يفعل أي شيء".
وخلصت كاتبة المقال إلى أن ثمة قلقا من أن إسرائيل أصبحت "مولعة" بالمنطقة الأمنية في سوريا أيضا، مؤكدة أنه حتى احتلال الضفة الغربية كمفهوم دفاعي لم يثبت جدواه حتى الآن.
فقدان مبررات الوجودوفي المقال الثاني بصحيفة هآرتس، يرى الكاتب مايكل سفارد أن إسرائيل تفقد باطراد مبررات وجودها بسبب نظامها الحاكم.
وقدّم حيثيات أقرب ما تكون لمحاضرة عن مفهوم الدولة كمصطلح في القانون الدولي، إذ يرى أن الدولة -من منظور ديمقراطي وإنساني- ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق حقوق مواطنيها ورعاياها، وكيان سياسي يهدف إلى خدمة البشر.
وقال إن الدول التي لا تخدم سوى الطبقة الحاكمة، تستغل من لا ينتمون إليها ولا تبالي برفاهية رعاياها، وهي بهذا الفهم "دول فاسدة ومجرمة..".
إعلانوانطلاقا من هذا التعريف، يقول الكاتب -وهو محام وناشط سياسي متخصص في القانون الدولي لحقوق الإنسان وقوانين الحرب- إن الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين لدى حركة حماس، محكوم عليهم بالموت في عذاب لتحقيق حلم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأن يصبح نبوخذ نصر في غزة، تشبيها بالملك الذي حكم إمبراطورية بابل في عصور ما قبل التاريخ.
وأضاف أن الأسرى سيظلون يتحملون الجوع والتعذيب في الأنفاق المظلمة ليبقى نتنياهو في مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس.
تسير عكس مثلها الأعلىومضى إلى القول إن المشروع الإسرائيلي كان يزعم إقامة ديمقراطية ليبرالية، ولكنه اليوم بعيد كل البعد عن هذا المثل الأعلى، وهو يواصل التحرك بسرعة في الاتجاه المعاكس مع مرور كل يوم.
فالمثل العليا لجوهر الدولة، التي صاغتها الثورتان الفرنسية والأميركية، مرورا بدروس الحرب العالمية الثانية وإنشاء الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، "استبدلتها (إسرائيل) بمبادئ الكراهية والعنصرية وإسكات المعارضة وتركيز السلطة في يد الائتلاف الحاكم".
ووفقا لمقال سفارد، فإن أي تقييم صادق لواقع إسرائيل الراهن سيواجه صعوبة في إيجاد مبرر لوجودها كدولة، في ظل وجود حكومة فشلت في منع "اختطاف" مواطنين من عائلاتهم.
دولة التطهير العنصريومع أن المحامي والناشط السياسي يعتقد أنه قد تكون هناك أسباب مشروعة لمعارضة صفقة تبادل الأسرى في ظل ظروف معينة، إلا أن تخريبها الذي "يتكشف أمام أعيننا"، ليس مدفوعا بمخاوف على أمن إسرائيل، وفق تقديره.
ومع ذلك، فهو يشير إلى أن الهدف من تقويض الصفقة يهدف إلى خدمة أوهام الأيديولوجيا الدينية والاستعمارية لليمين المتطرف ولضمان البقاء السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأكد سفارد أن "إسرائيل دولة عنصرية، تدعم التطهير العرقي، وتفترس منتقديها، وتضمر الاحتقار لمواطنيها من غير اليهود، ولا تبدي أي تعاطف مع مواطنيها الأبرياء الذين تم أخذهم كرهائن".
إعلانوختم مقاله بأن إسرائيل مثل بنك يسرق عملاءه ثم يحرض ضدهم، وتساءل مرة أخرى عمّا تبقى من مبرر لوجودها.