خلافا للجو الاعلامي.. المجتمع متضامن
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
بالرغم من الاشتباك السياسي والاعلامي الحاد بين "حزب الله" وحلفائه من جهة والمعارضة من جهة اخرى، الا ان الواقع الشعبي على ارض الواقع يبدو مختلفا بشكل كبير عما يظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن المناطق والمدن والقرى حيث نفوذ خصوم "حزب الله" تشهد بشكل لافت تكافلا اجتماعيا استثنائيا من حيث دعم ومساعدة النازحين من المناطق كافة.
وترى المصادر ان الدعم المالي والتطوع المستمر من قبل عناصر شابة مقربة من خصوم الحزب يعتبر سمة عامة وليس حالة استثنائية، وهذا ما لا تعترض عليه القوى السياسية المعارضة وان كانت لا تشجعه.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سلطات الأمر الواقع البائس
سلطات الأمر الواقع البائس
خالد فضل
هل توجد في بلاد السودان سلطة حكومية معترف بها وبشرعيتها وسط أغلبية الشعب السوداني، أم هي كما يطلق عليها سلطة الأمر الواقع ؟ حسنا لنمض في النقاش بموضوعية وعقلانية ، ونقرر الإعتراف بسلطة الأمر الواقع . من هو رئيسها ؟ الإجابة طبعا هو الفريق البرهان ما صفته الرئاسية رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، وصفته المهنية ؟ القائد العام للقوات المسلحة السودانية . كيف ومتى حاز على الصفتين ؟ الإجابة بدون رتوش : قيادة القوات المسلحة يوم 12أبريل 2019م عقب إستقالة الفريق أول عوض ابن عوف ؛ نائب رئيس الجمهورية السابق عمر البشير ووزير دفاعه وقائد عام جيشه والذي كان قد أذاع بيان خلع الرئيس البشير والتحفظ عليه في مكان آمن يوم 11أبريل، واستلامه للحكم وتكوينه لمجلس عسكري لقيادة البلاد لمدة عام واحد تجرى بنهايته إنتخابات عامة يقرر فيها الشعب من يحكمه . وتحت الضغط الجماهيري الهائل والرفض العارم لتلك الخطوة من جانب المتظاهرين المحتشدين أمام بوابات القيادة العامة للقوات المسلحة في وسط الخرطوم ، أذاع ابن عوف بيانا آخرا مساء الجمعة 12أبريل، أعلن فيه تنحيه عن قيادة المجلس العسكري رفقة نائبه كمال عبدالمعروف، واختار الفريق عبدالفتاح البرهان ليخلفه في المنصب .
وبالفعل ساد نوع من إختلاف وجهات النظر في ساحة الإعتصام بين من يرى في تلك الخطوة إاتفافا على الثورة ومقاصدها النبيلة، وآخرون يرون أنّ الحكمة السياسية تقتضي بعض المرونة في التعاطي مع المستجدات، في تلك اللحظات بدا يتضح تأثير الفريق حميدتي على مجرى الأحداث ، فقد جاء التشكيل الأول للمجلس العسكري خلوا منه و وتردد أنّه رفض الإذعان لسلطة اللجنة الأمنية للبشير، وبضغط منه تمّ اختيار البرهان ؛ الشخصية المغمورة حتى تلك الأوقات ؛ ويقول بعض العارفين بشؤون القوات المسلحة، إنّ وظيفة المفتش العام تعتبر بمثابة (تخزين) لضابط كبير قبل إحالته للمعاش، وتأتي في إطار حفظ حق الزمالة أكثر منها وظيفة فعلية مؤثرة . وقد سمعت في ساحة الإعتصام من يهتف باسم الضابط (أبو عشرة) ويردد الشباب والكنداكات (شيلوا الحشرة وجيبو ابوعشرة) ضمن هتافاتهم العذبة الطازجة الواعية ( شالو وداد وجابو أماني زي ما سقطت أول ح تسقط تاني) أمّا وداد بابكر فقد كانت معروفة بالسيدة الأولى وزوجة الرئيس البشير ولكنني شخصيا لم أك أعلم من هي أماني حتى قيل لي إنها زوجة الفريق ابن عوف _لها حق الإحترام إذ لم تلغ في الشأن العام فيختلف الناس حولها أو يتفقون, أمّا السيدة وداد فهي شخصية عامة بحكم مشاركتها في الأنشطة العامة عبر مؤسسة سند , وحقّها في الإحترام الشخصي محفوظ ,ولكن يجوز الإختلاف حول أدائها العام _ المهم كانت تلك محطة البرهان في وظيفة القائد العام ؛ ولعله لم يك لباالغها لولا تلك الثورة الشعبية ذات الأغلبية الشبابية النسائية العارمة , ولولا ضغط صديقه ورفيقه حميدتي !!
أمّا منصب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ؛ فقد تبوأه الرجل بموجب الوثيقة الدستورية الموقعة بين مجلسه العسكري وتحالف قوى الحرية والتغيير ؛ وهو التحالف السياسي المدني الذي نشأ على خلفية الإحتجاجات والمواكب التي انتظمت الخرطوم وبعض مدن السودان وخارجه تطالب بإسقاط نظام المؤتمر الوطني وحكم الحركة الإسلامية . ولتنشيط الذاكرة فقط ؛ فقد تكوّن التحالف من خمس كُتل سياسية هي ، تجمع المهنيين، التجمع الإتحادي (8 تنظيمات إتحادية) ، نداء السودان ؛ ومن ضمنه الجبهة الثورية ، قوى الإجماع الوطني ، وكتلة المجتمع المدني (عدد من منظمات المجتمع المدني) .هذه هي قحت , وقد ساد في أوساط الناس مختصرها وكأنها تنظيم واحد . تلك الوثيقة هي من جاءت بمنصب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، وتمّ تحديد موعد زمني، 16نوفمبر 2021م لإنتهاء أمد شغل المنصب من جانب المكوّن العسكري المسمى ( القوات المسلحة والدعم السريع) يؤول المنصب للمكون المدني ؛ أي يصبح رئيس مجلس السيادة الإنتقالي شخص آخر من المدنيين أعضاء المجلس . تلك هي الوثيقة ونصوصها، والعقد شريعة المتعاقدين كما يقال .
الحقيقة الموضوعية والمجرّدة من السوابق واللواحق أنّ السيد البرهان لم يف بالعهد , وخرق الإتفاق _إنْ لم نقل خانه_ وأذاع بيان إنقلابه المشهور في يوم25 أكتوبر2021م تحت زعم تصحيح مسار الثورة . وأقال من طرف واحد أعضاء المجلس السيادي المدنيين، وحلّ الحكومة التنفيذية المدنية، وجميع الدستوريين المدنيين من جانب المكون المدني، وزجّ بهم في المعتقلات وحبس رئيس مجلس الوزراء وحدد إقامته . ولم يبق من اثر لمن تعاهد معهم إلا لمن ألحقوا باتفاق جوبا . ومعظمهم من حلفاء المكون العسكري (المدخرين ) لهذا اليوم كما انكشف الأمر لاحقا . لقد تمّ تصنيف ما قام به البرهان بأنّه إستيلاء غير دستوري على السلطة بموجب دستور الإتحاد الإفريقي فجمّدت عضوية السودان فيه . ومن يوم الإنقلاب إلى يومنا هذا تواصل المسرحية عروضها الكئيبة، ويتابع الجمهور في مسرح اللامعقول بهلوانيات العرض كما يتابع الجمهور في بلدان وأوطان تليق، عروض (مسرح تحريك الدُمى) !! ويسمون ما يقع أمام أعينهم من سراب (بالأمر الواقع) وبئس الوقوع !! أ ليس في العقول الصدئة بقعة صغيرة ما تزال مجلوة مما ران عليها ؟ أ ليس وسط الغافلين شخص رشيد ؟ حسبي الله ونعم الوكيل !
الوسومالبرهان المعاش الوثيقة الدستورية خالد فضل