شبكة انباء العراق:
2025-03-17@23:38:32 GMT

انظمة تستحي وأخرى لا تستحي

تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

حكايتنا هذه المرة تتناول الإجراءات الدونية التي تبنتها بعض الأنظمة العربية، وتتناول أيضاً إجراءات نبيلة ترفع الرأس، تفاخرت بها أنظمة عربية أخرى. .
وعلى وجه العموم نرى انها (سواء كانت من النوع التعيس أو النفيس) تستحق العرض لمعرفة حجم الانحراف الذي شهدته الاخلاق الدبلوماسية ومفارقاتها العجيبة.

.
مثال على ذلك نذكر: ان الحكومة السودانية في زمن (النميري) تنمرت وتبطرت على الشاعر الكبير (محمد مفتاح الفيتوري)، فسحبت منه الجواز والجنسية عام 1974، وعزلته عن مهام عمله كسفير في لبنان لأسباب مزاجية بحتة. فأصبح بين ليلة وضحاها، بلا عمل، وبلا هوية، وبلا وطن. .
ولما وصل الخبر إلى العقيد القذافي، ارسل طائرة خاصة إلى مطار بيروت حملت السفير المعزول وأولاده الى طرابلس، وكان العقيد بإنتظار (الفيتوري) في خيمته المعهودة، حيث استقبله استقبال المحبين، ومنحه الجنسية الليبية، واصدر قراراً فوريا بتعيينه سفيرا فوق العادة ووزيرا مفوضا في لندن. .
وبالمقابل لدينا وزير عراقي مستقل، ثم صار هذا الوزير من خيرة النواب الذين تميزوا بالذود عن حقوق الفقراء، لكنه كان متقاطعا مع معظم الكيانات السياسية المتنفذة، فناصبوه العداء منذ عام 2016 وحتى يومنا هذا، وكانوا وراء تمويل الحملات الاستهدافية لتشويه صورته، حتى وصل بهم الخبث إلى تحريك الدعاوى الكيدية الملفقة، وظلوا يتحينون الفرص للانتقام منه لأنه ليس منهم، ولا يشبههم، وربما بدوافع الغيرة والحسد بسبب قاعدته الجماهيرية الكبيرة وتعاطف الناس معه. ثم وقع ما لا يخطر على البال حينما استغلوا علاقاتهم الاقليمية لتضييق الخناق عليه، ومضايقته في المطارات والمنافذ، مستخدمين نفوذهم الدبلوماسي للتنكيل به بأساليب دنيئة لا يلجأ اليها إلا الذين فقدوا مروءتهم وباعوا انفسهم للشيطان. .
الشيء الآخر ان هذا النائب والوزير الأسبق عرفته المنصات العلمية والنوافذ الأدبية. وشهدت الصحافة والجامعات والمكتبات بدراساته وكتاباته ومؤلفاته الرصينة. لكنهم حرموه من وطنه، ومنعوه من زيارة عائلته. .
لم يرتكب جرما ولم يقترف إثما، فهو غير مدان بجريمة مخلة بالشرف، ولا من تجار المخدرات، ولا من مهربي المشتقات النفطية، وليست لديه علاقات مريبة، ولا ارصدة في البنوك. لكنهم تحالفوا عليه، وتربصوا به. وكل القصة وما فيها انه ينتمي إلى العراق، ويتصرف بعفوية تامة في التعامل مع المعضلات التنفيذية. ومع ذلك ظل يتصدر قائمة المستهدفين في حكومة عبدالمهدي وفي حكومة الكاظمي، ثم ارتفعت وتيرة الاستهداف في حكومة زميله (السوداني) الذي يعد من اكثر العارفين بالمنغصات التي انهالت فوق رأس هذا الانسان المسالم. .
ختاماً: في ظل غياب مكارم الاخلاق يتعذر على معظم الكيانات السياسية استعادة مروءتها، ذلك لانهم لا يعرفون حدودهم الأخلاقية، ولا يعترفون بكرامة المواطن، ولا يضعونه فوق كل اعتبار. و وصل بهم مستوى الانحدار في الخصومة إلى الحضيض. .
لا شك اننا نتمنى العيش الكريم في هذا البلد العظيم، لكن سفينتنا ظلت تواصل السير في الاتجاه الخاطئ. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

توجيهات بمنع وزراء حكومة عدن من السفر (وثيقة+تفاصيل)

الجديد برس|

أصدر رئيس الحكومة التابعة للتحالف، أحمد عوض بن مبارك، تعميمًا بمنع الوزراء المتواجدين في عدن من السفر إلا بموافقة مسبقة منه، وذلك في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول دوافعها وتوقيتها.

وجاء القرار، الذي تم إصداره الخميس الماضي، وسط احتدام الخلافات بين قيادات الحكومة التابعة للتحالف، حيث يتصاعد الصراع بين رئيس الحكومة، أحمد بن مبارك، من جهة، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، من جهة أخرى، حول السيطرة على حقول النفط في محافظة شبوة.

وأثار قرار منع الوزراء من السفر تساؤلات حول أهدافه، خاصة في ظل التطورات السياسية الأخيرة، حيث طالب 16 وزيرًا الأسبوع الماضي بالإطاحة برئيس الحكومة، مما يعكس عمق الانقسامات داخل الحكومة الموالية للتحالف.

ويرى مراقبون محليون أن هذه الإجراءات تأتي كرد فعل على تلك المطالبات، حيث تسلط الضوء على حالة الانقسام السياسي بين الأطراف الموالية للتحالف، والتي تشهد صراعات داخلية حول السلطة والموارد.

وتأتي هذه التطورات في إطار الصراع الدائر بين الفصائل الموالية للتحالف، حيث تسعى كل جهة إلى تعزيز نفوذها والسيطرة على الموارد، مما يزيد من معاناة المواطنين في ظل الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية يعزي ذوي الشهداء الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم الوطني
  • كشافة الحرم.. أبطال التطوع الذين يسهلون رحلة المعتمرين بروح العطاء
  • غيث: رد حكومة الدبيبة على المصرف المركزي غير دقيق
  • توجيهات بمنع وزراء حكومة عدن من السفر (وثيقة+تفاصيل)
  • عاجل : إعلان رسمي بأعداد الضحايا الذين سقطوا خلال القصف الأميركي لعمارة سكنية في العاصمة صنعاء
  • سول تشهد مسيرات مؤيدة وأخرى معارضة لعزل الرئيس يون سوك يول
  • سول تشهد مسيرات مؤيدة وأخرى معارضة لعزل الرئيس
  • حزب بارزاني: علاقاتنا جيدة مع حكومة الشروع
  • توضيح من حكومة الإقليم بشأن عطلة ذكرى قصف حلبجة
  • محمد بن راشد: أطفالنا اليوم هو الرجال والنساء الذين سيحملون ويحمون ويبنون مستقبل بلادنا